القائد المناضل الشهيد طاهر سالم تاريخ مفقود
بقلم الأستاذ: أحمد داير - كاتب وناشط سياسي إرتري
أبرزت بعض الكتابات للمناضلين الذين كتبوا مذكراتهم الدور الهام الذى لعبته هذه المجموعة
فى الدعوة للكفاح المسلح والمشاركة فيه وفى قيادته.
ولعل من أهم المعلومات التى لاحظتها ماتضمنه كتاب الراحل الكبير سليمان آدم سليمان الذى فصل أدوار اللجنة التى كونوها.
كمثال دور الشهيد طاهر سالم إزاز فى إقناع الزعماء الإداريين فى الداخل للخروج وعرض القضية بالخارج... عمنا صالح حدوق يرحمه الله والذى رحل فى العام الماضى كلف باقناع الجنود بعدم التجديد بعد انتهاء الخدمة ...الخ.
تؤكد هذه المساهمات فى كتابة المذكرات من قدامى المناضلين ما نظل نردده دائما أن اى معلومة مهما كانت تظل هامة للتوثيق بعد مقارنتها مع ماكتبه الآخرون ولهذا فمن المهم مناشدة بقية المناضلين أطال الله أعمارهم ومتعهم بالصحة أن يسهموا فى التوثيق.
قبل العودة لأفراد المجموعة بالتفاصيل الممكنة والمتوفرة يجب الإشارة إلى معلومة مختلف عليها وقد جاءت مرة فى ماكتبه أحد المناضلين من لندن حين كان يتحدث عن أن الزعيم إدريس محمد آدم أو القيادة بشكل عام فى القاهرة طلبت من المجموعة تقديم استقالات من الجيش وان ذلك تم.
عدا عن ما ذكره المناضل سليمان آدم سليمان عن دور العم صالح حدوق فهناك معلومة كنت سمعتها قبل فترة عن الشهيد طاهر سالم أكدها أحد إفراد المجموعة الموجود حاليا.
بعض الأفراد المتحمسين حين علموا بأن الحاجة ماسة للرجال والسلاح فى بداية الثورة قرروا - وكان عددهم ١٢ جنديا بمختلف الرتب - أن يلتحقوا ب أسلحتهم إلى الثوار.
علم الشهيد طاهر سالم بذلك فدعاهم إلى منزله بالحامية وشرح لهم أهمية التقيد والالتزام بالبرنامج المتفق عليه وهو الالتحاق بعد انتهاء مدة عقد كل واحد منهم والحرص على تسليم العهدة بشكل كامل... اضاف لهم أمرا مهما أشبه بالنبوءة وهو قوله (حين تشتد المعارك هناك سيأتي الناس إلى هنا).
كان هذا فى مطلع العام ١٩٦٢ تقريبا... بعد خمسة سنوات وفى مارس ١٩٦٧ وصل إلى مشارف كسلا ٣٠ الف لاجئ نتيجة لسياسة الأرض المحروقة التى اتبعتها إثيوبيا.
حى الترعة العريق (ابو خمسة أو حى المرافيت)
دفعنى ما كتبه الأخ عبدالله عبدالكريم عن بعض ذكرياته خاصة ماكان يقوم به عمنا عبدالكريم يرحمه الله إلى التوقف عند هذا الحى الذى دخل تأريخ الثورة الارترية ممثلة فى جبهة التحرير الارترية من أوسع أبوابها.
من حق أبناء هذا الحى العريق فى كسلا أن يعتزوا ويفتخروا بأن زبدة القيادات العسكرية الأولى لجيش التحرير خرجت من هذا الحى. اضافة للقائد محمد إدريس حاج الذى قاد الكفاح المسلح مباشرة بعد استشهاد الشهيد حامد عواتى... هناك على سبيل المثال لا الحصر... الشهداء... عمر ازاز... قندفل... عمر دامر... ابوطيارة وأسماء كثيرة كما أقام فيه فى وقت لاحق العديد من المناضلين الذين قدموا من الداخل.
كان بعض أفراد الجيش من أبناء الحى يقيمون داخل الحامية ثم انتقلوا إليه مما اكسبه اسم المرافيت ضمن أسماء أخرى.
عمنا عبدالكريم قد يكون دفعة كصول للاعمام الصول جعفر محمد والصول محمد سعد آدم..يرحمهم الله جميعا. والاخيران كانا عضوين فى القيادة الثورية وسأعود إليهما.
يبقى سؤال يحتاج إلى إجابة نبهنى إليه دعم العم عبدالكريم لبعض المقاتلين وتزويدهم ببعض ما يحتاجونه.. السؤال هو من هم شرفاء الجيش السودانى الذين كانوا يسهلون عملية تزويد الجبهة فى بداياتها بالذخيرة من الخرطوم؟ هى أمور يجب ألا تبقى سرا ونحن مقبلون فى العام المقبل على الاحتفال بالذكرى الستين على انطلاقة الكفاح المسلح... خاصة أن كثيرا من المناضلين الذين عاصروا تلك الفترة قد رحلوا والبعض الآخر تخونه الذاكرة.
مناشدة للبقية... المناضلين... حمد كلو... محمد نور احمد.. الذين تواجدا فى الخرطوم فى الستينات المساهمة بما يتذكرانه من معلومات.
خبر اسعدنى واحزننى فى الوقت نفسه... هو وجود يوميات للشهيد طاهر سالم بخط يده تتناول مرحلة هامة من مراحل النضال الارترى هى فترة النصف الأول من الستينات. لم اعلم بهذه اليوميات ألا قبل أيام لكن يبدو أن هناك من يعلم بها ولا يعلم القيمة الحقيقية والهامة لها.
حسب علمى فأن الزعيم الراحل سبى كان على علم بذلك وأنه أرسل من يطلبها من الأسرة بعد استشهاد الراحل طاهر سالم لكن الخالة ام مريم يرحمها الله ربما من خلال متابعتها وعلمها بوجود خلاف للشهيد مع الزعيم سبى تصرفت بحكمة وحافظت عليها وهى موجودة كاملة ومنقولة بخط آخر ضمانا للحفاظ عليها.
يوضح الشهيد فى هذا الجزء لقاءه مع الشهيد سعيد حسين فى اسمرا وعلمهما بوجود قنابل فى عدن. بعد إلقاء القبض على الشهيد سعيد تحركه إلى عدن عبر عصب وقيامه بالتعبئة هناك وإقناع الحركيين بالجبهة وذهابه إلى عدن ثم العودة واضطراره للعمل فى جيبوتي فى استخراج الملح بدون اجر للتمويه على السلطات التى كانت تبحث عنه... امور كثيرة مدونة فى هذه الي اليوميات لحقبة هامة فى تاريخ الثورة.
بعض ما لمسته من هذه اليوميات بعد النظر الذى كان يمتلكه...كلف ومعه مناضل آخر بتنظيم فرع اغوردات ورشح هو المناضل عمر حاج ادريس واعترض الجميع بحجة أن عمر قادم من الحركة قبل فترة قصيرة... بعد عامين تقريبا كان الشيخ عمر حاج ادريس عضوا فى القيادة الثورية التى كونت فى كسلا.
كان يمقت القبلية بشكل كبير واختلف الناس فى انتمائه القبلى واختلط الأمر عليهم بين قبيلتين... جذوره ونشأته... طرف آخر كان يعتقد أنه من قبيلة الشهيد عمر ازاز نظرا للعلاقة المتميزة بينهما وتشابه اسم الجد ... ازاز وازاز.
هناك الكثير يمكن أن يقال عن الشهيد... لكن قبل ذلك مناشدة إلى عدد من الاخوة المهتمين بالتوثيق واحدد ثلاثة هنا... على محمد صالح... ياسين محمد عبدالله... ابراهيم إدريس محمد سليمان... لا أدرى أذا كان لدى اى واحد منهم علم بهذه اليوميات... والاهم كيف يمكن أن تجد طريقها للنشر بعد تنقيحها وموافقة الأسرة على النشر بالكامل أو حجب بعض المعلومات.
رسالة أخيرة أجدد بها مطالبة بعض المناضلين المعنيين أطال الله أعمارهم... مناضل كالشهيد طاهر سالم لم يتلق اى نوع من التعليم الرسمى عدا ربما قليل فقط من خلوة أو تحفيظ فى وازنتت يكتب يوميات فى العام ١٩٦٣ بينما يحتفظ الكثيرون بمعلومات هامة... لا اريد ان أصف هذا الموقف فاحرج واجرح أحدا... لكن أقول... امر مؤسف جدا.