قصة قصيرة جداً لمحمود خالد على قيد

بقلم المناضل الأستاذ: إبراهيم إدريس ماركسي - دينفر

الساعة صباحاً، الوقت بين الترقب وتعاظم فكرة البقاء في الوطن.

محمود خالد على قيد 1العطاء حقيقة تأصلت بفعل تراكم التجربة وحركة التاريخ.

قال: لم أكن وحيداً حين عدتَ، كان أمل الدولة قد ترسخ وتفكك زمن الإقصاء، لاسيما أن "القصي" غدى ذكرى أخرى نتناولها فقط بين الحكاية و التدوين.

• عندما تخاطبهم تنفر قلوبهم قائله: كان همنا حقيقة ترسيخ بشائر العودة وغرس الورود في أبواب المدن. مدينتي كغيرها، لكنها قيلت أنها "وهران"، أعتز بها كما أعتز بكم يا مدن وطني جمعاً.

• ومن يجفاي الوقت، حين الوقت إقتحام في وعيك، في ضميرك وبين أحشائك. كنا من أوئل الوافدين، وهذه حكاية غريبة حيث ظنتت إنني من بعض الأوائل وأنا لا أُحب أن أفاصل بين التاريخ و الحاضر؛ لآنها مساومة خاسرة في عِشق الوطن.

• منذ طفولتي "الثورة" كانت وطني، بل كانت تأسيس "لإن أكون أو لانكون" أديبنا كان إسمه "حامد" ويكتب حروفنا بالسيف و المنجل والقلم، وقامته الشامخه بالكبرياء و المرؤةِ مع رفاقه وسلاحهم الأول!

• كان قد تم تفصيل حياتنا على فكرة الصمود، حيث كانوا أعدائنا هم - اليانكي وفصائل مجده في عمق الهضاب والممالك العتيقة وزبائنهم من قوم الردة - هكذا كان كتابنا في جبل "أر".

• شيوخنا هُم من علمونا أنَ الحروف لاتُكتب، بل تُصنع، لكي نحُفر بمعاولها الأرض و الحياة. كُنا نقتصد الماء بين البعير والطفل ومولودة نفترض لها أن لا تكون مؤودة في وطن نحبه ويحبنا.

• كان سفراً وتعباً محيق، حيث السماءِ دوماً كانت ماطرةٌ في صيفها بنِحرها لِلُقرى بِوابّل القنابل وحدث و لاحرجَ.

• قالوا: أنها هِجرتكم الأولى، كلأجيُر بالماءِ دفعوا جنرالات إثيوبيا و "الكماندوس" بِكُلّ القرى أن تُهاجر غرباً بل لِتُبزقَ من فمِ الوطنَّ؛ ومن صمّد منا، كانو هم أهلنا من كُل فج ٍ عميق منهم المقاتل و المقاتلة و الراعي العامل و الفلاح و الطالب و الرضيع.

لكني عُدت رغم السنين: في ذلك الصباح قالوا له أقُطنَ هذا السجن ولا تسأل!

كُتبتها في ذهني صباح أحد أيام بعد إعتقاله - أغردات عام 1995

Top
X

Right Click

No Right Click