ندوة منبر الخريجين ٣١ عاما من تحرير ارتريا بين الواقع والمأمول

بقلم الإعلامي الأستاذ: إبراهيم محمد عمر سليمان اللولا - كاتب وناشط سياسي ارتري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: اخوتي واخواتي قيادة وقاعدة اعضاء منبر الخريجين والحضور الكريم،

تحية طيبة من الاعماق في هذا اليوم المجيد يوم الاستقلال، يوم تحرير الارض من الاستعمار الاثيوبي البغيض.

موضوع الندوه هو: الواقع والمأمول بعد مرور ٣١ عاما من التحرير.

ومداخلتي سوف تكون في الشق الاول من هذا العنوان وكالتالي:-

أ) مقدمة كمدخل للموضوع.

ب) الواقع الارتري في سطور وسوف اتناوله في خمسة فقرات هي:-

1. الارض،
2. الانسان،
3. الاجيال،
4. المعارضة،
5. المجتمع الدولي.

المقدمة:-
في البدء من الطبيعي بعد كل تلك التضحيات الجسيمة للشعب الارتري والتي تمثلت في مئات الالاف من الشهداء وانهار من الدماء الطاهرة المسكوبة في كل بقعة من بقاع الوطن واحراق المدن والقرى بمن فيها ومافيها من الاحياء والممتلكات وتشريد كل الشعب الارتري في الداخل واخراج معظمة الي الملاجئ في الدول المحيطة (السودان وجيبوتي واليمن) من جراء ممارسات العدو الاثيوبي الغاشم، نجد ان ضريبة الاستقلال كانت جدا باهظة لظروف يعلمها القاصي قبل الداني، حيث استمر الكفاح المسلح لثلاثة عقود من الزمن والثورة رصيدها كان انسانها وخيرات بلادها ان صح التقدير، فامال وطموحات المواطن الارتري سقفة كان متواضع في المرحلة الاولى من تحرير البلاد، و يتضمن الحقوق الاساسية والمتمثلة في بسط الامن والامان والسلم والسلام و تحقيق العدل ـ والمساواة في الحقوق والواجبات وان تكون حرية الراي وممارسة الحياة الكريمة مكفولة للجميع، وبذلك كل الطاقات تكون موجهة من اجل بناء الانسان في كل جوانبة ليقوم بدوره في النهوض بالوطن واعمار الارض.

واما ماحدث للاسف كان فوق التوقع!؟ ففجر الاستقلال الذي لم تشرق شمسه بعد؟؟؟

والحرية التي لم تتحق بمعناها ومضمونها، بل اضحى الاستقلال استغلالا والحرية عبودية مطلقة وكلاهما صارا وبالا علي الوطن والمواطن، فتبخر الحلم والامل والانجاز، بل تبخر الوطن بكاملة لانه تحول بايدي ابناءه الي محرقة يهرب منها الجميع قسرا وقهرا الي المجهول، فمنهم من ابتلعته الاسماك والحيتان في البحار والمحيطات ومنهم من التهمته الذئاب البرية ومنهم من ارتمي في احضان تجار البشر ليباع كقطع غيار في التجارة الرائجة في العصر الديث ومنهم من زج به في غياهب السجون ليموت فيها او يفني باقي عمره، واما الشباب الي معسكر ساوى الابدي الاقامة بحجة خدمة وطنية دون سقف زمني محدد، فالواقع والوقائع لا تصدق، فلا يعقل بان يدمر الانسان كل ما ناضل وضحى بكل غالي ونفيس من اجلة؟ و كيف يعقل ان يقتل الانسان نفسه ويحرق ارضة!!؟؟

نعم هذا ما حدث واكثر فنظام هقدف خطف الوطن وافرغ الارض وهتك العرض واستعبد الانسان وازله وغير الجغرافيا والديمغرافيا وتملك كل مصادر الدولة لحسابة الخاص، يبيع ويشتري في اصول الدولة، ومازالت حكومته تحت مسمى الحكومة المؤقتة منذو ثلاث عقود وهذة في حد ذاتها وصمة عارعلي جبينة النظام.

الواقع الارتري في سطور:-

1. الارض:

بعد التحرير كان ينبغي ان تهتم الدولة (الحكومة) بكيفة ارجاع الحقوق الي اصحابها افراد اوجماعات حيث التملك في كثير من اقاليم ارتريا هو للمجموعات سوى كانت اسرة او عشيرة اوقبيلة بموجب قوانين عرفية متعارف عليها وكان يفترض ان يقنن تشريع بموجب الدستور يناقش هذة القضية ويفصل فيها، ولكن نظام هقدف وضع يده على كل مساحات الوطن واصبح يوزعها حسب اهدافة البعيدة للتخطيط الديمغرافي الذي اعده وبذلك اصبح كثير من المواطنين لا يملكون حتى مسكنهم الذي يقيمون فيه وتلك معضلة كبيرة بحاجة الي علاج ناجع.

2. الانسان:

المواطن بصفة عامة كما قلنا سلفا سقف مطالبة كانت متواضعة في المرحلة الاولى من التحرير وللاسف لم يحصل حتى علي الحد الادنى منها، وان الارترين في المهجر (اللاجئين) الذين طال انتظارهم لهذا الحدث العظيم والذين كانوا يرغبون ان تكتحل عيونهم برؤية ارض الوطن الغالي ليتنفسو بهوائه ويرتو بمائه ويقفون تحت سمائه،،، كانوا علي عجل من امرهم بعد تحقيق استحقاق الا ستفتاء للعودة الي ارض الوطن الي حيث ارض الاجداد، ارض الاسرة المراتع القديمة حيث يوجد باقي افراد العشيرة.

ولكن ما حدث ان الحكومة المؤقتة المتمثلة في حكومة هقدف لم تسمح بالعودة للاجئين مع بزوغ فجر التحرير لحسابات معدة مسبقا، وتحت تبريرات غير موضوعية تم عرقلة عودتهم، وهناك افراد ومجموعات عادوا بانفسهم رغبتة في العودة الي حيث اقاليمهم وقراهم او مدنهم المعروفة، ولكن النظام خصص لهم مواقع اومعسكرات خاصة تميزهم عن باقي المواطنين، بمعني ادق نصيبهم هو الانتقال من معسكرات اللجؤ خارج الوطن الي معسكرات اللجؤ داخل الوطن، ويشعرون حتى الان وبعد مضى ثلاثة عقود من الاستقلال بانهم مواطنين درجة ثانية وهي معضلة اخرى تحتاج الي الوقوف فيها.

3. الاجيال:

علما بان الجيل الحاضر في الاغلب هم الشباب المتعلم الواعي المثقف وهم من يقومون ببناء الوطن وتعميره، والجيل الصاعد هم الذين يتواجدون علي مقاعد الدراسة في المراحل الاولية، والحدث الابرز منذو اعلان التحرير ان الشباب تحمل مشؤليتة في مهام انجاح استحقاق الاستفتاء في الداخل والخارج وتمت العملية بنجاح منقطع النظير، وهذا ساحب عودة كثير من اصحاب الشهادات الجامعية الي الوطن من كل بقاع العالم ضاربين عرض الحائط بكل المكتسبات، من وظيفة وجاه ومسؤوليات، حاملين شهاداتهم ومشبعين بامال وطموحات كبيرة لتحقيقها في الوطن وللوطن والانسان، الا انه ما حدث كان مستغرابا، حيث تم توجيه معظم الخريجين وبالذات الذين وفدوا من الدول العربية الي حقل التدريس ومعظمهم الي قسم اللغة العربية حتى الذين يحملون تخصصات اخرى مثل (الهندسة والادارة والمحاماة والمحاسبة وغيرها)، والمستغرب اكثر ان اللغة التى يدرسونها لم تكن معترف بها لدى النظام؟ فكيف يعقل توجيه شباب يحمل شهادات جامعية في مختلف التخصصات الي تدريس لغة ليس لها وجود في الدولة!

هل هذا يعني ضرب عصفورين بحجر واحد؟ اعني تحطيم الجيل المتعلم بافراغة من مخزونه بتقادم السنوات وهو بعيد عن تخصصه، وتحنيط الجيل الجديد بحشوه بمواد لا يستفيد منها في الواقع وبذلك يفقد ثقته في نفسه ويفقد ثقته في معلمه الذي لا يمده بما يخدم مستقبله، وهذة الخطوه فعلا ضربة معلم محترف يجب الوقوف عندها؟؟.

4. المعارضة:

واقع الوطن بعد الاستقلال خلق معارضة سياسية ومدنية وهذا طبيعي، ان المعارضة السياسية هي تنظيمات ناضلت في الساحة بل هي السباقة في انطلاق الثورة بقيادة جبهة التحرير الارترية وتراكم هذة النضالات هي ما اوصل الجبهة الشعبية لغطف ثمرة التحرير بغض النظر عن الخوض في تفاصيل مراحل التحرير، ومن المعلوم ان التنظيمات السياسية لم يكن لها اساس متين ودعم يسندها بالاضافة الي انقطاعها عن الحاضن الحقيقي وهو المواطن داخل ارض الوطن فاصبحت منهكة ومطاردة من محيطها الداخلي والاقليمي، وصارت شماعة تعلق عليها كل الاخفاقات، بل اصبحت في نظر البعض ان نظام هقدف يستمد قوته واستمراريتة من وجودها!؟ ومع ااختلافنا مع هذا الراي الا انه يوجد فيه شيئ من ذاك.

حيث تفكك المعارضة السياسية في تنظيمات عديدة وشيطنة بعضها لبعض وعدم اتفاقها حتى علي برامج حد ادنى لتغيير النظام يكون في صالح نظام هقدف، و في السنوات العشرة الاخير اصبح انشاء تنظيم معارض اوكيان سياسي ترف لابد منه، حيث لا يحتاج الي عضوية حقيقية ولا الي مال لانفاقة ولا الي هيكل مؤسسي!؟ فقط منصة علي الاسفير تكفي لطرح برامج ونظام اساسي ورؤيا واستراتيجية وكل علي الميديا والعضوية وهمية وهي عبارة عن حساب في احدي وسائل التواصل الاجتماعية. وكل هذا يحدث في وقت الفراغ دون ان يستقطع من وقت عمله او وقت رفاهيته، وذلك تحدي يجب النظر فيه؟؟؟

5. الدول الاقليمية والمجتمع الدولي:

ارتريا كدولة حديث النشأة واعتمدت كثيرا علي الميط الاقليمي في نضالات ثورتها وايضا اخذت شرعيتها باعتراف المجتمع الدولي بحقوقها العادلة، علية كان ينبغي ان تحترم دول الجوار وخصوصياته وتراعي مصالحها وتحمي امنها القومي بالتضامن معة وتكون ملتزمة بالقوانين والاعراف الدولية، الا انها اصبحت دولة مشاكسة اقليميا باختلاق مشاكل مع كل دول الجوار بسبب او دون سبب، ولكونها لا تراعي معايير حقوق الانسان وتكبت الحريات الاساسية، اصبحت منبوذة اقليميا ودوليا وهذا يعود لكونها لم تكن دولة بمعايير الدول مع انها دولة ذات سيادة بحدودها المعترف بها دوليا.

واخيرا من الالف للياء في وطننا الحبيب لا يوجد جانب ايجابي نسلط عليه الضوء ضمن هذة المرحلة، عدا انه وطننا الذي نحبه وليس لنا وطن سواه وسوف نحميه بارواحنا ونموت فداءا من اجله.

النصر للشعب الارتري الصامد
المجد والخلود لشهداء ارتريا الابرار

Top
X

Right Click

No Right Click