التواطؤ والخيانة الخونة الكوماندوس - الحلقة الثانية عشر

بقلم الأستاذ: متكل أبيت نالاي - كاتب وناشط سياسي ارتري

رسمنا الخطوط الوطنية ولكن ظلت الكوماندوس تخربشها:

منحوا الكوماندوس سلطات عسكرية واسعة فاقت كل الحدود لم يعد الأمر في يد الجيش الإثيوبي

الذي كان يرى فيهم لا يحققوا بهذا العمل النجاحات المطلوبة.ولكن وحدهم كانوا يسيروا الأمور في هذه الاتجاه واذكر من قراراتها الباطلة والساذجة والمستحيلة هو تلك القرار الجاهل الذي سجنوا بموجبه أولياء الأمور لأنهم لم يحضروا أبنائهم من الثورة الإرترية. كيف يمكن لهؤلاء أن يأتوا بأبنائهم من الثورة؟

مستهينة بكل دلائل العقل السوي حتى توالت وسطهم الاغتيالات والسجن بالباطل ومنعت عن السجناء أي زائر ولو كان من ذويهم؟ أمهات بكين أولادهن ليل نهار وزوجات غاب أزواجهن ولا معيل لهن، بعض الأهالي تمنى الشهادة لهم بدل اعتقالهم بهذه الطريقة طالت غيابهم وأصبحوا مجهولين بين الحيات والموت و قليل الذي خرجوا منهم و مع ذلك فقدوا وظائفهم وأعمالهم وبدو التفكير بالهروب باتجاه الثورة. ويمكن القول أن هذا العنف أنقذ الثورة الإرترية في أقسى ساعات الخطر، بل فيه ازدادت نموها بفضل الفارين من مجازر الكوماندوس وسجونها وبالعكس “سياسة الصرامة” التي كانت تتشدق بها شوهت بها صورتها التي كانت تريد منحها لنفسها كأحفاد زاراي داريس مجددين التأريخ الإثيوبي في إرتريا.

وللحق نقول أسرات كاسا هو الذي التزم بهم لتلعب سـياسة تعويم فئة على حسـاب فئة بالإثارة الضغائن ولأحقاد بين الناس وتبنوا تأسيس الواقع الإرتري دينيا كحزمة واحدة في مواجهة الآخرين. واليكم ما قاله المناضل هبتي ماريام أبرها في موقع دقي أبات لشبكة المعلوماتية... بأن أسرات كاسا كانت له عدة محاولات لزرع فتنة طائفية بين طروعا وطنعي دغلي لينتهي الأمر في نهاية بحرب دينية بين المسلم والمسيحي تعاون معه في ذلك تسفانكئيل ودي جورجو والعقيد أدحانوم كفلي زقي و الأخير هو من أبناء أكلي جوزاي عمل في الجيش الإثيوبي المعروف (بطورسراويت) تقاعد من الجيش النظامي ليؤسس مليشيات من أبناء جلدته وفعلاُ قامت مجموعته بقتل شوم محمد/ شوم قبيلة طروعة وهو في طريق عودته من أسمرا إلى قريته، حيث أنزل من الباص بجنود تلبس مثل زاي الثورة الإرترية وفورا قتل برصاص. وعلى إثري هذه الفتنة قامت جماعة من المواطنين الإرتريين بمساعي بين وجهاء القبائل وتم التغلب على هذه الفتنة في حينها بحذر شديد. وبعد ذلك بقليل قتل العقيد أدحنوم في احدي الحروب الإرترية الإثيوبية.

ومره أخرى تأسست جمعية سرية دقيقة التنظيم تسمى جمعية تنسائي وهى جمعية أساسها أسرات كاسا ويعرف عنها إسياس أفورقي الكثير وهي الأخرى كانت تهدف إشعال فتنة بين المسحيين والمسلمين ولكن بناء على التقارير الذي كانت ترسل من الداخل إلى سلمون ولدي ماريام والملاحظات التي بنيت عليها أهدافها الهدامة كانت تثير شكوك عند البعض، وعليه تم تحذرهم بخطاب من الثورة الإرترية، بعضها توقف نشاطها تماماً.

أما دقي حليمة كما كانوا يقولوا لنا مازالوا في حالتهم القديمة و على امتداد خمسون عام تعاقبت عليهم موائد اللوأمة الواحد تلوا الأخر عمقوا فيهم الخلافات ودفعوهم على اتجاهات سياسية بعيدة عن أهدافهم الحقيقية ولم يعرفوا حتى الآن إنهم أمام موازين قوى لا تسمح لهم بإقرار وتحديد مصيرهم وبالتالي أصبح من الصعب أن يهتدوا إلى السبل الواجب إتباعها باهتمام ومسؤولية، مما تمكنت عليهم هذه المجموعة المتربصة الذي تقاتل في كل زمان ومكان ضد وجودهم ومكانتهم. دليلهم الذي قادتهم لهذه الأعمال لن يخرج عن الانتهازية والعنصرية الدينية ومكانهم المسيحي مما أسس عليه قناعة القتال بجانب إثـيوبيا ليضمنوا لأنفسهم العلو والسلطة والهيمنة في ظل إثـيوبيا الإمبراطورية. وبالفعل وفرت لهم إثيوبيا ماضي وحاضر تأريخي مسيحي. تدعمها مرجعاتها الدينية المتطرفة وتحركها الدعاية الأثيوبية وهذه القناعة بأبعادها الدينية الخطيرة الحاقدة ألقت بظلالها في معظم المناطق الإرترية مما خلفت إبادة كاملة لأكثر من 62، قرية وقضت على الأخضر واليابس وقاسه شعبنا ألوان من التعذيب وتخريب وتشريد وكانوا أول المتسـبـبين لأول دفعه من الللاجئين قطعت أرزاقهم والقوا بالناس في قاع سحيق من الدمار والخراب مازالت تمثل المصاعب الاقتصادية ولاجتماعيه الأساسية لعودة المتأثرين إلى ديارهم.

وفي هذا الجو العاصف بقى شعبنا العاصي للاستعمار يقاوم إرهابا وحشيا متزايدا أتيا إليه من كل مكان وبدأت الهجرة الداخلية إلى وسط البلاد على نطاق واسع فمعظم القرى الجديدة المبنية في المناطق سمهر وسنحيت وأغوردات والساحل كان أهلها يقطنوا أماكن أخرى في البلاد وهم من الناجون من مذابح الكوماندوس ونسيجهم الاجتماعي القبلي مزقته هذه الجماعة واقتلعوا من متساقط رأسهم ليغرسوا في مكان أخرى جاعلة من حياتهم جحيما حقيقية بل أضعفت أراضهم الزراعية التي كانوا يقنطونها، لأنها كانت تهدف من ذلك تدمير حزام الأمان لثورة الإرترية.

هنا لا يسعني شيء إلا أن أناشد إخواني بالعودة إلى ديارهم وليعلم الجميع للإرتري حق العودة إلى أرضه التي ولد وعاش فها ويعرف لغتها كما يعرف أشجارها عبر التاريخ بل ويبلور فيها ضميره وذاكرته الفردية والجماعية ولا يرى في غيرها مستقبلا وافقا للعيش والأمل و الحيات. وحق الإرتري في العودة تتأسـس مشروعيته ليس على احتمال خطر لم يتبلور بعد وإنما على خطر قائم يدمر طوال السنين الأسـس المادية والمعنوية للهوية الوطنية الإرترية بأبعادها التاريخية والثقافية والفارق كبير وفادح بين احتمال وجود الخطر وبين معيشة الواقع ونتلمس نتائجه العينية على الأرض اليوم. ومن هنا ندعو شعبنا أن يقاوموا هذه الأقدار ويتمسكوا بالأرض والوطن مهما كانت التضحية.

أما الثورة كانت تحيط بها الجبال من جميع الجهات وحفرت لنا الطبيعة أبار وسخرت لنا أنهار ووديان وأشجار تمرح فيها الثورة وسط شعبها العاصي معتمدة تكتيك” أضرب وأهرب ” معتمدين على عامل الموفاجيء مثل الليل ولأمطار وطرق الوعرة والمعلومات الشعبية تهدف منها إجبار العدو في سياسة دفاعية ونشر أعمال الثورة البطولية على صعيد المحلي والعالمي. وكانت وحدت الجبهة قليلة وإرجاعهم سالمين ضرورة مما يحتم عليهم أن يقوموا بمناوشة مع العدو على الطرقات والجسور وفي القرى لمنعه من إعادة حشد قواه ضد القرى ونصب الكمائن منتظرين حركة مروره مع تصفية الجواسيس في المدن والقرى كانت حرب عصابات تتطلب عملاً منسقاً ودعماُ شعبياً و للأسف غابت عنها التقرنة أكثر من 14 عاما من التحاق بالثورة الإرترية. رغم تسامح الثورة الإرترية مع الكوماندوس بل رفعت عنهم مسؤولية الجرائم التي ارتكبوها مبكراً، و أوحيلت أفعالهم إلى الجهل والنظام الإثيوبي. وهكذا أهالة جبهة التحرير الإرترية التراب على المشكلة التاريخية رغبة منها في أن تشفي الأحقاد وتلتئم الجروح وليعم السلام الشعب الإرتري وقضيته العادلة.. وفي أواخر الستينات فئة قليلة منهم التحقت بالثورة.

ومنذ الوهلة أولى بدأ الصراع يدور حول السلطة، كانوا يريدون بالفوز بمكانة ووجدوا صعوبة في العثور عليها على وجهة السرعة ومع ذلك جاملت منهم القيادة العامة والمجلس الأعلى أشخاص رفعتهم إلى مناصب عالية ولكن أظهروا تمردهم بأساليب تعبر عن نوايا شريرة، ومن دسائسهم التي شاعت في وسط الناس إنهم أنفسهم لا يعترفوا بالجبهة وجيش التحرير، يعتبروه قواده وقواعده أعداء لهم كما أن بناء الجبهة لا يتلاءم مع أهدافهم الخاصة وهي أهداف يطمحون إلى إنشاء قوى توحد جميع المناطق التي يقطنها المسيحيين لخلق تنظيم مسيحي قوى يوازي في قوته ومقدرته الجبهة وجمعوا لذلك مليون سبب و بدون شك كانت بداية تحرك لبناء رؤية طائفية عنصرية وهذا ما يفسر لنا مواقفهم ودهشتهم مما شاهدوا من عادات والتقاليد في الجبهة غير تلك التي تحسب لثقافة الأثيوبية وتخالف مجتمعهم الذي نشأؤا فيه والتي لا تتعامل مع المنطقة العربية بمنظور معادي للأمة العربية والإسلامية كانوا يسالوا أنفسهم في أي مجتمع سنعيش، ولدت فيهم ردة فعل قوية من أجل النضال بمواصفات خاصة بهم.

وخرجوا يصرخون وبأعلى صوتهم إلى المرتفعات لتحريض الطائفي، قائلين أن الجبهة تعادي المسيحيين مستغلين في ذلك أحداث كداني كفلوا، ولداي قداي وظلت تكرس هذه الصورة السلبية ضد الجبهة. وللأسف كانوا امتداد لرواسب المرحلة السابقة كانوا يحيون على كلام فلاسفتهم العنصرين. ومع ذلك كانوا على علم بأن الجبهة لا نتكلم بلسان واحد ولا لغة واحدة نخطط لجميع الشعب وليس لجزء منهم. وظلوا منزعجين ومثيرين للجدل لفترة حتى كشفوا عن وجههم وعقيدتهم في كتابهم المعروف نحنان علامنا. وهي غايات سياسية مخلصة للمسيحيين الإرتريين. كقناعات كانت حيه وموجودة في المرتفعان ولكن صوغها لهم مجموعة سلفي نيطانت ودعمتها أولادهم من بيروت وشمال أمريكا، وأوروبا. لترسيخ أهدافهم في البلاد.

بتاريخ 29 أغسطس عام 1967 سلمت مجموعة تتكون من 19 من المقاتلين أنفسهم إلى القنصلية الإثيوبية في كسلا ومنها انتقلوا إلى أسمرـ وقد نشرة صورهم وأسماهم جريدة (الوحدة) الإثيوبية.

( الودو قبا ) هؤلاء وهم:-

1. ابرها عنتيله

2. نقوسي هزباي

3. ولداي تسفا يوهنس

4. يماني تسفاي

5. عند برهان عند ماريام

6. يوهانس ليبان

7. زرئي سناي تخلي

8. هيلي ولد ميكائيل

9. تسفاي اسفها

10. دبساي اسفها

11. موسيه تسفا ميكئيل

12. هبتو تهخلي

13. سلمون جبريهوت

14. هيلي ولدي تنسأئي (هيلي درع)

15. حدكو برهي

16. يوهنس مبرهتو

17. تخلي ماريام جيريسوس

18. ولدآرايا

19. زراي تكابو

نقلا ً من كتاب معركة ارتريا تأليف المناضل عثمان صالح دندن الجزء الأول صفحة (294)

واليوم حينما نتابع الصورة بالحركة البطيئة، ونقلب الحقيقة من كل الزوايا نخاف أكثر ويتبادر إلى الذهن أن الحالة في إرتريا هي أشبه ما تكون بكوره نار كبيرة، بدأت تتدحرج والإرتريون في انتظار ارتطامها، وما يضمنه هذه المقال لا يمثل سرداُ كاملا لمجازر الكوماندوس تظل الحاجة إلى بحث عميق ضرورة تاريخية كما أن البيانات المتوفرة حالياُ ضعيفة وأن هذا القصور تسبب في فوات مرحلة تاريخية مهمة أخفيت فيها المعالم الواضحة والظواهر للمنظومة الفكرية التي تشكلت فيها الكوماندوس لولا هذا التأخير لاتضحت جملة من الأمور في نظم تربية وسلوك وتفكير المرتفعات وهي منطقة بالغ التعقيد والتركيب يتداخل فيها الدين بالعلمانية وخرافات ثقافة أكسوم التي تتصادم مع من حولها وهي محكمة بالاحتكام إلى هذا التراث كيفما فهم في المنطقة وإني أمهد بهذا للقول أن ما عرض في هذه المقال هي من الحقائق المفهومة، وتكرارها إنما هو من أجل المساعدة الإرتريين في التذكير بضرورة رؤية الأحداث وتطوراتها ضمن سياقها التاريخي كما تحدوني رغبة تحميل هذه العمل معطيات وتفاصيل وأرقاماً فعلية، لأني أعشق الحقيقة العارية من كل زيف. ولهذا أرغب من أبناء المناطق المذكورة هنا والغير مذكورا دون استثناء بتزويدنا بأسمائهم لتوثيق هذه الجرائم التاريخية وبلورة رؤية معرفية حولها لنظر على المشكلة في أفق بواعثها ومحركها وأدواتها قد تفيد في. مقتضيات الحاضر ولتحقيق الوئام الاجتماعي في المستقبل.

لهذا ندعو كل من عاصرو تلك الفترة والعارفين بالأمور من أبناء البلاد وخصوصا تقع المسؤولية على كاهل أبناء المنطقة عليهم أن يكتبوا لنا من خلال موقع الانترنيت ما حصل في مناطقهم من قتل ودمار متواصل وكلنا يعرف ما زالت البيوت الإرترية عامرة وهذه الماسي قابعا في نفوسهم و ذاكرتهم نرجو من الأهلي تزويدنا بمعلومات عن ما جرى لهم واحتمال الحصول عليها قائم إذا تمكنا من استخراج أسماء الشهداء كما يجب علينا جمعها لنربط بين الأحداث والتواريخ لنؤرخ لها منطقاُ. حينه يمكن أن تشكل مادة لتصارح والمسامحة بما قد تشكله من معلومات قد تصحح بعض المفاهيم للإرتريين والمزالق التاريخية الذي وقعت فيه البلاد مما تساعد في التفكير الصحيح في المستقبل ولكن السكوت في مثل هذه الأمور خطأ لأن سياسة الاحتواء تزدهر أساسا في مناخ الصمت كما أن الاستمرار على المجاملات والتعامي عن الحقائق الدامغة هو الذي يميع احترام حقوق الإنسان ويعرقل تطبيقها في البلاد. لقد كانت هذه الأعمال الوحشية هي التي أربكت مواقعنا الجغرافية وأوضاعنا الاقتصادية ولاجتماعية ومزقت شمل أسرنا. وعليه نتساءل لصالح من نخبئ رؤوسنا كالنعام؟ فليتعرف عليها التاريخ.

وفي عام 1980م اعترف تخلي عدن الذي كان مسئول جهاز الأمن في الجبهة الشعبية عندما سلم يده للحكومة الأثيوبية قال لجريدة أديس زمن الصادرة بتأريخ 1980/12/24م الكثير عن الوجه القبيح للجبهة الشعبية، بل أقر بوجود الكوماندوس في جهاز التحقيق وكشف آلية العمل التي تفوق النازية في قسوتها إذا ما قرنت بها وكانت كل التحريات تقوموا بها الكوماندوس بأقصى أدوات التعذيب القمعية والإجرامية و ذكر ارتكبت جرائم الإعدام بحق الأبرياء دون توقيع محضرهم من الأمين العام وتم دفنهم في الساحل.. ومن حق القارئ أن يستخلص منها الحقائق المطروحة حسب قناعته لهذا نرفق لكم قصاصات الصحيفة التي نشرة التقرير باللغة الأمهرية كما ورد في الجريدة.

نواصل... فـي الـحـلـقـة الـقـادمـة

Top
X

Right Click

No Right Click