العهد الإرتري نحو سلام عادل ومستدام - الباب الثاني

إعداد: مجلس إبراهيم مختار

الباب الثاني - تنوع الشعب الإرتري:

الفصل الأول: بدلا من الإعتماد على تعريف الشعب الإرتري وفق تعريفات وثيقة نحنان علامانان(7) (نحن وأهدافنا)

التي تقسم الشعب الأرتري جزافا إلى مجموعات لغوية، فإننا هنا، نمارس حقوقنا التي لا تقبل الإسقاط ونحن فقط من نحدد من نكون وأي التعريفات تنطبق علينا، ومن حق كافة الإرتريين دون استثناء أن يختارو ماهية هوياتهم ويجب على الجميع احترام تلك الهوية والإعتراف بها، هذا هو السبيل الوحيد الذي سيمكن الإرتريين من التعايش سلميا في ظل المساوات بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية والمناطقية والدينية، يتقاسمون السلطة والموارد من أجل المصلحة المشتركة وفقا لأسس مبادء العدالة.

الفصل الثاني: في الواقع، الإسلام والمسيحية ديانتان أصيلتان في التاريخ الأرتري، وقد سبقا العديد من البلدان في أجزاء العالم في تثبيت أقدامهما على الأرض الإرترية فقد دخلت المسيحية إلى إرتريا بعد أقل من ثلاثمائة عام من معراج سيدنا عيسى، بينما دخل الإسلام إلى منطقتنا عندما كان النبي محمد يواجه مطاردة من قبل قومه في مدينة مكه، أقدس بقاع الأرض بالنسبة للمسلمين، وبهذا، فإن العقيدة الدينية عميقة الجذور في تاريخ الأرتريين وبالتالي لن تقبل المزايدة عليها أو التقليل من شأن الإستحقاق التاريخي الديني للإرتريين.

الفصل الثالث: إننا ندرك بأن المجتمع الأرتري هو نتاج لقرون من الهجرات والتفاعلات بين شعوب وحضارات مختلفة في منطقة القرن الإفريقي، وأن إرتريا دار لكل مواطنيها بغض النظر عن الديانة والإنتساب العرقي..

الفصل الرابع: لقد عاش المسلمون والمسيحيون على الأرض الأرترية جنبا إلى جنب لعدة قرون في سلام واحترام متبادل لمعظم الفترات، كما حاربو سويا لعدة عقود للخلاص من الإستعمار الإثيوبي، واليوم أيضا، يستمر المسلمون الإرتريون في نضالهم من أجل الحرية والعدالة إلى جانب مواطنيهم الإرتريين من مختلف المعتقدات.

الفصل الخامس: تنتمي إرتريا إلى إرث حضاري ثنائي على المستوى العام، الإسلام والمسيحية بكل ما تحملان من تقاليد وصلات قربى، وإن الدوافع الدينية عميقة ومنسوجة بطريقة محكمة في بنية المجتمع الأرتري.

الفصل السادس: لم يتم إجراء أي إحصاء سكاني رسمي يمكن الإعتماد عليه (بما ذالك إحصاءات الحكومة الإرترية) لتحديد نسبة المسلمين والمسيحيين، اللهم إلى تلك التخمينات التي تفترض نسبة متساوية بشكل ما بين أتباع الديانتين.

الفصل السابع: يعتقد المسلمون الإرتريون بأن الطوائف الإرترية لديها ثقافات تمتد إلى ما وراء الحدود الجغرافية للكيان الأرتري، فبينما يجد المسيحيون سكان المرتفعات صلاتهم الدينية والثقافية داخل إثيوبيا، كما هو الحال بالنسبة للجبرتي والقبائل الناطقة بلغة الساهو، فإن المسلمون من سكان المناطق الغربية يجدون تلك الصلات عبر الحدود السودانية، أما المسلمون سكان المناطق الساحلية وشواطئ البحر الأحمر فتمتد صلاتهم عبر البحر الأحمر إلى شبه الجزيرة العربية، وبالنسبة للعفر نجد أن لهم صلاتهم الممتدة نحو كل من إثيوبيا وجيبوتي وكذالك الأمر بالنسبة للكناما حيث تمتد صلاتهم بالقربى نحو إثيوبيا.

الفصل الثامن: إن للديانة الإسلامية نفوذ قوي ومؤثر على البنية الإجتماعية للمسلمين الأرتريين على مر العصور، وترتكز البنية الإجتماعية للمسلمين جزئيا على أنماط حياتية تتراوح بين الإستقرار والإقامة وبين الترحال والتنقل بحثا عن الماء و الكلاء وكذالك الدمج بين نمطي الزراعة الرعي، إضافة إلى أنماط الحياة الحضرية بكل تجاربها وخصائصها التي لا يمكن أن تزدهر إلا في ظل بيئة تتسم بالعدل والمساوات.

الفصل التاسع: اللغة العربية هي مخزن الحضارة الإسلامية، وبالنسبة للمسلمين الإرتريين تعتبر اللغة العربية جزءا مهما من تراثهم ووسيلة أساسية للتعليم لديهم منذ عصور موغلة في القدم، علاوة على ذالك، أصبحت اللغة العربية موضوع اتفاق بين الإرتريين في كافة البروتوكولات والإتفاقيات التمهيدية بما ذالك الدستور الإرتري 1952م، غير أن النظام الحاكم في إرتريا حاليا، جعل من مهمة إضعاف وتدمير التراث العربي الإرتري أحد واجباته الأساسية حيث قام ولا يزال يقوم بمحاربة اللغة العربية على المستوى الثقافي وعلى مستوى كونها وسيلة من وسائل الإتصال والتواصل.

الفصل العاشر: يرفض المسلمون الإرتريون أن توصف هويتهم التي هي في الواقع متعددة الطبقات وخياراتهم المتعلقة باللغة العربية بأنها أزمة هوية كما يصنفها النظام الحاكم ومن يؤيدون القيم التي يتكئ عليها هذا النظام، فالمسلمون الإرترييون يدركون أنهم حصيلة لتجانس أعراق متعددة وأنهم يستخدمون لغات ولهجات متنوعة يرغبون في الإحتفاظ بها، غير أنهم يرفضون استخدام لغاتهم ولهجاتهم وسيلة من وسائل تشتيتهم وزرع الفرقة بين مكونات مجتمعهم.

الفصل الحادي عشر: إن للعوامل الدينية تأثيرات عميقة ودور كبير في تحديد التوجهات النفسية والعقلية للإنسان الإرتري جنبا إلى جنب مع عوامل التأثير الأخرى كالعرق والعشيرة وموقع التواجد الجغرافي، مع الأخذ في الإعتبار حالات استثنائية كوجود نسبة ذات وزن ثقيل من المسلمين في المرتفعات تقابلها نسبة من المسيحيين في المنخفضات بالإضافة إلى أتباع أنظمة العقائد الطبيعية (غير السماوية) في المنخفضات.

الفصل الثاني عشر: إن العصابة الحاكمة في إرتريا تصنف المسيحيين الأرتريين بطريقة مبهمة من حيث الهوية حيث تقوم بتعريفهم على أنهم تجرينيا وذالك بهدف خلق قاعدة من العملاء السياسيين على أساس إثني. إن استخدام اللغة كمصدر وحيد لنسب أفراد الشعب الإرتري إلى حيث الهوية برز للمرة الأولى في وثيقة نحن وأهدافنا تحت ذريعة كفالة الحق في التطور لكافة القوميات الإرترية، بالرغم من الحقيقة الماثلة بأن الهدف الحقيقي وراء كل ذالك كان للتمويه بغرض إخفاء الطبيعة الطائفية للعصابة، يبدو أن قبول وتبني التوصيف تجرينيا يروق لبعض المسيحيين الأرتريين كتصنيف وإسم يصنفون على أساسه، لكننا نعتقد أن التصنيف “تجرينيا” لا يجوز فرضه على أبناء الجبرتي، حيث ترفضه الغالبية العظمى منهم، وينطبق ذالك على أي مجموعة أخرى لا تقبل تصنيفات الجبهة الشعبية.

تـابـعـونـا... في الباب القادم

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click