جامعة اسمرة... التي فَرَّتْ من قسوره - الجزء الحادي عشر

بقلم المهندس: موسي عَوِلْ خير - كاتب إرتري

انشقاق الحركة الطلابية الاثيوبية والتحول نحو العنف:

خلال النصف الثاني من الستينات وهي الفترة التي تميزت بنشاط طلابي لا ينقطع لمناهضة النظام الامبراطوري،

جامعة أسمرة 

كان هناك حدثان أرسلت الحكومة الاثيوبية خلالهما رسالة واضحة إلى الطلاب مفادها بأنها ومهما جنحت للسلم فإن صبرها ينفد وأنها لن تتسامح مع مثيري الشغب، في المقابل أدرك الطلاب الرسالة واستوعبوا فحواها كما وصلتهم، والحدثان هما:

الأول: موقعة جسر رأس مكنن:

وقعت هذه المواجهة بين الطلاب والشرطة عندما خرج الطلاب في المظاهرات المنددة بمركز شولا عام 1966م - الذي تحدثنا عنه في الجزء السابق - حدثت المواجهة عندما قام قائد المظاهرة الطالب/ عبدالمجيد حسين الذي كان يشغل حينها منصب نائب رئيس اتحاد طلاب الجامعات كما تقلد مناصب عليا عديدة في الدولة الاثيوبية كان آخرها تعيينه في عام 2001م مندوباً لأثيوبيا لدى الأمم المتحدة، قام بمناورة بإصدار تعليماته للطلاب بالجلوس على الأرض بينما كانوا يسيرون بالقرب من جسر رأس مكنن وهم محاطون بقوات الشرطة حيث أربكت هذه التعليمات الشرطة والطلاب معاً، إلا أن الطلاب قاموا بتنفيذ الأمر ثم أمرهم بالتحرك بشكل مفاجئ، وعندما فعلوا اختلط الحابل بالنابل لدرجة أن الشرطة لم تستطع التعامل مع الموقف، وبينما كان الهرج والمرج سيد الموقف قام أحد الطلاب واسمه (تايي taye) برمي أحد رجال الشرطة أسفل الجسر نحو النهر الأمر دفع بقوات الشرطة إلى استخدام العنف المفرط.

الثاني: الحادثة الثانية كانت اغتيال رئيس اتحاد طلاب جامعة اديس ابابا الطالب/ طلاهون قزاو وقد تحدثنا عنه في الجزء السابق، وكان هذا الحدث الأكثر أهمية ويعتبر القشة التي قصمت ظهر البعير.

ونتيجة لهذه الظروف أدرك قادة الحركة الطلابية بأن النظام الامبراطوري لا يمكن مواجهته سلمياً وبدأوا التفكير بشكل جدي في إنطلاق كفاح مسلح أسوة بالثورة الارترية وبعض القوميات الاثيوبية التي سبقتهم الى ذلك، لكنهم وقبل ذلك بدأت تنموا داخلهم بذرة انشقاق وكان ذلك بسبب النقاش (الهوياَّتي) الذي تحدثنا عنه في الجزء السابق بطرح مسألة الهوية The Question Of Nationalism (مسألة القوميات) بما فيها القضية الارترية بالاضافة الى العديد من المسائل التي طرحها الطلاب الماركسيون منها الجندرية The Question Of Gender (وهم الذين كانوا يسيطرون على الحركة الطلابية في اثيوبيا)، إلا أن مسألة القوميات كانت تتصدر المشهد وأن المسألة الارترية كانت تتصدر مسألة القوميات نفسها، فمنهم من يتعاطف معها إلى حد حق تقرير المصير حتى الانفصال، ومنهم من يتطرف تجاهها وينسى نظرية حقوق القوميات عندما يتعلق الأمر بالقضية الارترية، ونتيجة لهذا التباين في مواقفهم من المسألة الارترية، قام اتحاد الطلاب الاثيوبيون في شمال أمريكا في فبراير 1970م بالاعلان عن تضامنه الكامل مع الكفاح المسلح للشعب الارتري، لكنهم وفي تعارض واضح لقناعاتهم في حق القوميات على الانفصال، كانوا يعارضون وبشدة أي ميول انفصالية للثوار الارتريين بحجة أنها سوف تؤدي إلى تمزيق وحدة الجماهير الاثيوبية المناضلة، بنهاية المطاف انقسم قادة الحركة الطلابية الى جناحين هما:

المجموعة الأول: وهي التي كان قوامها ما يسمي بمجموعة الجزائر بزعامة التقراوي Berhane Meskel Redda، حيث خرجوا من اثيوبيا الى الجزائر باختطاف طائرة الخطوط الجوية الاثيوبية، وهم:-

1. برهاني مسقل ردا Berhane Meskel Redda

2. قيزاهين إندالي Gezahegn Endale

3. بنيام عدني Benyam Adane

4. إياسو أليمايهو Eyassu Alemayehu

5. إيمانويل قبري إيسوس Ammanuel Gebreyesus

6. عبديسا أيانا Abdissa Ayana

7. هيلي اييسوس ولد سنبت Haileyesus Wolde Senbet

علماً أن ظاهرة اختطاف الطائرات بدأت تنتشر بين الطلاب منذ اختطاف عام 1969م وكان آخرها عملية اختطاف الطائرة الاثيوبية في الثامن من ديسمبر 1972م بقيادة وللاين مكنن Walelign Mekonnen وبرفقة ستة آخرين ثلاثة منهم من الطلاب الارتريين أبرزهم طالبة كلية الطب الأيقونة الطلابية في ذاك الزمان (ولا تزال) الارترية / مارتا مبرهتو Martha Mebrahtu وسنتحدث بمشيئة الله عن تفاصيل هذه العملية الفاشلة والاخيرة والتي انتهت بقيام قوات الأمن الاثيوبية بتصفية المجموعة عدا واحداً، عندما يأتي الحديث عن سيرة حياة الفامينيست / مارتا مبرهتو.

بالعودة إلى المجموعة الأولى نجد أنها هي من قامت فيما بعد بتأسيس حزب الشعب الثوري المسلح EPRP في مؤتمره التأسيسي في برلين من الثاني الى التاسع من ابريل 1972م بقيادة برهاني مسقل ردا والذي كان يرأس المكتب السياسي للحزب، وهي المجموعة المناصرة لحق الارتريين في تقرير مصيرهم حتى الانفصال، وقد تواصلوا مع جبهة التحرير الارترية ثم مع الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا الى أن قامت الجبهة الشعبية باستبدالهم بالجبهة الشعبية لتحرير تقراي ثم تآمرواعليهم فقاموا بتصفية ما تبقي منهم من إرهاب منقستو هيلاماريام.

المجموعة الثانية: بدأت هذه المجموعة بشكل سري منذ العام 1968م بقيادة هيلي فيدا Haile Fida تحت اسم الحركة الاشتراكية لعموم إثيوبيا Ethiopia Socialist Movement All- والمعروفة اختصاراً بـ (مايسون Maeson) والمأخوذة من الاسم الأمهري للحركة، وهي المجموعة التي كانت تعارض وبشدة الحديث عن حق تقرير المصير للارتريين خصوصاً رئيسها هيلي فيدا وربما نفس الموقف كان سبباً في دفعه لوضع يده بيد منقستو هيلاماريام في يوميات الارهاب.

وهكذا ظلا الحزبان يتصارعان في قيادة الحركة الطلابية إلى أن جاء فبراير 1974م والذي انطلقت فيه الثورة الشعبية في اثيوبيا حيث كان الطلاب رأس الرمح فيها، ثم في غفلة من الجماهير الثائرة جاء العسكر ليختطف ثورتهم ويذبح الحركة الطلابية الاثيوبية من الوريد إلى الوريد لدرجة أنهم تمنوا عودة هيلا سلاسي فطفق يقول: اللهم لا شماتة.

بداية النهاية والعد التنازلي الدراماتيكي:

سيتبادر إلى ذهن القارئ الكريم للوهلة الأولى ومن خلال عنوان الجزء بأنها بداية نهاية الحركة الطلابية الاثيوبية، وهذا صحيح جزئياً، كان القدر نائماً في ثكناته، وتحديداً في الفرقة الثالثة المرابطة في هرر، بل وبشكل أكثر تحديداً كان القدر نائماً داخل تلك النفس الشريرة (العقيد منقستو هيلاماريام) إلا أن الشرارة التي عبدت الطريق للعقيد المغمور كانت تتخلق في مكان آخر بعيد عن هرر وأديس أبابا معاً، إنها المجاعة التي أكلت الأخضر واليابس في محافظة (وللو)، وبالرغم من علم الامبراطور بهذه الكارثة إلا أنه لم يجد من يذكره بالمثل القائل: "معظم النار من مستصغر الشرر" فآثر اخفائها عن أعين الناس حتى قرع صداها أبواب جامعة أديس أبابا في مارس 1973م عندما هرب الجوعى إلى أطراف العاصمة أديس أبابا، فتسلل ثلاثة من بروفسورات الجامعة إلى (وللو) وأعدوا تقريراً مصوراً يفضح الكارثة، فتم اعتقالهم ولكن بعد أن سلموا الأمانة إلى الطلاب الثوار ليزلزلوا الأرض تحت أقدام الجميع، وهكذا دخلت البلاد في عهد جديد من الاضطرابات حتى جاء اليوم الموعود (18 فبراير 1974م) الذي خرج فيه الجميع عن صمتهم - عمال، سائقي نقل عام، مدرسين، طلاب - استمرت المظاهرات حتى الثاني عشر من سبتمبر 1974م ليتم أخيراً عزل الامبراطور وزمرته بعد ثورة ساحقة ماحقة قادتها الحركة الطلابية بتضحية واقتدار واستلم المجلس العسكري (الدرق) السلطة في البلاد، ليبدأ عهداً جديداً أكثر قمعاً ودموية بعد أن تسلق العقيد/ منقستو هيلاماريام على جماجم رفاقه قبل غيرهم.

حقبة الإرهاب:

أولاً: الارهاب الأبيض The White Terror

ان فترة الارهاب - بشقيها الأبيض والأحمر - هي الفترة التي تسببت في إبادة عشرات الآلاف (بل مئات الآلاف بحسب بعض المؤرخين المعاصرين) والتي أشعل شرارتها الأولى حزب الشعب الثوري الاثيوبي EPRP بغرض التخلص من حكم العسكر، بدأ حزب الشعب الثوري في التفكير بمواجهة المجلس العسكري الـ (درق PMAC) عندما بدأت تلوح في الأفق بوادر انشقاق في صفوفه إلى ثلاثة مجموعات وهي:-

المجموعة الأولى: يقودها واحد من أبرز وألمعهم قيادات المجلس العسكري وهو رئيس لجنة السياسات والعلاقات الخارجية في المجلس الميجر/ سيساي هبتي Sisay Habte.

المجموعة الثانية: كان يقودها مدير عام شرطة العاصمة أديس أبابا الكابتن/ أليمايهو هيلي ALEMAYEHU HAILE وهو من أعضاء المجلس الذين كانوا يرغبون في تسليم السلطة للمدنيين.

المجموعة الثالثة: بقيادة منقستو هيلاماريام والذي كرس جهده في تلميع نفسه بدعم من الحركة الاشتراكية لعموم إثيوبيا Ethiopia Socialist Movement All- المعروفة اختصاراً بـ (مايسون Maeson).

كان الانقسام في المجلس العسكري بالنسبة لمنقستو هيلاماريام الأكثر خطورةً وحساسية وهو يعد نفسه لحربه ضد الـ EPRP بعد أن أظهروا معارضهم لحكم العسكر، لذلك بدأ الحرب ضد مناوئيه داخل المجلس العسكري برفيقه سيساي هبتي الذي كان أول ضحاياه حيث قام بتصفيته في الثالث عشر من يوليو 1976م.

بعد أن تم التخلص من النجم اللامع الميجر/ سيساي هبتي، تبقت على المسرح السياسي في أثيوبيا كتلتين إحداهما بقيادة منقستو هيلاماريام مدعوم من قيادات المايسون والرابطة العمالية، والكتلة الثانية بقيادة قائد شرطة العاصمة الجنرال/ أليمايهو هيلي بدعم من الطلاب والمعلمين والعمال الذين يسيطر عليهم حزب الشعب الثوري EPRP.

استمر السجال بين الكتلتين إلى أن جاء ذاك الحدث الذي زلزل العاصمة في 23 سبتمبر 1976م عندما قتل شخص في ظروف غامضة ورميه من جسر رأس مكنن (ولا يعرف ما إذا كان لحظة رميته حياً أم ميتاً) ثم في مساء نفس اليوم قام حزب الشعب بمحاولة اغتيال فاشلة للعقيد/ منقستو هيلاماريام، يعتقد البعض كانت هذه بداية عهد ما يسمي بالارهاب الأبيض وهو الاسم الذي أطلق على عمليات الاغتيال التي كان ينفذها حزب الشعب مستهدفاً قادة المجلس العسكري ومسئولي الدولة ورجال السياسة وقادة مايسون، ثم في اليوم الذي يليه قام الطلاب بمظاهرات أصابت العاصمة بشلل تام مطالبين باسقاط المجلس العسكري الحاكم.

وجد منقستو ومناصريه في محاولة الاغتيال الفاشلة ذريعة لاطلاق حملة إعلامية ضد حزب الشعب متهمين إياه بالسعي إلى تحويل مسار الثورة الشعبية لأنه عدو الشعب، في 28 سبتمبر نظم منقستو وداعميه سمناراً للمعلمين من أجل استثمارهم في التحكم بالطلاب إلا أن المعلمين لم يستجيبوا لهم، ثم في الأول من أكتوبر قام حزب الشعب باغتيال الدكتور/ فقري ميريد أحد قيادات الـ مايسون في عملية وصفتها تقارير أمريكية سرية (أطلعت عليها في ويكيليكس) بأنها محكمة التخطيط، وخلال شهر أكتوبر فإن إطلاق النار المتقطع لم ينقطع أبداً حيث كان الشهر الأسوأ في حياة سكان العاصمة أديس أبابا، حتى الشرطة توقفت عن أداء واجباتها خوفاً على نفسها، ونتيجة لذلك قام منقستو هيلاماريام بتسليح أنصاره من عسكريين ومدنيين بما فيهم عناصر الـ مايسون، فقامت عناصرهم في 2 نوفمبر بقتل 23 شخص قنصاً ثم اعلنوا بأنهم متورطون في اغتيال بعض الثوار، وبعد هذه الحادثة هدأت وتيرة الارهاب خلال نوفمبر ديسمبر ويناير، إلا أنه وفي يناير 1977م كان الشلل يضرب أوصال الحكومة الاثيوبية نتيجة بعض التعديلات التي أجراها المجلس العسكري أدت إلى تقييد السلطة المطلقة لمنقستو هيلاماريام - لا مجال للحديث عن تفاصيلها هنا - لكنها لم تنقذ الموقف المتأزم ولا شلال الدماء الذي لا زال يتدفق، من ناحية أخرى قام الاتحاد الديمقراطي الاثيوبي والمعروف اختصاراً بـ (إدو EDU) قام بتوجيه ضربات عسكرية قوية للجيش في محافظة (قندر) وبالطبع كلنا يعلم ضربات وانتصارات الثورة الارترية في هذا العام، كل هذا وذاك دفع بمنقستو هيلاماريام لاطلاق حملته المعروفة بـ (الارهاب الأحمر (red terror للتخلص من الارهاب الابيض.

ثانياً: الارهاب الأحمر RED TERROR

في الثاني من فبراير قام حزب الشعب باغتيال العديد من لجان الدرق المعروفة بـ (قبلي) إلا أن أبرز القتلى في تلك الليلة هو أمين عام وزارة الثقافة السيد/ طقاي دبلكي Tsegaye Debalke، ثم في اليوم التالي - الثالث من نوفمبر - وتحديداً عند الساعة الحادية عشرة مساءً بدأ إطلاق نار كثيف داخل القصر الرئاسي استمر لحوالي ساعة ونصف الساعة أعلن بعدها المجلس العسكري عن محاولة انقلابية فاشلة قتل فيها رئيس المجلس العسكري الجنرال/ تفري بانتي وستة من المناوئين لمنقستو هيلاماريام على رأسهم الكابتن أليمايهو هيلي، أما من كتلة منقستو فقد قتل فيها ثلاثة منهم مستشاره السياسي دكتور/ سيناي ليكي والكلونيل/ دانيال أسفاو رئيس الأمن الخاص بمنقستو هيلاماريام وحارسه الشخصي، وبعد أن تخلص من مناوئيه في هذه المذبحة أعلن منقستو بأن الثورة تحولت من الدفاع إلى الهجوم، وهو الامر الذي ينبئ بكفية تعامله مع خصومه السياسيين.

بعد أن استتب له الأمن بعض الشيئ، قام منقستو بتنصيب نفسه رئيساً للمجلس وأتنافو أباتي نائباً له في انتخابات صورية للمجلس، إلا أن حزب الشعب لم يستسلم بالرغم من مقتل عضو المجلس العسكري الداعم له، فاستمر في تنفيذ أسلوب الاغتيالات، وفي 25 فبراير قام باغتيال تواضروس بقلي Tewodrose Bekele أحد قيادات المايسون لكنهم لم ينتبهوا أن منقستو لم يتبقي من يزعجه داخل المجلس العسكري، فهو متفرغ تماماً لإبادتهم - وهذا ما حدث بعد فترة قصيرة جداً - فقد بدأ حربه ضدهم في نفس اليوم الذي قتل القائد المايسوني حيث قام بقتل تسعة من الطلاب ثم في اليوم التالي قام عمال مصنع الاسمنت بمحاصرة 19 من عناصر حزب الشعب وتسليمهم لمنقستو فقام باعدامهم فوراً، وهكذا بدأ عهداً من الارهاب الأحمر لا يكن الارهاب الابيض أمامه شيئاً مذكوراً، حيث تم التخلص من الارهاب الابيض بشكل كامل، بل تم إبادة الآلاف من الاثيوبيين، بل قام منقستو هيلاماريام بالتخلص من مايسون نفسها بعد أن استغلهم في التخلص من حزب الشعب الثوري، وهكذا وبحلول العام 1978م أسدل الستار على مسرح نضالات الحركة الطلابية الاثيوبية، أما قياداتها فمنهم من قضى نحبه ومن ينتظر بعد أن بدلوا جلوداً غير جلودهم، أما عامة الطلاب تم دمجهم فيما بعد في حزب العمال - طوعاً أو كرهاً - والذي كان الذراع الباطشة للعقيد الدموي / منقستو هيلاماريام بعد قام بتأسيسه في العام 1984م.

كسرة: قمت بضغط هذه الجزء كما يضغط الثقب الأسود الآلاف من الأجرام السماوية على رأس دبوس، ولو لم أفعل ذلك فإن كل يوم من أيام الإرهاب يحتاج إلى كتاب.

إلى اللقاء... في الجزء القادم

Top
X

Right Click

No Right Click