المعتقل الشيخ/ عبدالرحيم محمد داوود

بقلم ابن المعتقل: عبدالكريم عبدالرحيم داوود

ولد الشيخ عبدالرحيم محمد داوود في منطقة جنوب القاش، وتربي في بيت علم ودين

عبدالرحيم محمد داوودحيث كان والده الشيخ/ محمد عثمان داؤد (رحمه الله) غنيًا يمتلك ثروة حيوانية كبيرة حيث كان يوزع زكاة أنعامه وصدقاته بحيث لم تكن بيت من البيوت المحتاجة في المنطقة الا وقد وصلها بعطائه، ولم يكن ابن سبيل إلاّ زوده لمقصوده، ولم يحل ضيفا في المنطقة إلا سارع لضيافته، وكان إضافة إلى ذلك شيخًا وقورا يجوب داعيًا إلى الله مناطق هدمدمي، ومشيتت، وأم حجر وحتى في معسكر للاجئين في ودشريفي، وكان لخاله الشيخ/ همد كشة أيضا اثرا طيبا في تربيه وتعليمه... فقد نال الشيخ المجد من أطرافه ونسأله أن يفرج كربته وكربه جميع إخوانه المغيبين.

في ظلال هذا البيت المبارك نشأ فضيلة الشيخ/ أبو خديجة حيث أكمل قراءة القران في مسقط رأسه ومن ثم التحق بعد اللجوء في مدينة كسلا في المعهد الديني في بانت، وبعد إكماله المرحلة الثانوية بتفوق أبتعث للدراسة في جامعة المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية حيث إلتحق بكلية الحديث.

وبعد أن أكمل دراسته الجامعية في عام 1987م عاد إلى أرض الوطن، وأصبح داعية محبوبًا وراسخًا في العلم وداعيًا إلى التمسك بالكتاب والسنة، ووحدة المسلمين وتعاونهم ، والحفاظ على المكون الثنائي الوطني والبعد عن الصراعات والتصادم.

وكان الشيخ يقوم بالتعليم والدعوة والإشراف على الخلاوي وتأهيل المشايخ في الجوانب الشرعية المختلفة، وكان رجلًا دمث الخلق، وصاحب فكر ورأي، وقد حباه الله حب أبناء شعبه الذين التفوا حوله حيث كان يعلّمُ جاهلَهم، ويواسي منكوبهم، ويصلح خصوماتهم.

وفي عام 1998م صلى بالمسلمين صلاة عيد الأضحي المبارك في مدينة (أم حجر) وفي المساء جاءت مجموعة بعربة عسكرية واعتقلوه وذهبوا به إلى جهة غير معلومة، ومن ذلك الوقت لا يعرف أحد مكانه، وما إذا كان حيًا أم ميتًا.

الأسرة:

ترك الشيخ الجليل أسرة كبيرة تتكون من تسعة أفراد ثلاثة من الذكور، وست من الإناث، وكان أصغرهم نطفة في رحم أمه !

ظلت أم خديجة المرأة الصابرة المحتسبة تواصل تربية أبنائها في مدينة أم حجر لسنوات طويلة بالرغم من تخلي المجتمع وغياب الوالد، وبعد أن ضاق عليهم الحال، واستحالت الحياة هناك غامرت أم خديجة مع أسرتها ووصلت بهم إلى إحدى معسكرات اللاجئين في شرق السودان، وقد اعتمد الأبناء بعد الله على أنفسهم حيث واصل أخوهم الكبير إعالة الأسرة، وواصل الكثير منهم دراسته بالرغم من الظروف القاسية وقد أكرم الله الكثير منهم بحفظ كتاب الله وتعليمه للناس، وتزوج البعض ومضى قطار الحياة يرعاه الله وتظلله بركة صلاح الوالد والجد ويحميه الله بدعاء ورعاية الوالدة الرؤوم شفاها الله وألبسها ثوب العافية وجعل لها ما تحملته من المصاعب اجرا وزخرا.

Top
X

Right Click

No Right Click