خيارنا المستقل عزتنا

بقلم الأستاذ: خالد حاج - كاتب ارتري

الحكومة المؤقتة تستعد لإحياء ذكرة إستقلال الدولة في الحادي و الثلاثون (٣١) من عامها،

ثورة مسلحة طويلة خاضتها مع الجارة إثيوبيا لتنال استقلالها ١٩٩١/٥/٢٤.

بأسم الشهداء الأوفياء بأسم المناضيلين الأعزاء وبأسم الشعب العانة مع الثورة وكان سبب التغيير، اقول كل سنة وانتم بألف خير وكل عام ودولتنا تحتفل بذكرة سعيدة، ورغم المآسي والمعانات التى يمر بها الشعب حاليا إلا أنه لا يقارن بزمن الإستعمار الذي كان رمز البطش والغدر.

"خيارنا المستقل... عزتنا! شعار هذا العام أجمل شعار أراه فهو فتح لي باب الإنتقاد والتأمل، لأتجاوب الأسئلة مع نفسي!

• اي خيار هذا؟ – (الإنفراد)

• اي استقلال هذا؟ – (إستغلال)

• اي عِزة!؟ – (الدمار)

اعتقد ٣١ عام إستنزفت منهم كل ما يُقال وعادوا الى كتابة الأوهام والتضليل، والفرق في الواقع بيّن وواضح حتى وإن كان هذا تعبيرهم ونواياهم أعتقد الخيار يعود للشعب، ففي السنوات الأخيرة قل إحتفال الشعب في الداخل بهذه المناسبة المقدسة من الحكومة، لظروف تتعلق بتدهور البلاد وسوء إدارتها وتسلط الحكومة على الشعب و على إنتاج موارد الدولة، الحكومة عبارة عن بلطجية مكونة لهدم قيم وحضارة الإنسان وإهانته بكل ما يمكن وصفه منكر وسيئ، سكوت الشعب من أغرب المعاجب! فهو قادر وقوي وفاهم ومتحضر بس للأسف الركوع لهم وموالاتهم لا أستطيع تفسيرها، أوهام مزروعة في العقول بأن الحكومة قادرة وخطيرة، بينما الخطورة والقدرة دُفنت مع المناضلين في الساحل وما تبقى إستفادت منه الغربة، كل هذا يستحيل قوله في الواقع بينما الحقيقة لا مفر منها يجب قولها والتصريح بها أينما إستحسنت الظروف، الجبهة الشعبية مجموعة جمعتهم المصالح الشخصية والمطامح الذاتية، انفصالهم من جبهة تحرير لأي سبب كان يعود إلى المفاهيم السلبية ومهما كانت الأوصاف مزينة ومضللة فقد هي تجتمع في (الغدر بالوطن) وهذا يعني ليس فقد انتقادات بل يوم من الأيام سيأتي وقت يجاز فيه الحساب والعقاب، ولا أتسرع على العقاب بل الحقها التسامح والتصافح، فتسامح لغة الجيل الحديثة، فمهما كانت المصاعب والتأمر والغدر لا يمكن مفهوم الوطن يكون على حساب شخصيات فردية تذهب بلا أثر ويبقى الوطن في معانات دائمة.

الحقيقة الغائبة عن الوجدان الجبهة الشعبية من أضعف الأجهزة الحاكمة ومن اسوء إدارة على مر الزمن، الكثير متوهم بها وربما الغالب مستعجل في وصفها في الواقع الجبهة الشعبية مفاهيم بالية لا تصلح لزمن الحديث كما أنها أبدا لا تستطيع أن تضع حجر أساس لمستقبل يضمن حقوق الأجيال الصاعدة، كل ما يجعلها تسود وتمرح إختلافات المجتمع في عدم توحيد رؤية متفق عليها، لذلك شخصيا أنا لا أرى أي مفهوم يجعلني أكتب أو أعارض مشوارها السياسي الفاشل، أختلف أو أتفق معي أن التغيير في هذا التوقيت وبهذا الإسلوب المعقد لا يمكن توقعه أبدا مهما صمدت المقاومة لسنوات طويلة، فالوضع متأزم و مريض محتاج معالجة وتركيز قبل السعي الى معارضة النظام، وفي سياق الإختصار اقول بيت المعارضة في ضيافة النظام، شرب القهوة الممزوجة بالحليب في رحاب الطاولة الضيقة التي تفتقر بعض مكونات المجتمع بما فيهم الديانتين الإثنين لم يجعل نصيب النجاح يعلو بل يخصم من وقت الأجيال لسنوات عديدة.

وبالعودة إلى عنوان المقال المعلن أقول أن شعاري هذه السنة (سيادتنا في وحدة شعبنا... وعزتنا في بناء وطننا).

أكرمنا الوقت بمعرفة جديدة، السراع القائم في المنطقة وغياب العدالة المكتوبة في المحاكم والمكاتب، جماعة متسلطة نصابة كنا نتوقع أن ينالها العقاب لقياداتها المتهرولة في استخدامها الجرائم المتعددة، للأسف الواضح أن العدالة قائمة على المستضعفين، لا أريد أن أخوض الإتهامات ضد أحد فقط ما يعنيني هنا أن الذي يؤمن بالقوى لا يُواجه بالعقل وأن العقلاني لا يصاحب مجالس التحدي، فالقضية قبل كل شئ محتاجة تصحيح المبادئ وتعريف الحوجة المطلوبة بدقة وإهتمام.

قبل الكلمة الأخيرة أكتب، في مسألة تصحيح المفاهيم السائدة في عقول قيادات المقاومة : لكل شخص دور يقوم به وله إمكانية محدودة يستنزفها في زمن محدد النتيجة كانت فشل أم نجاح المحاولة هي الأهم، ولا يمكن أن يستمر في مهامه مستند على تاريخه، يمكن يكون ناصح و مرجع ولا يكون قائد في ظل تفاقم الأزمات وتصاعد مفاهيم الأجيال الحديثة فكل مقاومة أو مواجهة لها تكتيك زمني لا يجيدها إلا أجيالها.

سيادتنا في وحدة شعبنا... وعزتنا في بناء وطننا

Top
X

Right Click

No Right Click