قطر والجزيرة والصراع العربي وانتفاضة الشعب الإرتري

بقلم الأستاذ: جعفر إبراهيم وسكة - ناشط سياسي وحقوقي إرتري

دولة قطر هي من الدول التي تتمتع بعلاقات شبه استراتيجية مع العصابة التي تتحكم في بلادنا الحبيبة.. هذه القناعة ظلت راسخة إلي

وقت قريب في وعي الانسان الارتري، واصبحت تتبدل رويدا رويدا بعد تغطية الجزيرة لأحداث 21 يناير وانتاجها لأول فيلم إرتري في معسكرات اللاجئين بالسودان، كنت قد شاركت في هذا الفيلم كباحث رغم إيماني من أن الجزيرة الأخبارية لن تعرض هذا الفيلم مالم يطرأ جديد في علاقتها بأسمرا، لكنها قامت بعرضه واستمرت العلاقة وان شابها بعض الفتور.

قطر والجزيرة والصراع العربي وانتفاضة الشعب الإرتري

إن السياسي البراغماتي ينظر أين تكمن مصلحته و إليها يتحرك حتي وإن خالف مبادئه، عالم السياسة اليوم اصبح عالم مصالح وتقاطعات.

بعد الصراع العربي اليمني السعودي نادي البعض بالتحالف مع السعودية علي اعتبار أن اسياس افورقي يعد المنفذ الثاني للحوثيين من بعد إيران والحوثيين تدربهم المخابرات الارترية في الجزر القريبة من حنيش .. لكن السعوديين تحالفوا مع اسياس أو أنه انحني للعاصفة وتحالف معهم، وبذلك اخرجت اسمرا جل الحوثيين من اراضيها .. هنا تغيرت المعادلة لكن لم يتغير تفكير السياسي الارتري، بمعني أدق لم يحاول السياسي الارتري التحالف مع الحوثيين وكان هذا خطأ جسيم ففي عالم السياسة كل الناس ينظرون لمصالح شعوبهم إلا الإرتريين ينظرون إلي جوانب أخري كالمذهب والدم والروابط الثقافية والتاريخية، لذلك لم يجرؤ أي أحد منهم علي طرق باب الحوثيين.

مضت الأيام وظهر صراع آخر بين العرب:

اربعة دول عربية اتهمت قطر بالتدخل في شؤونها الداخلية وقطعت معها العلاقات، هنا انقسم الارتريين بين مؤيد لقطر وآخر للدول الاربعة دون حسابات للربح والخسارة التي من الممكن أن يتعرض لها الانسان الارتري لمجرد موقف لايعود بالنفع لشعبهم، كأنه كان لابد أن يتعلموا ساستنا السياسة علي حساب شعبنا.. مضت تلك الايام دون أن يعرف أحد منهم ماربح وماخسر.

في 31 اكتوبر شهدت اسمرا انتفاضة شعبية نادت بزوال عصابة اسمرا، بادلتهم قوات الأمن بالرصاص الحي.. قتلت منهم من قتلت وجرحت آخرين.

كانت السفارة الامريكية هي أول من حذرت رعاياها من الدخول لاسمرا معلنة عن اضطرابات امنية جراء خروج متظاهرين واطلاق الرصاص عليهم.

في اليوم الثاني نقلت الجزيرة اخبار المظاهرة في اسمرا وبدأ الجميع ينتظر ان تتوالي الأخبار عن الانتفاضة.. حتي أن بعضهم لام الاعلاميين الارتريين العاملين بالقناة لأنها لم تغطي الحدث كما تغطي الاحداث الاخري.

أنشأ الصديق ماهر عمر غرفة متابعة وتأهب دار فيها نقاش كثير ولازال يدور.

المهم فيما دار أن الجميع اتفقوا علي أن نصل لكل وسيلة اعلامية ونقنعها بتغطية الاحداث لأن هذا مهم لتحريك الناس في الداخل والخارج.

إن قطر كما السودان والسعودية ومصر والامارات كانت هدفا لنا للوصول إليها لأنها تملك أضخم مؤسسة اعلامية في الوطن العربي قنوات الجزيرة الأخبارية والوثائقية واعتقد أنه من الذكاء السياسي أن تكون هذه القنوات هدف لمن يريد انجاح الانتفاضة بغض النظر عن أي شئ آخر.

بدأت الصحف السودانية والغربية والخليجية والمصرية تكتب عن ارتريا، وكذا فعلوا المثقفين والعلماء واصحاب الرأي.. وحشرت الجزيرة رأيا سياسيا عربيا أثار حفيظة البعض حتي أن إحداهن وهي صحفية إرترية طالبت قناة الجزيرة وقطر بالابتعاد عن ارتريا.. اليوم اطلعت علي خبر لصحيفة امارتية تقول أن الحكومة والمعارضة الارترية ترفضان تغطية الجزيرة لأحداث اسمرا.

نحن ندرك حقيقة الصراع العربي ونرفض ان يتم حشرنا فيه.

لكننا نرحب بأي تغطية اعلامية لأي وسيلة حتي ولو كانت هذه التغطية من قناة كوريا الشمالية مادامت تخدم شعبنا وتفضح من يحاول أن يغير التركيبة السكانية والثقافية لإرتريا التي نعرف.

لذلك نرحب بتغطية قناة الجزيرة والاسكاي نيوز والعربية والنيل المصرية والسودانية متي ماكانت هذه التغطية مفيدة بالنسبة لنا ونرفضها ان كانت سلبية.

Top
X

Right Click

No Right Click