منافع لإثيوبيا وإريتريا

بقلم الأستاذ: عاطف صقر - نائب ر ئيس تحرير جريدة الأهرام المصدر: الأهرام اليومي

زرت اريتريا مرتين.. وفوق جبال اريتريا من العاصمة أسمرا إلى ميناء مصوع فى الشمال لاحظت بعض الخصائص الإريترية..

فإطلال إريتريا على البحر الأحمر يجعل الوظيفة الأساسية لها أن تكون ممراً لعبور البضائع وغيرها إلى إثيوبيا المحرومة

ارتريا وإثيوبيا

من تلك الإطلالة. وأدى النزاع الاثيوبى الإريترى إلى توقف هذه الوظيفة المهمة، وبالتالى الانخفاض الملحوظ فى السفن الراسية بإريتريا. وظهر تأثير ذلك على ضعف الحركة بالطريق الرئيسى، وانخفاض السياحة، فضلاً عن شعور بالعداء تجاه تدمير إثيوبيا مبانى كانت تقوم بدورها فى حركة التجارة بين البلدين.

هذه المصاعب الاقتصادية تحملتها إريتريا لأنها تريد تأكيد استقلالها عن إثيوبيا؛ وهو الاستقلال الذى دفعت الكثير من أجل تحقيقه. ويبدو أنه فى هذا الإطار، جاءت معالجة إريتريا لنتائج اتفاقها مع إثيوبيا بالجزائر قبل نحو 17 عاماً بشأن الخلاف الحدودى بين البلدين. فهذه النتائج وصفت بأنها «نهائية وملزمة بللطرفين»، ومنها إعادة بلدة حدودية لإريتريا من إثيوبيا. لهذا كان رد أثيوبيا بالقبول لها من حيث المبدأ - أى احتمال الأخذ والرد حولها- مرفوضاً من إريتريا التى قبلت النتائج كاملة. فمسألة الاستقلال، والشعور بالندية، أمر شديد الحساسية بالنسبة لإريتريا.

لهذا كان إعلان إثيوبيا أخيراً القبول بتنفيذ اتفاقية الجزائر بمنزلة رد يستحق القبول من إريتريا. ومن هنا كان من الطبيعى أن ترد إريتريا إيجابياً عن استعدادها لإجراء مباحثات تحقق المنافع المتبادلة لشعبى البلدين. وبناء على ذلك ، فإنه من المرجح عودة إثيوبيا إلى الاستفادة من إطلالة إريتريا على البحر الأحمر لتعود البضائع إلى عبور أراضيها إلى إثيوبيا؛ مما يسهم فى تحقيق المنافع للبلدين.

Top
X

Right Click

No Right Click