رحل المناضل سليمان آدم سليمان (أبو محمد) الي لقاء ربه

بقلم الأستاذ: حسين كرار

بسم الله الرحمن الرحيم

(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)

صدق الله العظيم.

رحل أبو محمد الي لقاء ربه مناضلا جسورا ومؤمنا تقيا لقد رحل رجل الفضيلة والأخلاق رجل التواضع والكرم والإحسان رحل رجل الشهامة والأقدام افني حياته من نعومة اظافره الي شيخوخته في سبيل قضية شعبه التي أمن بها وخاض في سبيلها المشاق حتي لاقي ربه في يوم حزن فيه الجميع هذه هي الدنيا التي ليس للإنسان فيها بقاء.

عرفته عن بعد في كسلا والسودان وعرفته عن قرب في مكتب ليبيا وانا طالب وعرفته في جدة عن قرب وهو ممثل اتصال خاص لقيادة جبهة التحرير فعرفت عن قرب منه كيف كونت تلك الثلة الخلايا الثورية في كل من هيكوته وتسني وضواحيها وعرفت رفاق دربه في تلك الفترة أحمد ادم عمر وفكي علي ابراهيم وحسن عبد القادر الذي قتلت إثيوبيا اخوته الخمسة في ليلة واحدة وغيابه نجاه من الموت وغيرهم من الذين لم أحفظ أسمائهم عرفت منه كيف استقبلوا اسياس أفورقي الذي وصل السلطة واصبح الرئيس كيف أخفوه ثلاثة أيام في حلة قاضي ثم حرروا له خطاب السفر الي كسلا يقوده همد حسب بجمله و عرفت منه كيف ذهب الفدائي الحانة للتنفيذ علي عميل اتخذت القيادة بتصفيته لما الحقه من اضرار بالوطنين الأحرار ولكن خانه المسدس فتصرف بذكاء وشجاعة وعرفت منه كيف حاسبهم الفدائي علي هذا المسدس من بقايا الحرب العالمية الثانية وعرفت منه الجواب هذا ما نملكه وتملكه جبهة التحرير.

رجل قامة في التأسيس وقامة ما بعد التاسيس فقد كان له الدور في المرحلة المفصلية في جدة عند الاستقلال عندما تم إغلاق مكاتب المعارضة والاعتراف بالدولة الشرعية يومها كان أبو محمد حزينا من صعوبة الخيارات التي تواجه المعارضة ولكنه كان واثقاً من الاستمرار في تحدي الوضع الجديد عرفت منه أن باهبري رئيس مكتب المتابعة بعد أن أخبرهم باغلاق المكاتب قال لبعضهم في دردشة جانبية بأن فصائل المعارضة في هذه الفترة ستنهار ما عدا تنظيم واحد هو جبهة التحرير هذا هو تقيمه وذلك لسببين انها تملك قاعدة منظمة لابأس بها وتملك كاريزما قائدها عبد الله إدريس فهذا التحليل كان مبعث الفرح له لأنه كان يمتلك رؤيا إرادة الاستمرار في تحد للوضع الجديد وعندما قدمت الحكومة الإرترية المؤقته دعوي حضور احتفال الاستقلال الي الشيخ إدريس محمد ادم تاني وصبر فاستشار أبو محمد وكان معه المناضل محمد علي خليفة مسئول العلاقات الخارجية وكان قد الح عليه البعض حسب موجة الحماس الحضور وكان رأي رجل الوقار الهادئ وصاحب الرأي السديد عدم المشاركة لأن ما يحتاجه هذا النظام هو كسب الشرعية من رموز النضال التاريخيين وان هذه المشاركة ستضعف المعارضين فقد أخذ بمشورتهما ولم يشارك.

كان أبو محمد ملم بعضوية الجبهة في السعودية وعندما زار القائد عبد الله إدريس جدة وكان معه المناضل محمد علي خليفة مسئول العلاقات الخارجية وقد نوقش قرار مشاركة الجبهة في استفتاء الاستقلال مع العضوية كان ابو محمد متحمسا للمشاركة لأن هذا صراع الهدف الذي قاتل الشعب الارتري من أجله وصراع الداخل سيحسم في المراحل القادمة وهذا ما أقرت به الجبهة في المشاركة في الاستفتاء في بيانها الصادر.

كان أبو محمد عفيفا لم يملك حتي العشرة ريالات التي يتنقل بها للوصول الي مكتب المتابعة لأداء مهامه إلا ما رحم ربي من الأصدقاء المؤسف أن الذين افنوا حياتهم في تحرير إرتريا يمنعون من دخولها ويدفنون خارج ترابها أو يدفنون إحياء في خنادق سجونها والمؤسف أن من خدم نظام هيلي سلاسي و نظام هيلي ماريام سواء كان عميلا أو باحثا عن مصالحهه يدفنون في ترابها.

ولكن للظلم نهاية وأن للظالم يوم.

ولا يسعنا إلا أن نقول انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم اللهم اغفر له وارحمه وتقبله قبولا حسانا يارب العالمين والهم اهله وذويه الصبر والسلوان.

Top
X

Right Click

No Right Click