النضال السلمي الرائد لحزب الرابطة الإسلامية في أربعينيات القرن الماضي - الحلقة الأولى

بقلم الأستاذ: محمد نور فايد - ملبورن، استراليا  المصدر: عونا

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين في أمور الدنيا والدين

أخي القارئ الكريم

هناك حكمة نيرة مرشدة تقول: "إن من لا يعرف ماضي التاريخ لا يمكنه أن يستوعب حاضره، كما لا يمكنه التنبؤ بمستقبله ولا بد أن ينطلي عليه الكثير من المكائد والمكر" فمسترشدين من مضمون تلك المقولة النيرة، لا بد منا بل يجب علينا أن لا نهمل دراسة ماضي تاريخ نضال شعبنا العظيم في إرساء دولة إرترية مستقلة موحدة تصان فيها حقوق مكونات شعبنا الأبي. فإذا أهملنا هذا الواجب الوطني حتما ستنطلي علينا المكايد والمكر من المغرضين بطمس وتهميش وتزييف الحقائق التاريخية.

وفهما لكل ذلك ومن أجل توعية وتعليم شبابنا وأجيالنا مجد تاريخ آبائهم وأجدادهم البطولية، فكرتُ بعون الله وتوفيقه لكتابة تاريخ نضال شعبنا في الأربعينيات متمثلا في أحزابه الوطنية وفي مقدمتها حزب الرابطة الاسلامية. فأول حزب الذي أسس عام 1941 في أسمرا هو حزب جمعية حب الوطن برئاسة السيد/ قبري مسقل ولدو، وعضوية كل من الشهيد/ عبدالقادر كبيري والسيد/ ولدآب ولدماريام والسيد/ صالح أحمد كيكيا وغيرهم. وبجهودهم وطلباتهم سمحت الحكومة لتشغيل المواطنين في مختلف الدوائر الحكومية بدل الاعتماد الكلي لتشغيل الإيطاليين الأجانب.

وفي الوقت الذي كان يسير فيه على قدم وساق للتطور دخلت فيه عناصر عميلة تنادي من اجل الوحدة مع النظام الإثيوبي. في عام 1944، إنتخب السيد/ تدلا بايرو كرئيس للحزب وسمي الحزب باسم أندنت (الوحدة) رفضا للحزب الجديد، وانسحبوا منه جميع الأعضاء المسلمين وبعض من المسيحيين ومنهم السيد/ ولدآب ولدي ماريام.

وليمة غداء:

في عام 1046، طلب السيد/ ولدآب ولدي ماريام من السيد/ صالح أحمد كيكيا، ليجهز وجبة غداء لكل الأعضاء المنسحبين من الحزب للحضور في الوليمة، أكل المسحيون ذبيحة المسلمين وأكل المسلمون ذبيحة المسيحيين كتعهد بينهم لكي لا يخونوا بعضهم البعض وليناضلوا سوية من أجل مصلحة الوطن والشعب.

عقد اجتماع جماهيري عام في نوفمبر 1946، في ضاحية بيت قرقيس بأسمرا:

في التاريخ المذكور أعلاه، دعت قيادة حزب الاندنت كافة جماهير العاصمة للحضور من أجل التوعية والتعبئة لأهداف الحزب، حضر الزعيم البطل السيد/ إبراهيم سلطان في مكان الاجتماع ولم يرحبوا به وبعد جلوسه على الأرض فترة غير قصيرة سمح له أن يبدي برأيه، فعندما بدأ حديثه قاطعه أحد الشباب قائلا: (لا ضرورة لتضييع الوقت للاستماع إلى كلام الرعاة، لأن ألف فرس يقوده حصان واحد والرعاة سيلزمون بما نقره نحن).

ورغم اعتذار السيد/ تدلا بايرو لما قاله الشاب، قاطع الزعيم البطل الاجتماع وهرول إلى مكتبه في محطة السكة حديد والذي كان يشتغل فيه كموظف في الشركة، وأعد مسودة لتأسيس حزب وطني من اجل الاتسقلال والحرية. التحق به زميلاه كل من الشهد/ عبدالقادر كبيري والسيد/ حاج سليمان محمد عمر شقيق السيد/ إبراهيم المختار مفتي إرتريا الأول.

نقحوا الموسودة وقدموها لإدارة الحكومة للتصديق ولمكتب المفتي للمباركة، وفورا قبل مطلبهم وانتشر الخبر في كل المساجد وصادف أن ذلك اليوم كان يوم الجمعة، ووجدت الفكرة الترحيب والمباركة من الجميع. وحضروا أهل أكريا الغيوريين الفرسان مأدبة غداء لكل الزعماء السياسيين. وبعد تناول الوجبة والتهاني والدعوات، أقر الحضور لعقد اجتماع عام في مدينة كرن يوم 1946/12/3؛ لتأسيس الحزب الوطني.

نواصل بإذن الله... في الـحـلـقـة الـقـادمـة

Top
X

Right Click

No Right Click