قراءة في ارتريا ومسئوليات ما بعد الاستقلال رؤية مستقبلية - الحلقة الثانية

بقلم الأستاذ: منصور أبو سما - كاتب وروائي ارتري  تأليف القائد المناضل: عبدالله إدريس

رؤية مستقبلية نحو البناء والتعمير:

الموارد الطبيعية:

ارتريا ومسئوليات ما بعد الاستقلال رؤية مستقبلية

مصادر المياه (الأنهار الموسمية والدائمة):

نهر ستيت / نهر القاش / نهر عنسبا / مجموعة الوديان في الساحل وسمهر وشرق اكلي قوزاي والتي تصب جميعها في البحر الأحمر.

المعادن:

توجد في إرتريا مجموعة كبيرة من المعادن النفيسة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر (مناجم الذهب والحديد والنحاس وحقول البترول والغاز) وكل هذه المعادن لم يتم استغلالها بعد نتيجة لعدم الاستقرار وحرب التحرير الوطنية الطويلة.

الثروة السمكية والحيوانية:

• الثروة البحرية بما فيها الأسماك وغيره من الثروات البحرية غير مستغلة في المياه الإقليمية الارترية في البحر الأحمر.

• الثروة الحيوانية التي تقدر بحوالي خمسة عشرة مليون رأس من الأبقار والابل والضأن والماعز.

الطرق:

1. 776 كيلو متر طرق معبدة.

2. 1140 كيلو متر طرق غير معبدة.

3. طرق السكة الحديد ويبلغ طولها 300 كم أنشئت معظمها عام 1935م وكلها توقفت وتوقف كل عمل يرتبط بتعبيد الطرق ومطلوب العمل لصيانتها في المرحلة القادمة.

أهم الموانئ:

• ميناء مصوع ويقع على بعد ١٣٠ كم شرق اسمرا على البحر الأحمر.

• ميناء عصب ويقع على بعد أكثر من ٥٠٠ كم من اسمرا في الجزء الجنوبي الشرقي من الساحل الارتري، وهناك الكثير من المراسي في الساحل الارتري الذي يبلغ طوله ١١٠٠ كم.

الزراعة:

توجد في إرتريا مناطق زراعية هامة، المروية منها والموسمية ونذكر منها على سبيل المثال المشروع الزراعي في منطقة (عيلا برعد) - المشروع لنخيل الدوم والالياف بمدينة أغردات ومشروع تكررت الزراعي جنوب غرب أغردات. كذلك المشروع الزراعي بالقاش مدينة تسني (علي قدر) ومزارع البن في منطقتي (مرارة)، (وعالي) بالمرتفعات الارترية.

تنتج هذه المزارع المروية كافة أنواع الفواكه والخضروات ما عدا التفاح وهي تكفي للاستهلاك المحلي وتصدر بعض من منتجاتها للدول المجاورة. علما بأن هذه المزارع الحديثة الضخمة أقامها الإيطاليون في الأساس.

وهناك مزارع موسمية لكل أنواع الحبوب والسمسم وغيرها من منتوجات الزراعة الموسمية كالقمح والقطن، وهناك أيضا مشروع منتجات الألبان بالقرب من اسمرا.

الصناعة:

١) صناعة المواد الغذائية في إرتريا: أخذت الأولوية مثل المشروبات الغازية والروحية ومنتجات اللحوم والأسماك والمكرونة والبسكويت والفواكه المعلبة والمجففة وأيضا منتجات الألبان مثل الزبدة والجبنة وكانت هذه المنتوجات تصدر إلى البلدان المجاورة.

٢) صناعة استخراج الملحمن المشاريع الناجحة في إرتريا ومن أقدمها هي صناعة استخراج الملح من مياه البحر الأحمر وكانت تصدر هذه المنتجات إلى اليابان وكينيا وتنزانيا والكونغو.

٣) تصنيع منتجات نخيل الدومتتركز هذه الصناعة في إقليم بركة وتسني وتتركز هذه الصناعة باستخراج السعف والالياف من أوراق النخيل ويطلق عليها العاج السياسي وتستخدم في أزرار الملابس وعلف للحيوانات.

٤) صناعة الطاقة الكهربائيةمن أهم المراكز الصناعية في البلاد شركة (سيراو) التي تغطي حاجة مدينة اسمرا ومصوع للطاقة الكهربائية، والقدرة اللازمة لتشغيل المصانع والمعامل.

٥) صناعة مواد البناء:

٦) صناعة النسيجوهي صناعة قديمة في إرتريا قامت بها شركة إنتاج القطن المعروفة باسم (سايدي) ويقال انها شركة إيطالية إسرائيلية مشتركة.

٧) الدباغة وصناعة الجلودلا يقتصر ذلك على الدباغة التقليدية للجلود لأغراض صناعة الأحذية إنما يدخل في ذلك دباغة جلود الحيوانات المفترسة لبيعها باثمان غالية للسواح.

٨) صناعة الدخان والكبريتاول مصنع للدخان والكبريت أقيم سنة ١٩١٧م من قبل تجار يونانين استخدموا التبغ اليوناني.

٩) صناعة الكحول والعطورصناعة البيرة وتحتكرها شركة إيطالية وهناك مشاريع صناعية تكاد تكون فردية تعني بصنع العطور المستخلصة من بعض الأعشاب العطرية النامية على الطبيعة.

هذه هي إرتريا بإيجاز شديد نقدمها للقارئ الكريم ليكون على علم بهذا القطر المناضل ضد كل أنواع الاحتلالات المتكررة في تاريخه القديم والحديث وهو مقبل على مرحلة جديدة من كغاحه الذي توج بانتصاره وقيام دولته المستقلة.

إن حربنا الوطنية في مواجهة الاحتلالات المتعاقبة كانت منهكة من حيث التضحيات البشرية والقدرات المادية وتعطيل حركة البناء والتعمير والتنمية. فهل تجاوزنا تلك الحالة بقيام دولتنا؟ نقول نحن في بداية الطريق ومطلوب منا الصمود والتكاتف وإدراك أهمية وحدة الجهود والرؤية المستقبلية المشتركة.

ومن المهم التأكيد أن إرتريا ليست حكرا لفئة معينة تمارس السلطة والهيمنة بطريقة غير مشروعة حيث ستفقد الدولة الولاء والانتماء والإدارة ستفقد الثقة والتعاون الحقيقي، وهناك حالة من أزمة الثقة بسبب الغموض والتكتم في لقاءات قيادة الجبهة الشعبية مع الاثيوبيين وبعض الدول الغربية في كل من (أتلانتا بأمريكا، ونيروبي ولندن واديس ابابا) ولم تعلن عن نتائج هذه اللقاءات والاتفاقيات السرية بين قيادة الشعبية والسلطات الأثيوبية الجديدة حتى الآن. وما زاد من شكوك الناس تصريحات افورقي الداعية إلى الكونفدرالية مع إثيوبيا في لحظة الإجماع بكلمة نعم للاستقلال الكامل لاريتريا، والعبارات التي تكررت مع الكونفدرالية عبارة أخرى مثل الاندماج.

• ماذا تعني هذه التصريحات، هل هناك اتفاقيات سرية فعلا لم يعلن عنها بعد؟
• وهل اعتراف إثيوبيا وغيرها من الدول تم ضمن شروط معينة وبسيادة ارترية ناقصة منذ البداية؟
• ولماذا تزامن هذا التصريح مع إعلان نتيجة الاستفتاء؟

ورغم كل هذه التخوفات المطلوب الان هو:

1) الاتعاظ من تجربة الأربعينيات والخمسينات والانقسام الذي حدث في الرأي والكلمة والانصراف نحو بناء وتعمير بلادنا ورسم مهام مستقبلها واستراتيجيتها بشكل مشترك يسبقه الإجماع الوطني الشامل.

2) ليس من حق أي فصيل من فصائل الثورة الارترية الانفراد بالسلطة وحرمان الآخرين من المشاركة مهما كانت الخلافات بين هذه الفصائل وفي نفس الوقت لا يمكن التنكر للدور السياسي والعسكري الكبير لتلك الفصائل في معركة التحرير وإنجاز الاستقلال.

3) الطريق الوحيد للوحدة والطموحات المشروعة في البناء وتعزيز استقلالنا هو الوفاق الوطني والمصالحة.

4) ضرورة الاتفاق على التعددية السياسية والممارسة الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير والحقوق الأساسية وأهمية كفالتها لكل المواطنين الاريتريين.

5) المشاركة الفعالة في المرحلة الانتقالية بما في ذلك تحديد مهام الحكومة في الفترة الزمنية التي تستغرقها هذه المرحلة.

6) العمل الجاد من أجل عودة اللاجئين والمهاجرين إلى ديارهم وتهيئة الظروف السياسية والخدمات الاجتماعية والأمنية اللازمة لهم.

7) وقف حالة الاقتتال والاغتيالات والسجون القائمة الان وبدلا من ذلك اللجوء إلى سيادة الحوار الديمقراطي بين كافة القوة الوطنية.

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click