الشاعر والفنان المعتق عبي عبدالله محمد عمار

بقلم الأستاذ: عثمان همد نور الدين - ود أبيب

بزغ فجر جديد من السعد والجبور بتاريخ 1938م - وذلك طربا واحتفاء بميلاد الشاعر

والفنان المعتق عبي عبدالله محمد عمار وقد نالت شرف الإحتفاء بالميلاد الفخيم، وانغام ازاهر الطفل البديع قريته الوادعة (دعروتاي ) - فاقترن اسم الإبداع والمبدع بالمكان والزمان، فشكلت بذلك (دعروتاي) عنوان التاريخ المكاني والزماني الذي يزن شهادة ميلاد الفنان (عبي)... وبهذا الانتماء والامتزاج الوجداني والإحساس العاطفي الجميل قيدة (دعروتاي) لتصبح جزء أصيلا من الذاكرة التاريخية والوطنية لعبي عبدالله.

وهناك في ناحية (عد شيدلي) منها ترعرع وكبر الفتي (عبي) حتي اشتد عوده، واستقوي عظمه، واستقام رشده، وستنارة عقله لينتقل منها إلي المدينة ألكبري (كرن) - هناك حيث الزخم الاجتماعي - والنضال الوطني، والحراك الثقافي - والتفاعل المدني - والنشاط الاقتصادي - والتبادل التجاري - والإنتاج الصناعي... ولأن (دعروتاي) تقع في عمق الريف الجميل الذي يتميز بالهدوء، وصفاء الأجواء - والناس فيه يعيشون في مجتمع ريفي بسيط - يكاد السكان يعرفون بعضهم البعض.

أما (كرن) كأي مدينة في العالم، الحياة فيها صاخبة، والضجيج عالي، وسكان المدن كثيرون ومختلفون ومتعددون ومتنوعون. وهذا الثراء النوعي المتعدد لمدينة (كرن) بالتأكيد أضاف لونا جديدا، وتأثيرا نوعيا في وعي الشاب عبي عبدالله - القادم من هدوء وبساطة القرية، إلي تفاعل و زخم وحراك المدنية.

وبذكاء ووعي ونباهة ونبوغ ابن القرية - تجاوز الشاب عبي عبدالله الصدمة الحضارية لبريق المدنية بسرعة هائلة، وتفاعل إيجابيا مع كل تفاصيل وتضاريس الزخم المدني بتفوق وتميز.. ودلف بسرعة هائلة إلي سوق العمل مباشرة - وفي قلب مركز و بؤرة ونشاط المدينة (السوق). فعمل في المقهى الشهير العتيق الجميل (بادري) وللمقاهي في ذالك الزمن الجميل مكانة ثقافية واقتصادية عاليه، وقيمة اجتماعية كبيرة، حيث يؤمها كافة طبقات المجتمع (الزعماء - الساسة - المناضلون - المثقفون - الشعراء - الفنانون - الرياضيون - الأغنياء - الفقراء) وبل ظرفاء المدينة - ومجانينها.

وفي وسط هذا الزخم الاجتماعي والثقافي الهائل، تفجرت ينابيع الإبداع، وتفتحت موهبة صناعة الجمال، ونضجت الحالة الوطنية والفنية والشعرية (لعبي عبدالله)، لتصبح جاهزة التدشين في 1965م ...كما أن الحراك السياسي الوطني والنضالي الإرتري في ذالك الوقت - كان في أوج قمة مخاض الثورة وحراك النضال.. فليس غريبا علي الفنان عبي عبدالله، أن يدخل إلي عالم الفن والشعر والإبداع من نافذة الشعر السياسي الوطني.

فنالت قريحته الفنية الناقدة مباشرة شعرا - من كسر هيبة رموز السلطة - ورأس النظام الحاكم وقتئد في إثيوبيا (الإمبراطور هيلي سلاسي) و ممثله الخاص في ارتريا (اثراتكاسا). وهذا يعني منه قمة الجرأة والشجاعة والإيمان الوطني - رغم حالة الخوف وقساوة القمع والترهيب الأمني الشديد الذي كان يمارسه الأمن الأثيوبي في ذلك الزمن.

وبهذا العنفوان الوطني بدأة مسيرة عبي عبدالله الفنية، محملة ومثقلة ومتأثرة بمبدعي وعمالقة ذالك الزمن الجميل - كالفنان والشاعر (إدريس ودامير) في قرض الشعر الجميل، بكافة ضروبه الوصفية الغزلي منه والوطني - بإصدار اللحن الشجي، والنغم الندي، ونثر الحب والحنان والعشق البديع... كما أن للأغنية الأشهر ذائعة الصيت الكبير (مالي أمبل سلام حلفكينا) لشاعرها المخضرم (محمود محمد علي) كان الأثر الأبرز في شهرة الفنان والشاعر عبي عبدالله... فقد ألف هو الأخر علي نسق نفس رمية قافية الأغنية، الكثير من الشعر الغنائي الجميل.

وستظل محطات (دعروتاي... عدي شيدلي... كرن... اسمرا... كسلا) أمكنة محفورة في ذاكرة ووجدان الفنان والشاعر عبي عبدالله - وما بين عبق الزمان (1938- 2018م)، وزخم المكان (دعروتاي - كسلا) إزدهرت مسيرة إنسان حافلة بالعطاء، وزاخرة بالإنجاز، ومسكونة بالإبداع، ومليئة بالإحداث المفرحة والمحزنة... يالله... (ماي تقبأ أدنيا) هي عبارة فلسفية بليغة تحمل أشجان عميقة، عن حال الدنيا، التي من معانيها الدنوا والزوال والرحيل.

مثل كل يوم جديد يولد كالطفل الأنضر، فيبلغ قمة روعته، وشدة قوته وولعه حتي المنتصف - ثم يميل إلي التناقص والضعف والزوال شيئا فشيئا - لتغرب شمسه - في شفق الأفق البعيد الذي يلفه سواد الليل... تماما كحياة الإنسان التي تتمرحل من ضعف إلي قوة - ثم ضعف - فشيبة - وتنهي بالرحيل إلي عالم العدم، والفناء والموت - فيخلق الله ما يشاء ويختار... و(ماي تقبأ أدنيا) هذه العبارة طالما رددها الفنان والشاعر عبي عبدالله كثيرا... فهي صراحة جامعة مانعة، تخفي خلف جدارها، حزنا عميقا، وعوالما من الأسي، وصنوفا من المعاناة.

فشعور المبدع بهذا الكم الهائل من طاقة الحزن النبيل - هو بالطبع تعبير صادق، وعنوان صارخ لحال البؤس الذي يخم علي (الفرد، والأمة - والوطن) والتي عبر عنها الشاعر كرمزية جامعة وبليغة بلسانه، ونياية عن كل هؤلاء.

• إيسبكو كم أدام.
• وإيوعلكو نوايي.
• حلاي عبي سموو.
• أنا اللي بكايي.

هذه الحالة البكائية الشاعرية المبدعة للفنان والشاعر عبي عبدالله، تعكس قيمة ذهبية عالية الرونق... وإحساس إنساني جميل، استودعه الخالق في حواصل تلك القلوب والأفئدة التي تنبض بالجمال، وتخفق بالإبداع، وتنشر روح التسامح، ورسالة المحبة والخير... ففي جهش البكاء راحة، كما في قهقهة الضحك سعادة... فلا بأس اذا اعتبر الناس بكاء الفنان عبي، شعرا وغناء وجمالا - ينشر في الدواخل أشرعة الفرح، ويرسم إبتسامات الحبور... ولأن الفنان عبي عبدالله حالة فنية فريدة، حيث كان يمارس هوايته بشكل طبيعي، من غير تكلف، ولا تصنع - في حضوري بهيج، ودعابة جميلة، وفكاهة دائمة، وشاعرية مبدعة راقية - فثغره كان باسما - عندما يقرض الشعر بتلقائية منفتحة، ويغني بصوته الشجي، ويدندن بلحنه المحبب البسيط... كل ذلك في سبيل سعيه لإسعاد الناس، ورسم حالة الفرح في القلوب، وزرع السرور والبسمة في الشفاه.

• مالي أمبل سلام حلف كينا
• كما امبيليك إيتيلكينا
• لوجي إمبيليك لمبتينا
• سراي كمسل ربي جازيكينا
• هقاين وسربيب حالفكينا..

ومن كهذا إحساس جميل انطلق عبي عبدالله، فحجز مقعده في مقام المبدعين العظام ...يضطرب الكبار - ويسعد الشباب - ويفرح الصغار. ورغم تقدم عبي عبدالله في السن، إلا أن روحه كانت شابة، وقلبه ينبض بالحياة والنشاط - ورونق الدعابة والفكاهة والبسمة لم تفارق ثغره.

• ديب عقاما سربيب كافلا بعلا شاما
• إنت بحر إنتي إبلماما
• وعستر كرم إنتي إب أقياما
• شانت شبر زايدت من أداما
• حكوكي أفحليب القيامة.

فهكذا تفجر (عبي) بهذا النبل الإبداعي العتيق، والكنز الجمالي العريق، ليغمرنا بكل هذا الزخم المعطر من قيم الحب، وزخات العشق، والوصف البديع للمحبوبة، وعموم قيم الجمال، عندما تصير تلك الحالة الفريدة، جزء من حياة الإنسان المبدع... فيخرج من دواخل نفسه الجميلة، حفلا وفرحا وطربا جماعيا بهيجا يغمر الكل بسخاء.

• أنا سامن بي إيدريكو
• أبا باكي إيكو يعريكو
• سراي ات قطكي قطيي رئيكو
• ركبت مرايجي لإقلا أبديكو.

لي ثمانية أيام لم انزل بلدكم، ولم استطيع اللحاق بك، (يا سراي) ففي وجهك شاهدت وجهي، ووجدت مرآتي التي فقدتها... لا أميل لترجمة شعر (التجرايت) لأن الترجمة تفسد المعني والمغني... ولكن سحر وبلاغة المقطع اعلاه جذبني - فأحببت أن أوصل لكم بعضا من الإحساس الذي بهرني، وأنا اطالع وأتأمل هذا البيت البديع من شعر، عبي عبدالله . فالرجل عودنا علي الكلمة البسيطة والجزلة والبليغة، وامتلك ناصية اللغة، وأوتي مساحة فسيحة من الخيال الإبداعي الجميل - فوضع بصمة خاصة له في جدارية شرف شعراء لغة (التجرايت).

فالحديث عن الشاعر عبي عبدالله ذون شجون، فهو لم يكن شاعرا وفنانا، فحسب - بل تميز بفنون الدعابة، والفكاهة، والطرفة، والنكتة، وخفة الدم، وتزين المجالس، وبرع في تناول قضايا المجتمع من خلال المعالجات الفنية - بتطويع علوم الطرفة والنكتة في صناعة دنيا الضحك والسعادة المحفوفة بالحكمة... كنت أتمني أن التقي هذا الشاعر الفنان العملاق عبي عبدالله - لأسمع منه - وانقل عنه مباشرة - ولكن لم يأذن الله لنا بالقاء - ولم أشرف بمعرفته الشخصية عن قرب... فقد رحل عن دنيانا رحمه الله...

وقد أمدني مشكورا أستاذي آمين محمد سعيد حفظه الله - ببعض القصص والحكاوي عن الشاعر عبي عبدالله. فمن نوادر وحكاوي وقصص الفنان والشاعر عبي عبدالله - يحكي عنه عندما كان يسكن بمدينة كرن - يقال انه اتهم (بالجنون) - وفحوي القصة تقول أن الشاعر (عبي) ذهب مع أصحابه في رحلة ترفيهية إلي منطقة سياحية في (كرن) تسمي (خور دعاري) وقد ذبح الأصحاب (تيساً) ليستمتعوا بأكل اللحم في رحلتهم.

وما أن أكل عبي عبدالله من (الكبدة) حتي أحس بألم شديد يعتصر بطنه، و ساءت حالته بصورة مذهلة، فحمله أصحابه وهو في حالة صعبة - إلي الشيخ (زائد)، يلتمسون العلاج عنده... فأخبرهم الشيخ زايد - انه أكل لحماً غير مطبوخ فقرر له أدوية عشبية شعبية - وطلب منه ألا يخرج من البيت حتي يكمل فترة العلاج... وعلي أثر ذلك تناقل أهل (كرن) إشاعة تقول (عبي تعين) أي عبي أصيبة بالجنون. وكما ان اختفاءه عن الأنظار في فترة العلاج والنقاهة التي قضاها في البيت - عززت من مزاعم صحة الإشاعة التي تقول (بجنونه) لذي الناس.

وبعد أن أكمل العلاج وشعر بتحسن في صحته قرر (عبي) الخروج إلي السوق. وحاول أن يجد له عصاه يتكئ عليها - ولكن لسوء حظه لم يجد عصاة... فاخذ في يده خشبة غريبة المنظر - يتحامل عليها... وما أن رأي الناس والفتيات تلك الخشبة (الغربية) في يده حتي هربوا وافسحوا له الطريق... لأنهم حسبوه في حكم المجنون - واتقاء شر المجانين واجب... فليس علي المريض حرج - فأنشد في ذات الموقف أغنيته المشهورة التي يقول مطلعها...

• اوالد اندي سني قنحاني.
• تعين عبي إيتيبلاني.
• من أتعين حوكن أنا داوياني
• من شيخ زايد أب حجايب مطآني
• أمنة تخلي وبحر باطع حطباني
• ات فتايجي قيسا كإبا مطاني.
• لبيي ندا اب ماي برود ردآني.

وفي نفس السياق ذات مرة قيل (لعبي) ان أهل كرن يحبونك - فقال لهم غصبا عنهم يحبونني...

ومن حكاويه يقول عن نفسه كنت مغرما بحب فتاة من طرف واحد - فهي لا تبادلني نفس الشعور- فمللت حياة الانتظار - وذهبت إلي أحد الشيوخ طالبا منه اعطائي عرق المحبة - فأعطاني العرق، وطلب مني ان اطحنه، واخلطه بالماء في (سطل) كبير - ثم استحم به فجهزت الوصفة كما طلبها الشيخ تماما - ودخلت البيت لأتناول (المنشفة) استعدادا للإستحمام... فإذا ببقرة تأتي وتشرب كل الماء الموجود في السطل ... فضحكت ضحكا شديداً - وتذكرت صورة البقرة الضاحكة علي غلاف (جبنة) البقرة الضاحكة. والمدهش في الأمر ان البقرة تناديني بصوت له خوار - عبيييييي - عبييييي - وتلتصق بجسمي وملابسي - ولا تكف عن مناداتي باسمي - لأن عرق المحبة فعل بها الأفاعيل... فتفرقت لتعليف تلك البقرة فترة من الزمن... ولكن بمرور الزمن مللت ذالك - وتخلصت من هذا الحب البقري الغريب - فبعتها لجزار مشهور ومعروف في كرن (محمود شنين).

■ وأيضا من القصص النادرة التي تحكي عن الفنان عبي عبدالله، عندما كان في اسمرا، سجل فريق حماسين انتصاراً كرويا - علي احدي الفرق المناظرة له - فاحتشد مشجعوا الفريق في احد المطاعم المعروفة ...فكانوا يقولون لرواد وزبائن المطعم (قل حماسين حتي نقدم لك العشاء) - فرد عليهم عبي عبدالله (جبهة) أي جبهة التحرير الإرترية التي كانت تنشط عسكريا في الريف الإرتري. فخاف الجمهور وأعطوه عشاءه بسرعة حتي يسكت منهم... فسردية القصص والحكاوي حول الشاعر عبي عبدالله كثيرة، ومتعددة، ومتنوعة.

وكل واحد يحكيها بطريقته - وحسبنا أن هذا قليل مما وصلنا - وكثير مما غاب عنا... فالرجل كان موسوعة نادرة، وله تاريخ فني وقصصي عتيق - يستوجب التوثق... والبحث عن سير وأخبار وقصص وحكاوي هؤلاء العملاقة - امر في غاية الأهمية - حتي تطلع كل الأجيال علي هذا الإرث الفني الباذخ... فالشاعر عبي عبدالله، صنع الفرحة، وزرع السعادة، وشتل البهجة، وغرس السرور، في قلوب الناس... ونشرة الضحكة والنكتة والدعابة والبسمة، علي شفاه محبيه وعشاقه... وبنفس ذلك القدر الهائل من الشجون والحب والجمال والإبداع.

فرحيله المفاجئ ترك مساحات سوداء قاتمة من الحزن - وفواجع من الأسي - وفراق عظيم من الألم... وبرحيله فقد المجتمع احد اركان صناع الجمال والشعر والدعابة والنكتة التي كان يجيدها باحترافية... ولأن الشعراء والأدباء والعلماء والنجباء هم قادة الأمة، وحكماء المجتمع - ودعاة الإستنارة - فهم يعبرون بصدق عن الضمير الجمعي للأمة... وينفعلون بالإحساس الكلي للمجتمع - وبالتالي رحيلهم عن الحياة يعتبر رحيل حضارة بكاملها... رحل عبي عبدالله عن الدنيا بهدوء وصعدت روحه الي الأعالي، وسكت صوته الطروب الشجي الي الأبد، ورقد جسده النحيل هناك بسلام في الوريفة... وعزاء الأمة والوطن فيه ان معاني وقيم الجمال والإبداع التي عاشها (عبي) ستظل باقية - كما أن الحسرة الدامعة في هؤلاء المبدعين تكمن في قسوة عيش المنافي، ومرارة حياة اللملاجئ، وفظاعة موت المهاجر والمنافي الإجبارية ...فهذا هو العنوان المحزن والسائد والملازم - لكل شريف حر رفض حياة الذل - ورغد عيش العبيد عبر التاريخ ...فالشاعر عبي عبدالله كغيره - لازمه مسلسل الحزن والبعد والنفي المستمر (حيا - وميتا) - فالأمر يصبح جحيما في حياة المبدع، عند قصة مأساة الوطن الزنزانة - والزنزانة الوطن - فالكل فيها مفقود... فصبرا كرن معشوقة (عبي)، لم تودعي معشوقك - ولم يحظي جسد عاشقك بقبر يحتضنه أديم ثراكي - ويا تربة سيدي الحسن تحت أديمك أمانة -وبين ضلوع أرضك وديعة تبقي عندك محفوظة - لحين الإستلام.

• أفه بفته أفو إساريحيني باره قطا
• اندي إتأريم إقل اكرفه
كسلاتات قيست أسك حلفا
• اندي ما يات أستيني لبي تلفا
• مالي امبل سلام حلفكينا
• سرو افعبوتات سرو نقفة
• سرو ساحل بيلا سرو بركة
• سرو قضارفوتات سرو حلفا
• سرو كرن بيلا ات عد ترفه
• سروا إقل نضال شد لبسا
• انت شوكن أنتي اب ولدا
• اسكي ماي استيني لبي تلفا
• مالي امبل سلام حلفكينا
• إت دايروتات إتك جامع هلا قبايلوتات
• ديبك افقركو لحايلوتات
• قضوة إيترفت ونايبوتات
• شباب إيترفت وشايبوتات
• أسك ولاد كرن لفارسوتات
• مال امبل سلام حلفكينا
• لبي دولا انت شوكن انت
• ديب رأس رورا
• لمبتينة انتي باره نورا
• شانت إلا إيتبل إيتيبولا
• مالي امبل سلام حلفكينا...

Top
X

Right Click

No Right Click