منذ بنائه من 1400عام فى إريتريا قبلة مسجد الصحابة مازالت تتجه نحو - الأقصى

بقلم الأستاذة: مروة توفيق المصدر: الأهرام اليومى

بعيدا عن موقع بركان «إريتريا» وسحاباتها التى وصلت جنوب مصر ـ كان أول مسجد بنى فى صدر الاسلام فى اريتريا بميناء

مصوع على البحر الاحمر ويسمى «بمسجد الصحابة» بعد أن اشتد الاذى بالصحابة فى مكة المكرمة أمرهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالهجرة إلى الحبشة لان بها ملكا عادلا «النجاشى»، وقتها كانت تسمى بلاد الحبشة كل من الصومال والسودان وأثيوبيا وأرتيريا.

وأول ما وطئت أقدامهم الارض قادمين من البحر توضأوا وصلوا فى هذا المكان، وكان على رأس الصحابة جعفر بن ابى طالب ابن عم الرسول (صلى الله عليه وسلم) وهى الهجرة الاولى للمسلمين حيث كانوا مضطهدين، وأقاموا فيه أول آذان جهراً فى الاسلام، وفى ذلك الوقت كان اتجاه القبلة ناحية بيت المقدس. وذلك عام 615 م أى بعد خمس سنوات من الرسالة النبوية.

ما تبقى من المسجد المحراب الذى مازال متوجهاً نحو المسجد الأقصى منذ أكثر من 1400 عام، ولم يقم الاريتريون بإعادة بنائه حتى لا يفقد قيمته. فالحجر المستخدم فى بناءه حجر بحرى يتحمل أنواع الرطوبة المختلفة، ويظهر ذلك فى الصخور البحرية المليئة بالصدف حينما تدقق فيها تجد انها تكونت من صخور صلبة وهذا ما يفسر بقاؤه حتى الآن.

اعتاد الاريتريون الصلاة فى المسجد فى عيدى الفطر والاضحى وذلك تيمناً بالمكان، وتخليداً لاول زيارة للصحابة وأول هجرة فى الاسلام.

ويعتبر الاريتريون أنفسهم المسلمين الاوائل نظراً لتواجد الصحابة فى بلادهم حتى قبل هجرتهم للمدينة. ويرجع الاريتريون أسباب التسامح والتعايش إلى أنهم أخذوا الاسلام من أصحابه.

وهذا جزء من تراث الشعب الاريتري، حيث يمكن ان تجد فى الاسرة الواحدة أخ مسلم وابن عمه مسيحى لذلك فالدين لا يشكل حاجزاً نفسياً، والتالف الدينى هو احدى السمات المميزة للشعب هناك.

Top
X

Right Click

No Right Click