ارتيريا تودع قائدها أحمد ناصر

بقلم الأستاذ: حامد عبدالله

اذكر؛ انه زار المناضل الكبير، أحمد محمد ناصر الكويت؛ علي رأس وفد عالي المستوي من قيادة

جبهة التحرير الأرتيرية، وأُستقبل استقبال الرؤساء، وحظي ما يحظي به رؤساء دول ذات سيادة؛ من حفاوة وتقدير. وربما اكثر من ذلك؛ محبة اخوية خاصة، وتعاطفا كريما من شعب الكويت وحكومته، وهو ما عرفت به الكويت حكومة وشعبا؛ من انحياز واضح مع حق شعبنا في صراعه المرير، ونصرة دائمة لقضيتنا العادلة، ودعما مستمرا لثورتنا التي كان يحلو لبعض الناس ان يطلقوا عليها: "الثورة المنسية!"

كانت الكويت نصيرنا الثابت حين عز الأنصار، وسندنا الموثوق به حين تنكر لحقنا بعض من اشقائنا الصغار؛ وتخاذلوا في اداء واجب حق الأخوية والجيرة من امثال مقبور ليبيا سيئ الذكر: "معمر القذافي...".

ألم يكن شيخ دبلوماسيتها المحنك؛ سمو الأمير صباح الأحمد يصدح بأعلي صوته في المحافل الدولية مدافعا عن حقنا الوطني والإنساني المشروع، ولا يأبه بردود أفعال أعدائنا المؤذية؛ وهم كانوا كثر وأقوياء تهاب اذيتهم دول كبيرة حرصا علي مصالحها القومية!. ومن بين ما أذكر في تلك الزيارة لشهيدنا؛ أنه استقبلته صحافة الكويت الحرة، وأفردت له صفحاتها؛ فقد عنونت صحيفة الأنباء الغراء في صدر صفحتها الأولي؛ مانشيتا بالخط العريض:"مرحبا برئيس جمهورية ارتيريا الشقيقة!" وكانت ارتيريا عندئذ تواجه تحديا صعبا، وقضيتها تحيط بها مخاطر حقيقية تنذر بمكاره الفشل؟ ولكن الأنباء كانت بإمنيات المحبة تستبق الحدث، تبوح بما يختزن قلبها من حب صادق لأرتيريا؛ لتراها دولة ذات سيادة تحتل موقعها الطبيعي بين اشقائها العرب!. ولما اشتد علينا الحصار الخانق، وسدت في وجهنا منابر الإعلام؛ كانت صحافة الكويت المحترفة منبرنا؛ تُسمع صراخ اطفالنا، وانين جرحانا، وآهات أوجاعهم المؤلمة!. وتنقل الصور الحية لمقاومة شعبنا الباسل من ميادين القتال الحي في معاركه الوطنية الضارية، وتعكس بأمانة وحرفية مشهودة عن عزائمه الفولاذية بالقتال حتي النصر!. وبحق كانت الأنباء في مقدمة الجميع؛ ودوما في الخنادق معنا تشد من أزرنا بإلتحام حقيقي في معركتنا الدامية!. ومن ورائها كانت تقف أسرة المرزوق الكريمة بموقفها النبيل المناصر دائما وابدا والذي لم يتبدل لحظة طوال مسيرتنا الوطنيية الصعبة، وحتي الآن!.

قبل ثلاثون عاما؛ استقبلت الأنباء القائد أحمد ناصر؛ رئيسا زائرا الكويت، او هكذا تمنت ان تراه رئيسا لإرتيريا المحررة، وخصته بترحيب بارز في صدر صفحتها الأولي: "مرحبا برئيس جمهورية ارتيريا الشقيق!.". وكان أحمد شابا صغيرا؛ في العقد الثالث من عمره، ولتوه قدم من خنادق القتال؛ وغبار المعارك يغطي شعر رأسه بالكامل، ومهابة النضال، وعظم المسؤولية الوطنية تضفيان عليه وقارا ملحوظا...، واليوم، تودعه الأنباء معنا بالأسي والحزن، وقد افردت له صفحات طويلة بقلم فارس الكلمة الحرة، الأستاذ يوسف عبد الرحمن الذي يشاركنا في مصابنا الجلل، ويشاطرنا دائما همومنا الوطنية؛ في افراحنا واتراحنا، ونجده سباقا في أداء الواجب مقاتلا حقيقيا في ساحات الفداء بريشته المبدعة تارة، ويسدي الينا نصائحه الأخوية الصادقة تارات أخري!.

اللهم ارحم احمد محمد ناصر واحسن نزله؟

Top
X

Right Click

No Right Click