أيام لاتنسى من ذكريات المناضل محمد علي إدريس ابو رجيلا - الحلقة الثالثة

إعداد: جبهة التحرير الإرترية

تفاكرنا في ما العمل وإتفقنا على إنطلاق الأخوين محمد إدريس حاج وأبو طيارة ليبحثا عن حامد عواتي لترتيب التحاقنا وأن أعود

 محمدعلي إدريس أبو رجيلة

أنا الي تكومبيا ومنها الي كسلا لإبلاغ زملائنا للاستعداد والأخ عمر دامر الي علي قدر التي كان لنا فيها بعض النقود علي أن نلتقي جميعا في كسلا وبالفعل نجح الاخوين في اللقاء بحامد واتفقو معه أن يكون اللقاء يوم 1962/2/17م في قرية ابوحشيله شكور وعندما عادوا عقدنا لقاء في حي ابوخمسه بكسلا حضره الإخوه محمد ادريس حاج، محمد سعد أدم، عمر أزاز، صالح حدوق، جعفر محمد، محمد ادم قصير أبوطياره، عمر دامر، بهدوراي، الطاهر سالم، ابورجيلا، وإتفقنا أن يخرج ثائرا كل من أنهي خدمته العسكرية وأن يخطر الزملاء الذين لم يحضروا بهذا القرارات علي أن لايجدد كل من ينهي خدمته وصلنا قرية ابوحشيله شكور يوم 1962/2/17م ووجدنا دليل علي وجود عواتي إذ انتظرنا الاخ النور تيتا، أخذنا فترة كافية من الراحة في الصباح الباكر جمعنا حامد وبعد السلام والتعارف طلب منا أن نقسم جميعا فأقسمنا وكان النحو التالي: أقسم بالله العظيم أن أكون مناضلا لأجل الشعب وأن لا أخون الثورة وأن أحافظ علي ممتلكاتها وأسرارها إما التحرير أو الشهادة والله علي ما أقول شهيد.

بعد الإنتهاء من القسم تحدث الينا قائلا الحمد لله علي سلامة وصولكم ومع بعضكم بنادق وهذا مفرح جدا ولكن من يقول إن البندقية ملكي وسوف أمنع زملائي من أخذها والقتال بها فهذا خطأ كبير منه سيقود الي لفظه من الآن من بين صفوفنا، وليعلم الجميع أن كل البنادق الابوعشرة والابوخمسة أو غيرها فهي منذ هذا التأريخ ملك للشعب الارتري وعندما نحقق الاستقلال فسوف نضعها في المكاتب أو المتاحف لتذكر الناس بنضالنا ووسائله وكيف كان الطريق للحرية.

ثم صمت برهة وقال: أقول لكل من تسول له نفسه اليوم أو في أي وقت أو من له ثأرا يريد تصفيته بهذا السلاح فليخرج من بين صفوفنا اليوم وليس غدا كما أن كل من ينهب أو يغتصب نساء شعبنا فليس منا وسيكون عقابه شديدا فقلنا بصوت واحد نحن جئنا من أجل إرتريا ولم نأت لأية أغراض أخري هدفنا الحرية والإستقلال، فطلب منا أن نعين قائدا للعمل وأن يختار القائد نائبه فاخترناه بالإجماع وكلف بدوره الأخ الشهيد محمد ادريس حاج وكلفه علي الفور بتقسيمنا لثلاثة مجموعات وقد انتظرنا في ذلك الوقت مع حامد الإخوة المقاتلين التالية أسماؤهم:-

عواتي محمد فايد،
علي بخيت ادريس،
ابرهيم محمد علي،
ادريس محمود،
ادم كشه،
النور حجاج صالح قروج،
ادم فقوراي،
شئية محمد،
قادف محمد قادف،
أحمد فكاك أحمدابراهيم قبه،
آدم حدوت،
أبوبكر هينه،
محمد أدم حسان،
محمد كيراي،

وغاب كل من الإخوه:-

محمد حسن دوحين،
داود الأمين،
محمد علي ادريس محمد شيخ،
آدم النور تيته،
موسى همد دين،
ومحمد علي كشه.

أما مجموعتنا التي التحقت بحامد وانطلقت من مدينة كسلا فهم:-

محمد ادريس حاج،
محمد علي ادريس أبورجيله،
عمر أزاز،
أبوطياره،
عمر دامر،
عثمان أبوشنب،
محمد إبراهيم بهدوراي،
محمد أدم لونقي،
محمد عثمان تنقو،
محمد إبراهيم أمير جمع أدم،
صالح الحسين،
محمد آدم قصير،
أدم محمد حامد قندفل.

الذي سبق وحاول أن يلتحق بحامد في نوفمبر 1961م أصبح عددنا الكلي (34) إتجهنا الي منطقة ايكب فالتقطنا هناك صورا تذكارية بعد أن لبسنا الزي العسكري وكان من بينها لقطات خاصة للاخ القائد حامد وقد عاد بالفلم للتحميض الاخ أبوطيارة وللأسف الشديد لم ير ذلك الفلم النور إنتقلنا بعدها الي قرية عدسيدنا حامد همد لاخذ سلاحنا الذي تركناه هناك وإنطلقنا الي جبل أبيلناي حيث أخذ حامد يدربنا علي السلاح وفنون قتال العصابات وكان يتخلل التدريب محاضرات عن كيفية التعامل مع الطبيعة والشعب، كان يقول في بداية كل محاضرة يجب أن تكون دوما المبادرة بيدكم وان مبدأ أضرب وأهرب يحكم هذه المبادرات هاجم النقاط الضعيفة والهشه أنقض كالصاعقة تعرف علي الطرق غير المطروقة وغير القابلة للحصار غيروا المواقع علي الدوام المواقع التي رآكم فيها مواطنين مهما كان موقفهم ودرجة الثقة فيهم وخاصة الرعات وعابري السبيل إذا أكلتم في قرية عليكم مغادرتها إلي أي إتجاه غير وجهتكم الحقيقية فلا يخلي الامر من ضعاف النفوس، في أيام الخريف عليكم السير حتي مدخل الحشائش ثم ألبسو أحذيتكم بالمقلوب أو أرقعوا عليها وجه أخر معاكس للهيئة الطبيعية للحذاء وسيروا باتجاه الطين لاتنسو الاستطلاع مهما كان عددكم قليل كما ينبغي الاتسمحوا للمدنيين بالدخول بينكم والتعرف علي عددكم وعدتكم كان حامد يجيد العديد من الألسن فكان يتحدث بالتقري والبداويت والباريا والكوناما والتجرنية والأمهرية والعربية ويكتب بالايطالية مكثنا في أبيلناي (20) يوما عدنا بعدها أدرجنا بذات الطريق إلي أيكب ومنه الي منطقة بلاقندا حيث دارت أول معركة تصادمية لنا ونحن مع الشهيد القائد حامد إدريس عواتي وأستشهد فيها المناضلان أحمد إبراهيم قبه وأحمد فكاك وكانت المعركة الأخيرة لنا مع القائد حامد ادريس عواتي وأذكر في هذه المعركة أن القائد عواتي نهض واقفا وأخذ يقول بأعلى صوته إذا كنتم إرتريين انضموا الينا فنحن نريد تحرير بلادنا وإن كنتم إثيوبين فنحن نريد حقوقنا وأخذ يردد هذا الكلام بمختلف اللهجات الارترية التي يعرفها وبالأمهرية التي يجيدها فقلت يا حامد سوف تموت وجذبته نحو الارض وحاولت أن أخذ منه البندقية فالتفت الي وإبتسم وقال لي كم تبعد المسافة قلت له 300م قال لي أضبط البندقية ثم أخذها وأطلق النار واصاب قائد القوة في مقتل وعندما إنتهت المعركة قال لي محمد علي قلت سوف تموت وأنا فعلا سأموت ولكن هذه الثورة لن تتوقف أبداً بعد اليوم حتى تتحرر البلاد.

وكان القائد حامد عواتي قد خاض قبل وصولنا أربعة معارك على مدى ستة أشهر وهي معركة أدال 1/9 يوم إعلان إنطلاق الكفاح المسلح من أجل أسترداد حق شعبنا في الحرية والاستقلال والتي أسر فيها المناضل الشهيد بيرق نوراي أول أسير في الثورة ثم معركة أومال التي سقط فيها أول شهيد للثورة فاضت روحه الطاهرة من أجل حرية ارتريا وشعبها المناضل الشهيد عبده محمد فايد، ثم معركة هناق هنجر التي إستشهد فيها المناضل محمد إبراهيم شني وجرح فيها القائد حامد في يده، ثم معركة أمنايت القاش التصادمية التي أسر فيها المناضل الشهيد همد ايرا، وقد عاد منا خلال هذه الفترة من حول منطقة أيكب الأخ أبوطيارة بهدف تحميض الفلم كنا قد أخذنا به صور لمجمل القوة وكانت من بينها صور خاصة للاخ حامد وللأسف كما ذكرت لم ير النور وفقدت صور تاريخية هامة.

تـابـعـونـا... فـي الـحـلـقـة الـقـادمـة

Top
X

Right Click

No Right Click