الزعيم العفري ياسين محمودا قمحد 1910-1969م نصف قرن فى خدمة قضايا امته

بقلم الأستاذ: إسماعيل قبيتا - قيادي في التنظيم الديمقراطي لعفر البحر الأحمر

المقدمة:

اشكر الدكتور جمال الدين ريدو لإتاحته لي هذه الفرصة ولي عظيم الشرف لكتابة المقدمة

ياسين محمودا قمحد 1لكتاب يصرد تاريخ الزعيم ياسين محمودا، كما يتضح ذلك كان يناضل لتغير الامة الي الافضل إنطلاقا من ايمانة الراسخ بان الشباب عماد الامة، وعليه كان يبذل قصارى جهده من اجل تعليم الشباب والمجتمع كما كان يناضل لتحقيق وحدة الامة العفرية. منذ ريعان شبابه والي ان صعدت روحه الطاهرة الي بارئها.

إلا أن الذين كانوا علي خلاف سياسي معه نعتوه بانه كان يسعى لايجاد عفر الكبرئ او دنكاليا الكبرى وهذا ماثرة له وليس ذمة، بينما وكان همه الاكبر ايجاد سبل حياة افضل للعفر بكل جد واجتهاد، لذا كان يوجه المجتمع العفري الي حياة الاستقرار من خلال العمل في المجالات الزراعة والتجارة ...الخ.

كما أن ياسين محمودا عمل على تشجيع المجتمع على الاهتمام بالجانب السياسي والثقافي والاقتصادي باسلوب راقي جدا من خلال اشعاره وقصائده التي سوف نأتي على المرور عليها بين صفحات هذا الكتاب.

بإختصار شديد ياسين محمودا كان يدرك الحاضر جيدا ويخطط للمستقبل بشكل رائع.

د. محمد حسن كامل يقول الدكتور جمال الدين: اعتمدت علي مصدرين لكتابة تاريخ الزعيم ياسين محمودا، الاول مصدر بشري من الذين لهم دراية وعلم بتفاصيل حياته، والمصدر الثاني ما كتب عنه.

المصدر البشري ينقسم الي قسمين:-

١) إجراء مقابلات مع من عاشروا القائد ياسين.

٢) ماتداوله الناس عن ياسين محمودا.

مصادر المطبوعات (ماكتب عنه)

من تلك المصادر قانون بورعلي، والقصائد والأشعار التي كتبها ياسين محمودا.

الاشخاص الذين اجريت معهم المقابلات 17 شخص. في محاولة مني لكتابة كتيب عن تاريخ الزعيم ياسين محمودا، واستهلها بقصيدة كتبتها لإبني الذي سميته بياسين وذلك بعد وفاته ب 40 سنة. اقول في ابياتها: يا ياسين منحتك اسم زعيمنا ياسين عرفانا مني لتطلعاته بمستقبل افضل للعفر، وحبه الخير لكل الناس، ومجاهداته لتعليم الاجيال وايمانه وعمله من اجل وحدة العفر ارضا وشعبا، ولكي تكون زعيما مثل زعيمنا ياسين محمودا.

اعلم ان الطفل المولود لا يفهم هذا الكلام لحظتها لكن اردت ان يعلم في المستقبل شيئا عن مكانة القائد ياسين في المجتمع العفري ويحاول ان يرث شئ من صفاته.

وحرصا مني على صحة المعلومات التي جمعتها تحدثت مع الكثيرين ووجدت اغلب التفاصيل عن حياته من النشأة وحتي رحيله عن الحياة. وهذه عصارة المقابلات الذي اجريتها مع من لهم دراية عن تفاصيل حياته وما سطرته انامله الطاهرة.

وانا اسطر هذا الكتيب اعلم تماما بان تاريخ هذا الرجل العظيم يحتاج لجهد أكبر وللمزيد من البحث والتنقيب لكي يغطي كل مراحل حياته وتفاصيل عمله العظيم.

تعريف الزعيم ياسين محمودا (الصفة):-
• سياسي،
• معلم،
• طبيب،
• شاعر،
• شيخ.

ياسين محمودا كان يجمع كل هذه الصفات النادرة في شخص واحد.

ولد ياسين محمودا عام 1910م في حرسا في مديرية طيعو من اسرة ثرية تمتلك كمية هائلة من الثروة الحيوانية، وله 27 فرد من الاخوة والاخوات.

تلقي تعليمه الإبتدائي والقران في مدينة (عدئ) علي يد الشيخ علي خليفة محمد ساهس وقبل سفره الي اليمن لمواصلة الدراسة. كان دائم الحركة في مناطق اقليم العفر المختلفة.

نشاطه السياسي والاجتماعي:

نشط في المجال السياسي منذ 1928م، حيث كانت البداية رفض تجنيد العفر فى الجيش الايطالي الذى كان يحارب اي مقاوم للاحتلال وكانة الحرب بين الايطالين و سلطان ياسين حايسما (سلطان قرفو) مشتعلة.

وحرض الشباب بعدم الإلتحاق بالخدمة العسكرية للايطالين لقمع تمرد الاهالي ضد الايطالين. واعتقلته السلطة الايطالية عام 1928م، بتهمة تحريض الشباب علي الخدمة العسكرية ومساندته للسلطان ياسين حايسما سلطان قرفو(Girifo) والذي كان يحارب الايطالين ومنعهم من دخول سلطنته. وتم تقييده في شجرة الدوم المجاورة لكومسارياتو عصب، حيث أن السجون المعروفة اليوم لم تكن مستخدمة في تلك الفترة، وكان يتم تقييد المعتقلين بتلك الطريقة.

جدير بالذكر ان السلطان ياسين حايسما حارب الايطالين 6 سنوات، ولم يتمكن الطليان من دخول سلطنته إلا بعد استشهاده.

بعد الافراج عنه سافر ياسين محمودا الي اليمن لمواصلة الدراسة وتلقي تعليمه في علوم الدين واللغة العربية في مدينة زبيد.

عاد بعدها الي الوطن وفي جعبته الكثير مما انتفع به المجتمع من خلال التوجيه المباشر والانشاد الشعري وكتابة القصائد بالاضافة كتابتة لقانون برعلي.

(Burdili Madqa)
كان محاورا متمكنا وصاحب منطق وقدرة على اقناع الخصم قبل الصديق، وفي هذا الصدد تاكدلي من خلال المقابلات التي اجريتها أنه في احدي المرات كان له حوار مطول مع شخصين كانوا علي خلاف معه في نهاية الحوار انشد احدهم بقصيدة فحواها:

بأن الشيخ ياسين محمودا فوق الشبهات، ويشكره بانه فتح عينيه علي اشياء كانت غائبة عن ذهنه.

وكان تركيزه الاول في توجيه وتوعية المجتمع ومن ثم كان يخطو خطواته المحسوبة، وسطع نجمه سياسيا بعد ان نضجت افكاره لدي مجتمعه.

فى عام 1948م، كان له دور كبير فى تاسيس الرابطة المستقلة بعد انفصالهم عن الرابطة الاسلامية.

مثل الرابطة المستقلة فى جلسة الامم المتحدة فى نيويورك فى مارس عام 1949م.

فى عام 1950م، حضر وفد الامم المتحدة بقيادة الفانزولى د. ادواردو انزو ماتنزو DR. Idward Anzo Matenzo اجتمع وفد التقصى الاممى مع الاعيان ومشائخ القبائل وقيادات المجتمع والاحزاب، واجتمع ذلك الوفد مع القيادات العفرية وتم الشرح للقادة العفر فى اجتماعهم فى مدينة عصب بانه سيوخذ فى الاعتبار اوزان الاحزاب ورصيدها المجتمعي فى التقرير الذى سيقدم للامم المتحدة واوضحو بان الحزبين الكيرين الرابطة الاسلامية وحزب الوحدة مع اثيوبيا يحظى كل منهم علي 40% والرابطة المستقلة و Pro-Italia Party تتقاسم ال 20% الباقية، بالاضافة الى ذلك تم نقاش وضع العفر وتقسيمهم فى ثلاثة دول ونصح الوفد بان ينضم العفر في من يتماهى مع طموحاتهم من الحزبين الكرين.

ياسين محمودا كان يرى مصلحة العفر ان تكون فى دولة واحدة وان تدير نفسها واقتصادها وتقرر مصيرها بدون وصاية من احد.

عام 1957م، طالب الاداراة الفدرالية بان تعتمد دنكاليا كاقليم مستقل عن مصوع، وناضل من اجل ذلك واقنع ابناء عفر اولا في اهمية ان يكون لهم اقليم مستقل بمعني اقليم للعفر بدل دمجه في اقليم سمهر.

وعمل على اقناع عقلاء العفر باهمية ان تكون عصب عاصمة دنكاليا وتحقق ذلك بجهوده الجبارة وبدون تقليل عن دور رفاقة.

وفي تلك الفترة زادت شعبيتة بشكل ملحوظ وتجلي ذلك في كثرة الاشعار والمديح له.

بعد تحقيق حلمه باستقلالية اقليم دنكاليا كانت خطوته التالية توحيد منطقة العفر وشعبها.

عرف ياسين محمودا بعدالته وبمساعدة للجميع مما ساعد على ان تكون كلمته مسموعة لدي الشعب العفري.

مؤتمر مندا المصغر:

في عام1967م عقد في مدينة مندا لقاء او موتمرا مصغر بين عقلاء العفر من 3مناطق (ارتريا، اثيوبيا، وجيبوتي).

حضر من جيبوتي وفد يقوده رئيس الوزراء علي عارف برهان وكان يضم عدد من الوزراء والاعيان وحضر وفدا من عفر اثيوبيا بقيادة السلطان علي مرح حنفري، وحضر الوفد العفري من ارتريا بقيادة القائد ياسين محمودا.

جا هذا المؤتمر بناء علي طلب رئيس الوزراء الجيبوتي علي عارف وكانت اجندتة الرئيسية:

مافائدة استقلال جيبوتي باسم الساحل الصومالي الفرنسي؟

وقام رئيس الوزراء الجيبوتي بشرح الوضع في جيبوتي واطلعهم علي ما توصل اليه العفر هناك بعد اقناعه لهم باهمية التصويت علي بقاء الاستعمار الفرنسي الي ان يسمي الاقليم باسمه الحقيقي بدل الصومال الفرنسي، وشرح لهم بانه تمكن من ذلك فى الاستفتاء 19-3-1967م، الذى صوت فيه الشعب بنعم لإستمرار الفرنسى، وذلك الي ان يتم تسمية الاقليم بعفر وعيسي وأوضح للمؤتمرين حاجة جيبوتي للقوة البشرية علي وجه السرعة.

ما تمخض من الموتمر (البيان الختامي):

تلى عليهم ياسين محمودا ذلك البيان الذي ابهر الجميع بوضوح الرسالة والهدف وكان محل اعجاب واشادة الجميع.

باشر ياسين محمودا بتنفيذ قرار الموتمر فور عودته الي عصب وحرك الكوادر من عصب الي مصوع وارسل الدفعة الاولي من الشباب الي جيبوتي خلال اسابيع من إنفضاض الموتمر.

وفي عام 1952م، دعاء الملك هيلي سلاسي اعضاء حزب الوحدة مع اثيوبيا وبعض الاعيان وتمت دعوة ياسين محمودا من ضمنهم، قال هيلي سلاسي بامكانكم أن تطلبو اي شي وكل طلباتكم مجابة (ولا يردكم إلا لسانكم). وتقدم الجميع بطلباتهم التي لم تتعدي المطالب الفردية سيارة، بيت ...الخ الي ان وصل الدور للقائد ياسين وقال: انا لا اطلب شئ لنفسي لكني اطالب بما ينفع مجتمعي وطلبي هو إنشاء مدرسة داخلية في عصب تسع ل100 طالب لفائدة الطلاب الذين يسكنون خارج المدينة بالدرجة الاولي، وقد وعد هيلي سلاسي بتنفيذ ذلك، لكن بدل الوفاء بالعهد حاولت حكومتة ابعاد ياسين محمودا من المنطقة والاهالي وعرضوا عليه ان يذهب الي المملكة العربية السعودية قنصلا لإثيوبيا في مدينة جده، وقد قابل ياسين محمودا العرض بالرفض القاطع قائلا لن يبعدني عن اهلي والنضال من اجل مصلحتهم إلا الموت.

وتم تعينه مدير لمديرية طيعو، وكانت الاولوية بالنسبة له مصلحة المجتمع ومستقبله حتي اذا كان ذلك علي حساب مصلحته وصحته. وكان موضوع المدرسة الداخلية الذي لم ينفذ لمدة 15 سنة احد المشاريع التي كانت تراود احلامه، وفي عام 1967م، جمع الشيوخ والاعيان ووضع امامهم خطة لا يمكن أن يرفضها الامبراطور هيلي سلاسي، وحضر الي الملك وأوضح له بأن وعده ببناء الداخلية لم ينفذ لبطء البرقراطية، ووضع امامه الطلب وكيفية تنفيذه هذه المرة. فقد كانت الحكومة الاثيوبية تاخذ من منتجي الملح في ملاحات عصب (انكالا)، 16 بر ضريبة علي القنطار الواحد وطلب منه إعفاء اصحاب الملاحات من تلك الضريبة على ان يتم استخدام هذا المبلغ لتنفيذ الوعد، وكان قد اتفق مع اصحاب الملاحات ليتم دفع ذلك المبلغ لصالح الداخلية.

وحقق ما اراد وخرج منتصرا والمرسوم في يده، وتم تدشين الداخلية في عام 1968م رغم صغر مساحتها وعدد الطلاب لا يتجاوز ال 100 طالب لكنها كانت نبراسا أضاء حلكة الظلام. فقد اهتم كثيرا بالتعليم وكان يصرف من جيبه علي الكثيرين لمواصلة التعليم، وكان يقدم النصح والتوجيه للدارسين واولياء الأمور.

في سنة 1968م، كان في طريقة الي لندن بغرض العلاج برفقة ابنه الكومندر موسي ياسين وفي طريقة توقف في القاهرة حيث قابله عدد مقدر من ابناء العفر الطلبة في القاهرة طلب منهم ان يكتب كل طالب منهم من اين جاء وماذا يدرس؟

حضروا اليه بعد ما كتبوا المطلوب منهم، واتضح له ان الغالبية منهم يدرسون في الازهر الشريف في كلية الشريعة، تحدث اليهم قائلا في عام 1949م كنت مسافرا الي نيويورك مع وفود الاحزاب الارترية لمناقشة القضية في الامم المتحدة، ووفرت لنا الحكومة المصرية فرصة لمقابلة لمقابلة ابنائنا الطلبة في الازهر الشريف، ولكن لم يكن بينهم اي طالب عفري وهذا اغضبني بشدة في ذلك اليوم، والآن جلكم في الازهر وفي كلية الشريعة لكنني لست راضي عن هذا ايضا.

وشرح لهم باسلوب سلس باننا مجتمع قليل العدد بين اكثرية مسيحية متسلطة، لذا يجب علينا ان ندرس ونتعلم في مجالات مختلفة وعددها قائلا، الهندسة، الطب، القانون، التاريخ...الخ، ودعا لهم بالتوفيق ووصاهم بالتحابب التعاضد.

لم يكن راضا عن تقسيم ارض العفر في 3 دول وكان له موقف من ذلك التقسيم الذي رأى فيه تقزيم لدور العفر وتشتيتهم في المنطقة. وقد ناضل من اجل ايجاد اقليم خالص بالعفر في ارتريا كما اشرنا سابقا بدل ربطه مع اقليم سمهر، وقد تمكن من تحقيق هذا الحلم بعد مجاهدات طويله، واهم من ذلك هو اقليم خالص لهم بدون شريك.

ومن ثم واصل نضاله لتوحيد دنكاليا واقاليم العفر في اثيوبيا. وياسين محمودا كتب الكثير من القصائد والشعر في هذا المجال جلها قصائد توجيهية وتحريضية، واجرى لقاءات وحورات من اجل ذلك و اهم قصيدة علي الإطلاق او القصيدة المتجددة نظرا لإستمرارها طالما استمر وضع العفر مقسم في 3 دول وهي قصيدة الحسرة (Darraqis) التي القاها الراحل المقيم في اكثر من محفل وتغني بها لاول مرة الفنان العفري الكبير احمد محمد الجوهري وتغني بها الاجيال في 3 دول، وتعتبر البيان الرسمي (Manifesto) العفري، حدد فيها مواطن الضعف عندالعفر وعالج من خلا لها كيفية التغلب علي ذلك، كما تحدث في هذا البيان الشعري اذا صح التعبير عن الاقتصاد، التعليم والثقافة، والاستقرار بمعني التمدن و التحضر، واعلن حسرته الكبرى علي ارض العفر االتي تقطعت اوصالها وابناء العفر الذين اصبحو جيران بعض بدلا ان يكون في دارهم الواحد، وقدم حلولا علي مستوي النظري. بعد ايجاد اقليم خاص للعفر في ارتريا عمل علي توحيد العفر في اقليم واحد في اثيوبيا وارتريا، علما بان العفر في اثيوبيا كانو ينقسون في 4 اقاليم اثيوبية. وفي عام 1961م دعا عفر شمال دنكاليا الي موتمر في طيعو حضره اغلب الشيوخ والاعيان واستمر الموتمر لمدة اسبوع واجندة الموتمر كانت:-

1. اهمية توحيد العفر في اقليم واحد بدل تواجدهم في اقليم دنكاليا ومنقسمين في 4 اقاليم في اثيوبيا (الفائدة والخسارة).

2. وضع العفر في المنطقة والتحدايات.

صاحب الدعوة للموتمر وقائده الزعيم ياسين محمودا قدم شرحا وافيا في الاجندة وبعد نقاشات استمرت لاسبوع كامل اتفق الجميع علي اهمية ان يكون العفر في اقليم واحد وان يجتهد الجميع لتنفيذ ذلك علي مستوي الجماهير والدولة.

ودعا لموتمر مماثل في عام 1963م في عصب لاعيان وشيوخ جنوب دنكاليا ليحضر من لم يتمكن من الحضور في الموتمر السابق، الاجندة نفسها وكانت النتيجه ممثاله لموتمر طيعو.

تم حراك كبير بين الشباب والشيوخ وجميع الفئات وبعد تهئية الظروف المجتمعية تقدم القائد ياسين محمودا بطلب توحيد العفر في اقليم واحد الي الملك هيلي سلاسي الذي رفض الطلب باسلوب مهذب قائلا هذا المطلب منكم انتم عفر ارتريا ولم اسمع من عفر اثيوبيا مثل هذا الطلب، قال ياسين محمودا هذا ليس طلب عفر ارتريا فقط انما مطلب كل العفروسوف أكد لك ذلك قريبا وانصرف.

قام بكتابة طلب توحيد العفر في اقليم واحد وجمع توقيعات السلاطين وشيوخ القبائل في كل من ارتريا واثيوبيا وعاد بها الي هيلي سلاسي بعد 3 سنوات ونيف، ولم يترك له اي فرصة تململ.

كتب الملك هيلي سلاسي لوزير خارجيته ووزير الداخلية وطلب منهم التوضيح فيما يترتب علي مطلب (عدال)، اي العفر من الجوانب القانونية والامنية والسياسية. لا نعلم الرد الذي تلقاه هيلي سلاسي من وزرائه ولكن لم يتلقي الزعيم ياسين محمودا اي ايجابه من هيلي سلاسي ولكنه لم يكل ولم يمل من النضال لتوحيد الامة حتي توفاه الله عام 1969م، وعلي مستوي المجتمع تحققت الوحدة في جميع مستويات الشعب ولم يتوقف طلب توحيد الاقليم، في عهد نظام الدرق تحقق جزء منه هو توحيد اقليم اواش ودنكاليا تحت اسم الحكم الذاتي لعصب، وفي ظل الحكومة الفدرالية الحالية تم توحيد كل العفر في اقليم واحد ولكن بدون دنكاليا.

سمح لمنظمة Red Sea Mission بالعمل في طيعو بعد إتفاقه مع المنظمة التبشيرية ان تقوم ببنى المركز الصحى في طيعو ليستفيد من خدماته المجتمع فى المنطقة، و اقنع الاهالي الذين كانوا قد رفضوا تلك المنظمة التبشيرية خوفا ان لا توثر سلبا علي العقيدة، وياسين محمودا اقنعهم من خلال نقطتين:-

١) حماية عقيدتنا مسؤليتنا ونحن لها.

٢) ان يستفيد ابنائنا من تعلم اللغة الانجليزية، والمواد الدراسية مسؤولية الطلبة والمنظمة.

كتب نشيدا مدرسيا باللغة العفرية تبيين وحيدانية الله وعنوان النشيد: ياحيو الله دين الاسلام صلوا علي خير الانام:

كان الطلبه يرددونه كل صباح قبل دخولهم للفصول.

لم يكن اهتمامه فقط بالجانب السياسي والقومي والثقافي والتعليمي انما ايضا كان مهتم في الجانب الاقتصادي للقومية وله محاولات جادة وكثير في هذا المجال، فقد عمل على توجيه الناس للاستثمار في المجال الزراعي والثروة البحرية بشكل جماعي من خلال اقامة جمعيات تعاونية او شركات مساهمة، وهناك تجارب نجحت بمجهوداته وتوجيهاته القيمه.

وسأتحدث عن تجربتين في هذا المجال كنموزج:-

١) شارك في تاسيس شركة الثروة البحرية من رحايتا وحتي مصوع، شركة مساهمة للإنتاج وتصديرالثروة البحرية. فعلا كان مشروع اقتصادي قومي هائل ولم يكتب له الاستمرار نظرا لخلافات بين من كان في ادارة الشركة والتدخلات المعادية.

٢) كانت الشركات الكبري تتنافس في استخراج المعادن النفيسة من مناطق مختلفة في ارض العفر دون أن يستفيد منه اصحاب الارض، فقد كان مشروع دالول (Xalol) للبوتاش (Potash) احد تلك المشاريع حيث تقدم ياسين محمودا بإستخراج رخصة باسم الاهالي وان تعمل الشركة من خلال تلك الرخصة ويكون للمنطقة دخل مقدر علي اساسها، ومنطقة دلول كانت تقع ضمن اقليم تجراي وعليه اضطر الزعيم ياسين ان يتقدم بطلبه لحكومة تجراي ولكن تم رفض الطلب من قبل الامير راس منجشا سيوم.

ولم يستسلم الرجل العظيم وتوجه الي اديس ابابا ليناقش الامر مع الملك هيلي سلاسي وقبل ان يلتقي بهيلي سلاسي قابل ابنته تانجت ورقو، وزوجها راس اندرقاشو، وناقش معهم الامر بيد ان موضوع توحيد اقليم العفر حاضرا في اي من لقاءاته مع الملك، ووعدوه بانه سوف يصدروا الرخصة باسم اهل منطقة دالول وتحدد موعد استلام الرخصة.

وعاد ياسين في الموعد ليتفاجئ بانهم استخرجوا الرخصة بإسميهم واتفقو مع شركة باترسون (Paterson) الامريكية التي كانت تعمل في استخراج البوتاش من دالول، وذلك ليكون العائد لهم علي حساب الشعب.

للزعيم ياسين كثير من القصائد لمعالجة مشكلة السكر والشعوذة ساهمت في حلحلت الكثير من قضايا العفر في الاقليم وفي عموم ارض العفر،وهناك الكثير مما لم يتحقق كما كان يطمح وقد تحققت بعض طموحاته بعد مماته.

قام بتجميع وكتابة قانون برعلي (Burqili Madqa) الذي مضي عليه قرابة 200 عام في مجهود اخذ منه اكثر من 6 اعوام وانقذ ذلك القانون التراثي من الاندثار وكتبه باللغة العربية.

وفي 10-12-1969م، توفي في اسمرا بعد عودته من رحلة العلاج في لندن ودفن جثمانه الطاهر في مقابرالمسلمين في اسمرا.

وللزعيم الراحل المقيم 19 من الابناء والبنات، وهم كوكبة من النخبة خدمت ومازالت تخدم الامة في مختلف المجالات، 11 من الرجال و8 من الاناث. رحم الله موتاهم وحفظ الأحياء منهم.

Top
X

Right Click

No Right Click