سيرة الشهيد سعيد علي حجاي قائد المجموعة بطل جلب الحرية واشعل ثورة التغيير

بقلم الشيخ: محمد جمعة ابو الرشيد - كاتب وباحث وناشط حقوقي ارتري، برمنجهام بريطانيا

كانت امسية 10-3-2013م في غرفة الحوار العربي (البالتوك) ترشح شهدا من رحيق سيرة البطل المناضل (سعيد على حجاي)

علي سعيد حجاي

وكان الضيف رفيق دربه (تسفا قبرئيل امبايي برهي (حفون)، وفي هذه الأسطر القليلة سوف الخص لكم ما حصلت عليه من سيرة هذا القائد من خلال هذه الأمسية وغيرها من المتابعات والبحث، وقد تكون بعض المعلومات غير دقيقة، ونرجوا من العارفين تصحيحها
عمل في داخل الثورة من عام 1974، وعمل تحت قيادة المناضل الكبير الشهيد/ ابراهيم عافة، وتم ترقيته حتى التحق بلواء رمضان اولاي، وقد عمل في مجال المدرعات والمدفعية، وكانت امكانيات هذا المجال في داخل الثورة الإرترية متواضعة فنيا وماديا، وكانت الخبرات الفنية المتواجدة غير مؤهلة التأهيل الكافي لملاحقة التطور المتصارع في هذا المجال، وكانت الجبهة الشعبية تبحث عن جهة تدرب لها كوادر في هذا المجال، وقد ذكرت مجلة {السياسة الدولية} في دراسة مهمة اجرتها حول علاقة (الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا بإسرائيل) بأن اسرائيل كانت لها شروط لتدريب الثوار الإرتريين، وكانت تبحث عن ضمانات من اهمها، معرفة توجهات {الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا} ومدى تأثرها بأفكار القوميين العرب، وغيرها من تاثيرات المحيط الإسلامي، وكانت الوعود من قبلها كبيرة إذا تأكدت من هذا المجال، وابدت استعدادها الكامل للمساعدة في مجالي التدريب على الأسلحة الثقيلة، وتدريب عناصر مخابراتية فاعلة) ولم يكن الوقت كافيا لقيادة الجبهة الشعبية حتى تنتظر شهادة البراءة من العرب والإسلام المنتظرة من اسرائيل، فما كان منها الا السعي الحثيث عند العرب (اصدقاء الثورة الإرترية الطبيعيين)، ويبدوا ان الجبهة الشعبية اقنعت (صدام حسين) عن طريق قيادات وطنية مهمة كانت على خلاف مع تنظيم الشعبية نفسه، ولكن ربما من دافع وطني قامت بهذه الخطوة، و كما كان لأحد اصدقاء الثورة الإرترية والمتخصصين في شؤونها دور في التوسط عند القيادة العراقية لتدريب كوادر من الجبهة الشعبية، وخاصة كانت الحاجة ملحة نسبة لإستيلاء الجبهة الشعبية على بعض المدن، ومناطق واسعة من الريف الإرتري، وكان الدرق يعد العدة ويتدفق نحو ارتريا بمساعدة المعسكر الشرقي، وكان لهذه الدورة الفضل الكبير بجانب الخبرات الأخرى التي وجدت عند بعض الإرتريين الذين تركوا صفوف العدوا، وانضموا الى ثورتهم، وكذلك الخبرات البسيطة التى كان البعض تلقاها في صفوف (قوات التحرير الشعبية)، كان لها الفضل الكبير في إدارة واستخدام الأسلحة التي غنمتها الثورة الإرترية عام 1986م في جبهة النادوا الشهيرة، وغيرها من المعارك . وعموما تظل هذه المعلومات السابقة سماعية، وقراءة سابقة في مجلة متخصصة، ولكنها ليست حاليا في حوزتي، وموضوع الدورات العسكرية التى قامت بها الثورة الإرترية في مراحلها المختلفة، غالبيتها معلوم لدى (رعيلنا الأول) رحم الله من مات منهم، وأسال الله ان يحفظ، ويمتع بالصحة والعافية من بقي منهم على قيد الحياة.

سعيد على حجاي في العراق:

في عام 1980 تم اختيار المناضل/ سعيد على حجاي ليخضع لدورة متطورة في مجال علوم الدبابات في دولة العرق، ومعه خمسة اشخاص آخرين، وقد انهى الدورة بتفوق كبير، واتقان كامل، وعاد الى الميدان كقائد (الميكانيكيين والفنيين)، وفعلا كان له دور مهم في الحاق الهزائم بالقوات الإثيوبية في جبهة الساحل، وقد استطاع تطوير هذا المجال وتدريب كوادر مؤهلة، وشارك في تشتيت الجيش الإثيوبي في الأراضي الإرترية، وذكر انه كان (قناصا) لا يخطئ هدفه، حتى قيل: (إذا لم يصب ودعلى الهدف فمن المؤكد ان السلاح فيه خلل)، ومن ثم تم إختياره كقائد لواء حتى يدعم (التقراي) الذين لم يكن لهم امكانيات في هذا المجال، وفعلا استطاع في فترة وجيزة التعمق والتوغل داخل الأراضي الإثيوبية، واستمر يطارد الجيش الإثيوبي بجانب مقاتلي التقراي، حتى دخل اديس ابابا، حيث اصدى خدمة للثوار الإثيوبيين مكنتهم من الإنتصار، وساعد في استتباب الأمن في الأراضي الإثيوبية، ومن ثم عاد الى ارتريا، وعمل قائد لواء في عدردي، وعندما اندلعت الحرب الأخيرة مع اثيوبيا، كان يقاتل في معركة (مرب)، ولم يكتف بالعمل في مجاله، بل كان يقود قوات المشاة بكفاءة عالية، حتى قام (وجوو) في احدى اجتماعات قيادات الجيش، واشاد به بإعتباره احد القادة المتميزين، والذين ادوا دورا مهما جدا.

ودعلى كفاءة في العمل ورقي في السلوك:

كان المناضل/ سعيد على حجاي رجلا متميزا، ويتمتع بمواهب عديدة، ولم يكن يعرف اللغة التجرنية، ولكنه اتقنها في الميدان اتقانا كاملا نطقا وكتابة، وكان منضبطا في كل شيئ ويقوم بتنفيذ المهام التى توكل إليه بهمة وإتقان، وكانت له علاقات اخوية حميمة مع نظرائه، وجنوده، وقادته، وعرف عنه الرأفة والحنان، وطيبة القلب، والرحمة بجنوده، وبالجماهير العادية، وكان يتفقد كل جندي حتى في حل مشاكله الخاصة، ويسعى لمواساته عند الشدائد، وكان اسمر اللون طويل القامة بهي الطلعة، باسم الثغر، لم يرتاح يوما منذوا التحق بالثورة، وكان قائد (لواء) في منطقة ساوا، كما عمل مسؤول (المنظمات الجماهيرية في منطقة القاش بركا)، وكانت الجبهة الشعبية آنذاك بدءت تبلغ الشعب الإرتري بأسماء أبنائهم الذين استشهدوا في الحرب الأخيرة، وقد جمع سعيد قوات جيشه، واخبرهم بالبلاغات التى بدءت تصل الى الشعب، وطلب منهم ان يبلغه اي جندي توفي اخاه او اباه او اخته، حتى يعطيه إجازة لكي يذهب ويواسي اسرته، وقد استحسن الجيش وجميع الناس ذلك الفعل، حتى ان ذكره شاع في جميع الجيش الإرتري، وقد طلب بقية الجنود من قياداتهم ان ينحوا منحاه في هذا الجانب الإنساني النبيل، ولكن كانت إجابة القيادات بأن هذا تصرف شخصي، وكل واحد له اسلوبه في التعامل مع هذه القضية.

كان سعيد ود على نظيف اليد، وقنوع، ولم يشارك في الممارسات القذرة التى وقع فيها كثير من الضباط، حيث كانوا يجعلون الشباب خدما في بيوتهم، وسخرة في اعمالهم، وكانوا يبعدون من لا يعجبهم، ويعاقبوا من يخالفهم، حتى تحكم هؤلاء الجنرالات في مقدرات البلد، ولكن (ود علي) كان دمس الخلق وحسن التعامل مع الناس.

عزيمة في التغيير:

كان ودعلى/ يمتعض من هذه التصرفات، وقد قرر مع بعض القيادات الإحتجاج على هذا الوضع، والمطالبة بتغييره، وقد تبنوا مطالب الشعب الإرتري، واعلنوا مطالبهم في التلفزيون الإرتري، صحيح ان اسياس عوق حتى الآن تحقيق تلك المطالب، ولكن لن تموت تلك الثورة التى قدح شرارتها ودعلى، حيث سطر صفحات الحرية بدمه القاني، وبدء قطار الحرية الذي حركه يمضي ببطئ نحو هدفه المرسوم، فكما كان بطلا محبوبا في اوساط الجيش الإرتري، اصبح اليوم بطلا شعبيا يتغنى به الصغير والكبير، وفي مدة وجيزة اسالت سيرته قرائح الشعراء، وأقلام الأدباء، واجرت مأقي الرحماء، ورفعت همم الضعفاء، واصبح شعارات الثورة في الميادين، واسمه يكتب اليوم في كرن واسمرا وبعض المدن الأخرى في حوائط الشوارع ومداخل المؤسسات، وحتى دورات المياه وساحات الرمال وصفحات الهضاب والتلال.

من هو ودعلي ؟

لم اتمكن من معرفة تاريخ ميلاده تحديدا، ولكن يبدوا انه في أوآخر الخمسينات، وهو من مواليد منطقة (هبروا) في الساحل، ومتزوج وله ابناء فهو ابو (يونس) ابنه الكبير والمولود في عام 1991م، وعنده اخوة واخوات، يتكلم العربية، والتقرنية، والتقري تفاصيل نضاله الحافل تحتاج الى كتاب يخلد سيرته، ولكن قد ارادت عصابة (الهقدف) ان تسود هذه السيرة فزعمت انه انتحر، ولكن بكل تأكيد دخل سعيد الذى اراد ان يسعد شعبه، دخل التاريخ من اوسع ابوابه، وما اظن كان يتوقع عندما تحرك لإزالة هذا الظلم ان يجد كل هذا الحب والتقدير في قلوب شعبه، وسوف تظل سيرة هذا البطل احد قصص البطولات الشعبية والتي دخلت تاريخنا المعاصر.

رحم الله سعيد على حجاي بطل العدالة والحرية

Top
X

Right Click

No Right Click