اسياس افورقى يلتقي شمعون بيريز وبيريز يتحدث عن حكومة الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا

بقلم الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة - صحفي سوري - صديق الثورة الإرترية

بعد سنوات بلغت حوالي ستة عشر عاماً وبعد استقلال ارتريا نشرت صحيفة ارتريا الحديثة

أسياس أفورقي و شمعون بيريزفي العدد رقم 29 تاريخ 1993/1/13 وبالخط العريض تقول:

1. الأمين العام يتماثل للشفاء ويلتقي بيريز.

2. ارسال الرئيس للعلاج شأن داخلي لا يعني السوريين.

وانتقدت الحكومة السورية بتاريخ 1993/1/11 أن يعالج الأمين العام للحكومة الارترية المؤقتة في إسرائيل، فالت صحيفة تشرين الناطقة بلسان الحكومة السورية في تعليق لها (إن البيان المقتضب الصادر عن الحكومة الارترية والذي يتحدث بخجل عن نقل الأمين العام للحكومة الارترية المؤقتة إلى إسرائيل يظهر مدى الحرارة التي شعر بها المواطن الارتري وهو يرى رئيسه ينقل إلى أرض معادية للعلاج وفي أول عام من انتهاء الاحتلال، وكأن الدنيا وقفت عند حدود إسرائيل).

الحقيقة أن هذا الكلام غير صحيح أما الكلام الصحيح فهو غير ذلك، إن الذي كتب في ارتريا الحديثة لم يقرأ الجريدة السورية ولم يشاهدها بل أمليت عليه هذه الكلمات املاء كما تخيل المسؤولون الارتريون.

والذي كتب المقال في جريدة تشرين السورية مواطن سوري يعبّر عن رأيه بعد أن سمع بأن السيد أسياس أفورقي ذهب ليعالج في إسرائيل وهذا شيء مؤلم ومرير لأن صوت القنابل الإسرائيلية التي دمرت وذبحت وقتلت الشعب الارتري لا يزال صداها يرن في الآذان.

إذن كان هذا رأي لمواطن عربي سوري آلمه أن يذهب أول رئيس حكومة ارترية إلى إسرائيل بحجة التداوي، من كان يعطي الأثيوبيين سلاحاً ؟ليحاربوا ويقتلوا ويحرقوا الشعب الارتري.

هذا هو الرد الارتري كما جاء في جريدة ارتريا الحديثة والذي قال:

إننا لا نستغرب إطلاقاً أن يصدر تصريح للحكومة السورية بشأن قضية ارترية داخلية تتعلق بإرسال الرئيس للعلاج تخص الحكومة الارترية، لأن السوريين يريدون ممالئة موقف الاستخبارات السعودية المعادي للقرار الارتري المستقل والبيان السوري ما هو إلا محاولة لسلب القرار الارتري فالارتريا الحق بالسماح لمواطنيها العلاج في أي مكان تختاره بما فيه حق الرئيس الارتري في المعالجة في الخارج وارتريا لا يمكن أن تخجل من إرسال رئيسها للعلاج في الخارج بما فيه إسرائيل، ولم تعد إسرائيل ذلك الكيان المعادي الذي تتحدث عنه سورية كل ما في الأمر هو أن البيان الحكومي السوري ما هو سوى بيان مدفوع ثمنه مقدماً من الأمير تركي الفيصل ولله في خلقه شؤون وبهذه المناسبة حضرني هذا الموقف "أن عزرائيل عندما أراد أن يقبض روح إبليس قال له إبليس راجياً أطلب من الله عز وجل أن يطيل عمري، ولما سأله عزرائيل عن السبب أجاب إبليس: حتى أجمع معي قوم الكافرين".

إن العداء من بعض قيادة الجبهة الشعبية المنتقدين للعرب وللعروبة كان منذ تأسيس الجبهة الشعبية ففي شهر أغسطس/آب أدلى السيد أسياس أفورقي بحديث إلى مجلته المعروفة باسم ساقم أي العودة ورقم العدد 25.

سؤال من المجلة للسيد أسياس كانت للدول العربية منذ زمن طويل علاقات مميزة بالقضية الارترية غير أن العالم العربي لا يبدي اهتماماً أليس غريباً.

أسياس: إن واحدة من المسائل التي لا يستطيع المرء أن يتحدث عنها بمليئ فمه هي مواقف الدول العربية والأمر الغريب أن الاعتقاد السائد في أوروبا وفي أمريكيا خاصة هو أن معظم أسلحتنا تأتينا من ادول العربية كما يعتقدون بأن الدول العربية تمدنا بمئات الملايين من الدولارات أما في أفريقيا فهي أسوأ ويستشهد على ذلك بقول كاوس كاوندا في مؤتمر منظمة الوحدة الأفريقية بأنه على الدول العربية والكلام لكاوندا أن تكف عن تقديم الدعم للثورة الارترية.

يتابع أسياس قائلاً: إذا نظرنا إلى المسألة بواقعية فإننا سنجد أن الدول العربية لا تقدم للثورة أي دعم مادي أو عسكري فليس هناك مساعدات، وبغض النظر عن أي سيء فإن الدول العربية لا تقدم حتى الدعم المعنوي ويتابع أسياس قائلاً:

من الصعب التحث عن دولة عربية واحدة تسعى بجدية إلى إثارة القضية في الجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي .الدول العربية لم تقدم للشعب الارتري حتى في أسوأ سنوات الجفاف والمجاعة التي تعرض لها أي إغاثة أو مساعدات، إن هذه الحقيقة الأخيرة هي من أكثر المسائل التي تدعو للحزن فيما يتعلق بدور الدول العربية في ارتريا ويتابع أسياس القول:

ويعني به هذه المرة المملكة العربية السعودية ودول الخليج فيقول :ربما ادعت هذه الدول بأنها تقدم مساعدات لبعض الأشخاص أو المجموعات إلا أن هذه المساعدات تهدف في حقيقتها إلى إضعاف وحدة الشعب الارتري وبالاجمال يمكن القول فيما يتعلق بدور الدول العربية تدعم الثورة الارترية بكل طاقاتها وما يخلقه ذلك من تعقيدات للقضية سياسياً ودبلوماسياً، عملياً لا توجد أي مساعدات من الدول العربية بل يبدو أن دور هذه الدول هو السلبية هناك تناقض واضح بين التصوّر الذي كان لدى الكثيرين عن طبيعة الدعم العربي وعلى الثورة الارترية أن تتصدى بجدية للمحاولات التي تقوم بها الدول العربية لإضعافها.

نعم هكذا قال أسياس إلى مجلتهم ساقم.

وفي 1978/6/18 أرسل ادريس نور حسين المسؤول في مكتب العلاقات الخارجية في دمشق إلى الأخ تسفاي هذه البرقية:

إن أسياس أفورقي كان في المانيا الديمقراطية والتقى مع العدو الأثيوبي ونتائج اللقاء غير ناجحة.

التوقيع: ادريس نور حسين

وفي عام 1978 أيضاً جرت احتفالات بمناسبة مؤتمر التضامن الأفريقي العربي الذي عقد في أديس أبابا وفي مسيرة شعبية حمراء كانت الجماهير الأثيوبية الثورية الحمراء ترفع أعلام الحزب الثوري لشعوب أثيوبيا. كان يجلس على منصة العرض منغستو هيلا ميريام رئيس الدولة وبجانبه رؤساء وفود من المنظومة الاشتراكية.

ألقى الرفيق فيدل كاسترو كلمة قال فيها:

"إننا نطلب من الرفاق الأثيوبيين أن يحلوا قضية ارتريا حلاً سلمياً وعلى أساس النظرية الماركسية اللينينية بحق تقرير المصير هذا هو رأي الزعيم فيدل كاسترو وبتاريخ 1980/2/15 كان الأخ ادريس حمداي في دمشق وهو رجل مطلع إلا أنه دائم الخلاف مع عبد الله ادريس وقد التقيت بحمداي مرات عديدة في ارتريا وفي السودان ودمشق أيضاً، كان ادريس هذه المرة عائداً من عدن حيث كان رئيساً لمكتب جبهة التحرير في اليمن الديمقراطي، التقيت به ثم شكا لي التقصير والإهمال اللذان يسودان التنظيم وكيف أن الجبهة والورق الأخضر أصبح كثيراً فيها قلت له:

أي أن الأمور مهلهلة وقال لي يا أخ أحمد أنت شقيقنا وأنت شاهد على تاريخنا النضالي وإني ما أقوله لك هو بعض الحقائق إن وضعنا يسوء وأنا لا أعرف ماذا أقول وأفعل، وروى لي الاهمال والتقصير.

قال حمداي: إذا لم نهتم بقضيتنا فمن الذي سيهتم بها؟

طلبت من الأخوة أعضاء القيادة القدوم إلى اليمن للتباحث مع القيادة، هناك وأنت تعرف أهمية اليمن والبحر الأحمر قبل لقائي بك هنا في دمشق كنت التقيت بمسؤول كبير في عدن وهو الرفيق مطيع صالح عضو المكتب السياسي وسكرتير دائرة العلاقات الخارجية في الحزب وقال لي: إنكم في غياب ونرجو أن يكون هذا الغياب خيراً لكم.

ثم قال: إن الحزب الاشتراكي اليمني ما زال عند موقفه وهو الحل السلمي لقضية الشعب الارتري. أرجو أن تخبر الرفاق في الجبهة ضرورة زيارتنا هنا في عدن، وسوف نناقش في المكتب السياسي موعد الزيارة يا أخ أحمد، هناك ظروف كثيرة مواتية لنا، وعلينا أن نستفيد منها، فالأخوة في سورية والعراق والسعودية ومصر وبقية الأشقاء يدعموننا بالمال والسلاح، ونحن في غياب كما قالوا: خلافاتنا تكبر بيننا. أتعلم كم أشقاؤنا العرب حريصون علينا.

إن الأخ مطيع عضو المكتب السياسي أخبرني، وقال لي:

لدينا وفد سري في اثيوبيا وسوف نعلم ما إذا كان هناك تطور جديد في موقف الأثيوبيين، إن رؤساء سورية والعراق والجزائر وبقية الدول العربية قد تكلموا مع السوفييت بخصوصكم ونحن بدورنا نفعل ما بوسعنا وهناك أيضاً تطورات ونريد منكم أن ترسلوا وفداً إلى هنا لوضع ترتيبات جديدة مع الأثيوبيين علّنا نصل إلى حد ما في حل القضية الارترية.

Top
X

Right Click

No Right Click