أين الطريق؟

سماديت كوم Samadit.com

إعداد: مكتب الإعلام والاتصالات لحزب النهضة الارتري للعدالة

تطورات الشعوب وقوة الدول لم تبنى في يوم وليلة أو في فترة وجيزة وإنما للوصول إلى ما وصلت إليه

مرت بطريق طويل وشاق ومضت فيه وهي تدفع التكاليف جيل عقب جيل.

بناء القوة والمجد هي غاية لكل الشعوب على وجه الأرض وهي أمنية عزيزة وبالتالي تلك الشعوب تسترخص كل وقتها وممتلكاتها لبلوغ تلك الغاية.

وليس هناك على وجه الأرض من يرضى بان يكون ضعيفا أو مهينا أو يعيش تحت الاستبداد أو الطغيان أو يكون تابعا وعالة على الآخرين، ولكن دون حراك وترجمة الرفض إلى عمل مكتمل متواصل تظل الرغبات تؤد في مهدها.

نحن في عالم اليوم نعيش وأمامنا دول الشمال والجنوب دول قوية فتية ودول فقيرة مهمشة والشعوب داخل هذه الدول بعضها يعيش الحرية والحياة الرفاهية وبعضها الآخر يعيش في الفقر والمرض والحروب والهلاك ومحتقر.

أن الفرق بين حال الجهتين الشمال والجنوب هو يعكس حال تلك الشعوب فمنها من يعيش حالة الثورة تسعى دوما للتغيير وتقتلع كل من يقف في طريقها أو يضع العثرات في دربها ومنها من يعيش حالة من الاستكانة والرضي بالواقع ولا تسعى إلى التغيير او التبديل فتظل راضية على حالتها التي لا تشهد أي تغيير وبالتالي أولئك مضوا في البحث عن التغيير دوما وهؤلاء مضوا وهم يبحثون عن الاستقرار والأمان وأصبح التغيير بعيد وكل المحاولات من فترة إلى أخرى صارت تخمد وتموت في مهدها.

ان السؤال المطروح أين الطريق أي الطريق نحو المجد والسؤدد نحو الكرامة والحرية نحو الديمقراطية نحو الاقتصاد القوى نحو مجتمع متماسك نحو حكم رشيد نحو وطن شامخ نحو تنافس شريف نحو الانفتاح للتعايش بسلام.

هذه الأسئلة تظل مطروحة وتحتاج إلى إجابة فلطالما صارت الغايات الموضوعة هي محل وفاق وتمثل رغبة الجميع فان البحث للوصول إليها يعني تلمس الطريق الصحيح والاتجاه الذي يصل بنا الى وجهتنا المنشودة.

نحن في ارتريا وفي حقبة الاستعمار اختيارنا وإرادتنا كانت ترتكن إلى أن نكون أحرار من المستعمرين مؤمنين بمقدرتنا على إدارة أنفسنا إحساسا بأن الكرامة لا يمكن أن يمنحها الأجنبي والحرية لن تكون قائمة إلا في ظل إدارة وطنية والإحساس بالسيادة ووجود المقدرة على التعبير عن السيادة الوطنية من خلال الممارسة الحرة.

فالاستقلال أصبح هو الوجهة والطريق إلى تحقيق ذلك هو النضال وبذلك استطاع شعبنا الإجابة على التساؤل أين الطريق نحو الاستقلال والإجابة كانت واضحة مثل الشمس في رابعة النهار ومضى الجميع نحو النضال سلما وحربا واتحدت الإرادة الوطنية وبعد بذل كل التضحيات برضى وأمل تحقق المراد ونال شعبنا استقلاله انتزاعا.

فالطريق نحو الاستقلال من المستعمرين مع وجود الإرادة والعزيمة بوجود المعرفة بالوجهة الصحيحة لم يكن دربا عسيرا بالرغم من صعوبته وجسامة التضحيات لكن الشعوب بجسارتها تقهر المستحيل كما يبدد النور الظلام، وليس أدل على ذلك أكثر من تحول النضال من سلمي إلى مسلح عندما كثرت المؤامرات وحاولت وأد مطالبه والالتفاف عليها ما كان منه إلا التحول نحو حمل السلاح في تجربة مخاض شاق ستذهب فيه الأرواح والممتلكات لكنه كان خيارا وبسرعة البرق انتشرت أصداء الثورة في كل ربوع ارتريا وصار الجميع يتحدث عن عواتي مفجر الكفاح المسلح ولبت الجموع نداء الثورة الارترية فكان نضال صنع مجد ارتريا للأبد.

فأين الطريق نحو الحرية والكرامة؟ سؤال مطروح بعد أن سيطر نظام الهقدف على السلطة واستحوذ عليها منفردا ووقف حائلا دون أن يتنفس شعبنا هواء الحرية ويتحسس الكرامة وعزة الانتماء للوطن الممهور بأغلى الدماء، فاليوم وعلى هذه الأرض ليست هناك حرية ولا كرامة مواطن، مما يوخز في الضمير ويشعل فتيل الثورة من جديد للإجابة على السؤال أين حريتي وكرامتي.

ارتريا المزدهرة وارتريا المستقرة والمتطورة لن تكون في المتناول والمتحقق إلا إذا صار الارتري حرا ولديه إحساس متناغم ومفعم بالوطنية والانتماء، وارتريا لتستمر على الوجود وهي تفيض بخيراتها على أبنائها تحتاج إلى شعب يكون كل أفراده لديهم وعي مشترك واحترام متبادل ويملكون الحرية التي تكفل لهم التعبير عن مشاعرهم ويدركون بان مشاركتهم فعالة وحراكهم تجد الاستجابة، وبهذا يحصل الانصهار في بوتقة الوطنية التي هي تاج على رأس كل إرتري.

الأحرار هم الذين يبنون الأوطان ويصنعون الأمجاد ويوطدون دعائم الاستقرار وقادرين على التصدي لكل الأعداء وحماية كل المقدسات. فالحرية والكرامة هما وجهة كل إرتري في عالمنا اليوم.

فأين الطريق للوصول إلى هذه الوجهة والغاية فالإجابة تماما كما بالأمس القريب حيث التف الجميع حول الثورة من غير التفاته إلى ما تمتلكه من مقدرة فقط كانت الدافع الأساسي لتلبية النداء قائمة على نداء الثورة الذي استند على المطالب المشروعة والعادلة للشعب الارتري في الاستقلال، كذلك اليوم نحن مطالبون جميعا لكي نحمي استقلالنا وسيادتنا الوطنية بان ننال حريتنا ونستعيد كرامتنا وكل من يقف حائلا دون تحقيقها نحن نواجه بالتصدي والصمود ونتجاوز كل الإشكالات التي يصنعها أعداء الأمة الارترية من فتن ومن اجل الوصول للوجهة والمقصد إلا وهو تحقيق قيم الحرية والكرامة التي جاء الاستقلال لتحقيقها على ارض ذات سيادة، ولكن وبالرغم من طول الزمن واشتداد المحن إلا أن الشعوب الحرة قادرة على تحقيق مرادها ونحن الارتريين أحق من غيرنا في الحرية والكرامة وليس هناك من يعي الطريق إلى ذلك أكثر منا فلدينا تجربة لا زالت حية ترسل إيحاءاتها وإشاراتها من فترة إلى أخرى ورجال ونساء الثورة لا يزالون شخوصا بيننا ونحتفل بذكرى سبتمبر المجيدة كل عام، فهيا بنا جميعا نتساءل أين الطريق إلى وجهتنا وغايتنا (الحرية والكرامة) التي من اجلها ذهب الشهداء من الرجال والحرائر.

حزب النهضة الارتري للعدالة
مكتب الإعلام والاتصالات

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click