لابد من قول الحقيقة حتى إن لم تعجب البعض منا - الحلقة السادسة

بقلم الأستاذ: سليمان صالح - أبو صالح

في الحلقة الماضية كان حديثي في كيفية إنقاذ الوطن من الانزلاق إلى مالا يحمد عقباه إن لم نتداركه قبل فوات الأوان.

ففي التاريخ تحدث حوادث كالحوادث الطبيعية التي ليس للإنسان فيها أي دخل كالزلازل والبراكين والأعاصير (تسونامي) الذي يصل إلى درجة ابتلاع مناطق كانت قائمة في شرق اندونيسيا وتايلاند في الأعوام الماضية، قلت هذه الكوارس تحدث بقدر الله سبحانه وتعالى وله في ذلك حكمة هو أعلم بها سبحانه ونسأله السلامة.

ومن الكوارث التي فيها للإنسان نسيب مثل التي حدثت في يوغسلافيا وما جرت فيها من مآسي لن تمحى من الذاكرة، وما حدث في رواندا من المجازر التي راح ضحيتها الآلاف من أبناء الوطن الواحد! وأسباب بدايتها لم تختلف عن الحالة التي نعيشها في ارتريا اليوم وقد يستغرب البعض مني بسبب هذه النظرة القاتمة ولكن لابد من أن نقول الحقيقة قبل فوات الأوان حيث لا ينفع الندم، والحقيقة التي ينبغي علينا معرفتها أننا لسنا بمأمن من هذا الداء الفتاك الذي أصاب الشعوب التي كانت أفضل منا حالاً من الناحية الاقتصادية والتنمية البشرية وكانت فيها أمور كثيرة من الاستقرار السياسي ولكن لم يكن مبني على أساس موضوعي وبالتالي أصابها ما أصابها من الخلل في التعامل والذي أدى بدوره إلى المجازر المروعة التي روعت العالم لشدة بشاعتها، وعلينا أن لا ننسى ما حدث في لبنان والصومال، وهذه المسألة تعنينا نحن الارتريين وعلينا أن نتعلم منها كتجارب مرت بها شعوب ودفعت ثمنها وما تزال تعاني من آثارها.

ومن الشواهد الحديثة الماثلة أمامنا العراق الذي ينزف من بعد سقوط نظام البعث الذي ذهبت معه العراق كدولة بسبب ما قامت به أمريكا من فوضى خلاق، وهو يعاني ما نراه ونسمعه، ورغم أن العراقيين كمعارضة لم يسقطوا نظام البعث المشئوم بل أسقط لهم ومع ذلك فشلوا أن يقودوا الدولة إلا على طريقة المليشيات المسلحة التي تقتل الأبرياء لمجرد الانتماء الطائفي وضحايا هذه المصيبة التي ألمت بالعراقيين بلغ أكثر من مليون إنسان على حسب بعد المصادر الدولية والعراقية، إنه لشيء مؤلم ومخزي جداً أن يقتل هذا العدد الهائل من الناس لمجرد صراع من أجل السلطة من أناس فشلوا في إسقاط الدكتاتور بسبب التشرذم الذي كانوا يعيشونه وعندما سقط على أيدي الأجنبي تعاركوا في التركة وهي العراق المدمر، أرجوا أن تتحملوني وتصبروا عليَّ.

مثال أخير ليبيا القذافي وما حدث للشعب الليبي بعد حكم القذافي الذي دام 42 سنة، وعند ما بدأت الثورة ضده ولولا القتال الذي حدث مع الدعم الضخم الذي قامت به القوات الدولية بقيادة فرنسا لوقعت مجازر مروعة والذي حدث من المجازر في الشهور الـ 10 فاق عدد ضحاياها 60000 وهو العدد الذي فقدناه نحن في إرتريا خلال 30 سنة والسبب في كل ما وقع لليبيين والعراقيين لم يعدوا أنفسهم إعداداً جيداً على أساس وطني منضبط يضمن صيانة الأولويات الوطنية التي تنبني عليها الرؤية المستقبلية وأعني لم يكونوا على مستوى الحدث والمسؤولية لكي يقنعوا الشعب في الداخل ويكسبوا ثقته ويعيدوا إليه ثقته بنفسه وإحلالها مكان الثقة الزائفة المبنية بالإرهاب والتخويف والرشوة لأصحاب النفوس المريضة والمنتفعين الذين لا هم لهم إلا بطونهم وفروجهم وملئ جيوبهم وهو ما يجري في ارتريا الآن، وأنا أعتقد أن النظام المجرم مهما كان قوياً فمن يعارضه يستطيع أن ينتصر عليه بشرط أن يكون له برنامج وطني واضح المعالم وينظم الجماهير ويبرهن لها انه جدير بالمسؤولية مما يقدمه من عمل ملموس وتضحية وإخلاص في العمل والقرب من الجمهور وإطلاعهم على سير العمل وطلب المشورة والنصيحة منهم ما أمكن ذلك.

الطبيب البشري بشار النصيري الذي درس طب الأسنان في المملكة المتحدة دكتاتور وقاتل لشعبه بعدما ورث الحكم عن أبيه!!

أليس من المحزن وسخريات القدر أن من درس الطب البشري من أجل مساعدة الإنسان يقتل شعبه بهذه الطريق البربرية دون وازع إنساني من أجل الاستمرار في السلطة؟ هذا الطبيب العجيب الغريب حتى الآن قتل من شعبه 120000 إنسان من شعبه وعندما قالوا له كفاية نريد رئيس منتخب ونريد دستور وتطبيقه ويمكن أن ننتخبك على هذا الأساس أو نختار غيرك وهذه هي المطالب التي يذبح بسببها الشعب السوري! والعالم يتفرج عليهم ولمَ لا ورئيس ابنه ويقتلهم فما دخل العالم وهم عرب ومسلمين وفي إضعافهم قوة للوكلاء المعتمدين في الشرق الأوسط! وكما يقال الجلد ما جلدك أسحبه في الشوك وللأسف هذا الذي يحدث لهم وتدمر دولتهم بأيدي رئسهم الذي يقول طالما رفضتم حكمي فلابد أن أدمركم وأنا الذي ورثت الحكم عن أبى.!

وما الذي سيمنع اسياس ان يفعل ما يفله الأسد وما فعله المقبور القذافي؟

كل الدلائل تشير إلى أن اسياس سوف يقوم بهذا أو أشد منه، لأسباب أولها: إن نظام اسياس فقير وليس له أي موارد وثانيها: نظام يعتمد على الفرد (شخص اسياس) وليس له كوادر يثق فيهم وله سلطات واسعة كما كان لنظام البعث والقذافي. ثالثها: يعتمد على تسليط المسؤولين ضد بعضهم البعض لينتقموا من بعضهم البعض ويعتمد الإقليمية والقبلية بشكل مستتر ومكشوف وهذه أمور معروفة اليوم في ارتريا، ويعتمد اسياس الفساد والإفساد ويطلق العنان للمسئول الذي يخدمه حتى يغتني من الحرام وله الحرية في التجارة وتحويل الأموال من الخارج إلى الداخل ولولا هذا لما تمكنا من إرسال المصاريف للأهل والأحبة في الوطن، والضباط الكبار لهم ملاين من الدولارات في الغرب ودول الخليج العربي وهذه الأمور معروفة اليوم في ارتريا وبالأخص الكبار منهم مثل فليبوس ولدهنس والجنرال تخلى منجوس و كاريكارى وحتى الأهبل قرزقهير (وجو) له مشاريع وتحويلات ولهذا وغيره حدث اغتيال التاجر المعروف الشاب الذي كان مقاولا متخخصصاً في بناء الهناقر والسجون والذي اغتيل قبل 3 أو 4 سنوات والسبب كان الصراع بين الجنرالين (وجو) وفليبوس وكان هو الجنرال المدني والطرف الأساسي بينهم ولذلك يقال أنه أعتقل ومن ثم قتل في السجن داخل الدائرة الخامسة وإن شاء الله الأخ سعيد صالح يفيدنا أكثر عن ملابسات هذه الحادثة رقم أن الأخ سعيد غادر أرض الوطن قبلها كما أعتقد ومع ذلك قد يكون عنده خلفية عن المقتول واسمه فقرى على ما أظن وقد راح المسكين ضحية بين الجنرالات المجرمين الذين يمتهنون التجارة في كل شيء وهذه هي الكارثة الحقيقة أن يكون الضابط في الجيش تاجراً!.

وأن اسياس يعرف أن هؤلاء الضباط الكبار في الجيش بل يقال يقول لهم مازحاً: (أتوم سبات قلي دي تهبوني أنسي حنتي دبليي - وتعني - يا جماعة ما تعطوني شيء لأنني لا أملك شيء؟)!! وهو يعلم يقينًا من يتورط في الفساد لا يهمه شعب أو وطن وهنا يتحقق مبتغى للدكتاتور المعتوه. ويصبح مصير الفاسدين في يده يبطش بهم ثم إذا انتهت صلاحيتهم دبر لهم تهمة ورماهم في غياهب السجون والحجة بل والتهمة جاهزة والشعب يشهد على فسادهم بل نحن كذلك نشهد على فسادهم، ويستلم المفسدين الجدد الذين كانو يعملون تحتهم وكيف تبدأ ومن أين تؤكل الكتف وبذلك يجدد العمر للدكتاتور والطاحونة تطحن في الشعب المسكين، ونحن لا نحرك ساكناً إلا عندما تتعرض القبيلة التي ننتمي إليها للنقد حتى لو كان نقداً بناءً، وأما الشعب وحقه والدفاع عنه فهذه أمور لا تعني القبلي الذي يستميت من أجل قبيلته وهذه الهدية التي تعطى لإسياس أفورقي أن يكون همنا قبيلتي وعشيرتي وإقليمي ويا هبل نسأل الله السلامة من هذا الجهل المطبق وإن لم نعد إلى الصواب والفهم الذي يرقى إلى الهم العام الوطني فالسلام على الأمة الارترية.

هذا على صعيد المسولين الفاسدين والمفسدين مع الدكتاتور اسياس!

لقد ذكرت المسألة في المقدمة عن الدول التي جرى فيها ما نخاف منه نحن الآن، والسؤال الموضوعي هل نحن في مأمن مما ذكر؟ جوابي على هذا السؤال بكل وضوح ودون أي شك نحن معرضين لمثل هذا وأشد! للأسباب التالية:

لقد دمر نظام هقدف المجتمع الارتري خلال الـ20 سنة الماضية من كل النواحي وبالذات الاقتصادي منها لقد تفشى الفقر في المجتمع ووصل الأمر إلى أن يقول الإنسان يا ربي يا كريم أكرموني الله يكرمكم؟!! يعني بصريح العبارة التحول إلى مجتمع للشحاذين. في ارتريا البلد الصغير وتعداد شعبه القليل الذي لا يتعدى الـ 4 ملاين نسمة والذي لم يعرف عنه هذا الذي حدث له بعد التحرير، وقد وصلت الأمور إلى مرحلة من الخطورة إذ تفشت في العاصمة أسمرا ظاهرة السلب والنهب من البيوت كما حذرت السفارة الأمريكية رعياها من السفر إلى إرتريا والسبب عدم الأمن في العاصمة.

وهذه بادرة خطيرة لا تبشر بالخير أبداً عندما يصل الأمر إلى البحث عن لقمة العيش بقوة السلاح والشعب الآن مسلح كما نعلم وهذه أيضاً مصيبة أخرى قام بها النظام متعمداً لكي يحرق البلد في حال ذهابه المحتوم عن السلطة كما فعل صديقه الحميم معمر القذافي بالكتائب والأسد وشبيحته الملاعين وعلى فكرة الكتائب التي كانت مع القذافي عليه من الله ما يستحق كانوا يغتصبون النساء ثم يرسلون الأفلام إلى الثوار والكثيرين منهم وصلته ما حدث لأخته أو قريبته وأنا حقيقة ذهلت عندما قال لي من أعرفه منهم عندما قلت له التصرف الذي حدث في طريقة اغتيال القذافي وأن التمثيل كان أمراً غير مقبول وكان في الإمكان أن يسلم للجهة المسئولة ليتم التحقيق معه ومن ثم تتم محاكمته فكان رده أخي إنني أعرف ومتأكد انك لم تعلم ما الذي فعله ذلك المجرم وكتائبه التي أعطاها الصلاحية لكي تفعل ما فعلت من عمليات الاغتصاب ثم تساءل ألم تسمع بذلك يا أخي؟ قالت له بل سمعت ولكن لم يثبت شيء وحتى إن ثبت ذلك كان يفترض أن يترك الأمر للقضاء بعد الإثباتات والأدلة، فقال لي: سوف أريك شيء لم ولن يخطر ببالك ثم استأذنني لدقائق ودخل الغرفة وعاد إلي يحمل جهاز الحاسوب وهاتف محمول وقال لي تفضل وأنظر إلى هذه الوثائق بعد أن حذفت منها المشاهد المخلة ثم أراني أشياء لم أتصور أن يقوم إنسان به ذرة من الأخلاق يفعل ذلك وقلت له يكفي هذا ومع ذلك لم أوافقه في الكيفية التي تعاملتم بها مع الجثة وهي غير مفيدة وسوف تؤثر علينا كمسلمين ويقال عنا أنظروا البرابرة كيف يمثلوا بالميت وكانت الطريقة التي حدثت للميت القذافي غريبة ولم تكن مقبولة بأي شكل من الأشكال واعتقد أن من رآها منكم لا يقبل ذلك تماماً كما قلت ذلك لمحدثي الليبي!!

الشعب الآن مسلح وأي مشكلة من المشاكل سوف يستخدم فيها السلاح كما حدث في أكثر من منطقة بين أبناء الشعب في الخلافات العادية حيث استخدم فيه السلاح وقتل البعض في مثل هذه الأمور العادية فما بالكم في أي حركة عسكرية كما حدث في 21 يناير 2013م وحادثة الخيانة من كبار عملاء اسياس للشهيد علي حجاي ورفاقه الذين استشهدوا ولم يبقى منهم أحد، وقال عنهم النظام إنهم إسلاميين متطرفين وهنا تكمن الخطورة حين يسمع الشعب المسلح هذا الكلام الخبيث والخطير ويقال أن الرهط منهم الأخ سعيد علي حجاي ومن معه مجموعة من العساكر في ضاحية هبرو طعدا وكلهم مسلمين وهم أولادكم وأن جماعة اسياس يقولون عنهم أنهم مسلمين ولابد من تصفيتهم وهم الآن في أعلى الجبل، أترك الجواب للذين يعقلون ويدركون هذا الأمر وخطورته على مستقبل الوطن، ولكي أقرب لكم المسائلة اسمعوا هذه القصة التي قد تكونوا قرأتم عنها وهي أن المجرم قرقيس قرماي حاكم إقليم عنسبة ذهب إلى منطقة هبرو بعد واحد وعشرين يناير وجمع الشعب وكان معه الأعور تخلى منجوس (النجس حسب ما أسموه) وطلب من الشعب إن كان لهم أية مطالب من الحكومة أو أي سؤال؟ فكان من مطالبهم أنهم يعانون من رجل الأمن المسئول عنهم في المنطقة وشرحوا لهم الجرائم التي قام بها ذلك المجرم المدعو ود إياي، فقال لهم الخبيث قرقيس قرماي لماذا لم تخبروني بذلك عندا زيارتي لكم في العام الماضي؟ فقالوا له في العام الماضي لم يكن عندنا سلاح ندافع به عن أنفسنا أما الآن فنحن مسلحين والحمد لله، وأنا أريد من القارئ الكريم أن تقف أمام هذا الجواب وأن يقف أمام التسليح وفي هذا الوقت الذي يعد فيه النظام أيامه الأخيرة.

والمدعو ودي قشي المجرم الخبيث والأعور تخلى منجوس لم يقولا شيئا حيال الجواب الذي يوحي بأن هذا السلاح سوف يستخدم في الانتقام الشخصي والدفاع عن النفس مما يعني أن يسود قانون الغاب ولا نظام ولا حكومة وكان ينبغي أن يفهموا المواطنين بأن هذا السلاح لم يتم توزيعه عليكم من أجل حلحلة القضايا الشخصية ولكن الغرض من التسليح لم يكن إلا لفتح باب الاقتتال الأهلي بين أبناء الشعب لأتفه الأسباب، ورأس النظام إنما يهدف من توزيع السلاح خلق حالة عدم الاستقرار بعد سقوط نظامه، وهذا واضح من التصريحات التي تقيأ بها المدعو يمانى القرد (هبي) إبان أحداث فورتو في 21 يناير 2013م ولكن الشباب المستنير في الخارج كشفها وقالوا كلنا ودي علي وهذا أمر جيد ولكن إلى أي مدى يكون هذا من الصميم وعن قناعة تامة ومعرفة ودراية من الشباب في الخارج وماذا عن الداخل؟ هل لهم نفس المستوى من المعرفة؟ ونحن الارترين نقول الأشياء للاستهلاك وشيء من التقية السياسية لأن الوعي الوطني عندنا ما يزال على الطريقة القديمة ابن بلدي و قبيلتي (ودي اسمرا إيو نونو ودي سراي حونايو)!!.

يريد اسياس أن يجعل ارتريا بعده تدخل في حالة من عدم الاستقرار أو الحروب الأهلية وكل يعتمد على مليشياته وفي الأخير لا استقرر ولا أمن ولا أمان ولذلك أنا قلت على المسلمين أن يعقدوا مؤتمر وطني يناقشوا فيه مستقبل ارتريا وهم جديرين بذلك وعلى المسيحيين أيضاً أن يعقدوا مؤتمر وطني ويناقشوا فيه مستقبلهم ومستقبل إخوانهم المسلمين في ارتريا، وأياً كانت مخرجات المؤتمر سوف تكون مبنية على دراسة ونقاش بين الحاضرين وأنا على ثقة تامة إن قدر الله لنا القيام بمثل هكذا مؤتمر سوف يجنبنا الكثير من العوائق التي كنا نعاني منها في الماضي فالجلوس وجهاً لوجه والنقاش الصريح الذي يتم بكل شفافية ووضوح يزيح الحواجز النفسية الوهمية منها والحقيقية وأجمل شيء أن تناقش إنسان هو شريك لك في الوطن والمصير المشترك وتقول له رأيك ورؤيتك ويقول لك ما عنده من الهموم والاهتمام الذي يفيدك ويفيده وأهم شيء مناقشة المخاطر التي تتهدد الوطن والوقاية منها قبل وقوعها وهذا أمر عظيم يقدم للأمة الارترية في المستقبل حتى لو نتفق على الانفصال بالتراضي ودون سفك الدماء وهذا أمر غير وارد في حالتنا كارتريين ولكن يفضل بدلاً من سفك الدماء وإزهاق الأرواح كما حدث في رواندا والبوسنة والهرسك، وبالتأكيد أن الانفصال أفضل ألف مرة من المجازر التي وقعت في رواندا حيث قارب عدد القتلى في رواندا الربع مليون شخص وفي البوسنة أكثر من مائة ألف، قد يعتقد البعض إنني متشائم نعم يبدو ذلك ولكن من يضمن لي بأننا وفي ظل هذا النظام الذي لم يتوقف يوماً عن زرع الألغام الموقوتة التي تم ضبطها لتنفجر بعد رحيله محصنين ضد وقوع هذه المآسي - لا قدر الله؟ وما هو الضمان؟

في الختام أعتقد أن الشعب ما يجمعه أكثر بكثير مما يفرقه فمؤتمر المسلمين في كل ارتريا ومثله مؤتمر المسيحيين الارترين كلاً على حدة ثم المؤتمر الوطني الارتري العام الذي يمثل كل ألون الطيف الارتري كفيل بحل العقدة الوهمية التي نعيشها من أربعينيات القرن الماضي وهذه النظرة التشاؤمية التي تحدثت بها إليكم إخواني القراء أمرها يسير جداً عندما نتدارس الأمور بالطرق المباشرة وبعقول سليمة بعيداً عن الشكوك الوهمية ونحن الارترين حقيقةً شعب أصوله وجذوره تكاد تكون واحدة.

والمزيد في الحلقة القادمة إن أمد الله في العمر...

Top
X

Right Click

No Right Click