من مسيرة جيش التحرير الوطني لجبهة التحرير الإرترية - الحلقة الثالثة والعشرون

بقلم المناضل الإعلامي: أحمد عبدالفتاح أبو سعدة

كما أن المتنفذين في القيادة قد قاموا بالخطوات التالية:-

أ‌) تجميع جيش التحرير في منطقة وموقع واحد وكانت الحجة في ذلك هي توعية الثوار...؟

ب‌) إنهاء دورة هيئة الأركان العامة العسكرية ولا أعلم أنا سبب إنهائها وما المغزى من ذلك...؟

ت‌) تغيير بعض العناصر القيادية التي لها تجربة كبيرة في قيادة جيش التحرير والإتيان بعناصر ضعيفة لكنها موالية للمتنفذين في القيادة...؟

ث‌) بث الفوضى والبلبلة في صفوف الثوار من قبل العناصر الموالية للمتنفذين وذلك من خلال الأحاديث المغرضة المستمرة في أن الجبهة الشعبية تنظيم قوي ويملك سلاحا فتاكا ومن الصعب التصدي لها...؟

كل ذلك كان تمهيدا لعملية انسحاب الجبهة من الميدان، وللأسف الشديد أن الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد...؟ بل كان أخطر من ذلك بكثير فأثناء المواجهة طرح القياديين المتنفذين في قيادة الجبهة الانسحاب إلى الأراضي السودانية وتطورت الأوضاع وبدأت فكرة الانسحاب تأخذ طريقها إلى التنفيذ وكان غطاء هذا العمل الشنيع والمخزي إلى درجة الخيانة هو (إعادة تنظيم جيش التحرير) بعيدا عن مناطق القتال وانتهى الأمر المؤسف والمؤلم والمحزن هذا بتكوين لجنة عليا في وقت لاحق لقيادة جيش التحرير بقيادة أحمد ناصر رئيس المجلس الثوري واللجنة التنفيذية رغم معارضة البعض وعلى رأسهم عبد الله إدريس ومن الطبيعي أن تؤدي هذه العوامل إلى انهيار جيش جبهة التحرير الإرترية وتفككها وسيطرة اليأس عليها كل هذا أدى في النهاية إلى الانسحاب إلى الأراضي السودانية وعلينا أن نعلم بأن جيش التحرير حينها كان مكونا من تسعة ألوية يزيد عددها على ثمانية عشر ألفا من الثوار المقاتلين النظاميين أما القوات غير النظامية (الشعبية) فقد كان تعدادها خمسة وعشرين ألف مقاتل، أقول هذا والألم يحز في عقلي وقلبي.

لقد كان بإمكان جيش التحرير والقوات الشعبية أن يتصدوا للشعبيتين ويقاتلوهما ومن الممكن وغير الصعب أن ينتصر عليهما لولا أن المؤامرة كانت دقيقة محكمة وكذلك التآمر الداخلي والخارجي وبدأ القتال من الشعبيتين شعبية إرتريا وشعبية تجراي ضد جيش التحرير جيش جبهة تحرير إرتريا.

كانت المؤامرة كبيرة ومتعددة واشتركت فيها كافة قوى العدوان على الشعب الإرتري.

نزلت الوحدات التجرينية من جنوب منطقة (أكلي قوزاي) ثم من غربها وشرقها فقد جاء التجرينيون بالألاف وقاتلوا قوات الجبهة وحسمت المعركة لصالح الشعبيتين ومن تبقى من وحدات الجبهة انسحبت إلى الجبال ثم انضمت إلى القوات الموجودة في منخفضات (أكلي قوزاي) وبالتحديد في منطقة (هازامو) حسمت جبهة دنكاليا الجنوبية لصالح التمرد وفي (هازامو) بدأت المعركة مع جبهة تحرير تجراي الإثيوبية فقد كانت وحدات تجراي العسكرية معززة بالآظليات وبالأسلحة الحديثة وقد أخبرني كثير من الثوار الذين قاتلوا تجراي إن الذين قاتلوهم هم جنود الجبهة الشعبية لتحرير تجراي وإننا لم نرى جنديا واحدا من الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا...؟

أما المناطق التي دار بها القتال الضاري فهي (دنكاليا) و(سراي) و(أكلي قوزاي) و(القاش) أما الجبهة الشعبية فقد قاتلت ثوار جبهة التحرير في المناطق الشمالية وهي في (عنسبا - حتى الساحل).

إنني أقول مؤكدا بأن الشعبيتين شعبية تجراي وشعبية (أسياس) هما الذين قاتلوا جيش التحرير، لقد وصلت المعركة إلى (حماسين) و(سراي).

وتمر الأيام وبينما كنت أزور مدينة الحديدة في اليمن الشمالي في طريقي غلى الخوخة دعاني على العشاء في منزله أحد الضباط الأمنيين وجرى حديث بيننا حول الثورة الإرترية وفي سياق الحدبث أخبرني بالآتي.

قال لي هذا الضابط الأمني الوطني: أنت مطلع كونك تعتبر أحد أعضاء جبهة التحرير الإرترية لكنني أريد أن أقول لك شيئا ربما لا تعرفه.

قلت له: تفضل.

قال: عندما قاتلتا الشعبيتان جيش جبهة تحرير إرتريا الوطني ساهم معهم بعض وحدات الجيش الإثيوبي وللأسف إن بعض قادة جبهة تحرير إرتريا كانوا على علم بذلك.

قلت له: والله أنا لا أعرف ذلك ومالذي جمع هؤلاء الشعبيتان والاثيوبيين.

ضحك ثم وقف عدة دقائق وقال لي:

أنت لا تعلم إن الشعبيتين وقيادة الجيش الاثيوبي وبعض القياديين في جبهة تحرير ارتريا يجمعهم الفكر الماركسي.

لم أندهش ولم أصدم كون هؤلاء الثلاثة رفاق بالفكر الماركسي.

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click