الرحيل المر

بقلم الأستاذ: أبـو ايهـاب - القاهرة ، جمهورية مصر العربية

لا شك ان لكل قوم حداة، ولكل زمان واجهات، ولكل نبات لون وظلال تعشقهما النفس وتهواهما العين.

الرحيل المر

وبالمقابل كانت هناك شموع آدمية متناثرة في اوساط مجتمعنا العريق، وما زال بعضها باق بيننا، لكننا للاسف لا نتبينهم الا بعد غيابهم بالرحيل الى جوار الكريم.

ولا شك ان تلك القناديل المنيرة التي مضت كانت حداتنا، وكانت فاكهة مجتمعنا وخارطة دروبنا الاجتماعية والسياسية، فهي التي اضاءت وعلمت و وجهت وقادت الرؤى الاجتماعية التي حملت رؤانا السياسية والاقتصادية وغيرها.

ومما لا شك فيه ان تلك القناديل المحببة الى كمنا وكيفنا غابت على التتابع فغيبت معها خضرة وضياء وماء وهواء كنا نتنفسه بفخر وسعادة لا حدود لها.

ومن جهة اخرى كلنا يعلم انه في خلال الخمسة عقود الاخيرة غابت عن دنيانا شموعا وطنية عالية الهمة والمهام، لكننا نعجز عن ذكرها من خلال الاسماء والالقاب، عليه سنكتفي بالتعميم الدال عليهم في شتى عناوينهم المتقاربة والمتباعدة.

نعم نعجز عن ذكر كل تلك القامات التي اعطتنا كل شيء مقابل لا شيء من جانبنا، عليه دعونا نكتفي بذكر بعض تلك الشموع والقناديل الاجتماعية التي انارت دورنا ودروبنا، ومن ثم رحلت عنا من غير وداع، بعد ان كانت خضرة الفناها ونورا ابتدينا به، وماء عذبا شربناه حتى الارتواء، وظلالا ونسيما لا غنى عنهما.

اؤلئك هم احبابنا الشهداء الذين شكلوا عناويننا الاجتماعية والسياسية وايضا الاقتصادية، وكان رحيلهم مرا حيث غاب عنا وعن قاهرة المعز لدين الفاطمي الشيخ آدم ادريس نور محمود وهو الذي كان يتشكل لنا كيفما اردناه، ويتواجد بيننا كلما طلبناه، حيث كان لنا الوالد الحنون والأخ الشقيق والصديق الوفي وكل ذلك في آن واحد، ولكن والحمد اذ كان رحيله في مدينة كرن وهي منبته ومكان مولده.

غاب عنا الأخوان:

• عبدالرحمن إسماعيل سكاب – والذي انتقل الى جوار ربه الكريم في اليمن السعيد ،
• محمد سعيد عمر عنططا – في استراليا ،
• جعفر علي أسد – في القاهرة ،

ومن ثم تلاهم الاحباب:

• علي سعد العميسي ،
• أبو عيشة سيد ادريس ،
• عمر محمد همد كلفي – في مدينة الخرطوم ،
• صالح ناصر عليوة – في الخرطوم ،
• أحمد محمد صالح – في السويد ،

الجدير بالذكر ان الثلاثة الاوائل كانوا اولياء امورنا والمسؤولون عنا حينما كنا طلابا في ستينيات القرن الماضي في مدينة القاهرة، وكان الثلاثي التالي لهم احبابنا واقراننا في فترة الشباب في مدينة الخرطوم.

ايضا فقدنا السادة المعلمون:

محمد احمد ادريس نور محمود في استراليا ،
• صالح حمدي سلمان يقين في استراليا ،
• عمر سراج في لندن ،
• محمود محمد علي حامد مسمر (كنونى) في امريكا ،
• محمد نور عثمان عمر درار في جدة ،
• محمود نوراي في كسلا ،
• عثمان رباط في القاهرة ،
• سليمان علي كرار في جدة ،
• عثمان عمر عمران في المدينة المنورة ،

والجدير بالذكر أيضاً ان كل هذه المجموعة كانوا ينتمون الى مجموعة الرواد الأوائل الذين شاركوا في محاربة الجهل والأمية في مختلف القرى والمدن الإرترية.

ومن ثم رحل عنا:

محمود اسماعيل الحاج في لندن ،
• محمد نور عثمان قرقيس في بورتسودان ،
• احمد اسماعيل سويره في الخرطوم ،
• الأمين علي أسد في المملكة العربية السعودية ،
• عمر جابر عمر في استراليا ،
• محمد عبدالله طه الصافي في جدة ،
• والبطل الشجاع/ علي ديني في لندن ،
• الثلاثي حسن ومحمد ابراهيم ومحمد طاهر دبساي، احبابي واشقائي الذين لم تلدهم أمي، في جدة واسمرا ولندن.

هؤلاء هم بعض الرواد الأوائل الذين شاركوا في رفع راياتنا الوطنية.

وتواصلا مع مسلسل، الرحيل المر:-

تم رحيل الاخ/ محمود ابراهيم محمود درار في مدينة الخرطوم. وكان الراحل المقيم مقصدا وعنوانا للجميع.

ومن ثم سليمان آدم سليمان دقي الذي وافاته المنيه في مدينة القاهرة التي احبها واحبته كثيرا فضمت جسده الطاهر في ثراها، وكان الراحل سفيرنا فوق العادة والبلسم المداوي لكل العلل.

وفي عام "جائحة فيروس كورونا" المنتشر، حمانا الله وإياكم، فقدنا بعض واجهاتنا الاجتماعية الطيبة التي كانت عناويننا المضيئة في مختلف العواصم والمدن والامكنة:-

حيث ودعنا الاخ احمد محمد ابراهيم حذوت (سكرتير) في السويد، وهو عنوان صادق للثائر المهذب الذي لايجرح ولا يكوي ولا يعرف الحقد او الانتقام حيث كان محبا ومحبوبا من الكافة بمختلف مشاربه.

الاستاذ/ علي حامد عبدالكريم في لندن.

الشاب/ أحمد عمر إزاز  في مدينة ملبرون، استراليا.

المناضل/ ياسين محمدعلي ادريس اري في مدينة القضارف.

الاستاذ/ عبدالله كرار في لندن.

وأخيراً وليس آخراً فقدنا أحد شبابنا الخيرين والذي رحل عنا متعجلا دونما وداع، ذلكم هو الشاب الإنساني الخلوق أحمد محمد إدريس جمع قبريس (أحمدية) الذي وافته المنية في مدينة الخرطوم.

وعليه نترحم عليهم جميعا.. حيث كان فقدهم أمراً جللا ومؤلما ورحيلا مرا، ولكن لا اعتراض في ارادة الله، عز وجل، راجين أن يتغمدهم بواسع رحمته ويدخلهم الفردوس الأعلى من الجنة مع والأنبياء والصديقين والشهداء. ويجعل البركة في ذريتهم ويلهم أهلهم وأصدقائهم ومحبيهم الصبر وحسن العزاء.

وإنا لله وإنا إليه راجعون. ولا حول ولا قوة الا بالحي الدائم.

Top
X

Right Click

No Right Click