المعتقل المناضل/ محمود احمد شريفو

إعداد: تنسيقية يوم المعتقل الأرتري

هو أحد أبطال التحرير، وكان يعتبر بعد التحرير الرجل الثاني في النظام... ويعتقد الكثير من أبناء الوطن

بأن أسياس جعله هو وأمثاله مطية لكي يحقق طموحاته الشخصية على حسابهم وحساب الوطن الذي ناضلوا من أجله وللأسف سواء اشتركوا أم صمتوا يتهمهم الكثير من الإرتريين بأنهم كانوا شركاء أفورقي على معاناة واعتقال آلاف الأبرياء، وإشعال الحروب مع الجيران.

ولكن الثابت أيضا أن الأستاذ المناضل/ محمود شريفوا ومجموعة كبيرة من كوادر وقيادات الحزب طالبت أسياس أفورقي بإصلاحات جزئية وذلك من أجل التخفيف على الشعب الذي أصبح يئن من عصف النظام وجبروته.

ولكن ما كان من رأس النظام إلا أن غدر بهم وقام بإعتقال مجموعة كبيرة منهم في يوم 18 سبتمبر 2001م وعلى رأسهم (احدى عشرة مسؤولا) في ليلة واحدة، ونجى منهم من كان خارج البلاد في تلك الفترة وحتى اليوم ليس معروف مصير الاستاذ شريفوا ورفاقه، ولم تتم محاكمتهم، ولم يسمح لأي جهة حقوقية لمقابلتهم والإطمئنان عليهم.

وبما أنهم اعتقلوا خارج الأطر القانونية المتعارف عليها وتم إخفاءهم في جريمة غير قانونية ولا اخلاقية وتحرمها جميع القوانين الدولية فإن تنسيقية يوم المعتقل الإرتري تطالب بإطلاق سراحهم فورا وتقديمهم إلى قاضيهم الطبيعي إذا كانت موجه لهم تهم محددة.

أسرة الأستاذ/ محمود شريفوا:

صرح في السنوات الأخيرة إبراهيم شريفوا النجل الأكبر بأن والده تم اعتقاله وهو ابن ثلاثة عشرة عامًا (عمره اليوم تجاوز الثلاثين) وخلال هذه المدة لا يعرف عن والده شيئًا ما إذا تمت تصفيته أم مازال حيا؟

وذكر لإذاعة الـٰ (BBc تجرنية) بأن كابوس تلك الليلة ما زال يلاحقه حتى اليوم وأنها غيرت حياته تماما حيث خرج مزعورا على أصوات الصياح فرأي أمه يجرونها بالقوة إلى العربة العسكرية، وكانت والدته إستر فاسيثيون أيضا مناضلة وعضوا البرلمان آنذاك، وقد ركض ليخبر والده ولكنهم كانوا سبقوه إليه واعتقلوه.

ويقول: ومن تلك اللحظة إختفي كل أصدقاء الوالد الذين كانوا حوله، وابتعد عنّا كل الناس وأصبح ينظر إلينا بأنّنا خونة وأعداء للوطن.

وكغيره من الطلاب ذهب إلى معسكر التدريب ساوا، والذي يجلس فيه الطلاب لإجتياز المرحلة الثانوية وغالبيتهم يتم توجيههم إلى الخدمة العسكرية غير المحدودة ... وعندما حانت الفرصة لإبراهيم في عام 2010م خرج من البلد كغيره من الشباب الهارب من قسوة النظام وحصل على حق اللجوء السياسي في إحدى البلدان الأوربية حيث يقيم ولد إبراهيم في الميدان تحت أزيز الطيران وفرقعات السلاح وكان مولده عام 1987م وقد التحق والده بالثورة الإرترية عام 1967 ووالدته في عام 1974م.

ويتحدث إبراهيم بحسرة قائلا: أن والده قضى عقودا إلى جانب أسياس في خنادق وكهوف جبال الساحل فكيف يمكن لثورة أن تلتهم ابناءها؟

ويقول: تتردد أنباء بأن والديّ قد ماتا ولكنني ليس لي أي خيار إلاّ أن أن أتمسك بالأمل، وذكر شوقه وحنينه لأمه الحنونة.

وستظل قصة أولئك الأبطال الذين خاضوا قصة الكفاح بكل عنفوانها، واليوم هم يعيشون قسوة الإختفاء القسري بكل شدتها عبرة لكل من يسكت على انتهاكات الحقوق الإنسانية المهدرة... وربما لم يكن في حسبانهم بأن النار التي جمعوا الحطب لأوارها سوف تحرق أبدانهم وتلهب قلوب ابنائهم مثل بقية المغيبين بلا ذنب ولا جريرة.

الحرية للمناضل محمود شريفوا وجميع المغيبين في ارتريا.

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click