زلزال مدينة مصوع عام 1919م

بقلم الأستاذ: أحمد السيد عثمان - كاتب وبـاحث ارترى

كيف كانت مدينة مصوع قبل الزلزال وبعده:

إنهيار المخبز بعد الزلزال مدينة مصوع

وللتوضيح والمعرفة كيف كانت مدينة مصوع في مبانيها وعمائرها وكيفية نشأتها في معمارها التاريخي القديم كما شاهدناه في السابق. وفي البداية ان مدينة مصوع تم نشأتها المعمارية في عهد الدولة العثمانية وفي عهد المصريين وايضا في عهد الدولة الأموية والخلافة العباسية ومن قبل ذلك وفي كل هذه المراحل له وضعيته وخصوصيته وتطوره.

وفي تلك الازمنة كانت مصوع تنعم بتطور المعمار تطورا مضطردا وكانت محدودة ولم يكتمل تنظيمها حتى الشارع الجنوبي (شارع فينيسيا) لم يكن موجودا وكان البحر في مكانه الذي كان يمر على الشارع سكة حديدية. وهناك كانت عمائر من أربعة وثلاثة طوابق واماكن شعبية ومنازل من دور واحد واحواش خشبية ولم تكن منظمة في تلك الفترة قبل الزلزال.

وبعد الزلزال المدمر حدثت اضرار كاملة لبعض العمائر والبعض الاخر من أربعة وثلاثة طوابق أصبحت فقط دور ارضي وفوقه طابق واحد فقط. وعلى سبيل المثال لا الحصر مدرسة شيخ الأمين وايضا المبنى العام لبيت النهاري ويوجد آخرون.

وفي السابق قبل 1919م تعرضت مصوع لعدة هزات أرضية في ازمنة مختلفة ومنها يوم 29 نوفمبر 1733م وايضا 14 سبتمبر 1864م وفي عام 1884م.

ولكن الزلزال الذي أحدث اضرار كبيرة وكان مدمرا وخلف اضرار هائلة وفي مبانيها ومنشأتها فهو الذي وقع عام 1919م. وفي مثل هذه الكوارث الطبيعية الكبيرة لا يستطيع الاهالي إعادة بنائها. وبعد عامين من حادثة الزلزال قامت الحكومة الإيطالية بمشروع بناء وتطوير مصوع عام 1921م واعادة اعمار مدينة مصوع.

وعندما قامت الحكومة الإيطالية بهذا المشروع لم تجتمع مع الاعيان او التجار ولكن كان هذا المشروع لتسهيل بناء وتطوير المدينة للمتضررين وغير المتضررين من الزلزال ولمن يريد أن يطور مبانيه حسب رغبته والضامن بين الحكومة ومالك العقار هو (حجة البيت) ثم يتم البناء بواسطة الحكومة.

وبعد إتمام البناء يتم تأجير المبنى ويتم سداد تكاليف بناء المبنى من الإيجار حسب الاتفاق. وهنالك بعض الاهالي قام بتطوير وبناء وإصلاح مبانيهم من امكانياتهم المادية الخاصة ولم يكن عن طريق الحكومة.

وفي بداية تطورها وازدهارها كانت مصوع قبلة للقاصدين للعمل من الدول المجاورة والذين قدموا للعمل فيها وشاركوا في بناء مدينة مصوع كعمال ومهنيين.

والعمائر التي كانت بالطراز التركي والمصري والتي لحقت بها اضرار تم إعادة بنائها وترميها بنفس الطراز السابق. وبعض المباني التي أنشئت حديثا بنيت بالطراز الإيطالي والاوروبي. على سبيل المثال عمارة قريبالدي وهي غرب مسجد الميرغني وغيرها كثير أنشئت بالطراز الإيطالي.

وفي عهد إيطاليا قاموا بإعادة بناء الجسرين بين مصوع وطوالوت واليابسة على طراز افضل من ذي قبل. حيث كان المقاول عبدالله غول والمنفذون محمد عمر بازرعة واحمد عبدالله غول.

وايضا كان في مدينة مصوع مزاراتها فقد زال الكثير منها من الوجود وبعضها زال بالزلزال المشهور والبعض الاخر في تنظيم وبناء شوارع الجزيرة حيث كانت مملؤة بالمقابر والقباب. وفي عام 1319 هجري الموافق 1900م فقد عملت الحكومة الإيطالية حفرة كبيرة واسعة في راس مدر حول ضريح الشيخ درويش في راس مدر وتم نقل الرفاة إليها والمقامات والنصب التذكارية وكانت كثيرة جدا ومحيت كلها بالزلزال وسوف نذكر لكم الأسماء لاحقا. ولا ننسى ذكر مسجد حسين باشا الذي كان في باب عشرة والذي هدم بواسطة الزلزال والذي يوجد مكانه الان عمارة ترينو.

وايضا كما ذكر الشيخ محمد عبيكان في مذكراته وهو من تجار اللؤلؤ ومجلس الشورى في ذلك الوقت.. ذكر: عندما وصلنا إلى مدينة مصوع في عام 1349هجرية كانت تتردد على السنة الناس إشاعة مفادها انه يوم الجمعة وفي الساعة الثانية عشر بالتوقيت الزوالي سوف تحدث كارثة لمدينة مصوع حسب ما تقوله الارصاد الإيطالية.

وقد هز هذا الخبر كل سكان المدينة فأخذوا الخروج والجلاء منها إلى بلدة اسمرا المجاورة لها. واخذ الناس يتسابقون في الخروج منها بحمل امتعتهم ما خف حمله وغلا ثمنه. ولم يبق في المدينة سوى بعض العقلاء والعاجزين عن السفر وبعض الاهالي.

وعندما مضى الوقت المحدد للحادثة انهالت على المدينة البرقيات والتليفونات تتساءل عن حال البلدة. وكان الجواب الحمدلله كل شيئ بقى على ما كان عليه فلم تخرب البلدة ولم يصيب الاذى سكانها. فأخذ الناس يعودون للبلدة ويمارسون حياتهم الطبيعية على احتمال وقوع الزلزال بها.

عمارة ترينوا (Torino):

والجدير بالذكر أن الموقع الذي شيدت عليه العماره المعروفه بهذا الإسم كان في السابق مسجد يعرف بمسجد حسين باشا تابع للأوقاف الإسلاميه ولكنه تهدم أثناء الزلزال عندما تعرضت مدينة مصوع الزلزال مدمر في عام 1919 تهدم كثير من مبانيها وألحق خسائر فيها والعمائمر التي كانت من أربع طوابق أو خمسه طوابق.

وفي عام 1922 بدأت الحكومة الإيطاليه في إعمار المدينة بطريقه جدا ميسره.

حيث تم إعاده البناء بضمان صك المنزل التضرر (حجة المنزل) حسب رغبته ويتم سداد تكاليف البناء على أقصاط متفق عليه على خلاف المقتدر.

وبعد ذلك بدأت مدينة مصوع تتوسع عقب دخول إيطاليا وازدهار التجارة بها وازداد تعداد سكانها وانتشار الأعمال فيها.

وفي عهد الإنتداب البريطاني طالبت الأوقاف بالموقع وكان صاحب المبنا المالك الأول الذي أنشأه هو تارينوا ثم إنتقلت الملكيه بعد ذلك إلى شركة الكهرباء وآخر المالك للعماره هو باحبيش.

أما بالنسبه للعماره صافويا المعروفه بهذا الإسم هي عمارة الشيخ أبوبكر باحمدون وهم من أعيان وتجار مصوع.

وهذي الصوره التي توضح عمارة تورينوا التي تتكون من أربع طوابق والعمارة الأماميه التي تتكون من دورين هي عمارة صافويا والصورة الأخرى التي توضح الجسر الذي يربط طوالوة بمصوع طولها 400m وفي آخر الجسر عند المدخل كان باب يسمى بباب عشرة وعند الدخول يدفع عشرة سنتيم وكان يقفل الباب في وقت معين.

والمبنى الصغير لموقع باصات حرقوة مصوع أسمرة بجوار البريد كان في السابق معرض للمجوهرات.

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click