كلمة المناضل علي محمد صالح في تأبين المناضل الراحل محمود إسماعيل الحاج

بقلم المناضل: علي محمد صالح - دبلوماسى أرترى سابق

بسم الله الرحمن الرحيم

في يوم الجمعة الموافق 12 فبراير الجاري ودعنا اخا ومناضلا كبيرا وواحدا من قيادات الثورة الارترية،

المغفور له محمود اسماعيل الحاج الى مثواه الاخير، تغمده الله بواسع رحمته وأدخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولائك رفيقا.

انضم المناضل الفز محمود اسماعيل الحاج الى العمل الوطني وهو طالب، وكان عضوا في حركة تحرير ارتريا ومن أنشط عناصرها، تعرض للاعتقال من قبل السطات الاستعمارية وعندما اكتشفته اجهزة الامن بدأت تراقبه بشدة مما اضطره لمغادرة الوطن مجبرا. وقد أمنت له قيادة حركة التحرير حق اللجؤ السياسي لدى الجمهورية العراقية وذلك في العام 1965م، حيث تم تعينه مندوبا للحركة في بغداد كما كان عضو وفدها السياسي في الخارج، وفي فترة وجيزة تمكن من تأمين منح دراسية للطلاب الارتريين وتعميق علاقاته مع المسؤلين في الدولة.

في 1965/9/15م أصدر بيان يعلن فيه انضمامه الى تنظيم جبهة التحرير الارترية، وفي بيانه ناشد جميع زملائه للانضمام الى الجبهة، وواصل مهامه ممثلا للجبهة في بغداد، حيث كثف نشاطاته واستطاع خلق علاقات مع العديد من المسؤلين في الدولة مما مكنه من تامين عدد اكبر من المنح الدراسية للطلبة الارتريين في مختلف المراحل الدراسية حتي الجامعة بتخصاتها المتنوعة، كذلك تامين دورات عسكرية على مستوى الضباط ودورات التمريض واستقبال جرحي حرب التحرير للعلاج في العراق، وفي جانب اخر تمكن من الحصول على مساعدات مادية وعسكرية وبدأت المساعدات تنهال بشكل مستمر وعمل على تنسيق زيارات قيادات الجبهة وكوادرها للعراق.

في العام 1969م حدثت ازمة تنظيمية داخل الجبهة اثر انعقاد مؤتمر ادوبحا العسكري، صدر قرار بتجميد القيادة السياسية الممثلة في المجلس الاعلى لحين انعقاد المؤتمر الوطني الاول للجبهة، الا ان المجلس الاعلى بالرغم من خلافاته لم يلتزم بذلك القرار بل تحرك ضد القيادة العامة التي انبثقت من مؤتمر ادوبحا العسكري، علما ان المكاتب الخارجية كانت تعمل تحت امرة المناضل المرحوم عثمان صالح سبي، لم تلتزم المكاتب بقرارات القيادة العامة، والمكتب الوحيد الذي اعلن التزامه بقرارات القيادة العامة هو مكتب بغداد الذي كان يترأسه المناضل الراحل المقيم محمود اسماعيل الحاج. لا شك ان ذلك الموقف التاريخي الشجاع للمناضل أبو فؤاد كان صمام الامان لاستمرارية مسيرة القيادة العامة، وبشكل عملي قدم مكتب العراق المال والعتاد للقيادة العامة ولولا هذا الموقف الشجاع لمكتب بغداد لكانت القيادة العامة تعاني الكثير وربما تعطلت مسيرتها.

وفي هذا السياق اود ان اذكر ضمن مواقف ابو فؤاد انه استطاع اقناع وزير الدفاع انذاك الفريق حيدر عبدالغفار التكريتي ليتسنى لعدد من ابناء الشهداء للالتحاق بالدراسة هناك، وفعلا الطائرة التي حملت الاسلحة الى الخرطوم اثناء عودتها اقلت عدد من ابناء الشهداء.

كان الراحل المقيم طيب المعشر متواضع بشوش لم تفارقه الابتسامة ويحب المزاح كثيرا، لم يالو جهدا لحل مشكلة اي طالب ياتي اليه او اى ارتري عابر سبيل، كما كان وفيا لزملائه اعضاء حركة تحرير ارتريا وللتاريخ كان منزله مفتوحا امام الطلبة والمناضلين وجرحى حرب التحرير الذين كانوا ياتون بهدف العلاج هو زوجته أم فؤاد استقبلا كل وافد الى البلاد برحابة وكرم الضيافة، وام فؤاد لمن لا يعرفها امراة مناضلة وام مثالية اطال الله في عمرها والهمها الصبر والسلوان.

وعندما كان المناضل محمود ممثلا للجبهة في المملكة العربية السعودية فتح افاق جديدة علما بان مكتب قوات التحرير الشعبية كان مسيطرا وكانت عضوية الجبهة تعاني الا ان هذه المعاناة بعد مجيئ ابو فؤاد قد زالت ووجود الجبهة في المملكة اصبح واقع ملموس وفي عهده تم شراء مقر المكتب الجبهة والمنظمات الجماهيرية.

وفي موقف اخر بعد حركة 25 مارس 1982م ايضا وقف المناضل محمود مع الحركة وتمكن من اقناع المسؤلين في الدولة بتوجه الحركة حيث قدمت المملكة المساعدات المادية والعينية والعسكرية للجبهة بسخاء، وفي المؤتمر التوحيدي اختير عضو لجنة تنفيذية رئيسا لمكتب التنسيق وواصل مسيرته النضالية حتى التحرير.

ندعو للراحل المقيم الرحمة والمغفرة،

وانا لله وانا اليه راجعون

Top
X

Right Click

No Right Click