لماذا لم يبادر النظام في اسمرا بفتح حوار مع المعارضة الارترية؟

بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسي ارترى سابق، لندن

يعاني الشعب الارتري من الحرمان وفقدان الحرية، بعد ثلاثين عاما من النضال المسلح

المعارضة الأرترية 2

ضد الاستعمار تحقق تحرير التراب الارتري بتضحيات كبيرة من ابناء الوطن جميعا، وكان المرتجى ان ينعم الشعب الارتري بالحرية والمساواة والسلام على ارضه، ويعود اللاجئون الى ديارهم التي تركوها مكرهين جراء سياسة الارض المحروقة التي استخدمها المستعمر الاثيوبي بحرق القرى وابادة الحرث والنسل، وكان المأمول ان تبادر السلطة الارترية التي تسلمت مقاليد الامور في البلاد في العام1991م بالعمل على عودتهم الى مناطقهم التي غادروها ليتفرغ الجميع الى البناء والتعمير واستغلال موارد البلاد والتي تزخر بثروات كثرة ومتعددة، ولكن شاءت الاقدار بان يظل معظم اللاجئون في معسكرات اللجؤ الى يومنا هذا يعانون الامرين، حتى الذين يعيشون في الداخل لم يكونوا افضل حال منهم، كل ذلك يجعلنا نقول حان الاوان ان يراجع النظام سياساته تجاه شعبه ويتصالح معه ويفتح حوارا من اجل المصاحة مع المعارضة التي تقاوم سياسات الانفراد والهيمنة.

وهي القوة التي تتمثل في المجلس الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي والتنظيمات الاخرى خارجة بالاضافة الى المنظمات المدنية والمجتمعية من اجل بناء دولة العدل والقانون التي يتساوى فيها الجميع وتحكم بالديمقراطية والتعددية السياسية، دولة المؤسسات وليس دولة الفرد او الحزب الواحد.

نعتقد ان مثل هذه المبادرة ان قام بها النظام سوف تساهم في رفع العزلة الداخلية التي يعاني منها من شعبه وكذا العزلة الاقليمية والدولية التي يعيشها، وتعطي املا لشعبنا الذي يطوق الى السلام والامن، وهو شعب متسامح وقد تفتح لارتريا افاق جديدة باستغلال ثرواتها الباطنة من خلال تدفق الاستثمارات الاجنبية عليها فهى ارض مازالت بكرا وخيراتها وفيرة كما اسلفنا.

فهناك ارض زراعية مازالت بكرا بالاضافة الى الثروات الطبيعية كالمعادن والنفط والغاز اللذان لم يستخرجا بعد بالاضافة الى امتلاكها شاطئي ممتد لالف كيلومتر على الساحل الغربي للبحر الاحمر واشرافها على مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي تمر منها معظم التجارة الدولية خاصة سلعة النفط، والخبرات العلمية والايدي العاملة المدربة.

واود ان الفت الانتباه هنا ان المعارضة الارتري مازالت لم تستخدم السلاح في مواجهة النظام فهى مازالت تستخدم الوسائل السلمية وباسلوب حضاري الا اذا ضطرت الى ذلك من خلال تعنت النظام وتعرضها للقمع المستمر بالتصفيات والمطاردات التي يمارسها في دول الجوار الارتري لافرادها وقياداتها.

هذه دعوة صادقة من القلب نتمنى ان تجد اذانا صاغية من النظام فهى فرصة ذهبية لان الوطن الارتري تتهدده الان المخاطر وان تماسك ابنائه هو المخرج، والكل متابع الاوضاع السياسية والامنية في منطقتنا وجوارنا خاصة اثيوبيا وما تمر به من حروب طاحنة، أصبح النظام الارتري طرفا فيها للاسف، بالاضافة الى مخاض الانتقال المتعثر في السودان الشقيق وحالة عدم الاستقرار الامني الذي يعيشه، وجيبوتي والتي هى الاخرى بدأت مظاهر عدم الاستقرار فيها خاصة بعد عودة نشاط حركة (فروت) العفرية التي تعارض نظام الرئيس اسماعيل عمر قيلي. نحن في امس الحاجة الى الحوار الارتري الارتري حكومة ومعارضة وربنا يقدر مافيه الخير.

Top
X

Right Click

No Right Click