فكرة الأقازاويان... وآهات الهوية الأرترية - الحلقة الخامسة والأخيرة

بقلم المناضل الأستاذ: محمد إدريس جاوج - ديبلوماسي أرتري سابق في الإتحاد الإفريقي

لقد تحدثنا بإسهاب في الحلقات الأربعة الماضية حول منبع ومغزى فكرة الأقازاويان كمهدد تأريخي خطير للهوية الوطنية الارترية

في ظل غياب كيان أرتري مستقل بالمفهوم المعروف والحديث ألذي نعيشه أليوم لأن أرتريا حينها كانت تعيش في مجتمعات وتجمعات فئوية ومناطقية منغلقة على بعضها البعض وليس كما نراها ونشاهدها أليوم في شكل كيان مستقل مثل نظيراتها في المنطقة وإن قيام فكرة (دولة تقراي تقرنية) في ذلك الزمان وفي هذا المكان لا تخرج عن هذه المفاهيم الضيقة ألتي قامت على مبدأ الصراع العرقي المتخلف ألذي يسعى إلى سيادة ألأقوى على حساب كل الفئات الإجتماعية الضعيفة وكانت أرض الحبشة القديمة ميدان ونموزج لهذه الأفكار وهذه الصراعات قبل قيام الدولة المدنية الحديثة المعروفة بدولة إثيوبيا الحديثة.

وبناءً على ما ذكر في كل الحلقات الماضية إن الواقع في إثيوبيا القديمة لقد تغير بسقوط مملكة أكسوم الحبشية ووقعت تقراي تحت سيطرت الامهرة بشكل كامل وبسطت مملكة شوة بقيادة الإمبراطور منليك الثاني ألتي تناصبهم العداء من منطلق العنصرية العرقية فقط وولد هذا كراهية مطلقة جعل من قومية التقراي أن تبحث بديل آخر وكانت أرتريا هي الموقع المناسب لهذا الخيار من أجل بناء دولة عرقية بنفس المفهوم وبنفس المقياس فهاجروا إلى جارتهم وملازهم الآمن أرتريا وهم يحملون هذه الفكرة وحاولوا تسويقها ولكن لقد إصتدمت بالعديد من الموانع كان أهمها وعي النخب الوطنية الارترية في تلك المرحلة.

لقد بنيت الفكرة الأقازاوية على ثلاثة أعمدة أساسية (العرق + الدين + اللغة) من أجل التأثير على الكيانات الارترية ذات الأصول والامتدات الاجتماعية المرتبطة بهم من خلال الجيرة فقط دون أن تضع وتراعي أي إعتبار لحقهم في الإنتماء إلى هذه الأرض ألتي تمثل محور هويتهم الوطنية فإن المنشأ للفكرة الأقازاوية بنية حل مشكلة بمشكلة أخرى على حساب مجتمع ووطن كامل دون مراعات خصوصيته ونشأته في مراحل التكوين التأريخي ككيان يتمتع بإستقلاليته عن بقية جيرانه في المنطقة.

وبحكم إن الفكرة لا تموت حتى وإن ماتت معطياتها ومقوماتها نجد أليوم من ينادى بقيام مشروع دولة الأقازاويان بمواصفاتها القديمة في إيطار الدولة المدنية الحديثة وفي ظل الخارطة الجيوسياسبة الموروثة من الاستعمار آلتي تمثل المرجعية الفانونية لقيام الدولة في مواثيق منطمة الأمم المتحدة.

وتعتبر هذه الفكرة انتهاك قانوني ولها تأثيرات سالبة على وحدة الكينات الاجتماعية في كل من إثيوبيا وأرتريا وهي مشروع ردة إلى عصور قديمة وإلى عهد الاقطاع والتمييز العنصري لأنها بنيت على خطابات الكراهية وإن مخاوفها كانت معلنة ومحددة بشكل جلي في نشرات الفيديو وغيرها من الوسائل المبتكرة في مجال التواصل (الإسلام + والعروبة + وسيادة قومية الامهرة) .

إذن تظل هذه الحركة ببع للتفرقة والعنصرية ومصدر لزعزعة استقرار المنطقة برمتها وضد معادلة الأمن والسلام في القرن الإفريقي ويمكن أن يستغلها البعض منا في صراعات ضيقة لشغل الرأي العام في كل من أرتريا وإثيوبيا لإطالة أمد الأنظمة على رأس السلطة ولكن في نهاية الأمر يبقى مفعولها محدود لحد ما لأن رابط الج.

Top
X

Right Click

No Right Click