الأستاذ محمد عمر محجب يحقق إنجازات ضخمة في مسيرة حياته - الجزء الأول

بقلم الأستاذ: عبدالرحمن إبراهيم الصائغ (أبو أنس) - كاتب وبـاحث ارترى

الوالد والخال الاستاذ/ محمد عمر عثمان عيسى محجب، من مواليد مدينة كرن العريقة في 15 فبراير 1934م.

محمد عمر محجب 1

وقد حقق بالفعل إنجازات ضخمه وتولى مناصب مرموقــه في عقر دار الإمبراطورية الأثيوبية، لأنه كان ينطلق من وراء الحلم ويسعى إلى تحقيق الذات وترك بصمة من بصماته للأجيال القادمة، ولم يكن الصمود والوصول للقمة مفروشاً بالورود.

تلقى تعليمة الإبتدائي في مدارس مدينة كـرن ومدينة قنـدع وسبت جرجيـس بلعاصمة أسـمـرا، ومدارس الأحـفـاد (بأم درمـان - السـودان).

ثم عاد إلى إرتريا في عهد الإنتداب البريطـاني في عام 1952م، والتحق برآسة المديرية في عهد الإنتداب البريطاني - مستر / ريردون.. في أغردات وفي العهد الفيدرالي رقى إلى رتبـة (بـاش كاتب)، وعمل مراسـلاً لجريدة "الـزمـان" في المديرية الغربية.

كان دائماً تواقـاً إلى إجـادة اللغة الانجليـزية وحيث ان مصادر تعليم هذه اللغة كانت شحيحه فقد وجد ضالته المنشودة في برنامج تعليم الإنجليزية بــ(الراديـو)
من هيئة الإذاعة البريطانية لمدة ثلاثـة أعوام دون كلل أو ملل وكان يرسلها بإستمرار.

مراسلته للإذاعة البريطانية وتعلمه منها اللغة الانجليزية، حتى حصل على سلسلة Horaby.

وفي نفس الوقت تبادل الرسائل مع الاستاذ الكبير/ حسن الكرمي في برنامجه المشهور "قول عـلى قول"، وقد ساهم بإعطاء دروس خصوصية لبعض الطلبة.

وعندما زار الاستاذ/ محمد عمر مدينة لندن عام 1966م احتفل الاستاذ/ حسن الكرمي.. بوصول هذا الشاب الطموح من أفريقيـا ودعاه إلى وجبة غداء في منزله، وقدمه للإذاعة البريطانية حيث تحدث عن إنطباعاته عن عاصمة الإمبرطورية البريطانية والدور الذي لعبته هذه الإذاعة في تحسين لغته الانجليزية والتقطت له صور تذكارية مع الاستاذ/ حسن الكرمي.

ومنذ سبعة سنوات سنحت له الفرصة لزيارة العاصمة لنـدن وقد أجرىٰ له مقدم برنامج "تأريـخ إذاعـة" مقابلة شيقه، وأكد له بأن علاقته مع الإذاعـة تعود إلى ستين عامـاً وقد أنبهر مقدم البرنامج الاستاذ/ فؤاد عبدالرازق.. بالصورة التي التقطت منذ ربع قرن مع الاستاذ/ حسن الكرمي.

لنعد إلى الاستاذ/ محمد عمر محجب.. أول زيارة يقوم بها إلى أديس أبابا عاصمة إثيوبيا كانت في إطار صلة الرحم لعمه الجد الخليفة/ عبدالقادر عيسى محجب (رحمة الله عليه) الذي كان يشغر منصب ”قاضـي القـضاة في المحكمـة الشرعيـة“ هناك.

واثناء تجواله في شوارع أديس ابابا الجميلـة وجد إعـلان عن وظائف شاغرة في "البنك التجاري الإثيوبي" وقدم طلباً باللغـة الانجليزيـة، فقبل الطلب ثم جلس للإمتحان في اليوم التالي.

ومن ضمن الأسئلة كان كتابة مقال... وبما أن الاستاذ محجب كان يشغر ”بـاش كـاتب في المديرية الغربية في مدينة أغـردات الإرتريـة أيام الاتحـاد الفدرالي وكونه مراسـلاً ”لجريـدة الزمـان“ ومثقفـاً حيث كان يطالع المجلات العربية مثل روزاليوسف.. واخر ساعـة“ وغيرهـا.

من هنا أثناء الإمتحان كتب مقـالاً رائعـاً باللغة العربية وترجمه إلى الإنجليزية وطبعه بسرعة... وقدمه.

بعد ذلك عاد حيث يعمل في أغـردات... بعد مدة نشر اسمه في "جـريـدة الزمـان" من ضمن الناجحيـن والمقبولين لدىٰ البـنـك بـراتـب مغـري، وهذا كان سبب لتحولـه الأستراتيجـي في حياتـه العمليـة.

قدم الأستاذ/ محمد عمر محجب إستقالته إلى الحكومة الإريترية المحلية، وسافر إلى أديس أبابا والتحـق في ”البنـك التـجاري الإثيـوبي“ في 1 مايو سنة 1956م كموظـف رسمـي، وكونـه طموحـاً ومجتـهداً وعنده نشـاط كبيـر.

ومن أجل زيـادة دخلـه في كل مسـاء كان يذهب إلى "مركــاتـو"، السوق العمـلاق بمستوىٰ اثيوبيـا حيث التـجـار العـرب وكان يساعدهم في المراسلات التجارية في عملية التصدير والاستيراد وكان ناجحـاً في هذا المجال بأمتياز وبالتالي كان مطلوباً لدى كثير من التـجـار.

هنا كان التحـدي لتحقيـق الأحلام لمستقبـل مشـرق في مجتـمع مختلف تمامـاً عن المجتمع الذي ترعـرع فيه وعدم إلمامه باللغة الرسميـة السائدة هناك،
ولحسن الحـظ فإن العمل في البنـك يتطلب إيجـادة اللغـة الإنجليـزية لـغـة العمل إلى يومنـا هذا.

التحق حالاً بالمـدارس المحلية بحمـاس ومنقطع النظيـر ونجـح في أمتحانات الثانويـة العامـة وبعدها في القسم الليـلي في (جامعـة هيـلي سلاسي).

تخـرج بعد كفـاح مرير وتضحيـات جسيمـه وكان يهـوىٰ اللغات الأجنبيـة حيث تعلـم اللغات (الإيطاليـة، والألمانيـة، والفرنسيـة).

وفي عام 1963م أتت منحـة للبنـك للدراسيـة والتدريب المهني في المصارف الألمانيـة وقد رشـح نفسه لدىٰ المديـر ولم يوافـق له!!

بحجة أن هذه المنـح أتت للمدراء وأنت مازلت ليس لديك درجة مدير.

حينها قدم إستقالتـه وقـرر أن يلتحـق بتلك المعـاهد بطريقتـه وأخـذ التأشيـرة من السفـارة الألمانيـة في أديس أبابا، وبـاع سيـارتـه الـخـاصـة كما كتـب مذكـرة تزكيـة وعمـدها من العشـرات التـجـار الذين كان يسـاعدهـم وتحـرك وأسـرته الى مدينـة كـرن مسقـط رأسـه وتـرك أسـرتـه في بيـت أبيـه وإخوانـه، ثم غـادر إرتـريـا إلى ألمـانيـة بــراً وبـحـراً..!!

وصـل إلى وجهتـه وقبل بـداء الدراسـة بمـدة وتقدم للدراسـة وأستقبـل إستقبـال جيـداً، وأبـدع في التعـلم والتـدريب حتـى تخـرج بأمتيـاز ثم أعطـي جـائزة عبـارة عن تـذاكـر مجـانيـة حـول العـالم.

وأستـلم بكـل فـخـر (دبلـوم عالمـي عن المصـارف) وقـعـه شخصـياً الوزيـر الفيـدرالي للتـعـاون الإقتصـادي الألمـاني.

بعد التـخرج ذهـب إلى بريطـانيـة وتقـدم لـدىٰ (كليـة ويست منيسـتر بأنـك) في لنـدن، حتى يتـدرب لديهـم ويتـعرف على السيـاسـة المصرفيـة لديهـم.

أعترضـوا في البدايـة ولكن عندمـا وجـدو طموحـات كبـيـره لـدىٰ هذا الـشـاب وأبـرز لهم مذكـرة التـزكيـة المعتـمدة من تـجـار إثيـوبـيـا أطمئـنـو لـه ومنـحـوه الفرصـة للـدراسـة والتـدريب لديهـم وأتخصـص في (نـظـم وسـياسـات التبـادل المـصـرفي الـخـارجـي) وقد حـصل على شهادة منهم.

ولديه مؤلفات من تأليفـه باللغـة الانجليـزيـة عن المصـارف يدرس في معاهـد تدريب الموظفيـن.. وألف كتـاب عن قسـم المراجعـة.

بمناسبة هذا النجاح الباهر الذي حققـه كافأ الشاب/ محمد عمر.. نفسه بجولة سياحية إلى الولايات المتحدة الامريكيـة وكنـدا.. ثم أتصل به وكيل بنـك "دي رومـا" في إيطاليـا Banco di Roma وعرض عليه العمل كمـدير في فرع البنـك في أثيوبيـا..!!

رفـض عـرض وكيل ”بنـك دي رومـا“ حيث شعر بأنه سيظل مدير فرع فقط إنما الوالد كان لديه طموح كبير ليتدرج في السلم الوظيفي.

ثم عاد هذا الشـاب إلى أديـس أبابا بعد غيـاب ثلاثـة سنـوات.. وفي صدره أوسمـه النـجـاح.

أحتفلت السفارة الألمانيـة لنجاحه وظهر أسمه في صدر الصفحـات الأولىٰ في الصحف المحليـة.

أستقبله المدير العام في (البنـك التجاري) لأن البـلاد كانت في حاجـةٍ إلى الكفاءات في عالـم المصـارف.. وعرض لهم ان يعطيهم الأولويـة حيث كان يعمل لديهـم يومـاً مـا وهو مطـلوب جـداً لدىٰ جميع البنـوك الآخرىٰ.

وطبعاً المدير لم يفـرط فيه ثم عرض له كل ما يرضيـه من إمتـيازات.. ولأول مره يحقـق موظـف في البنـك كل هذه الإنجـازات بجهـود ذاتيه بحتـه.

وحيث ان الاستاذ/ محمد عمر محجب.. يجيـد اللغـة الإيطاليـة عرض عليه المدير العام الإنتقال إلى العاصمـة الإرتريـة أسـمـرا.. حيث توجد جاليـة إيـطاليـا ضخمـه تسيـطر على الإقتـصاد هنـاك.. وأنشاء فـرع لبنـك "زرآي درّس".. ويقع أمام بنـك "دي رومـا" وبنك "دي نابولـي".. ‏Banco di Roma & Banco di NapoIi رحـب الاستاذ/ محمد عمر محجب.. بهذا العـرض بحمـاس ليتمكن من العـودة إلى مسقـط رأسـه.

أفتتـح الفرع حاكم إرتريـا في ذلك الوقت وممثل الأمبراطور الأمير/ أسـرآت كاسـا.. وبعد مضي سنتـين نجـح هذا الفـرع.. وعرض عليه المدير العـام للنتـقال إلى مدينة مصـوع لأن الفرع كان يعاني من خسـائر كبيـرة..!!

وأنتقل هناك وخلال عاميـن تحـولت الخسـائر إلى أربـاح بفضل الله أولاً ثم بجهود هذا الشاب المتميـز.. واستفـاد أهالي مصـوع من التسهيـلات الإئتمانيـة التي قدمها البنـك لهم دون تحفـظ.

نواصل بإذن الله... في الجزء القادم

Top
X

Right Click

No Right Click