إتصالات دكتاتور إرتريا مع الإستعمار الإثيوبي

بقلم الإعلامي الأستاذ: أحمد الحاج - كاتب وناشط سياسي ارتري - ملبورن، أستراليا

علاقة إسياس أفورقي مع الحاكم الإثيوبي العام لإرتريا ونائب الأمبراطور أسرات كاسا

أحد أكثر الشخصيات الإثيوبية نفوذا وكان مرشحا لخلافة الإمبراطور قبل إعدامه مع ستين آخرين من كبار المسئولين من بينهم عم إسياس أفورقي حاكم أقليم ولو السابق في نوفمبر 1974.

علي مدي سنوات طويلة تردد علي أن إسياس أفورقي الذي خرج الي الثورة الإرترية من داخل العاصمة أديس أبابا كان علي علاقة مع شخصيات إثيوبية نافذة داخل أسمرا، وتأكدت المعلومات أول مرة حين أعتقل المناضل (حديش ولدي قرقس) المدعو "ولدي جورجو" في (ظلوت) ضواحي أسمرا وبحوزته أوراق ورسائل الي إسياس أفورقي وقامت الجبهة بعد ذلك بتسجيل تفاصيل هذه العلاقة ولا يعرف إن كانت جهة ما تحتفظ بها أم أنها ضاعت ضمن وثائق وأرشيف الجبهة.

ولدي جورجو هرب بعد ذلك وسلم نفسه للسلطات الإثيوبية ومن داخل أسمرا شن هجوما لا ذعا علي الجبهة في لقاءات إذاعية واصفا إياها بالطائفية ثم أغتيل في أديس أبابا بعد التحرير وفي ظل سلطة الجبهة الشعبية لتحرير تقراي لإثيوبيا. ويعتقد علي نطاق واسع أن إسياس أفورقي أمر بإغتياله بعد أن تتبعه لسنوات طويلة.

في السنوات الماضية صرح مسئولين إثيوبيين سابقين أنهم كانوا علي إتصال بإسياس أفورقي وأن (أسرات كاسا) شخصيا كان مهتما بملف دعمه وتأييده حين أنفصل عن جبهة تحرير إرتريا وشكل مجموعة خاصة به في بداية السبعينات وتردد أيضا أنه دخل الي أسمرا وزار قاعدة (قانيوإستيشن) حيث جرت لقاءات سرية هناك.

بعد شهور قليلة من خروجه الي الميدان في عام 1966 بعث إسياس برسالة الي الطلاب الارتريين في أديس أبابا قال فيها أن "أهل المرتفعات" في خطر شديد وطلب فيها دعما وتأييدا لكنه طلب إخفاء الرسالة من مناضل معروف يعيش في أروبا حاليا كان يترأس الإتحاد لكنه لا ينتمي الي منطقة المرتفعات.

إتصالات أفورقي مع الإستعمار الإثيوبي رغم غياب تفاصيلها لكنها حقيقة مسلم بها وبقت علي سرية شديدة وفي دائرة ضيقة وهناك أكثر من رأي عن أسبابها من بينها دعمه بالسلاح للإنتهاء من الجبهة وإدخالها في ديمومة صراع داخلي ينهي وجودها كحركة تحرير وهو هدف إستراتيجي كان سيخدم الإستعمار دون عناء، مع ذلك إسياس قد يكون تراجع عن ذلك بعد أن تمكن أولا في الميدان بتشكيل مجموعته التي وجدت دعما من بعض المناضلين أهمهم الشهيد الكبير عثمان صالح سبي وثانيا وهو الأهم أنه فقد أنصاره داخل إثيوبيا بعد التطورات التي أزاحت الإمبراطورهايلي سلاسي ثم أن الوقت لم يكن لصالحه فإنهاء القضية الإرترية أضحي مستحيلا حتي قبل مجيئ الدرق. لكنه نجح في هدف آخر وهو إزاحة جبهة التحرير بالتحالف مع فصيل إثيوبي.

في دليل جديد علي هذه الصلة نشر الناشط الارتري المعروف الدكتور محمد خير عمر في نوفمبر الماضي رسالة من (موليقيتا) نجل أسرات كاسا أكد فيها أن إسياس أفورقي زار والده عندما كان بالمستشفي في لندن حوالي 70 و 71.

ستظل تفاصيل هذه العلاقة وغيرها من أسرار إسياس أفورقي و"سلف ناظنت" سر الكتمان الي أن يأتي التغيير وحينها سيطلع الشعب الارتري علي أوراق الحقبة المظلمة وجرائمها.

Top
X

Right Click

No Right Click