كلمة جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية في ذكرى معركة تقوربا

سماديت كوم Samadit.com

إعداد: الهيئة التنفيذية لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية

تحل ذكرى معركة تقوربا في الخامس عشر من مارس من كل عام، والتي جرت رحاها

بين أبطال جيش التحرير الإرتري وقوات الاحتلال الإثيوبي في منطقة "تقوربا" في الخامس عشر من مارس عام ١٩٦٤م أي قبل سبعة وخمسون عامًا.

كانت معركة تقوربا نقلة نوعية في المواجهة بين الثورة الإرترية والاحتلال الإثيوبي، بين قوات نظامية مدججة بأحدث الأسلحة، وثلاثة فصائل من جيش التحرير الإرتري مسلحة بأسلحة خفيفة وعتيقة، بقيادة الشهيد البطل محمد علي إدريس أبو رجيله.

وعلى الرغم من الفارق الكبير في العدد والعدة بين الجانبين، إلا أن النصر كان حليف جيش التحرير الإرتري، الذي ألحق هزيمة نكراء بقوات العدو، فولت هاربة تجر أذيال الهزيمة والعار، بعد أن قتل منها أربعة وثمانون ضابطًا وجنديًّا، وإصابة أعداد كبيرة منها بجروح. كما استشهد في المعركة ثمانية عشر من أبطال جيش التحرير الإرتري، بعد أن لقنوا قوات العدو درسًا، وضربوا أروع الأمثلة في البطولة والفداء.

لقد تأكد العدو الإثيوبي، الذي كان يملك آنذاك أقوى جيش في أفريقيا جنوب الصحراء، أن جيش التحرير الإرتري لا يمكن إقتلاعه بمجرد خوض عملية عسكرية خاطفة، وأنه أقوى مما كان يتوقعه الاحتلال، لكونه خرج من رحم الشعب الارتري، ومعبر عن تطلعاته في الحرية والانعتاق. وتوالت بعد هذه المعركة التاريخية عمليات عسكرية بطولية لجيش التحرير وانتصاراته، فتعاظمت دائرة التفاف الجماهير حول الثورة، والتحاق الشباب بجيش التحرير الإرتري.

لقد حقق شعبنا بعد نضالات طويلة استمرت لثلاثين عامًا، على درب معركة تقوربا، الانتصار الحاسم على الاحتلال الإثيوبي وإخراج قواته من كامل التراب الوطني الإرتري، وإعلان إرتريا دولة مستقلة ذات سيادة في مايو عام ١٩٩١م. وكان شعبنا يحدوه الأمل، بعد تحرير التراب الوطني من الاستعمار الإثيوبي، في طي صفحة الاحتلال بكل ما تحويه من معاناة وبؤس وحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية، وفتح صفحة جديدة ملؤها التفاؤل ببناء غدٍ مشرق، وإقامة دولة العدل والديمقراطية والمساواة والاستقرار.

غير أن قيادة الجبهة الشعبية المغامرة، التي توج نضال شعبنا بتحرير التراب الوطني تحت قيادتها، كان لها رأي آخر، فأدارت ظهرها لكل ما كان يتطلع إليه شعبنا، وفي سبيلها استشهد عشرات الآلاف من خيرة أبنائه. فعمدت منذ اليوم الأول على استلامها مقاليد السلطة إلى الهيمنة والتحكم في مصير ومقدرات الشعب الإرتري، عبر إقامة نظام ديكتاتوري فاسد أحال البلاد إلى جحيم، ومزق النسيج الوطني الإرتري، وعرّض مستقبل إرتريا وسيادتها الوطنية لخطر فادح.

واليوم واستكمالا لذات النهج ورط النظام الديكتاتوري شعبنا في صراع داخلي بين الفرقاء في إثيوبيا في حرب تقراي. وهناك جهات كثيرة تتحدث عن ارتكاب الجيش الإرتري جرائم في تقراي. وبغض النظر عن حقيقة دور الجيش الإرتري، فإننا نستنكر بأشد العبارات التدخل الإرترى في الشأن الداخلي الإثيوبي، كما ندين أية انتهاكات تعرض لها المدنيون في تقراي من أي طرف كان، وندعو إلى إجراء تحقيق دولي مستقل وشفاف، ومحاسبة الجهات الضالعة في أية انتهاكات تثبت بالدليل. وفي الوقت نفسه نرفض محاولات بعض الجهات السياسية والإعلامية والحقوقية التي تحاول تحميل ما تدعيه من انتهاكات في تقراي إلى مكونات إرترية بعينها، في الوقت الذي لم تنبس ببنت شفة باتهام النظام الإرتري، الذي يعتبر المسؤول وصاحب قرار إرسال الجيش الإرتري إلى تقراي!! وهذا الإدعاء غير المسؤول يطعن في مصداقية ما تنشره هذه الجهات، وتَحمِلُ أيضا تبرئة ضمنية للنظام الإرتري الذي أرسلهم ابتداءً للمشاركة في حرب تقراي، وهو الذي يفترض أن توجه إليه الاتهام وليس أفراد الجيش الإرتري الذين هم مجرد منفذين لأوامر قياداتهم العسكرية الذين يمثلون النظام الديكتاتوري القائم.

كما نطالب المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية والقيام بتدخل عاجل لإنقاذ حياة عشرات الآلاف من اللاجئين الإرتريين في إقليم تقراي الذين يتعرضون من قبل الجيش الإرتري والأطراف الإثيوبية المتصارعة، إلى ظروف إنسانية قاهرة، فضلًا على أن هناك معلومات شبه مؤكدة تشير إلى إعادة المئات منهم عنوة إلى إرتريا التي هربوا منها بحثًا عن ملاذ آمن، جراء قهر واضطهاد النظام.

إننا في جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية، وفي الوقت الذي تتزايد فيه معاناة شعبنا جراء سياسات النظام الداخلية والخارجية، ندعو قوى التغيير الديمقراطي وكافة الوطنيين، في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة التي تمر بها بلادنا، وفي ظل استمرار النظام الديكتاتوري التنكر للدماء الزكية التي سالت في تقوربا وفي غيرها من بقاع إرتريا طولًا وعرضًا، واستمراره في محاولة إجهاض الاستقلال الوطني وخيانة أهداف ثورتنا المجيدة، ندعوها إلى مضاعفة النضال، بغية وضع حدٍّ لهذا النظام، وانتشال شعبنا من حالة التردي والمآسي والإحباط التي يعيش فيها. وهذا يتطلب توحيد الجهود والإمكانيات وتسخيرها لعمل وطني فاعل من أجل التغيير المنشود وإنقاذ الشعب والوطن، وفاءً لأرواح شهداء تقوربا وكل شهداء معركة التحرير الطويلة، وصولًا إلى بناء وطن ينعم فيه شعبنا بالحرية والعدالة والسلام والمساواة.

وبهذه المناسبة ندعو مجددا جماهير شعبنا في الداخل والخارج إلى توحيد صفوفها ونبذ الفرقة والفتن ودعاتها، والانخراط بقوة في العمل النضالي من أجل التغيير الديمقراطي في إرتريا. كما ندعو منسوبي قوات الجيش والأمن الإرترية، التخلي عن خدمة النظام، وعن دورهم في قمع الشعب الأعزل، والانحياز إلى جانب شعبهم ومطالبه العادلة في إقامة دولة الحرية والعدالة والمساواة.

عاشت إرتريا حرة مستقلة.
السقوط للنظام الديكتاتوري.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.

الهيئة التنفيذية لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click