الحركة الطلابية المسيرة والمسار - الجزء الثاني

بقلم المناضل الأستاذ: عمر جابر عمر - ملبورن، استراليا

القاهرة (2)

بعد انتهاء مرحلة التأسيس، دخلت الحركة الطلابية في القاهرة مرحلتها الثانية 1958-1963م

تميزت تلك المرحلة بما يلي:-

1. التحرك السياسي والإعلامي المكثف ضد إثيوبيا ومن أجل نشر القضية الإريترية.

2. تطور العلاقة مع المنظمات الطلابية الأفريقية والعربية المتواجدة في القاهرة.

3. توسع التدفق الإريتري إلي القاهرة - ولكن الأهم هو التغيير النوعي في مجالات تخصص دراسة الطلبة الإريتريين.

إذا أخذنا البند الأول فأنه يمكن تسجيل الأحداث التالية.

* بعد إنزال العلم الإريتري عام 1958 بدأ التحرك الطلابي يأخذ شكل مواجهة مباشرة ضد السفارة الإثيوبية في القاهرة ولكن الحدث الأكبر تمثل في اجتماع عدد من الطلبة مع القائد (إدريس محمد أدم) وتأسيس جبهة التحرير الإريترية تنظيمياً وسياسياً عام 1961م كان المشاركون في ذلك الاجتماع التأسيسى هم:-

1. إدريس محمد أدم (لاجئ سياسي)

2. إدريس عثمان قلا يدوس (طالب)

3. محمد صالح حمد (طالب)

4. سعيد حسين (طالب)

5. طه محمد نور (طالب)

6. أدم محمد علي أكتى (طالب)

7. محمد سعيد عمر أنططا (طالب)

8. سليمان محمد (طالب)

في ذلك اليوم أصبحت الحركة الطلابية طليعة الكفاح ضد الاحتلال الإثيوبي - ولم يتوقف الطلاب عند حد التنظير ووضع البرامج، بل ذهبوا كما سنرى - إلى الانضمام إلي الثوار.

* قام الطلبة بمهاجمة السفارة الإثيوبية أكثر من مرة ودخلوا فيها وأخذوا منها وثائقواحرقوا اخرى وتعرضوا لإطلاق الرصاص من قبل أعضاء السفارة وجرح بعضهم وأعتقل أخرون من الأمن المصري.

* قاموا بتوزيع مذكرة أعدتها جبهة التحرير علي وفود قمة منظمة الوحدة الأفريقية في القاهرة.

1. رغم حصار رجال الأمن المصري لمقر المؤتمر.

* استقبلوا (هيلي سلاس) في مطار القاهرة بشعارات معادية مكتوبة باللغة الأمهرية لم تستطع أجهزة المخابرات المصرية معرفة مضمونها !

* قاموا بمظاهرات إمام مقر الأمم المتحدة في القاهرة وقدموا مذكرات ضد إثيوبيا.

2. استطاع اتحاد الطلبة في القاهرة توسيع وتطوير علاقاته مع المنظمات الطلابية الأفريقية والعربية الأمر الذي ساعد علي نشر القضية الإريترية.

والجدير بالذكر أن من قام بتوزيع المذكرة علي وفود مؤتمر القمة الأفريقية هم طلبة الصومال والسودان بحكم تواجد وفودهم رسمياً داخل المؤتمر وسهولة دخولهم إلي قاعة المؤتمر بصحبة وفود بلادهم.

3. وعلي مستوى الأكاديمي شهدت المرحلة الثانية توجه الطلاب الإريتريين للدراسة في المعاهد العلمية والجامعات المصرية بعد أن كان معظمهم يدرس دراسات دينية في الأزهر. وكانت نتيجة ذلك أن تخرج العشرات من كليات الحقوق والتجارة والزراعة والعلوم وحتى الطب.

أصبحت القاهرة قبلة للطلاب الإريتريين ومزاراً لمن أراد التعرف علي التطورات السياسية في إريتريا والاستماع إلي صوت الشعب الإريتري.

بعد تأسيس جبهة التحرير كانت القاهرة مقراً لنشاط القيادة السياسية وكان اتحاد الطلبة مركزاً لإعداد وطبع ونشر صحيفة الثورة الناطقة بأسم (جبهة التحريري الإريترية).

بعد أن كانت (القاهرة) جامعة للإريتريين أصبحت (حاضنة) للطليعة التي أسست الجبهة ومركز لإعداد و (تصدير) الكادر الذي شكل المستقبل السياسي والعسكري (لجبهة التحرير الإريترية).

علي مستوى سياسي - قدمت القاهرة مجموعة من الرواد (جميعهم طلاب) كجزء من القيادة السياسية (المجلس الأعلى):

1. إدريس عثمان قلايدوس

2. محمد صالح همد

3. سيد أحمد محمد هاشم

4. طه محمد نور.

وبالمقابل تطوع من طلاب القاهرة العشرات للالتحاق بالعمل العسكري - أما من خلال دورات عسكري في الخارج (سوريا العراق) أو الذهاب مباشرة إلي الميدان وكان أول طالب يلتحق بالثورة هو (حليب ستى - أحمد إبراهيم نفع) ومن هؤلاء من وصل إلي مواقع قيادية عسكرية بل وسياسية في الثورة الإريترية نذكر منهم.

1. محمد عبدة،

2. عبدالله إدريس،

3. عبدالكريم أحمد،

4. جعفر جابر عمر،

5. محمد علي عمرو،

6. رمضان محمد نور،

7. حامد أحمد عثمان،

8. صالح إبراهيم (جمجام)،

9. أدم صالح شيدلي،

10. عثمان عجيب،

11. أحمد إبراهيم (سكرتير).

وبعد تأسيس جبهة التحرير صدرت صحيفة (الثورة) الناطقة باسم الجبهة في القاهرة وكان المحررون والموزعون جميعهم من الطلبة وكانت أسرة التحرير تتكون من:-

1. محمد علي عمرو - رئيس التحرير،

2. رمضان محمد نور،

3. عبدالحميد سعيد ناصر،

4. عبدالكريم أحمد،

5. محمد علي أفعرورة،

6. محمد سعيد عمر،

7. محمد إبراهيم إدريس،

8. حامد صالح تركي،

9. محمد أحمد (أحمدان).

وكان عنوان المجلة (مجلة الثورة) - مجلة شهرية - لسان حال الشعب الإريتري.

وكان الغلاف يحمل خارطة أفريقيا وفي داخلها العلم الإريتري وفي منطقة إريتريا يخرج البركان (دليل علي اختيار الكفاح المسلح) وعلى جانب من الغلاف رسم للجامع والكنيسة إشارة إلي وحدة الشعب الإريتري!!.

تلك كانت مرحلة الانطلاق والبدء في استكشاف أفاق رحبة للخروج بالحركة الطلابية إلي عالم أوسع ونشر القضية الإريترية وتثبيت (البندقية) في الساحة الإريترية.

القاهرة (3) 1965-1969م:

أصبحت القاهرة (قبلة) للإريتريين يقصدونها لتحصيل العلم ويقيمون فيها طلباً للحماية والعيش بسلام.

كانت السلطات المصرية تفتح أبواب الأزهر للإريتريين ولكنها كانت لا تعطي فرصاً كثيرة للالتحاق بالمدارس والجامعات المصرية. ولمواجهة ذلك الموقف كان الطلبة الإريتريون يسجلون في الأزهر للحصول علي المنحة ثم يلتحقون بالمدارس ولكن ذلك لم يكن كافياً - لذا فقد بدأت هجرة من القاهرة إلي الدول العربية الأخرى: العراق - سوريا - الكويت - ليبيا - حيث وجد الإريتريين فرصاً جديدة للتعليم في الجامعات العربية، وبعضهم هاجر إلي أوربا. كانت الخلافات الإريترية - الإريترية قد تلاشت تقريباً بعد تراجع (حركة تحرير إريترية) واختفائها عن المسرح السياسي الإريتري.

قام اتحاد الطلبة الإريتريين في شارع شريف بأنشطة ثقافية واجتماعية ورياضية جعلت من الإريتريين قوة وسط الطلاب الأسيويين والأفارقة. ومن خلال تلك العلاقة استطاع الطلاب نشر قضيتهم خاصة وسط الأفارقة الذين كانوا (يقدسون) هيلاسلاسي ويعتبرونه رمزاً أفريقياً.

كانت سنوات 1965-1969م أكثر سنوات الوفاق الداخلي والعطاء الثوري وحدة الكلمة والمواقف بين الإريتريين في القاهرة.

كان التنافس بين الطلاب علي تحصيل العلم من جهة وتقدم صفوف المتطوعين للعمل الثوري من جهة ثانية وفي تلك الفترة برزت مواهب في شتى المجالات خاصة الأدب والشعر - نذكر هنا كمثال الشاعر عبد الرحمن سكاب والشاعر الأديب أحمد سعد، كما ان العلاقة مع المجتمع المصري بدأت تأخذ أبعاداً جديدة خاصة مع الأدباء والصحفيين ورجال الفكر.

وكان التنافس علي مقاعد إدارة اتحاد الطلبة يتسم بالنزاهة وتقديم الخدمات الأفضل للطلاب خاصة في المجال الاجتماعي ورعاية القادمين الجدد وتسهيل التحاقهم بالمعاهد الدراسية المصرية. ولكن مع التقدم في تلك المجالات وزيادة وتوسع أنشطة الاتحاد كانت هناك ظاهرة بدأت تبرز في المناخ السياسي الإريتري وكان لها أثارها وتأثيرها في المراحل اللاحقة. كان بعض الطلاب يعتقدون أن لهم (حق) تاريخي علي قيادة الجبهة (المجلس الأعلى) وبالتالي فان علي تلك القيادة أن ترفع تقريراً إلي هؤلاء الطلاب !! وبحكم تواجد تلك القيادة (المجلس الأعلى) في القاهرة فان العلاقة كانت شبه يومية والاحتكاك كان مباشراً.

وبالمقابل فان قيادة الجبهة بعد السنة الأولى من التأسيس بدأت تحركها واتصالاتها لكسب التأييد وتجنيد الإريتريين في المهجر.

تحرك السيد إدريس محمد أدم إلي السودان والتقى الجنود الإريتريين في الجيش السوداني وكانت بداية التحاق هؤلاء الجنود بالقائد (عواتى) وتأسيس العمل العسكري. ثم أنضم إلي المجلس الأعلى السيد/ عثمان صالح سبى. وبدأ التحرك نحو العمال في السعودية الذين جمعوا التبرعات لشراء أسلحة.

وتم افتتاح أول مكتب للجبهة في الصومال ثم سوريا وأصبحت قيادة الجبهة لا تلتقي مع الطلاب الإريتريين في القاهرة آلا نادراً وأثناء المرور بالقاهرة.

توسع التنظيم وأنتشر وخرج عن مرحلة (الحضانة) الطلابية ولكن بعض الطلاب لم يستوعب ذلك التطور خاصة في ظل غياب (مرجعية) لقيادة الجبهة - لا مجلس تشريعي ولا مؤتمر - ولكن تلك قصة أخرى - المهم أن الطلاب بدأ تمحور هم التنظيمي واصطفافهم السياسي وفق قاعاتهم ومتابعاتهم وعلاقاتهم، مع قيادة الجبهة (المجلس الأعلى) الذي تبدلت تركيبته ومسميا ته وأصبح علي غير ما بدأ في الإطار وانتهى إلي غير ما حسب هؤلاء الطلاب. وفي تلك المرحلة برزت قيادات طلابية جديدة في القاهرة نذكر منهم:-

1. سراج موسى عبدة،

2. عبدالله عمر ناصر،

3. عمر محمد سليمان،

4. محمد عثمان أبوبكر،

5. عبدالله نعمان،

6. إبراهيم محمد إبراهيم،

7. علي إبراهيم خلفية.

هؤلاء وأن بدءوا في إطار اتحاد الطلبة في إطار اتحاد الطلبة في القاهرة آلا أنهم سرعان ما تقدموا الصفوف في مرحلة التوسع في الشرق الأوسط ومن بعد (الاتحاد العام لطلبة إريتريا) وأخيراً كانوا رموزاً للخلافات التي عصفت بالحركة الطلابية والتي كانت نتاجا مباشر لما حدث في جبهة التحرير من انشقاق بعد عام 1971م سنتطرق إلي ذلك بالتفصيل عندما نتناول تكوين الاتحاد العام لطلبة إريتريا بشقيه (بغداد - القاهرة) ولكن الآن سنذهب إريتريا وماذا حدث هناك وكيف اختلفت التجربة في الداخل عن تلك التي بدأت في القاهرة.

إلى اللقاء... في الجزء القادم

Top
X

Right Click

No Right Click