من مجلس إبراهيم مختار إلى السيد ولديسوس عمار

إعداد: مجلس إبراهيم مختار

رئيس حزب الشعب الديمقراطي الأرتري

ابتداءا، نود أن نهنئك على إثارتك قضية "العهد الأرتري" الصادر عن مجلس إبراهيم مختار في معرض إجابتك على سؤال تم طرحه

من قبل السيدة جيهان عيسى، حيث ورد في معرض ردك مايلي: " لا يمكن لمجموعة تتخفي، أن تدعي أنها طرحت أجندات حقيقية تستحق نظرة جدية" إن السبب وراء رغبتنا عدم نشر أسماء الشخصيات التي أصدرت وثيقة العهد الأرتري هو ما يتبدى على رغبتك في معرفة أسمائهم - بمعنى أننا أمسكنا عن نشر الأسماء لكي نتجنب الإنشغال بالأسماء والشخصيات التي أصدرت الوثيقة، ونمنح المتابع فرصة للتركيز على محتويات الوثيقة، التي صنفتها أنت شخصيا على أنها" وثيقة مهمة ومصاغة بشكل جيد".

ونحن سعداء جدا لرؤية الغالبية الساحقة من المسلمين الإرتريين وقد تبنو الوثيقة فعليا بسبب الأفكار والأطروحات الموضوعية التي وردت فيها دون الإرتهان لسياسة التركيز على الأفراد، التي كانت حتمية الحدوث في حالة نشر أسماء الشخصيات التي أصدرت الوثيقة، وإنه لمن دواعى الفخر والإمتنان رؤية الأرتريين وهم يترفعون عن صغائر السياسة ويقيمون الأفكار بناءا على أسس المنطق العقلاني والأدلة المثبة بدلا من محاكمة الأفكار وفقا لمحبتهم أو كراهيتهم للشخص أو الأشخاص الذين يدافعون عن تلك الأفكار، وقد صدرت وثيقة العهد الأرتري كورقة للتعبير عن موقف كافة دعاة العدالة.

ولقد تم عرض وثيقة " العهد الإرتري" بوضوح وصراحة أمام الجماهير باعتبارها أداة جماهيرية ولتكون ملكا لعامة أفراد الشعب الأرتري، وكما تعلم، فإن القضايا التي تناولتها وثيقة العهد الأرتري ليس قضايا جديدة بل إنها كانت تعبيرا عن رؤية مشتركة ومقبولة على نطاق واسع مدعومة بالإثباتات والأدلة البحثية، والحقيقة أن الجمهور العام امتلك الوثيقة فعليا.

لقد دعا المجلس بل وتمنى ( ولا زال يتمنى) أن تعمل الأحزاب والتنظيمات السياسية على إدراج العهد الإرتري في نضالها من أجل العدالة وتطوير محتوياتها، إن رغبتك في معرفة " أي من الأحزاب أو المجموعات أو الأفراد في أوساط المعارضة الإرترية يقفون خلف الوثيقة للإتصال بهم وإدخالهم في حوارات جادة" نعتقد أن هذا التعليق ليس موفقا ولا يعبر عن موقف مساعد، لدينا ما يكفي من التجارب المريرة تجبرنا على عدم السماح بترك مثل هذه القضايا بأيدي المنظمات السياسية، من أجل ذالك وكما ورد في الفقرة الثانية من العهد الأرتري فإن الحاجة إلى المساهمة الجماهيرية في المقام الأول، إن حزمة القضايا هذه مهمة جدا ومعقدة وليس من العقل ترك ملفاتها لإجتهادات السياسيين وحدهم.

إن القضايا التي احتوتها وثيقة العهد الأرتري هي رؤى وأفكار قاعدية جماهيرية، وأن أولئك الذين أيدوا العهد الأرتري أحبو لو أنك كنت ضمن مؤيدي العهد لا أن تقف منها موقفا وتعتبرها وثيقة للتفاوض.

يعتقد المجلس أن العهد الأرتري وثيقة بحثت محتوياتها بشكل جيد وكتبت بعناية وأنها شرحت آلام المسلمين الأرترية بشكل خاص وآلام الأمة الأرترية بشكل عام، لذا فإنها أداة مثالية للأحزاب التي من بينها حزبكم للتعبير عنها وربطها مع القضايا التي تحظى بإهتمام الغالبية الساحقة من الأرتريين، اليوم، وبعد مرور شهرين على نشرها، يكمن لأي شخص أخذ الوثيقة لأي مواطن مهتم ويجد قبولا واسعا لمضمون محتوياتها، وقد قامت الغالبية العظمى من المسلمين الأرتريين بتأييدها بشكل كامل بل وبحماس منقطع النظير، حيث عبرت عن آرائهم وآمالهم وطموحاتهم بشكل واضح، وهكذا أضحت وثيقة العهد الارتري أداة مثالية لتعزيز القضايا التي تعني الكثير بالنسبة لهم.

وباعتباركم حزبا سياسيا يسعى لقيادة الأرتريين، فإننا نناشدكم أن تأخذو اهتمامات أكثر من نصف عدد السكان الأرتريين بجدية أكثر، وإذا كنتم بحاجة إلى أدلة أكثر لرؤية محنة المسلمين الارتريين فإننا تقترح عليكم أن تقومو بإجراء مسح خاص بكم كما فعلنا نحن لتكتشفو مستوى الدعم و التأييد الذي وصل إلى نسبة 90 في المائة وهي نسبة تدل على إجماع غير مسبوق من أي شريحة من شرائح الشعب الأرتري تجاه أي قضية.

معظم السياسيين والعلماء يعلنون على الملأ بأنه لا يمكن وجود إرتريا مستقرة إلا إذا تمتع مواطنوها بالعدل والمساوات، وإننا نناشدهم للظهور إلى العلن وتخاذ خطوات ثابتة لجعل ذالك واقعا معاشا.

السيد/ ولديسوس، لقد صرحت بأنك لا تستطيع بدء حوار لكنك لا تعرف أولئك الذين أصدرو الوثيقة، لكن المجلس لم يطلب بتاتا الدخول في حوار مع أحد، ومرة ثانية، فضلا، ستجد أدناه إعادة التأكيد على الأهداف التي من أجلها أصدر المجلس وثيقة العهد الإرتري:

" للتأكيد على حقوقنا وجوهر قيمنا وطموحاتنا، والمبادء التي نسترشد بها بالنسبة لنظرتنا نحو إرتريا والإرتريين، أعددنا هذه الوثيقة لتحديد موقفنا ونرجوا أن تكون عاملا مساعد في:

أ‌. سرد تحذيري للوضع المتدهور في إرتريا وما يتضمنه من مخاطر على الوحدة الوطنية والتعايش السلمي بين المسلمينوالمسيحيين.

ب. وسيلة تعريفية لأولئك الذين ربما لا يدركون حقيقة الأوضاع القانونية والإجتماعية والإقتصادية للمسلمين الإرتريين.

ج. التمثيل الموحد والعادل لتحديد الموقف ومنبر للحوار بين الأرتريين في محاولة لخلق بيئة صحية.

د. وثيقة للمناقشة لتحفيز وإثارة النقاشات حول الحلول والمخارج الممكنة نحو حل النزاعات غير المستقرة في مجتمعنا.

إذا كنت تتخيل نفسك جالسا في طاولة المفاوضات و أمامك مجموعة من المفاوضين المعينين ذاتيا لتمثيل أحد شرائح المجتمع الأرتري، وتعرف أنهم ليسو منتدبين لتمثيل الأرتريين كذالك فإن المجلس أيضا يفهم أنك لست مفوضا بتمثيل أحد إلا الحزب الذي تنتمي إليه، لذا فإن هذا التلميح يعتبر إشارة لا معنى لها.

وكما تعلم جيدا فإن المسلمين والمسيحيين الأرتريين اليوم ممثلين في عدة منظمات سياسية ومدنية واتحادات مهنية وليس هناك هيئة إعتبارية قانونية واحدة يمكنها التحدث نيابة عنهم، وأن المجلس يدرك هذه الحقيقة جيدا ولذا لم ينصب نفسه مفاوضا باسم أحد أو ممثلا لأحد.

إذا كنت مصرا على التحدث مع الذين أصدرو الوثيقة فإن لديك خيار أفضل في الوقت الراهن، حيث يمكنك التحدث إلى مالكي الوثيقة بدلا عن ذالك، تحدث إلى أي مجموعة من الإرتريين المسلمين لأنهم هم شركاء الوطن والآن هم المالك الحقيقي للعهد الأرتري، وبالطبع فإننا نتفهم بأن البعض ليسو جزءا من وجهات النظر القاعدية الجماهيرية إنهم على الهامش ولن يضيفو أي قيمة للمناقشات أو المفاوضات في المقام الأول.

إن العمل الذي قام به المجلس يعتبر خدمة عامة أقرب إلى أعمال مراكز البحوث التي تأتي بالأفكار والأبحاث وما شابه ذالك وليس مطلوبا من مراكز البحوث التفاوض حولمع المنظمات أو الأحزاب السياسية حول الأعمال التي تصدرها.

واضعين كل ذالك في الإعتبار، فإننا نعتقد أن الوقت قد بالنسبة لك والآخرين لإعلان آرائكم حول العهد الأرتري، بناءا على الردود التي تلقيناها نعتبر ان المجلس لا صلة له بالعهد الأرتري بعد الآن إذ أنها أضحت ملكية جماهيرية عامة، إن كنت متفقا مع ما ورد في وثيقة العهد الإرتري فعليك بتأييدها واعتمادها في حزبك الخاص واستخدامها كأداة لتعزيز العدالة في اريتريا، وإذا كنت تختلف مع ما ورد في العهد الأرتري كليا او جزئيا فمن الأفضل التعبير عن التباين في وجهات النظر إن وجد، من أجل تثقيف الجمهور العام وإثارة نقاشات إرترية حقيقية.

أخيرا، لقد أثبت المجلس بأن النظام الأرتري تنطبق عليه الشروط التعريفية التي يمكن توصيفه من خلالها بأنه نظام إثنوقراطي عرقي وفقا للتعريف العلمي، نحن مهتمون بشكل خاص برأيك حول ماهية النظام الأرتري في ضوء الأدلة القاطعة التي تم تقديمها، ألا يمكن وصفه بأنه نظام عرقي إثنوقراطي؟

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click