قراءة في كتاب من التجارب الفدائية للثورة الارترية في مدينة كرن

بقلم الأستاذ: مهاجر احمد

هذه قراءة متواضعة وقل ان شئت جولة سريعة نقلب من خلالها صفحات إصدار جديد

يثري ساحة المكتبة العربية الارترية ويعتبر إضافة مهمة في مضمونه وطريقة توثيقه.

الإصدار الجديد للكاتب والمؤرخ الاستاذ عبدالفتاح الخليفة الذي يحمل عنوان "من التجارب الفدائية للثورة الارترية في مدينة كرن".

الفدائي محمود كدان وعملية أجيب نموذجا الطبعة الاولى لعام 2023 الناشرر ويلوز هاوس للطباعة والنشر.

‏من خلال هذا الكتاب سيتعرف القارئ على صفحات منسية من تاريخ نضالنا التحرري ونافذة يطل من خلالها على مواقف بطولية وأحداث غيرت مجرى التاريخ.

صناع هذه الأحداث البطولية رجال عرفوا أهمية الوطن ومكانته واشربوا حبه فوهبوه أعز ما يملكون.

مكونات الكتاب:

يتكون الكتاب من اهداء وشكر ومقدمة وقد احتوى الكتاب على خمسة أبواب وكل باب يتضمن فصولا وعناوين فرعية إضافة إلى ملاحق في نهاية الكتاب.

مقدمة الكتاب تناول فيها الكاتب تاريخ وقوع أحداث القصة مع البطل الفدائي محمود كدان والتي تعود الى نهاية عام 1964م.

كما تضمنت المقدمة إجابة على تساؤل مهم قد يطرأ في ذهن القارئ مفاده: لماذا هذا الكتاب؟ او بعبارة أخرى ما الهدف من الكتاب؟

ويجيب الكاتب الاستاذ عبدالفتاح قائلا "الغرض من سرد هذه القصة وقصة صانعها هو تسليط الضوء على قصص الأبطال تخليدا لبطولاتهم وحفاظا على تراث الوطن ومدينة كرن الثائرة ولتعريف النشئ بأيام التضحيات والفداء ونكران الذات وقصص الدفاع عن النفس والأرض التي قام بها آباؤهم وأجدادهم وتنشيطا للذاكرة الجمعية لبناء المستقبل على أسس صحيحة".

باختصار يمكن ان يضاف إلى ماسبق إن في سرد قصص وبطولات الفدائين في إرتريا ربط للحاضر بالماضي فمن لا ماضي ولا تاريخ له لا مستقبل له.

تميز الكتاب بوضوح الفكرة وسلامة اللغة وسهولة العبارة ووصف دقيق لمجريات الأحداث والحوارات وردود الأفعال التي صاحبت الحدث مع عدم إغفال أسماء الأشخاص والاماكن وكل ما له علاقة بالعملية الفدائية وبطلها المناضل محمود كدان كل ذلك بشكل مترابط وسلس مما بشد القارئ ويجذب انتباهه
واجتهد الكاتب في تقريب فكرة الكتاب للقارئ وايضاحها مستخدما صورا لمعالم واشخاص مما له علاقة بالقصة.

ولان التاريخ امانة ومن أهم صفات المؤرخ والكاتب الأمانة في النقل وعزو العلومات الى المصادر حفظا لحقوق الآخرين فقد اعتنى الكاتب بذلك واهتم به اهتماما بالغا لذا سيجد القارئ في نهاية الكتاب ثبت بالمراجع المتنوعة من كتب ومقالات ولقاءات وإتصالات بوسائط مختلفة وافادات شهود عبر الاثير ومواقع الشبكة العنكبوتية وغيرها.

قصة وبطلان:

‏لكل قصة ورواية وحدث عظيم ومهم بطل تدور حوله الاحداث وترقبه الأنظار أما قصة هذا الكتاب فلها بطلان أحدهما هو ذلك الشاب الفدائي المناضل محمود كدان رحمه الله الذي حمل روحه على راحتيه ليقول للعتاة الغاصبين (ها أنا أتحداكم فأين أنتم؟؟) ودفع ثمنا لذلك السجن والتعذيب والاذلال.

‏والبطل الثاني في رأيي المتواضع هو ذلك الطفل الذكي الألمعي الذي كان شاهدا على الحدث واحتفظت ذاكرته بتداعيات وتفاصيل ومشاهد تلك العملية الفدائية التي هزت أركان المدينة الهادئة الوادعة وأشعلت الحماس في شبابها ليتخذوا من ذلك الفدائي الشاب مثالا وقدوة.

‏كبر الطفل الكاتب فيما بعد وذاكرته لا تزال تختزن ذلك الحدث وتلك البطولات وأولائك الرجال.

فبدأ الكاتب رحلة البحث عن ذلك البطل حتى تكتمل فصول القصة إذ لامجال للنسيان ولا غرابة فكل انسان يميل لشبهه ويبحث عن مثيله.

‏وبدأت المطاردة والملاحقة والبحث والسؤال عن محمود الفدائي المناضل وبعد جهد مضن وتواصل.

كانت الثمرة هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم يخلد تلك الملاحم البطولية حتى لا تذهب ادراج الرياح او تكون طي النسيان.

وأخيرا:

كم "محمود كدان" بيننا؟ لم تعرفه الاجيال ولكن عرفته ساحات النضال يعيش بعيدا عن الأضواء والاعلام.

كم من قصة فداء وتضحية ماتت بموت رواتها لم توثق ولم تكتب؟

كم قناديل احترقت؟ لتضيئ سماء الوطن لم تنل حظها من التعريف والكتابة والاهتمام.

التعليقات  

عبدالفتاح ود الخليفة
#عبدالفتاح ود الخليفة2023-06-21 21:51

قراءة مشجعة ومحفذة للبحث والتوثيق اكثر جزاك الله خير الشاب الهميم احمد مهاجر
رد
Top
X

Right Click

No Right Click