عبدالقادر حمدان غيابُ ضميراٍ أم غيابُ نظر

بقلم الأستاذ: محمد رمضان - كاتب ارترى

إن الترفع عن الكتابة فى الأفراد والتركيز فى نقد الأفكار والأعمال هو قوام الكتابة النافعة

التى تخدم قضايا الشعوب المصابرة التى ترنو للعُلا وتتطلع للنهوض وهو ديدنى فى الكتابة يوم أن خط يراعى صفحات المواقع الأرترية وأكون قد جانبت الصواب في بعض ما نشرت ولستُ معصوماً عن الخطأ لكن يظل الثابت عندى هو نقد الأفكار والأعمال لا الأشخاص، وتناولى لعبد القادر حمدان لا يخرج كونه نقداً لطريقته وأسلوب مناصرته لعصابة أهدرت كرامة وحقوق الإنسان الأرترى منذ وصولها للحكم! وإننى إذ أكتب ليس لأهمية تأثيره فى الساحة الوطنية لكنه يأتى فى صياغ تحذير الأجيال الجديدة من كتاباته المسمومة فمن باب التحوط نكتب ونُدرك جازمين أن الواقع المزرىء للنظام لا تجدى معه مساحيق حمدان ومداهانته عبر موقعه (القرن الأفريقى) الذى يديره من ألمانيا.

وأن حمدان يوماً ما كان صوته مسلطاً على أفورقى حينما كان يدير (جريدة صوت أرتريا) التى كان خطها متشدداً تجاه النظام وفى ذات الوقت كان خطها غير متوافق مع جبهة المعارضة وفجأة تغير الرجل وتنصل من كل مواقفه فأصبح أفورقى زعيمه المُبجل! وقائده المُعظم ! وأصبح يُدافع عنه ببسالة ويستميت له بقوة، والغريب كلما زاد شطط أفورقى وتضاعف ظلمه للشعب بالغ حمدان شكراً له وثناءاً ! وليته توقف عند حد المدح لكن تعدى ذلك لينال من شرفاء الوطن الذين يموتون وقوفاً بكرامتهم.

فمقالى بالجملة يأتى فى صياغ التعرية والكشف للأفكار البالية التى لا تتماشى ومصالح الوطن الذى يرزح تحت وطأة حفنة من صغار النفوس تعتقد بأن الوطن هوملكُ لها فتُمارس الإهدار فى كل جوانب الحياة وأركان البلاد، فحمدان فى موقعه القرن الأفريقى يطعن فى قناة الحوار لأنها فتحت نافذة يطل عليها شعبنا على العالم فيتحدث حمدان عن تكاليف البث والإنشاء والإستضافة للقنوات ويشكك فى مهنية قناة الحوار لأنها تستضيف كوادر من المعارضة وتفضح ممارسات النظام، ونحن نقول عنه فعلاً أنت وسيدك معذورون كيف لا وأنتم تعيشون عصر نظام الغاب بعيدون عن معانى الحرية تجيدون فقط فتح المعتقلات والدوس على الكرامة هذا ما تجيدونه فقط دولة بجريدة واحدة وتلفزيون ليست به مادة نافعة تُعرض وتدفع فاتورته من عرق الشعب الإرترى المغلوب على أمره ! وحمدان هذا الذى يُحدثنا عن قناة الحوار لا يستطيع أن يثبت حق المواطن فى بث تراثه وثقافته عبر قناة دولته فضلاً عن التاريخ.

وحمدان الذى يُحدثنا عن قناة الحوارلا يستطيع المواطن من بث إعلان وفاة لقائد من الرعيل الأول عبر قناة الدولة وإليكم حادثة بسيطة (عند إستشهاد البطل عبد الكريم أحمد سنى فالو بمدينة تستنى بتاريخ 19-2-1999 لم تهتم الحكومة ولا مؤسساتها بموت القائد الرمز ولم يجد قصاصة إعلان عن وفاته فقامت مجموعة من الشرفاء بمدينة أسمرا وطالبت بإعلان الوفاة عبر التلفزيون فتم رفض طلبهم فتمسكت المجموعة بتصعيد الأمر أو الإستجابة للطلب فما كان من منهم سوى الإعلان على مضض فى لفتة لو وقف عليها حمدان لعرفوا قيمة النظام الذى يدافعون عنه بقوة يسترخص مجرد إعلان عن وفاة قائد من الرعيل ثم ينشر حمدان عبر موقعه بأن الرعيل الأول الذين عاشوا فى أرتريا عاشوا فيها معززين مكرمين فى ظل أفورقى يا للفرية والتدليس!

لكن كل هذا ليس بغريب على مثله فالرجل عُرف عنه الولوع بحشر أنفه محرضا ومستعديا وساخراً ومستهزئا وكأنه آثر أن يجعل من نفسه ملحا أجاجا لا عذوبة فيه وغياب العقل عنه لايحتاج إلى برهان وفى إحدى مؤلفات د. محمد الجابرى الذى ألف كتاباً ينتقد فيه العقل العربى كتب أحد النقاذ فى مؤلفه يقول (يكفى الجابرى فخراً أنه كتب ثلاث مجلدات عن شىء لا وجود له) فأخشى أن نكتب عن عقل حمدان وهو قد لايملكه نعم فمن يمتلك العقل يمتلك الميزان! وإلا فكيف لا ينصف عبد القادر حمدان شعبه ونصف الشعب خارج بلده ويتعرض شبابه لبيع الأعضاء وتعداد من بالسجون والمعتقلات يفوق ما فوقها وخيراتُ البلاد تُنهب بلا رقيبٍ أو حسيب والأنكى أن الوطن تحكمه طغمة تتحكم فى مصير وطن وأمة ولامكان له ولأمثاله وبعد كل هذا يركن حمدان وأمثاله فى مدح أفورقى وسدنته!

إن التاريخ سيسجله بأنه أحد شبيحة النظام التي كانت تلمز الشرفاء ليل نهار ولست أدرى كيف يكون لسان حاله حين يمضى أفورقى ونظامه إلى مزبلة التاريخ لكن ديك البطانة هذا لايهمه شىء! ولمن لا يعرف ديك البطانة فإنه يختلف من ديك العدة الذى إشتهر به الأمين محمد سعيد فديك البطانة من بادية البطانة بالسودان فهو يتحرك من بادية البطانة إلى حواضر المدن في «قيام صحيح وغير مريح» يجعل رأسه إلى أسفل وقدميه إلى أعلى مقيداً إلى جانب «لوري» فيمشي مكباً على وجهه أول النهار إلى حواضر المدن ويعود آخر النهار إلى البطانة أمناً فى سربه معافىً فى بدنه يملك قوت يومه لا يحفل بالدنيا تدور بأهلها أو لاتدور!

وإن حمدان بهذا المسلك يرسل رسالة ضمنية الى فخامتة افورقى أن أمضى قدماً فى إستغلال البلاد، وإذلال العباد، وإمتلاك إرادة الشعب وقهرها، ولكل من يعترضك فى هذا فعلق له المشانق وأفتح له المعتقل أما عن الديمقراطية فطالما سعادتك على رأس السلطة فلا حاجة لنا فى دستور ولا إنتخابات فأنت ولى نعمتنا وصانع تاريخنا المجيد فلا تلتفت لأحد إنا معك سائرون حتى النهاية...

وخلاصة القول يمكننا القول بأن حمدان ينم عن خللٍ فى التفكير والنظر عميق لكننا نتسأءل هل طرح حمدان على نفسه سؤالاً عن كيف تُدار الدولة؟

وكيف يتم تحصيل إيرادات الدولة وكيف يتم صرفها؟

لمن يذهب إيرادات الذهب فى بلادنا وما هى ميزانية الدولة ومن يشرف عليها؟

ما هو دور الدولة فى حماية المواطن من تجار البشر أم هى الدولة من تمارس الإبتزاز والتجارة بالإنسان؟

إلى متى حكومة إرترية مؤقتة وواحد وعشرون عاماً مضت بعد الإستقلال؟

أين التمثيل والعدالة والمساواة وحقوق المواطن فى ظل نظام أفورقى فى وطن ٍ شيد بجماجم الشهداء وعرق الشرفاء؟

هل هو راضى لما وصلت إليه الأمور فى أرتريا فى ظل حكم سيده أفورقى؟

إن حمدان وأمثاله من أتباع النظام لا يملكون الجرأة للإجابة على مثل هذه التساؤلات حتى مع أنفسهم (حديث النفس). لأن موت الضمير فى الإنسان وتبلد إحساسه يفقده الإحساس بقيمته وبقيمة الأخرين وحقوقهم إن كانت لحمدان وأشباهه قيمة وحقوق!

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click