سلسلة حلقات رواية انتحار على أنغام الموسيقى (القصة السادسة) ليلة حمراء

المصدر: عزة برس  تأليف الكاتب والروائي: هاشم محمود

رجل يعمل بمجال التجارة، يملك دكانًا صغيرًا بدائيًا بوسط القرية، يعمل فيه أحد أبناء عمومته،

رواية الانتحار على انغام الموسيقى

يتزوج من ابنة عمه وينجب خمسة أبناء يعيشون بين أعمامهم وأخوالهم طوال فترة الطفولة، لا يغادرون القرية أبدًا.

ينتقل من مدينة لأخرى، لا يشغله شيء سوى عمله وتجارته وإسعاد أبنائه وزوجته، وشراء ما يحتاجه دكانه الذي يعج بكل الخيرات التي يأتي بها من تجارته الواسعة في بلاد ومدن بعيدة.

يحب دائمًا أن يتاجر في ما هو غير موجود في القرية أو حتى المدينة المجاورة، يحب أن يجلب ما هو غير متاح، أو في المواد التي يصعب إيجادها بسهولة، حتى يشعر أنه مميز جدًا، يأتي الجميع إلى دكانه، فذلك كان يضفي عليه نوعًا من السعادة والرضا والثراء الشديد.

السنون تمر، والأبناء يكبرون ويجب التحاقهم بالمدرسة، وما كان من الأم إلى أن ترضخ لرغبة الأب والأهل في إلحاقهم بالمدرسة، رغم أنها دخلت في صراع شديدٍ خوفًا من أن يلحق بهم أذى، فذلك كان معتقدها خاصة، وأنها وحدها من أقاربها من أنجبت خمسة صبية على عكس من رزقت بالبنات فقط أو من لم ترزق بالأبناء أو من لديها ولد واحد.

الأم تعلم أن الجميع يحب أبناءها، لكنها لا تأمن مكر الشيطان، وتدابير البشر وخبايا النفس، فعملت كل ما استطاعت لحمايتهم.

حرص الوالد على اصطحاب أحد أبنائه كل رحلة، ليتعرف على طبيعة عمله، ويكون خليفة عن أصدقاء والده.

الأم دومًا ترفض فكرة سفر أبنائها مع والدهم خوفًا عليهم من المشقة وطول الطريق.

الوسائل المستخدمة في ذلك الوقت بدائية جدًا، من جمال وخيل، في التنقل بين مناطق تلك البلاد، إنها بداية الثلاثينيات من القرن الماضي.

والدهم يخرج في رحلته التي قد تستغرق شهرًا ونصف الشهر ذهابًا وإيابًا، ففي كل رحلة له تكون هنالك أحداث كثيرة قد تغيرت بالقرية الواقع على مقربة من نهر القاش.

تشكل الغابات مناظر خلابة ومعظم سكان القرية يعملون بالزراعة، وللثروة الحيوانية مكانة بين السكان.

يتجول التاجر طوال مدة سفره، وهنا بقريته من ينتظره بشغف يستفسر عن رحلته، ويأتي التاجر محملا ببضائع متنوعة حسب حاجة أهل القرية من ملابس رجالية ونسائية، ومصنوعات جلدية، وأحذية، وبعض المصنوعات البدائية من السعف.

وهنا من يقوم بتجميع السمن له لأنه المنتج الطبيعي لما تملكه القرية من ثروة حيوانية، وكذلك العسل الطبيعي الذي تجود به غابات القاش.

الدكان مركز تحرك الرجل، سكان القرية يلتفون حوله في كل عودة له، يسألونه عن المناطق المجاورة التي زارها، يستفسرون منه عن مجريات الحرب التي تدور رحاها في شتي بقاع الكون.

أبناؤه يجلسون حوله في تواضع جم، وشوق للوالد، العمدة أول من يقابله لأن منزل العمدة في الناحية الغربية للقرية.

هل ذهبت إلى أغردات؟

نعم.

العمدة يسأل:

كيف وجدت الأهل هناك؟

بألف خير.

كيف الموسم الزراعي؟

يقولون مبشر.

هل زرت خالك العمدة باغردات؟

نعم، ومكثت معه يومين، ووقفت على دار العز والشموخ ونقابة القرآن بضواحي أغردات عند سيدنا مصطفى.

يا سلام! كم أنت موفق! لي عامان لم أزرهم يا أخي.

وفي كل رحلة ترفض والدتهم فكرة سفر أيّ من أبنائها مع والدهم، لكن الوالد يصر مع تطور تجارته، وبلوغها بعض المدن بالمرتفعات الإريترية.

نوَّع الوالد تجارته وأدخل أشياء جديدة من بن وشاي وسكر، والفلافل بأنواعها، وبدوره ينقل من مناطق القاش وبركة ما تجود به المنطقة من خيرات، وفي إحدي زياراته إلى المرتفعات الإريترية، وتحديدًا إقليم الحماسين وعاصمته أسمرا العاصمة الإريترية لاحقًا.

وفي إحدي ضواحي منطقة الحماسين بمنطقة أمباديرهوا التي تقع على مقربة من عاصمة الإقليم، تعرف على امرأة تعمل بتجارة الخضروات والمنتجات الزراعية التي تتميز بها هذه القرية، وللمرأة متجر مسائي يبيع بعض المنتجات التي تشكل موردًا أساسيًا للسكان، وخمورًا يتعاطاها بعض السكان.

يمثل متجر هذه المرأة ملتقى سكان المنطقة، ففيه تجد الشباب يجلسون في الأطراف بعيدًا عن أنظار الشياب، يحتسون كميات من الخمر بأنواعها البلدي محلي الصنع والإفرنجي المستورد أو القادم من العاصمة أسمرا.

هنالك شياب في العقد السادس والسابع يتبادلون أطراف الحديث عن أحوال البلد والتطورات التي بدأت تظهر من عمران للمباني فيه سكان المنطقة.

المتجر عبارة عن نادٍ يجتمع فيه سكان المنطقة، هنالك مجموعة من الفتيات يعملن بهذا المتجر في الفترة المسائية، طويلات القامة نحيلات الأجسام ذوات لمحات جمالية، فاتنات يجدن فن التعامل مع كل ضيف أو زبون قادم، البسمة تعلو وجوههن، وسمرة اللون تعطيهن بعدًا جماليًا.

صاحبة المتجر اختارتهن بعناية فائقة، متواضعات، تنظر إلى إحداهن فكأنك تعرفها من وقت بعيد، من الصعوبة أن تميز بأنك قابلت أيهن، فكلهن في الصفات متقاربات، وملامحهن واحدة كأنهن توأم، تنادي أليس مرهاويت تأتيك لوام وتتعرف غدًا على يؤديت، إذ هن نفس الملامح والصفات!

بدأ التاجر يتردد على أمباديرهوا بائعًا ومشتريًا، وصاحبة المتجر تواعده في الفترة المسائية، فيأتيها إلى المتجر، لا يستطيع الدخول يتوقف وينتظر خروج أحد العملاء، فيطلب منه أن ينادي على صاحبة المتجر، فتخرج عليه ضاحكة:

مالك يا صديق المهنة لا تدخل المتجر؟!

إنني أرتدي ثوبا يمثل قوميات، وعيب عليَّ أن أدخل مكانًا مثل هذا به اختلاط.

إذا أنا سوف أجهز لك ثيابا تشابه ما يلبسه سكان البلد، وحينها ستعجبك الثياب والمكان.

لا بأس إن شاء الله في رحلتي القادمة، سأجلس معكِ داخل المتجر، وسأرى ما بداخله.

يعود التاجر ذو القامة الطويلة والملابس التقليدية إلى منطقة القاش وبركة بعد رحلة طويلة وشاقة يلتقي الأهل والأقارب يعرض لهم ما أقبل على شرائه كعادته، يرسم البسمة على وجوههم.

أطفاله يلتفون حوله في منظر طفولي، وزوجته هي الأخرى في شوق مستفسرة عن رحلته.

زوجته لم ترتح أبدًا حينما علمت أنه وسع تجارته وأصبح يجوب مناطق أخرى بعيدة جدًا عن منطقته، وأصبحت ترجوه أن يتوقف عن هذه الأعمال التجارية التي تبعده عن أسرته ومجتمعه، لكنه لا يقتنع برأيها.

ينتظر الليل ليختلس الجلوس مع زوجته، تسأله عن النساء اللواتي شاهدهن طوال رحلته، يبتسم لها ويحتضنها:

لا أرى من النساء سواك.

بل لا تجرؤ على رؤية غيري.

وهكذا تمر الأيام مسرعة ويتنظر الرجل العودة للمرتفعات مرة أخرى.

التاجر بدأ يفكر في الدخول في تجربة جديدة يمني نفسه بالعودة إلى المرتفعات حيث كل شي مختلف عن محيطه، وبدأ يتعلم لهجة أخرى غير التي يتحدث بها أهله ومجتمعه، وفي بعض الأحيان يخطيء الحديث فيرد عليهم بلهجة المرتفعات وسرعان ما يتذكر ويعتذر.

يعود التاجر إلى المرتفعات وفي عينيه ألف سؤال، بل يفكر أن يشتري له منزلًا ويتزوج من إحدى فتيات تلك المنطقة الجغرافية التي تتميز باعتدال مناخها طول العام.

تعلم صاحبة المتجر بموعد عودته، تعد له الحيل وتقوم بحث كل العاملات معها على ضرورة كسب ود هذا العميل.

كل الفتيات في استعداد تام لاستقبال الضيف، تقابله صاحبة المتجر في تلك الأمسية الماطرة شديدة البرودة، تقدم له بنطلونًا وقميصًا وبالطو من الصوف.

يخلع التاجر ملابسه التقليدية ويرتدي ما قدِّم له، تخبر صاحبة المتجر كل العاملات بمتجرها أن ضيفها قد وصل، ولا بدَّ من استخدام كل المغريات له، ارتدين ما قصر من الثياب، استخدمن كل ما يملكن من ملكات خطابية.

دخل التاجر إلى المتجر، قوبل بكل ترحاب، هذه تجلس بيمينه وتلك بيساره، والثالثة تقدم له كل أنواع المشروبات.

يسأل: ماذا يوجد لديكم من مشروبات؟

لدينا كل ما تريد.

تأتي صاحبة المتجر: أنت ضيف اليوم بيننا.

تقدم له الوجبة من الزغني أشهر أطباق المنطقة، تطلب الشاي، والقهوة التي تستخدم هنا بطقوس غير تلك التي يجدها في منطقته.

فهنا الجلسة غير هناك، والبخور بأنواعها، وطاولة القهوة المصنوعة من الخشب والمزينة بالزجاج به رسومات متنوعة.

يسأل التاجر عن كل شيء فتقدم له الإجابة.

إنه مكان غريب عليه جذب انتباهه، وجعله يفكر في كل من حوله: حقا إنها المرتفعات.

يبتهج التاجر ويقضي أمسية جميلة بل رائعة، وبعد منتصف الليل يعود مبتهجًا إلى غرفته التي كان قد استأجرها من أحد سكان القرية.

شرب القهوة بكل طقوسها، وتناول بعض الكاسات من المشروبات الأخرى التي لم يتناولها من قبل ودخل في نوم عميق، في الصباح يتأخر في النوم بل لم يصل صبح تلك الليلة وربما عشاء الأمس، لا يتذكر.

يقوم من نومه يكسوه الكسل والفتور الذي انتاب جميع جسده، وهنالك رائحة الكحول تصدر من فمه، تأخر في الخروج من بيته هذا اليوم على غير عادته، فكان في السابق يصلي الصبح حاضرًا، ومن ثَمَّ يذهب إلى مطعم حرقوت صديقه ويتناول وجبة إفطاره، ثم يجلس مع حرقوت وبعض الأصدقاء يتبادلون أطراف الحديث.

بالأمس كان معهم صباحًا واليوم تأخر عن الموعد، حرقوت يخرج من مطعمه صوب المنزل، يطرق الباب الكبير للمنزل، تخرج زوجة مستأجر المنزل، يسلم عليها، ترد له التحية.

يسألها: أين غرفة عمار البركاوي؟

هذه التي على يسار المنزل.

يذهب إلى الباب ويطرقه طرقة أولى وثانية وثالثة، دون جدوى فصديقه في نوم عميق، ما بين أحلام يقظة وأحلام حقيقة، لا يستطيع أن ينهض من فراشه.

اكسر الباب صديقي حرقوت.

ماذا أصابك صديقي؟

بالأمس ساهرت يرد باللهجة المحلية التي لا يجيدها جيدًا.

حرقوت يكسر الباب، ويدخل يجد صديقه في منظر ل ايصدقه، مبتل الملابس، شاحب الوجه، روائح هنا وهنالك.

يقول حرقوت: مالك وهذه المشروبات التي لا تشبهك فأنت تربيت على شرب اللبن لا الخمر.

يضحك عمار: أمسية جميلة وفي مكان رائع ويشرح له المعاملة وطريقة الترتيبات التي أجريت له.

يضحك حرقوت من أجل مالك يفعل لك كل شيء، يقوم حرقوت بمساعدة صديقه وينظر إلى ثيابه فيجده قد ارتدى ملابس أهل المنطقة، يذهبون معًا إلى المطعم ويقدم له وجبة الإفطار، ويدخل معه في حديث جانبي عن أمسية الأمس، يقدم له نصيحة بضرورة العودة إلى منطقته، وأن ينهي هذه التجارة التي قد تضره، وتطال سمعته وتجعله عرضة للابتزاز، خاصة أنه قادم من منطقة محافظة جدًا في عاداتها وتقاليدها، تختلف شكلًا ومضمونًا عن هذه المنطقة، يصغي التاجر إلى حديث صديقه جيدًا، ويمضي ليلة أخرى من الليالي الحمراء، تتنوع فيها الرغبات، ويقضي أيامًا مع إحدى العاملات بالمتجر، وصاحبة المتجر تستفسر عن التاجر عمار ومنطقته واسمه بالكامل، قبيلته التي ينتمي إليها قريته لأنها ببساطة بدأت تشك أن إحدى العاملات قد تكون حملت منه طفلًا بطريقة غير شرعية، وذلك لانقطاع الحيض عنها.

يخرج التاجر من القرية بعد أن أمضى أيامًا جميلة تتخللها الأمسيات الحمراء، وجلسات السمر، ويعود إلى حيث أسرته، حيث أطفاله وزوجته ومراتع الصبا، وأبناء الأعمام، والحاضنة الاجتماعية، ويشرح لأحد أبناء عمه بأنه قد قضى أيامًا مع إحدى الفتيات تدعى ويني تعمل بمتجر وأنها ربما حملت منه.

أبناؤه، عبدالله وعبد الرحمن وعثمان ورمضان وإدريس، تتفاوت أعمارهم؛ فأكبرهم بلغ السادسة عشرة من العمر.

يمرض التاجر مرضًا شديدًا، يلتف أبناؤه حوله وزوجته وأبناء العمومة بل كل قريته صباحًا ومساءً يتفقدون التاجر، وهنالك بالمرتفعات ينتظرون قدومه فقد أنجبت تلك الفتاة طفلًا ذكرًا تنتظر أن يسميه والده، يذهبون إلى صديقه حرقوت فيقول لهم أطلقوا عليه اسم سليمان.

يقوم التاجر من مرضه ويقرر الذهاب إلى أمباديرهوا حيث صديقه، وليتابع نتائج تلك الأمسيات، بل يمني النفس أن تكون مرت على خير دون إنجاب، فأي طفل يصبح عبئا عليه لكونه ولد بطريقة غير شرعية، وهذا مرفوض عند أهله، وسيكون وصمةَ عار له، يأتي في تلك الأمسية الشتوية شديدة البرودة إلى مطعم صاحبه حرقوت، فيدخل المطعم ولا يجده، يلتفت يمينًا ويسارًا ولم يجده، يتوجه بسؤاله إلى إحدى نادلات الطعام: أين حرقوت؟

ترد عليه: لقد توفي قبل شهور!

يا الله! كيف الحل؟

يذهب مجبرًا إلى المتجر فيجد صديقته صاحبة المتجر هي الأخرى قد غادرت إلى ديارها، وهنا عرف أنها من وراء الحدود فلم تكن بنت البلد، وكذلك معظم العاملات من خارج الوطن، ولكن لم يجد سوى رسالة كانت قد تركتها له صاحبة المتجر، وأوصت بإعطائها لها متى ما جاء إلى المتجر.

مضمون الرسالة أن لك ابن من يوديت وسوف يأتي إليك بعد أن يكبر وأنا ومن معي من العاملات غادرنا إلى وطننا، وعنوانك بطرف يوديت، لا تقلق فأطلقنا عليه اسم سليمان.

يهرول الرجل تاركا خلفه المتجر.

يا للفضيحة ماذا أفعل؟

حرقوت صديقي ليتني سمعت نصيحتك، وليتني عملت بها.

كانت صاحبة المتجر تسألني عن كل صغيرة وكبيرة في حياتي وكنت أجيبها بصدق.

يا للغباء!

يعود التاجر إلى قريته وفي عينيه ألف سؤال: ماذا يفعل؟

ويواصل حياته بكل هدوء، بل بدأ يشرح للمقربين منه بأن لديه طفلًا ربما يأتي، وأن اسمه سليمان، وأن والدته يوديت.

تمضي السنون تتابع وينتقل التاجر إلى رحمة مولاه.

يأتي العمدة وبعض رفاق التاجر ويقولون إن للتاجر ابنًا يدعى سليمان، الزوجة ترفض: لم يخبرني بذلك، الأبناء ينقسمون فيما بينهم، فكبيرهم عبد الله متمرد وضاغط ومتفرد بكل شيء، وللأسف لم ينل حظه من التعليم، وبقية الإخوان يفضلون أن يتقاسموا مع أخيهم سليمان لعلهم يخلصهم من دكتاتورية عبد الله، بينما هم في هذه الأوضاع يذهب العمدة يجوب المرتفعات كي يجد سليمان، لم يجده ولكن يعرف أنه مع أخواله خارج الحدود، يرسل لهم مندوبًا فتأتي أمه ومعها سليمان.

الطفل هادي الطباع قليل الكلام مستمع، عكس أخيهم الكبير عبد الله تمامًا، بقية الإخوة يلتفون حوله، أمه تتركه مع إخوته، فتذهب إلى أهلها، أخوته يقدمون له المساعدة من أجل أن يتلقى العلم، فيكمل دراسته، ثم يعود إلى إخوته، ويدرس أوضاعهم، يتقرب من عثمان ويكثر الجلوس بينهم، ويتبادل الحديث.

سليمان لا تظهر عليه أي علامة رضاء كانت أم غضب، كاتم السر، خافض الصوت، يقلب دفاتره، وبقية الإخوة كل يفكر في حاله، يقترح عثمان أن يقتسموا تركة الوالد ويعرف كل نصيبه.

عبد الله يرفض، لأنه يريد أن يكون مسيطرًا والجميع تحت إدارته.

عثمان يدخل في صراع مع عبد الله أخيه وشقيقه، سليمان يتفرج ولا يبدي أي ملاحظة، فقط عرف أن أخوته لا يتفقون ولن يتفقوا، وأن الاستمرار معهم صعب جدًا، بل لابد من البحث عن مخرج آمن له.

عثمان يؤكد لسليمان ويقدم له كل أنواع المساعدة في سبيل التخلص من دكتاتورية أخيهم عبد الله.

عبد الله يرفض جميع الأصوات التي تطالب بإعطاء أخوته حقوقهم والجلوس معهم، يطرد هذا، يضرب ذاك، يهدد بالقتل، يحب السيطرة متسلط من نوع آخر، يتشتتون كل إلى سبيله ويصبح عبد الله هو المسيطر، عثمان وسليمان يتحدان ويحاولان ضبط الأمر دون جدوى، الباقون يهربون كل إلى سبيله.

تمضي الأيام وعبد الله يدعوهم إلى اللقاء، يجتمعون ولكن عثمان وسليمان يرفضان، يتخوفون من أخيهم ربما يغدر بهم، يتململان من مكان إلى آخر وشبح عبد الله يطاردهم.

سليمان يستقوي بأخواله ويجمع أهل أمه، ويقضي على عثمان بفك الارتباط منه، يظل عثمان وحيدًا فيتجه إلى تعليم أبناء المنطقة وتقديم ما يستطيع من مساعدات، يتفرج على أخويه سليمان وعبد الله.

سليمان يتقدم ومعه كل أبناء أخواله وخالاته، ويخرج أخوه عبد الله ومن معهم من أبناء عمومته من قريتهم إلى خارج الديار، يسيطر على كل الأملاك، ينفرد بكل الثروات، يبطش بقوة مفرطة لكل من يحاول الاقتراب منه، تظهر صورته الحقيقية، يمنح أبناء خالته وخلانه الأولوية على أخوته وأبناء عمومته.

عبد الله يلتقي بعثمان يتبادلون الاتهام:

أنت السبب.

كل يلقي اللوم على الآخر، لكن بعد فوات الأوان.

الآن يريدون أن يتحققوا من إثبات نسبه، إنها غلطة الوالد، كلفتهم كل شي حتى أمهم لم تسلم من ضربات سليمان، فما عاد يحترم أحدًا، سيطر على كل ما يريد وبكل سهولة بعد أن استفاد من أخطاء أخوته.. ليتهم يتدبرون!

Top
X

Right Click

No Right Click