أيام لاتنسى من ذكريات المناضل محمد علي إدريس ابو رجيلا - الحلقة السادسة والعشرون

إعداد: جبهة التحرير الإرترية

أفراح التحرير و الذهاب إلى أسمرا المحررة: في العام 1991م حدثت إنهيارات واسعة النطاق في جبهات القتال وخاصة

محمدعلي إدريس أبو رجيلة

جبهة الساحل (نقفة) التي أطلقت عليها الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا جبهة نادو إز والتي كانت قاصمة الظهر بالنسبة للجيوش الاستعمارية الإثيوبية التي هزمت أمام أبناء شعبنا لأكثر من مرة وأصبح الاستقلال على أيدي أبنائنا قاب قوسين أو أدنى لأكثر من مرة وخاصة في العام 1977م، ولوكانت إثيوبيا دولة قليلة السكان والموارد وغير مسنودة من القوى العالمية الكبرى من غربية أوشرقية لغادرت بلادنا مهزومة منذ ماقبل العام 1977م، وتوالت الانتصارات لأبناء شعبنا في الجيش الشعبي، وترافقت تلك الهزائم بهزائم أخرى واسعة النطاق في عمق الاراضي الأثيوبية على يد التحالف الإثيوبي بقيادة جبهة التقراي وأخذت المدن الاستراتيجية الإثيوبية والارترية تتساقط كأوراق الخريف بأيدي الثوار هنا وهناك، ودارت في إرتريا أشرس المعارك القتالية على أبواب العاصمة أسمرا وتكسرت مقاومة جيوش الدرق الاستعماري الإثيوبي عند أبواب مدينة دقي محري بأيدي أبنائنا الابطال، وفي جبهة مسحليت وعند أبواب مدينة عصب وأخيراً وتحت الضغط العسكري والانهيارالمعنوي، قرر قادة الجيوش الاثيوبية الانسحاب نحو السودان من أسمرا وكرن عبر الطريق العام الى الحدود السودانية، وكانت أثناء هذا الزحف للجيوش المهزومة تدور معارك ضارية تدفع تلك الجيوش نحو المزيد من الهرولة والفرار من ساحات المعارك وحتى لايفكروا في إتكاءة هنا أو هناك، وقد رأى أبناء شعبنا تلك الملاحم البطولية بأم العين، وكانت بحق ملاحم تثلج الصدوروتشيع الروح الوطنية وكانت تدفع بالألوف من شباب إرتريا للإلتحاق بالمقاتلين في ساحات الوغى، وتكللت تلك الملاحم الظافرة بدخول مدينة أسمرا عاصمة بلادنا الحبيبة يوم 24 مايو 1991م ودخول مدينة عصب كآخر مدينة إرترية يدحر فيها الاستعمار يوم 25 مايو 1991م وفرت جموع الجيوش الإستعمارية لنظام منجستو في هذه المنطقة عبر البر الى جيبوتي وعبر البحر الى اليمن والسعودية.

وكانت إذاعة صوت الجماهير بل والاذاعات الاقليمية والعالمية لندن صوت أميركا صوت ألمانيا مونتي كارلو أم درمان صوت العرب .... إلخ تتناول يوميات المعارك الأخيرة بأقوى ما يكون وصار إنتصار ثورتنا يملأ أجواء العالم، وكان هذا إنتصار لذات الثورة والقضية التي قال عنها البعض الثورة والقضية المنسية، لهذا كان جميع أبناء إرتريا وأشقائها وأصدقاء ثورتها بل وأعدائها، يتابعون تلك الملاحم البطولية بفخر وعزة وإندهاش، وكنا كرعيل للثورة وكمقاتلين قضينا سنوات طوال من حياتنا في خنادق القتال وشرفنا الله بخوض بدايات تلك الثورة في قمة الفرح والسرور، وكانت الآمال العريضة بالحرية والاستقلال تدقدق مشاعرنا ومشاعر شعبنا في الداخل والمهجر واللجوء، وكنا نرى الآمال العريضة في عيون الأطفال النساء الشيوخ بل وكل الجماهير التي كانت تحلم بأن أحزانها ستطوى صفحاتها، بهذا الإنجاز التاريخي للأبد، وكنا نحلم نحن المناضلين في الرعيل كيف سيكون الصباح الجديد صباح الحرية والاستقلال والانتصار، وكنت في تلك الأيام أتذكر رفاقي الشهداء من الرعيل الأول وأيام البدايات الأولى وصعوباتها وقسوتها والتي كان فيها البعض يثبط من همتنا ويحاول أن ينال من روحنا المعنوية وان ذلك البعض كان يقول لنا أنتم بهذه البنادق القديمة وهذه الأعداد القليلة لن تهزموا الأمبراطورية الأثيوبية، وكنا نحن واثقين من أن يوم الحرية قادم مهما طال الوقت، ولهذا كنت أتذكر كيف تمكنت هذه الثورة التي أطلقنا نحن في الرعيل بقيادة الشهيد القائد حامد إدريس عواتي من الصمود والانتصار في أكثر من محك وإمتحان تاريخي تعرضت له، وكنا نحن في الثورة وخاصة رجال البدايات نقود ثورة وظهرنا لله ولشعبنا وللحائط بعد ذلك ورغم المذابح الواسعة والمعارك القاسية والشرسة والسنوات الطويلة الطويلة والممتدة التي خاض خلالها شعبنا معارك الحرية والاستقلال وقدم خلالها التضحيات الجسام كنا مؤمنين بعدالة قضيتنا وحتمية إنتصارها، وأخيراً وأخيراً دحرت ثورتنا الاستعمار وفرض أبناؤنا خاتمة لحرب التحرير بالنصر المبين، وكنت أتخيل الكثير من الوجوه الحبيبة الى قلبي قادة ومقاتلين من الذين كنت بينهم طوال سنوات الثورة الثلاثين، وكانت أيام الثورة وسنوات الكفاح المرير تمرعلى ذهني وكأنها شريط سينمائي قصير، وفي زحمة هذه الذكريات كنت أضع يدي على قلبي من مغبة روح السلطان ومخاطر السلطة وبريقها الذي سقطت في وحله ثورات عظيمة وبلاد كثيرة وبددت تلك الأحلام السلطوية دماء وقدرات ثورات تلك الشعوب، وإستمرت معاناة شعوبها لأزمنة طويلة أخرى، وكانت الأمثلة الحية والتجارب المريرة أمامنا (أنغولا) كما كانت أمامنا أيضاً تجارب أخرى سارت مثلأ في التاريخ النضالي للشعوب لعظمة القادة والثوار والتنظيم الذي قاد تلك الملحمة مثل تجربة جنوب أفريقيا، ولهذا كنت أتوجس أيضاً من الجبهة الشعبية وقيادتها وأخشى من تعاملها مع المناضلين الآخرين والشعب الارتري، وعندما كنت إستعرض سلوكهم وتعاملهم مع الآخرين ومع المواطنين وخاصة مع الشعب إبان أيام وسنوات الثورة الأخيرة وإثناء حملات التجنيد الالزامي و ما جرى فيها من مواجهات دامية مع سكان العديد من المناطق والقرى وخاصة أثناء حملات تجنيد البنات، هنا كان الخوف من المستقبل يتعاظم في داخلي ولكن مشاعر وزخم الانتصار وضجيجه كانت تتغلب علي هواجسي هذه وأنا بين هذه المشاعر والمخاوف دنى أجل تطبيق الاستفتاء عملياً، وكانت هناك في الساحة الوطنية ممانعات كثيرة ليس معارضة للاستفتاء بحد ذاته لأنه أصبح إلتزام إرتري فرض نفسه وأصبح واجب التنفيذ، ولكن لأساليب التعامل معه ومع تشكيل لجانه على مستوى الوطن وعلى مدى تواجد أبناء شعبنا في الداخل وفي المهجر واللجوء، ونتيجة لتعنت الحكومة المؤقتة للجبهة الشعبية الارترية التي رفضت ومنذ البداية إشراك الآخرين، فقد ظهرت أشكال لرفض واسع للمشاركة بتلك الشروط، وكان في هذا الأثناء يدور داخل التنظيم الذي كنت أنا جزءاً منه بحكم الالتزام وبحكم التاريخ جبهة التحرير الارترية نقاش مرير حول حسم خيار المشاركة الذي حسم بإتجاه المشاركة في الاستفتاء وكما هو، بعدما تعذر إجراء أي تعديل في أياً من بنوده وإجراءاته أو أساليبه أو حتى لجانه المشرفة والفنية، ومن بين أسباب التأخير أن الجبهة الشعبية إلتقت سراً بقيادة الجبهة وصارت تلمح هنا و هناك وكان هذا مجرد مناورة محسوبة من تلك القيادة، ولما تأكد الجميع من حقيقة نوايا قيادة الشعبية وأنها تناور فقط ولن تضفي على الاستفتاء صورة الاحتفال الوطني الأوسع الذي يشارك فيه الجميع عملياً وتكون تلك المشاركة مقدمة لمشاركات وطنية أخرى على مستوى إدارة البلاد وهذا لم يكن في عقل الشعبية التي قررت منذ البدية الاحتكار، أتخذت قيادة جبهة التحرير الارترية قرار المشاركة في عمليات الاستفتاء وأخذ بطاقته التي قررت شكلها ومضمونها قيادة الجبهة الشعبية وحدها، وتدفق الناس نحو مراكز التسجيل وكان تدفقاً عظيماً شكل صورة أقلقت قيادات الشعبية وكوادرها، وكان الجميع مكلفاً تنظيمياً بقول كلمة واحدة فقط وهي نعم للاستقلال التام لإرتريا ولاشيئ غيرها لأن هذا كان الهدف الأسمى الذي ناضلنا من أجله، ورغم أن القرار أخذ وقتاً طويلاً قبل إتخاذه وجاء متأخراً من حيث توقيته وهذا كان له مبرره كما أسلفنا حيث كانت القيادة تعتقد أن اللقاءات السرية ربما تنتج شيئاً مفيداً حيث كانت للجبهة وجهة نظر في مسألة لمن تمنح الهوية الارترية ووطنية اللجنة الفنية العليا المشرفة على تلك العملية، وحتى تكون هناك مرونة واسعة كان رأيها أن يمنح حق الاستفتاء لكل إرتري بالهوية التنظيمبة وبطاقات اللاجئين التي يحملها...، ورغم ذلك كان الوقت كافياً ليأخذ كل من جاء بطاقة الاستفتاء ويقول كلمته وبالنسبة لعضوية الجبهة كانت محددة سلفاً بنعم للاستقلال ولاشيئ آخر، وكانت المراكز كلها تعمل في جميع الأمكنة، إلا أن القرار فتح الباب أمام عضوية الجبهة التاريخية وهي ليست بالأعداد السهلة التي يمكن تجاوزها أو عدم ملاحظتها ويبدو أن ذلك التدفق الشعبي غير المسبوق في مناطق اللجوء وفي المهجر وفي القاش وبركة كان مزعجاً للقائمين على الاستفتاء وعلى أمر تلك المراكز من مشرفين وفنيين، خاصة وأنه جاء في وقت أخذت فيه وفود المراقبين تتدفق على المراكز وكان هذا الوضع مذهلاً لتلك الوفود، فراح القائمون على تللك المراكز من كوادار الشعبية يمارسون غضبهم وسخطهم على مواطنيهم الارتريين من أبناء جبهة التحرير، وطغت على تعاطيهم روح العصبية التنظيمية المقيته، فكانوا يرفضون تسجيلهم وفي بعض المراكز رفضوا العمل نفسه وفي بعضها الآخر صوروا الجميع وملؤوا الاستمارات وقاموا بكل الاجراءات إلا أنهم رفضوا تسليم هؤلاء المواطنين بطاقات الهوية أو حتى الاستفتاء مثلما حدث في معسكرات الشجراب والعديد من المدن في شرق السودان، كما أن أعداد أخرى من عضوية الجبهة رفضت الذهاب لأخذ تلك البطاقة أصلاً، في هذه الأجواء جاء مقترح من قبل الشعبية بمشاركة الرعيل الأول في إعلان نتيجة الاستفتاء، وهنا دار نقاش بين الرعيل ونقل لقيادة التنظيم وكان التوجيه واضحاً قررت قيادة جبهة التحرير الارترية أن يذهب الرعيل ليس للمشاركة في إعلان نتيجة الاستفتاء وإعلان إستقلال إرتريا فحسب، بل ليذهبوا لبلدهم الذي ناضلوا من أجله نهائياً لأنهم جيل أدوا ما عليهم من أمانة وأن الاستقلال قد تم وما تبقى من صفحات نضالية تتعلق بالحقوق فهي مهمة أجيال أخرى (الحريات العامة والتعددية والديمقراطية والشرا كة في إدارة البلاد).

وجمعنا وفد من قيادة جبهة التحرير الارترية مكون من كل من المناضل حسين خليفة والمناضل محمد إسماعيل همد وأخطرنا بقرارالتنظيم المذكور أعلاه رسمياً وللرحلة جاء البعض وتخلف البعض الآخرمن الرعيل بسبب الاستعجال الذي مارسه المكلفين من طرف الشعبية على تلك الرحلة، وبهذا أختزل العدد في تلك المجموعة الرمزية لتذهب في ذلك الوقت الضيق وكانت هنالك مجموعات أخرى من الرعيل قد ذهبت قبل هذا بكثير، ولكن الجهة التي كلفتها الحكومة المؤقتة فتحت الأمر بأوسع ما يكون وأدخلت العديد من المناضلين من نشطاء شعبنا وأخيراً قررت الجهة الداعية بقائهم في مدينة أغردات وكنت أشعر من اللحظة الأولى أن الأمور ليست طبيعية، على كل إتجهنا الى البلاد إنطلاقاً من قنصلية كسلا عبر مدخل اللفة وكانت مجموعتنا مؤلفة من الإخوة الشهداء عثمان محمد إدريس أبو شنب ومحمد إدريس كلباي وكبوب حجاج وآدم محمد حامد (قندفل) وعلي حمدي ومحمد الحسن دوحين والاحياء محمد على إدريس أبو رجيلا ودنقس أري وعبد الرحمن عثمان (شباك) وأسناي أبوبكر ومحمد الهادي محمد آدم (دوحين) ومحمد آدم بدوي (جباداي) وصالح الحسين وصالح محمد إدريس أبو عجاج المعتقل في سجون النظام فك الله أسره إكان حياً ورحمه الله إن كان ميتاً، كما كان معنا كل من محمد همد هنشولاي وصالح إسماعيل ومحمد سعيد أشواك وإبراهيم صولي وأكد محمد عثمان وإدريس عبد الله نصور وهؤلاء أبقاهم النظام في مدينة أغردات دون إستشارتنا حتى، وكنا نحمل على السيارة التي كانت تقلنا والتي كانت تتقدمها سيارتين أخريين وكانت عبارة عن حافلة صورة للقائد حامد إدريس عواتي والراية الزرقاء التي أعلنا الكفاح المسلح ونحن حاملين لها، كما كانت معنا بندقية رمزية للبندقية 303 أبو عشرة التي كان يحملها القائد البطل الشهيد حامد إدريس عواتي والتي أطلق منها الرصاصات الأولى من أجل الحرية والاستقلال لشعبنا وبلادنا في أدال يوم 1961/9/1م، وحتى لاأنسى جرت بعد مغادرتنا مباشرة حملة إعتقالات ومطاردات واسعة من الأمن السوداني للعديد من كوادر الجبهة كما ضيق على قيادتها التي كان يبحث عنها الأمن السوداني بشراسة غريبة وكان كل هذا الأمر قد تم بطلب من الجبهة الشعبية التي ذكرت للجهات السودانية أن هؤلاء يريدون أن يخلقوا فوضى في مراكز الاستفتاء وسيقومون بعمليات تفجير واسعة النطاق وبحكم أن السودان كان قد تبرع بتغطية تكاليف الاستفتاء في السودان إنطلت على أجهزته تلك الدعاية فقام بحملته المسعورة فإعتقل العشرات من مناضلينا وإمتد إعتقال البعض لأكثر من تسعة أشهر دون وجه حق ولوحدث الاعتقال أثناء وجودنا في السودان لماذهبنا في تلك الرحلة وأبناؤنا من الجبهة في المعتقلات والسجون ولكن الأمر حدث بعد مغادرتنا لمدينة كسلا مباشرة، على كل حال تحركنا نحن قبيل هذه الأحداث وكان الاستقبال ومنذ مدخل اللفة إذ إستقبلنا أهلنا في مركز 13 بالأهازيج والافراح وإستمرت الاستقبالات الشعبية الحاشدة والمعبرة عن وفاء شعبنا الارتري لرعيل الثورة ولمناضليها على طول الطريق الى أسمرا في كافة مدن المديرية الغربية تسني هيكوتا بارنتو التي عزمنا فيها قائد الجيش هناك على الطعام ثم أغردات التي إستقبلنا شعبها إستقبالاً مهيباً ثم كرن التي وجدنا فيها بين الجموع المستقبلة لنا على الطريق العام المناضلة سعدية تسفو وهي مناضلة من أشهر الفدائيات فأصرأخونا أبو شنب رحمه الله على صعودها معنا وأكدنا نحن على ذات الموقف فصعدت وذهبت معنا الى أسمرا التي إستقبلنا شعبها بأحسن مايكون، وقد إستضافتنا الحكومة المؤقتة في فندق الخرطوم بأسمرا الذي مكثنا فيه أيام وجودنا في العاصمة وقد أكرمتنا إدارته وعماله كرم لاينسى ابداً وكانوا بحكم سننا يقدمون لنا خدمة فوق العادة، كما كانت الأحياء تتبارى في توجيه الدعوات لنا وخاصة تلك التي تجاور منطقة سكننا كما عزمنا كل من الأخ محمد أكد هرودا في داره العامر في أسمرا كما عزمنا المناضل إدريس قلايدوس رحمه الله بداره في أسمرا وكذلك الشيخ حسن كيكيا فك الله أسره، صرنا نحن حديث الناس وكانوا يقولون الجبهة جاءت وحلت مسألة الخلافات وكان البعض الآخر يتوهم أننا وفد مقدمة لقيادة الجبهة وأن هناك إتفاق سري قد تم بين قيادة الجبهة والشعبية لايعلمونه وقد وصلتنا دعوات من أهالي مندفرا ومصوع وعصب كما زارنا في الفندق المئات من المناضلين، أما نحن فكنا نرغب في زيارة المواقع القتالية التي دارت فيها المعارك الشرسة وخاصة المعارك الحاسمة في معركة التحرير مثل مصوع و نقفة و عصب و أفعبت وكذلك المدن التي لم نراها حتى يحين موعدا إعلان الاستفتاء، وكنا أثناء هذا نجري المقابلات مع الصحف ووكالات الأنباء ونحن رجال لانجيد الكلام وهو ليس صنعتنا بقدر إجادتنا للقتال رجال بسطاء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، كان دافعنا للثورة الذي لمسناه مباشرة و شاهدناه بأم العين كيف خدع شعبنا وألحق بإثيوبيا وكيف مارست إثيوبيا بينه التفرقة ولهذا لم يدفعنا للقتال سوى الاحتلال المباشر لبلادنا والقهر اليومي لشعبنا، وكان القائمن على أمرنا يقولون لنا سيكون كل ذلك بعد اللقاء مع الرئيس الذي كنا نأمل فيه الكثير وحتى ذلك الموعد إلتقينا بالعشرات من القادة والمناضلين ومن بينهم شريفو وبطرس والأمين محمد سعيد ورمضان محمد نور وعبد الله جابر الذي كان يشرف على أمورنا منذ البداية وكان تعامله معنا بأروع ما يكون وغيرهم من قادة الجبهة الشعبية وأخيراً حدد لنا الموعد للقاء الرئيس وقيل لنا في الغد ولهذا أخذنا نتهيأ منذ الصباح الباكر لساعة اللقاء المرتقبة.

تـابـعـونـا... فـي الـحـلـقـة الـقـادمـة

Top
X

Right Click

No Right Click