فقيد الوطن المناضل سليمان حسن كليم في ذمة الله

بقلم الأستاذ: إدريس إبراهيم أيم (أبو بلال) كاتب إرتري - لندن، المملكة المتحدة

ولدا الشهيد في قمهوت (سمهر) احد ارياف التابعة لمدينة قندع.

سليمان حسن كليم 1

انضم إلى النضال عندما كان طالباً في جمهورية مصر العربية.

وقد شارك عام ١٩٦٣م مع طلاب إريتريون آخرون في المظاهرة أمام السفارة الإثيوبية في القاهرة إحتجاجاً على زيارة الهالك الإمبراطور هيلي سلاسي لجمهورية مصر العربية في أيام جمال عبدالناصر.

وعلى إثر ذلك الموقف منه، قامت السلطات المصرية باستبعاده إلى الجمهورية العربية السورية، حيث تلقى دورة تدريبية عسكرية هناك، ومن ثم التحق بالميدان.

كان الشهيد سليمان حسن كليم شخصية رزينة ومتزنة وسديدة الرأي، اشتهر بين إخوته المناضلين بالصمت الظاهر والأدب الجم، قليل ما كان يتكلم عن نفسه.

كان قارئا وكاتباً ومثقفاً ومخلصاً ومتفانياً، وكان يحب قراءة الشعر في دراسته بالقاهرة، عرف عنه النبوغ خاصة في اللغة العربية.

كان راويا للشعر قديمه وحديثه وقد لاقت قصيدته:

أمشي على قدمي.. حافيا دون حذاء ،

واطوي على بطني.. جائعاً دون غذاء ،

واتحمل المشاق.. من أجل إرتريا ،

هذا أبي جريح.. وتلك أمي في العراء ،

وأختي لاجئة.. تواجه كل العناء ،

باسمكم جميعا.. التحف الثرى ،

تذوقت العذاب.. وتسلقت الجبال ،

رشاشي في كتفي.. اتحدى به المحال ،

ليعود لي شرفي.. ودار العم والخال ،

بأسم هذا الفلاح.. وكل تلك الجرح ،

ليت الكلام مباح.. الوحدة هي النجاح ،

وحدة الثوار هي الفلاح .

عندما تمردت القيادة العسكرية لتنظيم قوات التحرير الشعبية بقيادة:-

• المناضل محمد علي عمرو ،

• المناضل رمضان محمد نور ،

• المناضل أسياس أفورقي ،

ضد البعثة الخارجية بزعامة الزعيم عثمان صالح سبى! انحاز الشهيد إلى البعثة الخارجية.

عمل بالمفارز الأولى والمستحدثة لقوات التحرير الشعبية في حرب النضال.

واختير كعضوا في المجلس المركزي للمؤتمر التنظيمي الأول عام ١٩٧٧م.

وأعيد اختياره مجددا لعضوية المجلس المركزي.

سليمان كليم كان مناضلا مصلحا وشجاعا، وقد جرت عليه هذه الصفات متاعب جمة، حيث أن القيادة كثيرا ما يضايقها الشفافية والوضوح في بعض الأحيان.

في بداية الثمانينيات تقلد المكتب العسكري للتنظيم شخصية مريضة ومعقدة قام باعتقال كل الشرفاء العسكريين في التنظيم من ضمنهم المناضل سليمان كليم، لأكثر من سبع سنوات عجاف ذاق فيها الويلات من التعذيب في أقبية وسجون قاسية.

مات فيها مناضلون شرفاء أمثال محمود ميري، إلا أن الله تعالى كتب للأخ كليم حياة من بعد، فعاش حتى رأى فجر الاستقلال الذي حلم به وعمل لأجله، فآثر أن يدخل إلى إريتريا، ولكنه لم يجد دفئ الوطن الذي كان يناضل من أجله ويتمناه في الحاضر والمستقبل.

فعاد في آخر حياته إلى حياة اللجوء حيث لقى ربه يوم الخميس ٢٣ يونيو ٢٠٢٢ (رحمه الله تعالى المناضل والشاعر الثوري سليمان حسن كليم ويجعل مثواه الجنه يارب) وعندالله تجتمع الخصوم.

قال تعالى في سورة الشعراء: يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ(88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(89)

Top
X

Right Click

No Right Click