الائتلاف الوطني الديمقراطي الإرتري ينعي المناضل إبراهيم محمود منتاي

سماديت كوم Samadit.com

إعداد: الائتلاف الوطني الديمقراطي الإرتري

بسم الله الرحمن الرحيم

وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون

إبراهيم محمود منتاي

أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ.

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وببالغ الحزن والأسى، تلقينا نبأ وفاة المشمول برحمة الله فقيدنا وفقيد الوطن والشعب الإرتري المناضل رعيل اول إبراهيم محمود منتاي الذي وافته المنية بالسعودية - الأربعاء 2021/10/27 ونحن اذ نحتسب فقيدنا شهيدا عند المولى عز وجل - نعزي أنفسنا وكافة الشعب الإرتري على هذا الفقد العظيم.

فالفقيد الراحل المقيم الشهيد إبراهيم محمود منتاي - هو من مواليد مدينة قندع في إقليم سمهر، في عام 1944م - حيث بدأ فيها منذ نشأته التعليم على ايادي مشايخها، إلى أن إنتقل إلى مدرسة صالح كيكيا في بلدة حرقيقو - ضواحي مدينة مصوع - وهو في العاشرة من عمره حيث اكمل تعليمه الأولي - بل كان من الذين انضموا هناك و في أولى نعومة حياته من سنه الرابع عشرة بجمعية "العروة الوثقى" التي اسساها كل من الأشقاء - الشهيدين محمود وعثمان صالح سبي رحمة الله عليهما.

ثم إنتقل فقيدنا الشهيد منتاي إلى السودان وفق الدفعات التي كان يعمل بالدفع والترتيب لها إلى السودان ومصر الشهيد البطل القائد عثمان صالح سبي من أجل العلم والالتحاق بالثوار - ليكمل فقيدنا الراحل المقيم إبراهيم منتاي دراسته الثانوية في قاهرة المعز، وليلتحق بجبهة التحرير الارترية - فعمل في إعلامها و شغل منصب نائب رئيس اللجنة الفرعية لجبهة التحرير الإرترية - ثم التحق بالدراسة الجامعية بكلية التجارة في القاهرة و التي لم يكملها، فانتقل إلى الجزائر في عام 1967م ليكمل دراسته في كلية الآداب قسم علم الإجتماع - فتميز فقيدنا في الجزائر بعلاقات واسعة مع ثوار الجزائر التي امتدت من القاهرة وفق علاقاته المميزة مع ثوار مصر و الجزائر حينها - وكان اول إرتري من الثورة الارترية في الجزائر بعد استقلالها بخمسة سنوات - إلى أن إنتقل إلى دمشق في سوريا ومنها إلى لبنان في العام 1968م ليكون كذلك أول إرتري في بيروت - حيث نال جوازه العراقي الدبلوماسي بجانب الجواز الصومالي من أجل القضية الارترية - كما يحكى على لسان رفاقه من الرعيل الأول في ذلك - حيث عمل أيضا بالإعلام هناك، بل كان مندوب قوات التحرير الشعبية - و ممثلا لها داخل حركة التحرير الفلسطينية لما كانت من التوأمة ما بين الثورة الإرترية والفلسطينية ضمن حركات التحرر الوطني حينذاك.

عمل فقيدنا الراحل المقيم الشهيد منتاي - مستشارا للشهيد عثمان سبي رحمة الله عليهما - ومندوبا لقوات التحرير الشعبية في دمشق وكذلك في بيروت و عدن.

كما يعتبر الراحل المقيم فقيدنا إبراهيم محمود منتاي من مخططي و مدبري اختطاف الطائرة الإثيوبية و مشرفا على أعضاء منظمة العقاب التي قامت بعملية كراتشي المعروفة، وكانت العملية التي عملت للتعريف بالقضية الإرترية عالميا وقتذاك وهو الهدف من وراء تلك العملية الفدائية.

كان الفقيد رحمة الله من الشخصيات المفصلية والحاسمة في الحوارات التي جرت من وحدة تونس ما بين الفصائل الإرترية الاربعة في بداية الثمانين من الألفية الأولى، والتي لم يكتب لها النجاح بالرغم من محاولات الجامعة العربية ورئيسها الشاذلي القليبي وقتها.

ظل الفقيد متمسكا بنضالاته ما قبل التحرير بسنوات قلائل بين صفوف التنظيم الموحد و إلى فترة التحرير والاستقلال حيث تخلى وتخلف من التنظيم الموحد بعد أن حسم رفاقه من قيادة التنظيم العودة إلى أسمرا - ليبقى هو مستقلا خارج ارتريا إلى أن قرر ان يدلو بصوته منفردا كمواطن إرتري عادي حين كان الاستفتاء، و ليأتي إلى إرتريا لوحده ويمكث فيها ثلاثة ايامٍ فقط ثم ليغادرها بعد أن صوّت بنعم للاستقلال من خلال صناديق الاستفتاء و كان حلمه أن يفعل ذلك من داخل الوطن الذي افنى شبابه ومنذ طفولته وإلى أن غادر الحياة من أجل تحريره واستقلاله - فرفض أن يكون مذلول مهان، فاختار فقيد الوطن المناضل إبراهيم منتاي المهجر ليكون صوتا لحرية الإنسان الإرتري خارج وطنه إلى أن ارتجل حاملا روحه الطاهرة إلى بارئها في يوم الأربعاء 27 من أكتوبر/ تشرين الأول 2021م - فكان صادقا في ما عاهد الله عليه والوطن وشعبه ولن يتبدل تبديلا - ونحن على ذلك بعد الله من الشاهدين - وربما الذي ذكرناه في نعي شهيدنا البطل إبراهيم محمود منتاي، هو الطفيف من تفاصيل حياته البطولية من مسيرته النضالية وتاريخه الوطني من أجل الوطن والشعب الإرتري.

واخيرا وبهذه المناسبة الأليمة والفقد العظيم، تتقدم القيادة العليا للائتلاف الوطني الديمقراطي الإرتري وجميع قواعد وجماهير الائتلاف إلى الشعب الارتري ولجميع رفاق و أفراد أسرة الفقيد الشهيد إبراهيم محمود منتاي وذويه بأصدق عبارات التعازي والمواساة القلبية، راجين من العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل وأن يشمل الفقيد بالمغفرة والرضوان ويسكنه فسيح الجنان.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

القيادة العليا المشتركة للائتلاف الوطني الديمقراطي الإرتري

Top
X

Right Click

No Right Click