نبذة عن القائد البطل حامد إدريس عواتي

إعداد: مركز النارا للدراسات والتوثيق

حامد عوّاتي مؤسس ومفجر النضال وملهم القادة والعظماء والأحرار ورمز النضال والتحرير للشعب الإريتري.

الميلاد ومكان الميلاد: ولد في العام 1908م. بمنطقة النارا الهبردا، وهبردا هي دامر يتبع لقبيلة النارا في مقاطعة مقلو.

اللغات التي يجيدها هي: النارابنا والتقرايت والعربية والإيطالية والتغرينجا.

جذوره: ينحدر حامد عواتي من النارا الهبردا، من أبوين من النارا والده إدريس عواتي المعروف بالشجاعة بين أهله بالقاش، ووالدته هي السيد حواء شبول، وكان جده فايد فايدوم من شيوخ النارا الهبردا ضمن كيان نظارة شيخ محمد شيخ أري عقبة.

كان والده إدريس عواتي فايد رامياً بارعاً تربى على الفروسية وركوب الخيل حتى أنه بعد قوية عوده إمتهن حرفتي القنص والصيد كعادة أهل منطقته وباتت مصدراً من مصادر العيش بعرق جبينه في منطقة القاش، وهو والد الزعيم الوطني حامد إدريس عواتي، وكان إدريس عواتي يسكن قرية (هبردا) التي ولد وترعرع فيها.

كانت مهنة الصيد والقنص حرفة قديمة جدا لبعض سكان المنطقة الغربية من إرتريا، وكانوا ينشطون في هذا المجال، وقد اشتهروا به دون غيرهم من سكان المناطق والأقاليم الأخرى.

كان إدريس عواتي فارساً و قناصاً ماهراً يصيد الأبقار الوحشية والزرافات والأفيال والنمور برفقة إثنين من زملائه هما، إدريس شبيدان و محمد شلال، كان ذلك إبان فترة الإستعمار الإيطالي في إرتريا. وكان الثلاثة يستخدمون الأسلحة النارية في اصطياط الفرائس، وحدث ذات مرة أن سلطة رعاية الغابات التابعة للحكومة الإيطالية قبضت علي كل من إدريس شبيدان وهمد شلال وأودعتهما بالسجن كإجراء إداري للتخفيف من حدة إصطياد الحيونات البرية، أما إدريس عواتي فقد تمكن من الإفلات وعبر الحدود إلي داخل الأراضي الأثيوبية، وإستقر به المقام في منطقة (تكلمبا) داخل أراضي تجراي، ثم سلك طريقه الي منطقة (ايلقين) وبعد ردح من الزمن إنتقل إلي منطقة مقولة في ضواحي (اوقارو) وفي فترة لاحقة عاد إدريس عواتي الي عائلته بقريته الأصلية هبردا في إرتريا.

نشأته: إنتقلت الأسرة وحامد في بواكيره من هبردا الي قرست بالقرب من قلوج ونشأ فيها، التحق في العام 1935م جندياً بالجيش الإيطالي، وقد أتيحت له فرصة الدراسات الأولية في اللغة الإيطالية فأجادها بسرعة كبيرة وهو الأمر الذي شجع الإيطاليين لإعطائه فرصة أكبر للترقي وقاموا بإرساله إلى العاصمة الإيطالية روما في دورة متخصصة في مجال المخابرات العسكرية ضمن مجموعة من الإريتريين، وقضى حوالي عام هناك وهي الفترة بين عامي 1936-1937م، وفي أواخر عام 1937م تم تعينه في جهاز المخابرات في الحدود الغربية مابين إرتريا والسودان برتبة عريف أول مخابرات.

شنت إيطاليا هجوماً علي مواقع الحلفاء وإحتلت كسلا وإحتفظت بها لبعض الوقت وعندما إحتل الإيطاليون مدينة كسلا كان حامد عواتي يحتفظ بصلات طيبة مع الأعيان وزعماء الكيانات الأهلية في المدينة فتم تعينه نائبا لمدير المدينة، وفي تلك الفترة شغل حامد عواتي منصب نائب مدير مدينة كسلا.

وما أن هُزمت إيطاليا في الحرب العالمية الثانية وانسحبت من كسلا عام 1941م حتى ترك حامد عواتي العسكرية وانصرف لتطوير أرضه وتنمية مواشيه، في بدايات الحرب العالمية تمكنت بريطانيا من هزيمة الإيطاليين ودفعهم خارج منطقة كسلا الحالية، كان إنسحاب إيطاليا الغير منظم من كسلا فرصة لعواتي أن يعود الي حياته الطبيعية كما يفعل كل السكان المحليين.

حاولت سلطات الإحتلال الانجليزية التي خلفت سلطة الإحتلال الإيطالي التودد إلى حامد عواتي لما كان يتمتع به من البأس والأقدام والشجاعة ولما بائت كل المحاولات والمساعي بالفشل، فكرت السلطات الإنجليزية في أسره وتصفيته جسدياً لكنها لم تفلح فكان غصة في حلق الإنجليز مدة حكمها لإرتريا.

حماية الديار من الشفتا: كان القائد عواتي من ضمن فرسان النارا في القاش حيث كان ومعه آخرين يتصدون للعصابات الأثيوبية في عهد الإستعمار الإنجليزي لإرتريا ومن بين هؤلاء القادة الأبطال الذين كان معهم وحموا الديار والحلال كان القائد إدريس ادروب وعثمان لونقي ودنقس أري وكبوب حجاج. تخصصت غالبية تلك العصابات الأثيوبية في تعقب وقتل الوطنيين الذين كانوا يقفون ضد المشاريع الأثيوبية الهادفة لضم ارتريا إلى أثيوبيا.

وكذلك كانت مناطق غرب إرتريا الغنية بثرواتها وخيراتها مرتعاً لقطاع الطرق وعصابات الشفتا التي كانت تتعرض للأبرياء من عامة الناس وتمتهن النهب والسلب كما أنها كانت تقتل الأبرياء، ولم تهتم الإدارة البريطانية بتأمين حياة المواطنين وأملاكهم وإكتفت بأن تلعب دور المتفرج، بل كانت تمارس سياسة فرق تسد لتمزيق الكيانات ونشر الفتن، وكان هذا أيضاً دأب الاستعمار الإيطالي من قبل. أخذ حامد عواتي ورفاقه كبوب حجاج إدريس أدروب وعثمان لونقي ودنقس أري علي عاتقهم مهمة الدفاع عن المنطقة وعزموا علي ملاحقة هذه العصابات ومواجهتها مع ثلة من رفاقهم والعمل علي رد الحقوق المسلوبة إلي أصحابها وحماية الأهالي والأملاك من السرقة وكيد المجرمين. فكانوا وطنيين غيورين علي أهلهم وعرضهم وأرضهم، وكانوا فرساناً مدافعين ومحاربين شرسين من الطراز الأول، ولم يشاركوا بهذا التكوين في أيٍ من الحروب العشائرية والقبلية. وقد اكسبهم ذلك الإحترام والتقدير والإعجاب لذلك التف حولهم شباب المنطقة عند سماعهم بإنطلاق شرارة الثورة في القاش.

من صفاته: كان عواتي رجلاً متزناً عادلاً فكان أحياناً يمر بقرب منزله ولا يدخل داره مراعات لمن معه من رفاق وكان ختمياً حيث ذكر إبراهيم الميرغني أن عواتي كان من خلفاء الطريقة الختمية، كما أنه كان جندياً ملتزماً ومحارباً شجاعاً شرساً من الطراز الأول ورامياً بارعاً، وكانت له مواقف مشرفة في إسترداد الحقوق وفض النزاعات بين الأفراد والجماعات وعرفاناً لشجاعته وتفانيه قرر دنقس ودأري وأقرانه أن يهدوه حصاناً أصيلاً إستحقه الأصيل ود عواتي بجدارة وقد لازمه مدى حياته وكانوا قد غنموه في إحدى المعارك. كانت علاقته طيبة مع السيد الناظر شيخ محمد شيخ اري عقبة جمال توتيل فهو يعتبر من الوجهاء والرموز لدوره الفاعل في بسط الأمن، وعندما قُتل علي يده مدافعاً عن نفسه وبعد عدة تحذيرات منه كل من الضابط سليمان الشايقى وجنديين وثلاثتهم كانوا يتبعون للقوة المستعمرة في المنطقة وتلك الحادثة المشهورة التي كانت تعتبر محاولة لقتل عواتي، قام الناظر شيخ محمد شيخ اري توتيل بواجبه الطبيعي بدفع الدية لأهاليهم وساهم في ذلك عدد كبير من النارا بالماشية وكانت تلك إحدى اشكال التعاضد بين ابناء المتجمع الواحد والتي ظهرت حتى في بدايات انطلاقة الثورة.

كان لعواتي تواصل وعلاقات جيدة مع الحركات المقاومة التي تعمل علي تحرير اريتريا من العدوان الأثيوبي الغاشم وكانت بينهم مراسلات في الخمسينات "اورد فيها اهدافه وعرف فيها انتمائه". وردت الوثيقة في إحدي اعداد مجلة "اريتريا الديمقراطية لسان حال المجلس الثوري لجبهة التحرير الأريترية". وكتبت الوثيقة في عهد الفدرالية وتغير اسم تلك الجبهة لحزب الشعب الديمقراطي وحالياً توقفت المجلة عن الصدور. ولكن توجد نسخة من رسائل عواتي كع المناضل بحزب الشعب الديمقراطي إدريس إسماعيل.

سنتعرف أكثر علي ملامح عواتي وثورته المجيدة من خلال أحد ابناء مجتمعه ورفيقه منذ الصبا وظهيره في القاش منذ عهد بذوغ شمس الثورة الا وهو المناضل الكبير ادريس ادروب عنجة.

المناضل البطل ادريس ادروب عنجة من خلال توثيق له في منزله بالختمية الجبل في العام (2019) وللمراجعة التدقيق لماورد عن مجلة الشروق من توثيق وإضافة بعض الأسئلة كالسؤال عن القبيلة التي ينتمي لها عواتي "حيث كانت الإجابة معروفة ولكن لابد منها للتوثيق حيث اورد أن عواتي ينتمي لقبيلة النارا، واردفت زوجته الفاضلة أن ادروب وعواتي واوائل المناضلين جميعهم أبناء قبيلة واحدة وهذا مافرضته خطورة الموقف وخصوصيته التي حتمت قيامه علي اكتاف القريبين وهنا لن اضيف الكثير بل سأورد ماتحققنا منه من ماورد من بعض من وثقوا هذه المسيرة المشرفة.

القائد البطل المناضل إدريس ادروب عنجة من القلائل الذين ساهموا في صنع التاريخ الأريتري وله عدد من الإسهامات واجلها مشاركته في عدد من العمليات الفدائية وعندما اعلن عواتي ثورته إتهمه الأثيوبين بأنه خرج معه وذلك بعد ان يئسوا من عواتي، ولد ادروب في القاش منطقة "لاما" ومنذ بداية الثورة كان ظهيراً لعواتي في منطقة القاش، ويروي ان بداية الثورة خرج عواتي من قرست ثم اتجه الي قلوج ومنها جاء الي لاما حيث بيننا معرفة وصلة قديمة لم اكن موجوداً بالمنطقة عندما جاء عواتي الي قريتي لاما، وعند عودتي في المساء سمعت خبر إنطلاق الثورة وفي هذه المرة ارسلت الحكومة الأثيوبية الي الشيخ محمد أري قائلة له: "ان أبنائك إدريس أدروب وعثمان لونقي ذبحوا بقرة سوداء وأطلقوا النار في السماء وركبوا مركب أخاهم عواتي".

إلاّ أن الناظر أبطل هذا الإدعاء فطلبت منه الحكومة الأثيوبية إحضارهما إلى بارنتو لمقابلة الحكومة هناك وقابلوا مفتش المنطقة وهو إثيوبي وكان يهدد ويتوعد كل من تسول له نفسه ان يلحق بعواتي وقال ان أمر عواتي وكل من يتبعه سيحسم وأن تحركاته مرصودة فبالأمس كان في منطقة "امناييت" واليوم سيكون في "لاما" او "موشيتا" وسيتم حسمه قريباً.

عاد أدروب إلى لاما وعلم أن عواتي جاء الي لاما وسأل عنه وطلب أن يقابله بإحدى الجناين. وفور عودته وسماعه الخبر ذهب أدروب الي عواتي ومن معه وكان معه عبده محمد فايد، شنقراي عمار، همد دوحين، صالح قروج، محمد ابراهيم محمد كنة، ابراهيم محمد علي، حمد قادت، ادم ابوحليمة، حمد بيلا، يوسف محمود.

يقول ادروب فطلبت من عواتي ان أخرج معهم إلاّ أنه رفض قائلاً: "أتذكر يا إدريس أيام سجالنا مع الشفتة عندما أُصيب عثمان لونقي إيوائكم له وعلاجه، كذلك اليوم قد نجد السلاح وقد يكون منا جرحى ومرضى نريدك لتلك المهام وأن تكون ظهراً لنا يا أدرو" يقول ادروب فقبلت الأمره وأعطيته "بندقية ابوخمسة" خاصة بي "ومسدس".

لم تترك الحكومة عواتي وشأنه وارسلت إليه ضابطاً يدعى عبدالله عبدالقادر ليفاوضه إلاّ أن إصرار عواتي وتأكيده في رده علي الضابط علي المضي قدماً حتى تحرير كامل التراب الأريتري.

حدث أمر جديد لم يكن في الحسبان وهو رفع العلم الاريتري وهو ما أربك أثيوبيا وأبطل توقعاتها فأرسلت جيشاً قوامه "50" ضابطاً و"500" جندي بقيادة ترنتي قدال للقضاء علي الثورة في مهدها ولتجاوز تلك الحملة إتجه عواتي الي منطقة القدين ونزل مع عبدالله محمد حامد وأخوه جعفر ثم واصل من القاش بإتجاه بركة ونزل عند سيدنا سليمان ومن ثم رجع الي "تليت" في القاش، وصل ترنتي الي تليت وكان قادماً من منطقة أغردات وبات فيها، وفي تلك الأثناء قام شخص يدعى خليفة بإخطار عواتي بوجود جيش إثيوبي في المنطقة.

وعليه قادر عواتي الي جبل "ادال" حيث آل حجاج وبينما عواتي وصحبه في جبل ادال والذي كان من قبل مقبرة للغزاة الدراويش من قوات ود تورشين والمعارك الشرسة والطاحنة التي دارت رحاها فيه مع قواته حتى إسودت بعض أراضيه بسبب كثرة الضحايا في تلك الفترة، والآن في الـ 61 أصبح أيضاً نقطة إنطلاقة لطرد المستعمر الإثيوبي، قامت القوات الإثيوبية بمحاصرة عواتي ورفاقه في الجبل بجميع الإتجاهات ودارت معركة ادال حيث أطلق "شنقراي عمار" أول طلقة وقتل فرداً من الأعداء، إلاّ أنه ومع مرور الوقت إشتد الحصار علي عواتي ورفاقه مع الفارق الكبير في الكم والعدد والعتاد الحربي إلى أن ضاقت الأرض بالثوار، فقالوا لعواتي ماذا أنت فاعل بنا ياحامد؟ اتنتظر حتي يسقط منا شهيد؟ وهنا صوب عواتي قطعته نحو قائد قوات العدو ترنتي وإقتلع منه قبعته "الكسكتة" وهنا مباشرةً قام ترنتي بإطلاق صافرة لتجميع جنوده، معتبراً أن ماحدث له مجرد إشارة له من عواتي ليخلي سبيله، وقال إنه لم يرد قتلي بإعتباري إرتري أخوه. لتنتهي المعركة بأسير واحد وهو المناضل البطل "بيرق نوراي" الذي نفدت منه الزخيرة ويعتبر بيرق أول أسير في كفاح الثورة المسلح.

كانت معركة ادال أول معركة في حياة القائد عواتي وثانياً جاءت معركة منطقة "تُقّوُ رُبَا الأولي" في القاش في العام 1962م حيث إستشهد فيها المناضل البطل "عبده محمد فايد فايدوم" وهو أول شهيد في كفاح الثورة المسلح.

ثم كانت المعركة الثالثة معركة "باهو" بمنطقة "امانييت" في القاش أُسر فيها "محمد إيرا" الذي هجم علي العدو بسيفه بعد نفاد زخيرته.

رابعاً: جاءت معركة "بلع قندا" في ساوا بالقرب من منطقة القدين وإستشهد فيها المناضل "ود محمد قبا" و"احمد فكاك".

والمعركة الخامسة وقعت في "ادار هنجر" وجرح فيها القائد حامد عواتي وإستشهد فيها محمد إبراهيم محمد صيني.

كثُرت التحديات بعد جرح القائد عواتي حيث إنتهت الزخيرة في تلك المعارك المتتالية وكاد الناس أن ينفضوا عن القائد عواتي بعد جرحه ولم يبقى معه إلا قليل من الرجال أذكر منهم حسن حامد، آدم كشة آدم ابوحليمة، وفقوراي.

بعد ذلك أرسل عواتي رسالة الي كسلا يقول فيها: "إن لم تلحقوا بنا فأعلموا ان الثورة إنتهت".

وعلي جناح السرعة لحق به كل من طاهر سالم، محمد إدريس حاج، محمد ابراهيم بهدوراي، ابو طيارة، وآخرون مزودين بالزخيرة.

الإستشهاد: يروي القائد المناضل كبوب حجاج وهو من المقربين من عواتي وهو كذلك من أقاربه كبقية غالبية أوائل المناضلين وهو من سلمه عواتي سلاحه حيث يروي القائد كبوب أن القائد عواتي إستشهد في يوم 18/6/1962م في القاش، حيث كنا قد خضنا عدة معارك متوالية في منطقة ساوا ومنها عبرنا نهر القاش وفي المساء شعرت أن القائد عواتي يشعر بالفتور والإعياء الشديد وأحجم عن تناول الطعام (أصيب بحالة تسمم وآخر شيء كان قد تناوله هو الحليب) وسلمني بندقيته وعاهدني علي مواصلة النضال وفي صبيحة اليوم التالي حاولت إيقاظه لصلاة الفجر فلم يستحيب وعندما تأكدت بأنه فارق الحياة أبلغت رفقائي بذلك، ولقد حضر إستشهاد القائد عواتي، آدم كشة، عواتي محمد فايد، آدم ابوحليمة، فقوراي، محمد دوحين، حسن حامد. وبعد أن غسلنا جسمانه الطاهر وواريناه إلي مثواه الأخير، إتفقنا على كتمان خبر وفاته حتي وصلنا إلي قرية شبول في القاش وبندقيته الإنجليزية أبو عشرة كانت معي.

تم تعين محمد إدريس حاج مسئولاً للجيش، وطاهر سالم مسئولاً بكسلا لاسيم أن في ذلك الزمان كان يتم تسليم الثوار في كسلا الي الإثيوبين.

بعد إستشهاد رمزها وبقائه في قلوب الثوار واصلت الثورة الأرترية وإستمر الثوار التحصل على السلاح، حيث هجمت الجبهة علي الديدبان في حلحل وتحصلت علي ثلاثة بندقيات، ثم وقعت معركة إثر متابعة اثيوبيا بعدد 12 جندي "كمندوس" للثوار الذين هجموا علي الديدبان، وفي هذه المعركة كسبت الجبهة 7 بندقيات بعد أن قتلت منهم سبعة جندي إلاّ أنها فقدت إدريس محمد حاج الذي إستشهد في هذه المعركة. وكسب عمر ازاز في "تلعاي" تسعة بنادق بمعاونة مسئول الكمندوس عبدالقادر كرار. كما هاجم أبوشنب وديناي في اديبرا وغنموا اربعة بنادق وجملين. ايضاً قندفل وجماعته هجموا علي نقطة بوليس هيكوتا مستغلين بصاً بعد إنزال ركابه وكسبوا ثلاثين بندقية ابوعشرة وبرين إنجليزي وعدد من القنابل اليدوية والزخيرة وهكذا نمت الثورة وقوي عودها.

يذكر الأستاذ ازاز ود جميل حفيد قصيدة كتبها الشاعر "اب هياد" عن مفجر الثورة الأريترية وأحد قيادات النارا الهبردا حامد عواتي قائلاً:-

حامد ادريس عواتي لأدهوى إقلو لتلاكي
سكـب إند لبولو وهتـو إت كدن لأتمـاسي
حامد إدريس عـواتي تاره إمبـل هرقـاتي
اور مـلـهــى لـبــو هــيـلـى إبـو لــتـهـاقـي
حامد إدريس عواتي لجيـش منو لتبـاكي
طـطـو إنـد لـبـلـوم اب عـشـرة لأتـهـاقــي
حامد إدريس عواتي ريم لهـله لـت لاكـي
رضـئو لـعـد نـبـلـسـو فــاقـر لـهـلـه نـأتـي
حامـد إدريس عواتـي لأبـاى منو شنـاكي
تلـو ديـب رأس لبلـوم ادرفـتح لأتـهـاقـي

ويضيف الأستاذ ازاز أن هذه الأبيات ملحنه لمن أراد أن يتغنى بها، ويُهدى الشاعر"اب هياد" هذه الكلمات الى أبطال عد تكليس الذين إلتحقوا بالقائد عواتي وهم: إدريس عثمان آدم نورالدين (شتف). ومحمد حامد نورالدين (شل شل). ومحمد علي محمد عثمان (قه). ومحمود حامد (سوميت). ويهديها الي كل أبطال النارا في غرب إريتريا وشرق السودان.

كتب السيد ابراهيم الميرغني في 22 نوفمبر 2020م عند مرور ذكرى مجزرة النارا 22 نوفمبر 1886م كتب "ان تاريخهم عظيم فمنهم مفجر الثورة الأريترية الخليفة حامد إدريس عواتي والبطل ابراهيم توتيل رحمهم الله جميعاً".

Top
X

Right Click

No Right Click