حرب الجياع - الحلقة الرابعة عشر

بقلم الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة - صحفي سوري - صديق الثورة الإرترية

المؤامــرة: إن المؤامرة القديمة الجديدة هي تجميع يهود العالم في إسرائيل (إسرائيل الكبرى).

حرب الجياع 2

فعدد اليهود في العالم عشرين مليوناً، وهؤلاء لا يمكن استيعابهم في الأرض العربية المغتصبة في حدودها الحالية وذلك لعدم توفر المكان. ولتعمير أجزاء مغتصبة قديماً وحديثاً مثل (النقب) و(سيناء) يلزمها الماء.

إن الذي يهم إسرائيل هو الماء وبالماء تحقق حلمها (إسرائيل الكبرى)، وهذا الشعار المرفوع والمكتوب على مدخل الكنيست من (النيل إلى الفرات) وحتى تصل (إسرائيل) للماء لا بد أن تسيطر على منابع النيل في كل من يوغندا والحبشة أي من منابعه إلى مصبه، إذن نجاح الصهاينة يكون بالسيطرة على مناطق جنوب السودان مروراً بوسطه ثم شرقه، حيث البحر الأحمر الذي تحيط به الدول العربية وارتريا، إن أول نجاح لحلم صهيون هو السيطرة على منابع النيل، والالتفاف نحو الفرات مياهاً وسكاناً ومدناً، والطريق لذلك يكون عبر محورين:-

الأول: عبر مصر العربية وهذا ضرب من المستحيل فمصر دولة عربية كبرى لا تفرط بأرضها ومائها.

المحور الثاني: هو دولة ارتريا.

المؤامرة والأخطار الكبرى:

يمكن رصد هذه المخاطر فيما يلي:-

1. الهجمة الأمريكية الإسرائيلية على وطننا العربي الكبير ثم على إفريقيا ومحاولة تقسيم السودان وخوض حرب المياه باعتبار أن القرن القادم هو قرن السيطرة على المياه بعدما تمت السيطرة الآن على النفط والتحكم في أسعاره والوجود الفعلي في منابعه.

2. بالنسبة إلى إسرائيل يوجد مخطط استراتيجي يعرف باستراتيجية النقب وهو استراتيجية موضوعة منذ عام 1954 وقال فيها (بن غوريون) إن ميناء إيلات أهم لإسرائيل من القدس وعلى إسرائيل أن تتجه جنوباً وعلى ذلك كان الصراع في البحر الأحمر (جزر حنيش) وفي ارتريا واثيوبيا وفي مناطق البحرات العظمة (حرب التوتسي والهوتو) وحتمية ما يرمي إليه هذا المخطط هو ري صحراء النقب من مياه النيل، وما اتفاقية كامب ديفيد إلا بداية الطريق لوصول المياه إلى إسرائيل: إن الدراسات والقوانين اللازمة للانتفاع بالأرض والمياه قد اكتملت. وقد عقدت عدة مؤتمرات في كل من مصر وعمان وغيرها، أقرت ضرورة استفادة دول المنبع من مياه الأنهار التي تنبع فيها، وعليه فإن أمر المياه أصبح واضحاً في حال قيام دولة في جنوب السودان، عندها سوف تعزل مصر تماماً عن منابع النيل وإلى الأبد، وهذا في حد ذاته كارثة. إن المخطط واضح وكذلك الدعم الأمريكي الإسرائيلي ليوغندا واثيوبيا وارتريا، لشن حرب على السودان. (إن سيناريو) تحريك (الأثنيات) (القبائل) عبر الحدود أصبح شيئاً مألوفاً ومقبولاً في ظل انقسام هذه (القبائل) بين الدول إبان تقسيم ورسم الحدود من قبل الغرب الاستعماري في مطلع هذا القرن. والثالوث (موسيفيني ـ أفورقي ـ زيناوي) وتآمرهم الواضح ليس ببعيد، ويمكن الإضافة إلى ما يجري في جنوب السودان من تمرد وعمليات عسكرية مدعومة من الأمريكان وإسرائيل ويوغندا واثيوبيا والكونغو وأخيراً ارتريا، وهناك تقع أحداث في جبال النوبة في الغرب ومناطق البجه في الشرق وغيرها.

3. المعارضة المسلحة: هي تفصيل للمخطط السابق الذكر، خاصة وأنها مقنعة وتحمل السلاح فيها جماعات عرقية ممثلة بجون قرنق وجزء من قبيلة الدنكا وحركة مؤتمر البيجا وقوات التحالف جماعة دريج وهي من غرب السودان وأضعف حلفائها هي العناصر العربية.

4. تشريد السودانيين في شتى الأقطار وأكثريتهم من العناصر العربية والمؤهلة في هجرة غير منظمة ناتجة عن الضغط الاقتصادي بشكل عام (والقهر السياسي بشكل خاص) وهذا النزيف من شأنه أن يخل بالتوازن الديموغرافي في السودان خاصة. لقد تحركت العناصر غير العربية من الأطراف ويخشى من احتلال أجزاء من السودان العربي المسلم، وعلى سبيل المثال يوجد بالعاصمة المثلثة (الخرطوم) حوالي 2 مليون مواطن من جنوب السودان وعدد مماثل من أبناء الغرب وجبال النوبة، إن النعرات الطائفية العنصرية آخذة في الظهور وخاصة إن الأمريكان وإسرائيل وبعدهم ارتريا يمدون بعض القوى بالمال والسلاح وجون قرنق يمني جنوده بورقة العرب وطردهم إلى شمال الصحراء من حيث أتوا.

5. إن العزلة التي تفرضها الدول الاستعمارية على السودان العربي المسلم يوقع السودان في المحظور، إذاً إن المخطط هو أفرقة السودان وسلخه من جلده العربي والإسلامي، وتكرار ما حدث في تنزانيا (تنجانيقا) هذا المخطط أصبح واضح إذا وضعنا في الاعتبار أن الغرب بأكمله ينادي بضرورة قبول مبادرة دول (الايكاد) وهذه المبادرة خالية من أي دور عربي.

6. أطماع بعض دول الجوار في السودان:-

أ) تدعي حكومة ارتريا أفورقي حقاً تاريخياً في منطقة كسلا، خاصة وأن كل السهول التي تروى بالأنهار الموسمية القادمة من ارتريا تصب في هذه السهول مستفيدة من التداخل القبلي وضعف الحس القومي.

ب) إن اثيوبيا تحتل مناطق كثيرة باتجاه مدينة الغضارف الزراعية السودانية وقد قامت باحتلالها عسكرياً أكثر من مرة.

ج) كينيا ـ تحتفظ بمثلث (ليمى).

د) يوغندا والكونغو ينطلق من أراضيهم جنود قرنق لاقتطاع جنوب السودان عن بقية الأقاليم وإنشاء دولة في الجنوب تخدم أمريكا وإسرائيل.

هـ) إفريقيا الوسطى التي تقتطع أجزاء من السودان.

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click