فقيد الشباب محمود الشيخ عثمان حسب الله

بقلم الأستاذ: عبدالقادر شيخ حسين شيخ زايد - أبو رأمي

اغتالته ايدي ال آنْدِنَّتْ مع سبق الإصرار والترصد عام 1948.

امتدت اليه يد الغدر والخيانة من من كانوا ينتسبون آنذاك لحزب الانضمام (الأندنت).

ذاك الحزب ومن كانوا ينتمون إليه اولئك الذين باعوا وطنهم بثمن بخس دراهم معدودة فكانوا من الخاسرين.

الشهيد البطل والراحل المقيم (محمود الشيخ عثمان حسب الله) لم اجد وانا ابحث عن سيرته المعلومات الكافية لأن عمره كان لحظة استشهاده في العشرينات.

ومشكلتنا كإرتريين سابقا ولاحقا نحن كسولين في التوثيق لشهدائنا وابطالنا ولتاريخنا ومع تقادم الزمن يصبح شهداؤنا وابطالنا في عداد المنسيين واكره التعميم فهناك بعض التوثيق ولكنه غير كافي ولنعترف بأننا مقصرون في حق تاريخنا البطولي الناصع والمشرف والذي قل نظيره في العالم.

بالنسبة لمحمود رغم مرور اكثر من سبعون عام على استشهاده وقلة المعلومات عنه ورحيل معظم من عاصروه وحتى القلة من منهم على قيد الحياة قاربت اعمارهم المأة والذاكرة لاتسعفهم لإستحضار ما حصل آنذاك.

ولكن هذا لم يجعلني اقف مكتوف اليدين او اصرف النظر عن الكتابة عنه ولو باليسير لان هذا البطل دفع روحه ثمنا لهذا الوطن الغالي والذي نتفيأ ظلاله الآن وما الوطن إلا هدية شهدائنا الأبطال.

الشهداء الذين سالت دماؤهم فداءا لهذا الوطن.

ومحمود ورفاقه لهم مكانتهم الخاصة لدينا لأنهم اوائل الشهداء الذين ارتقت ارواحهم الى الرفيق الأعلى تاركين لنا امانة تنوء بحملها الجبال وقد كان الشعب الإرتري على قدر الثقة والأمانة فحمل السلاح وقاتل ودحر المستعمر فبلغ الرسالة وأدَّ الأمانة واوصل امانة الشهداء لخاتمتها المنشودة وجاء الاستقلال بعد مرور 43 عاما على استشهاد محمود.

والمجد والسؤدد لجيشنا الشعبي وخلفه الشعب الإرتري مساندا ومؤازاً كان ومازال وسيظل.

محمود ورفاقه في شتى مدن وريف ارتريا ايام الغليان السياسي ومؤامرات الدول العظمى ومساندتهم للمستعمر فاالذين استشهدوا في تلك الايام وقبل بداية الكفاح المسلح بإثني عشر عام هؤلاء يستحقون ان يحتلوا مكانة خاصة في قلوبنا رغم معزة جميع الشهداء ولكن ما يحز في النفس ان محمود قل ان يذكر رغم اقدميته ورغم الجنازة المهيبة التي حظي بها وقت رحيله وتشييعه لمثواه الأخير.

والصور التي التقطت وشباب الرابطة والناس اجمع محتشدون امام بيته ولحظة دفنه خير شاهد.

وهذا ان دل على شيئ انما يدل علي تقصيرنا بجانب من دفعوا ارواحهم رخيصة من اجلنا.

وانا شخصيا لم اعرف محمود إلا قبل خمس سنوات ومثلي الكثيرون.

الشهادة لاتتوقف فالوطن من اجل ان يبقى قد يطلب مزيدا من التضحيات لأن اطماع الأعداء والمتربصين على مر الازمان لا تتوقف اكانت سرا ام جهرا فكما المريض بفقر الدم يطلب التبرع كذلك هو حال الوطن يطلب منا في بعض الاوقات التبرع بالروح ليظل شامخا قويا متينا حتى لايتعرض لهجمة مباغتة من عدو غادر يطلب منا ان نمد له يد العون والمساندة يطلب الدم والروح ونفهمها نحن قبل ان ينبس بها الوطن الغالي.

ولكن قد يختلف التبرع للوطن عن التبرع العادي فينبري لتلك المهمة ابناء وبنات الوطن الابطال المغاوير ويقولون (نحن لها).

بل يخاطبون الوطن بلسان حالهم قائلين (اطلب ما تريد ونحن رقبتنا سدادة).

(وطني عشقا فيك ومن أجلك اموت لتظل حي).

الشهيد محمود كان وفيا وجيها وانيقا ومهابا محبا لوطنه وكان قوي الشخصية وكان الى جانب ماذكر مهابا وشجاعا حد التهور وانضم وهو في ريعان شبابه ولم يتجاوز عمره العشرين لشباب الرابطة في حاضرة اقليم عنسبا مدينة كرن وكان عضوا نشطا في الحزب.

وفي تلك الفترة التي كان يغلي فيها الحس الوطني لأبناء الوطن في المنخفضات والمرتفعات وبالمقابل كانت اياد الغدر والخيانة من حزب (الإنضمام) في شتى البقاع تحيك المؤامرات والدسائس ليسجنوا ويقتلوا من بني جلدتهم وابناء وطنهم من من لا ينتمي لحزبهم وكانت اغرائاتهم للإنضمام اليهم بشتى السبل ونذكر منها مايلي:-

كانت عبر منشوراتهم وعبر التعبئة الشفهية وعبر الإرهاب تارةً وبالمال تارةً اخرى.

حتى كان يصل الإغراء للبعض منهم ان كان من الوجهاء ان يهدوه سيارة فارهة مقابل ان ينضم اليهم ويخون وطنه.

والإغراءات بالطبع كانت تختلف حسب مكانة الشخص فمن كان ذو حاجة ماسة لدعم ما يدعمونه ومن كان ذو دين يسدون عنه دينه ومن يسكن في بيت إجار يوفرون له السكن المريح وبسعر زهيد وهكذا كانت تمضي المغريات في المدن و الضواحي والأرياف.

كان شباب الرابطة ومن ينحوا نحوهم من الاحزاب الوطنية الأخرى والشريفة بشقيهم المسلم والنصراني مثل جمعية حب الوطن وغيرهم من الشرفاء لم تغرهم تلك الاغراءات المضللة والوعود الزائفة لذاك الانضمام المشؤوم بل كانوا في سعي حثيث ودئوب لإنقاذ الوطن من ما يحيط به من مكايد في الداخل والخارج.

محمود وفي مقتبل عمره وبشبابه وبحسه الوطني وقف مع اخوته ندا لدعاة الانضمام.

امتدت نحوه يد الغدر ليردوه قتيلا في كرن حي "قزا ورقت" اي شارع الزلط الذي يأخذك لاسمرا وتحديدا بالقرب من "بُمْبَتْ أبْ رَايَتْ".

في هذا المكان يقول العم صالح فايد (مد الله في عمره) والذي كان من جيل الشهيد محمود فيما حكاه لسليمان هندب يحكي ويقول بعد ان قام بضربه ثلاث من المنتمين للحزب المشؤوم حزب الانضمام وكانت الضربة في الرأس لقد نزف دما وعندما حملناه لاسعافه وقبل ان نصل المستتشفى كان قد فارق الحياة لأن الضربة اصابته في مقتل كانت ضربة في الرأس.

ورواية العم صالح فايد تتطابق مع رواية الاخ عبد الله شنقب المقيم بالسعودية وتربطه صلة قرابة قوية بالشهيد ويذكر الاخ عبد الله وهو يسرد طريقة استشهاده وذلك حسب ما الحكاوي التي سمعها من أهله وذويه لأنهم اقرب الأقربين لمحمود ان محمود وبعض رفاقه كانوا عائدين لبيوتهم ذات مساء
حيث كمنت لهم مجموعة من شباب حزب الانضمام وحصلت مناوشاة بينهم وكان نتيجتها استشهاد محمود ولم يسمع اهله بإستشهاده إلا في صباح اليوم التالي ومن قام بإبلاغ خال الشهيد "عبد الله" كان عبده محمد شنقب لأن والد محمود الاستاذ ـ عثمان ـ قد توفي منذ مدة وكان والي امر الاسرة خالهم عبدالله حسب الله الشهير ب "عبد الله رقباي" وكان مقربا ايضا من عبده محمد شنقب حيث كانت تربطهم ببعضهم صداقة قوية علالوة على صلة القرابة.

ويقول عبدالله بكل اسف لم نجد للشهيد صورة شخصية ويذكر عبدالله فيما حكته له والدته رحمها الله ـ وهي شقيقة الشهيد ـ ان جبهة التحرير الارترية ومع بداية الكفاح المسلح ارسلت وفدا للاسرة يطلبون صورة للشهيد محمود بصفته اقدم الشهداء ولكن اعتذروا لهم بأنهم لايملكون له صورة عدى صور الحشود لحظة دفن جثمانه بمقبرة دعاري الشهيرة وكذا الجماهير التي كانت محتشدة حول بيته بحي حلة سودان وهم يتأهبون لنقله لمثواه الأخير.

وايضا صور شباب الرابطة وهم يضعون اكاليل الزهور التي زينت قبره لحظة دفنه كلها موثقة في الصورة ومن يريد مشاهدة تلك الصور عليه بإقتناء كتاب (كــرن الأصالة والتراث) للدكتور جلال الدين محمد صالح ففيه الصور وتحديدا في الصفحة 541 الطبعة الأولى.

وبالعودة لسيرة والد الشهيد الا وهو الشيخ والاستاذ عثمان حسب الله(رحمه الله) وهو من مواليد سمهر وتحديدا مصوع بحي حطملو الذي كان عامرا بسكانه في بدايات القرن العشرين وكان الشيخ من اوائل من تخرج من جامعات المدينة المنورة ويقول الاخ سليمان هندي ـ من اقرباء الشهيد ـ هناك رواية تقول انه خريج الأزهر ولكنها مستبعدة.

وبعد تخرجه عمل استاذا في سلك التعليم بمصوع ومن ثم تنقل في عدة مدن ارترية وكان من تلامذته ابناء آل سرور احمد وعلي وعبد العزيز وكذا الاستاذ ابو علامة (رحمهم الله جميعا) وهؤلاء المذكورين من تلاميذ الشيخ عثمان اضحوا فيما بعد من الافذاذ في سلك التعليم.

وكان يلقب بالاستاذوذلك عندما كان للإسم معناه الحقيقي في تلك المدن التي درس بها في كل من مصوع وزولا واسمرا وكرن.

ثم تحول والد الشهيد من مصوع لكرن بسبب التدريس ومن ثم استقر في كرن ومنزلهم في كرن في مكان واضح وبارز وهو الحوش الكبير الذي يتوسط بيت (عد مبروك) و (عد عباسي) بحي حلة سودان ويقابل منزل المرحوم عبد المولى نور حسي ويسكن به الآن ابناء المرحوم محمد سعيد وهم ابوبكر وادريس الملقب ب (سِي) وعثمان ومحمد عمر وفي زاويته التي تلي الشارع الرئيس شجرة النيمة الشهيرة لدى ابناء الحلة ب (عَبَّاي قَرَبْ).

وبالعودة لسيرة الشهيد محمود فقد كان في تلك الفترة من اربعينيات القرن الماضي طالبا في مدارس كرن وعن اخلاقه كان شابا خلوقا ومهذبا وكانت به الروح الوطنية الوثابة حيث ورثها من ابيه ومن البيئة حوله حيث كان الشعب كله في حراك دائب وكان عضوا نشطا في الرابطة رغم صغر سنه.

وعن استشهاده يحكي لي الاخ سليمان عبده عبد القادر هندي ـ والشهيد هو خال سليمان ـ في فترة الغليان والحراك السياسي الذي كان ينتظم المدن الإرترية التقى مناصروا الحزبين في قزا ورقت ووقع بينهم مايشبه الاصطدام ولكن كانت النية مبيتة من قبل حزب الاندنت ليقوموا بأعمالهم القذرة من ترهيب وقتل وقال ان احد المتآمرين على قتله شخصية كرنية مشهورة لا استحضر اسمه الآن.

وبالاطلاع على كتاب الدكتور ألم سقد تسفاي في كتابه القين (لن نفترق) وهو يحكي عن تلك الواقعة يقول الكاتب في الصفحة رقم 325 من النسخة العربية الطبعة الأولى.

(لكن إعتبارا من يناير 1948 بدأت الأعمال الإرهابية وكأنها تتم بمخطط مسبق ووفق اهداف وتوجهات مدروسة فعلى سبيل المثال قامت مجموعة كبيرة من شباب الآندنت اي حزب ـ الإنضمام ـ بكرن في الأول من يناير 1948 بمباغتة ستة من شباب ابناء كرن الذين هم من اعضاء حزب الرابطة وقد قتل في هذا الهجوم شاب عمره عشرون عاما اسمه محمد عثمان عبد الله وحين تم القبض على مرتكبي الهجوم كان من بينهم شاب اسمه تسفاي هبتي وهو شقيق ـ امبايي هبتي ـ رئيس فرع حزنت الآندنت في كرن) انتهى ما كتبه الدكتور الم سقد وهو بالطبع ينسب ما كتب الى مصادر موجودة في الكتاب بنسختيه التجرنيا والعربي والنسخة العربية تفضل بترجمتها السيد سعيد عبد الحي.

ولابد من اقتناء هذا الكتاب فهو سفر قيم بكل المقاييس ولكن هناك اخطاء في المصدر الذي استقى منه الدكتور الم سقد في واقعة الشهيد محمود فإسم الشهيد ليس محمد عثمان عبد الله بل الصحيح هو محمود عثمان واسم الجد ليس عبدالله بل حسب الله وعبدالله هو خال الشهيد وعمره لم يكن عشرون عام بل اثنان وعشرون عام ووجدت ذلك موثقا في قبر الشهيد ب مقبرة ـ دعاري ـ بكرن.

حيث ستشاهدون المكتوب الصحيح بوضوح في قبر الشهيد.

واتشرف ان اكون اول من يرسل صورة لقبر الشهيد عبر هذا المقال رغم مرور اكثر من سبعين عام على رحيله.

وعن كيفية معرفتي بقبر الشهيد وبحكم اهتمامي بما يخص تاريخ مدينتنا مدينة كرن العريقة وعن طريق الدردشة مع احد اعيان مدينة كرن قال لي هل تعرف قبر الشهيد محمود الذي اغتالته يد الاندنت الأثمة في نهاية اربعينيات القرن الماضي؟ فأجبت بالنفي فوعدني ذات يوم ان يريني إياه.

و ذكر لي يوم استشهاده لقد شيعته كرن عن بكرة ابيها مصحوبا بالمظاهرات والهتافات المنادية بالاستقلال وبالغضب العارم.

وبالفعل سنحت الفرصة لزيارة قبر الشهيد قبل ثلاث سنوات ولكن وبينما كنت اجمع المعلومات عن الشهيد لأكتب عن هذا البطل وفي اثناء وجودي في العاصمة السودانية الخرطوم سرق موبايلي وـ ضاع الجمل بما حمل ـ في السرقة المعروفةالتي ذكرتها في احد مقالاتي السابقة وضاعت صورة قبر الشهيد فيما ضاعت مني من وثائق.

ولكني في خريف العام الماضي سجلت زيارة ثانية لقبر الشهيد بصحبة الاخ والرجل المرح عثمان حاج فالتقطنا هذه الصورة الجميلة كجمال هذا الشهيد الفذ
اصطحبت معي للمقبرة عثمان حاج فكانت مفاجأ سارة لعثمان حاج عندما اخبرته بقصة الشهيد.

العجيب في الأمر ان عثمان حاج ذكر لأحد الرجال القصة وقال له انظر لهذا انه قبر الشهيد محمود عثمان حسب الله اقدم شهيد فداءا للوطن وكانت المفاجأة الأكبر حيث قال الشخص وهو جاحظ العينين وفي حالة اندهاش ان هذا القبر هو لخالي شقيق والدتي انه الشهيد محمود الشيخ عثمان حسب الله وكان هذا الشخص هو سليمان هندي.

التقى بي سليمان في سوق كرن فسلم علي بحرارة وقال لي ان الشخص الذي صورت قبره وانت بصحبة عثمان حاج هو خالي لَزَمْ.

فقلت لسليمان مادام هو خالك ـ عليه الرحمة ـ فلابد ان اكتب عنه فوافق وبكل سرور ورغم الوعود بيننا ومشاغل الدنيا إلا ان الفرصة لم تسنح إلا قبل اسبوع لأني اجلت الموعد لأبث المقالة في مناسبة ذكرى شهداء الوطن كيف لا والشهيد محمود يعتبر من اقدم شهداء الوطن حتى انه سبق المناضل الكبير عبد القادر كبيري في الإستشهاد بعام.

سجل لي الاخ سليمان زيارة في بيتي وامدني بالمعلومات البسيطة التي يعرفها عن جده عثمان وعن خاله الشهيد محمود فله مني اجزل الشكر وسليمان رجل مثقف وخلوق ويتسم بهدوءه الجميل.

ذكر لي سليمان ان والدته وبحكم صغر سنها لم تكن على علم ان اخيها قبره مبني بهذه الطريقة وعليه اسمه ويوم استشهاده وعندما شاهدت الصورة عبر الموبايل تحدرت دموعها وبكت بكاءا مريرا لانها فقدت اخاها وهو في عز شبابه وقد توفيت والدة سليمان قبل عام (رحمها الله).

وقد حكى لي الأخ سليمان ان الراحل المقيم المناضل الكبير سليمان موسى حاج (رحمه الله) عندما علم ان الشهيد محمود هو خالي ارسل لي رسالة شفهية عبر وسيط وانه يريد مقابلتي وقد سجلت اليه زيارة في مكتبه فرحب بي اجمل ترحيب وقال لي لقد اخبروني ان الشهيد هو خالك فقلت له نعم وذكر لي عن اخلاق الشهيد وطباعه وحسه وحماسه الوطني وأخبرني ان من قاموا بإغتيال الشهيد كانت نهايتهم فظيعة وماتوا ميتتًا شنيعة. وحقيقة ان دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب (وإن ربك لبالمرصاد) وليذهبوا غير مأسوفا عليهم.

حتى ان زعيم حزب اندنت "تدلا بايرو" لم يظل في الحكم طويلا ـ بعد ضم ارتريا قسرا لإثيوبيا لم يظل في السلطةإلا القليل ومن ثم ترك زعامة الحزب ورئاسة الاقليم وجاء معتذرا وانضم لجبهة التحرير بعد ان عفوا عنه ولم تكن وعود هيل سلاسي سوى برق خلب تكشفت ورائه نوايا هيلي سلاسي واطماعه التوسعية بعد ان ضم ارتريا لاثيوبيا قسرا بدعم من قوى الاستكبار العالمي وهكذا يكون حال من يبيع وطنه ـ مثل السارق ومجموعته فلا اهله يرضون عنه ولا اللصوص يكافؤونه.

والشهيد ايضا هو خال الاخ العلم ذو الاخلاق الفاضلة الحسيب ابن كرن طعدا عبدالله شنقب ومن الذي لايعرف في كرن اسرة آل شنقب العريقة !وللاخ الفاضل عبد الله خالص شكري وامتناني لتفاعله معي حيث امدني بمعلومات قيمة عن خاله الشهيد محمود والصور التي في كتاب الدكتور جلال الدين محمد صالح "كرن الاصالة والتراث" التي بها الحشود في قبر الشهيد وفي بيتهم هو من قدمها للدكتور ومعها صور قيمةاخرى تخص كرن واعيانها.

وقد اسعفني الاخ عبد الله شنقب قائلا بأن والدته عائشة عثمان كانت في حالة تأهب لزواجها الوشيك وكانت المفاجأة خبر استشهاد شقيقها محمود ليؤجل العرس لوقت آخر وهكذا هو حال الدنيا تجري الرياح بما لاتشتهي السفن ولا اعتراض في حكمه جل وعلا.

قبل الختام اخص بالشكر الجزيل لأبناء الخالات واقرباء الشهيد سليمان هندي وعبد الله شنقب الاخوين الذين امدوني بالمعلومات القيمة عن الشهيد.

والشكر موصول للأخوة الكرام الذين ما بخلوا علي بالمعلومات التي عرفوها عن الشهيد والبعض امدني بكتب اثرت هذا المقال وهم:-

• عبدالرحمن محمد ابراهيم،
• محمد سليمان،
• محمد عثمان شيخ طاهر،
• ابراهيم ادريس "كربيت".

وختاما شدني مقال الدكتور عثمان عبد الكريم جابرا احد ابناء كرن الاوفياء وكان تحت عنوان (إحياء ذكرى الشهيد شرف لا يضاهيه شيئ آخر).

واقطع من مقاله القيم مايلي (لنحتفل بيوم الشهيد ونتذكر ابطالنا الكثر الذين اسلمت ارواحهم لبارئها وتخلدت ذكراهم بقلوبنا وعقولنا وسجلات تاريخنا المشرفة) ولابد من الدخول لصفحته وقراءة المقال بأكمله لأنه مقال قيم بلا شك.

(ختامها بيت شعر)
دم الشهداء لايمضي هباءاً
ففجر النصر بعد دم الشهيدِ .
والمجد وجنان الخلود لشهداء وطن الأُسُودْ.

Top
X

Right Click

No Right Click