الطبقية أو الفئوية في المجتمع المصوعي في القرن التاسع عشر - الحلقة الرابعة

بقلم الأستاذ: حسين محمد باقر - كاتب وبـاحث

بِسْمِ ٱللّٰهِ ٱلرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

السادة والمشايخ: النخب الدينية الاسلاميـــة Syyids and Shaykhs: The Muslim Religious Elite

الفئة الثالثة The Third Category

اعيان الفئة الثالثة تستمد منزلتها او مرتبتها الاجتماعية من اعتبارات دينية، مثل (العلماء) الذين خدموا في مختلف المعاهد ومجالس الاوقاف والجمعيات الخيرية.

ومن هذه الفئة هناك الاكثر وجاهه هم: القضاة والمفتيين وكذلك الخلفاء والمقدم ومشايخ الطرق الصوفية الذين ينشطون في الضواحي، في حين ان الفئة الاولى من الوجهاء او الاعيان يرتبطون عرقياً ولغوياً بعشائر اصولها من الناطقين بالتجري والعفر والساهو. ان النخب الدينية تتشدق او تفاخر بأن أعضائها تجاوزوا الفوارق العرقية والمكانية في التاريخ الإسلامي، بعض الافراد يدعون بالشرف أي بانتمائهم بمنزلة الاشراف وذلك بعد نجاحهم الذى مكنهم في تعزيز أي تقوية موقعهم الاجتماعي والمالي.

في سجلات محكمة مصوع الاسلامية بأن افراداً من السادة المعترف بهم والمسجلين في المحكمة فإن اسمائهم تسبقها أي تتقدمها كلمة او لقب (سيد) للدلالة على انهم من السادة. السادة الذين كانت اسمائهم يسبقها لقب (سيد) هم:-

الصافي، هاشم، باعلوي، جعفر، ابو شعرين، المساوي، العطاس، نهاري وكلهم من الخارج من حضرموت او من بعض المناطق في شبه الجزيرة العربية.

وهناك ايضاً عائلات من الاشراف في سجلات المحكمة الاسلامية وهم:-

علي سالم (في حرقيقو) شلبي، تركي، مغربي، باقر، آدم بركوي، بركات، رمضان، وآخرون من الذين جزورهم او اصولهم من المنطقة او من الخارج. عائلات أُخري لم تذكر اسماؤهم في المحكمة الشرعية هي: عائلة حيوتي (والتي يعود اصولها الي عائلة الحِبشِي).

يقول جونثان ميران:

ان افراداً من عائلة حيوتي قابلهم في ارتريا ذكروا له: بأن شجرة عائلتهم تعود الى المقدم محمد (توفى عام 1255م). ويعتقد بأن المقدم محمد اول من ادخل الصوفية الى حضرموت كما ترأس الطريقة العلوية: بعض القضاة ايضاً كانوا من السادة امثال (المساوي وباعلوي ونهاري) في حين ان بعضهم كانوا من الاشراف من المدينة مثل (عباسي). وكذلك هناك من جاء من العشائر المتحدثة بلغة الساهو ومنهم (بادوري وناصر) افراداً من عائلة عباسي خدموا في مناصب دينية كقضاة وفي مكاتب الاوقاف لمده تجاوزت ثلاثة قرون. لكن رعاية الشؤن الدينية وفي العمل الخيري كان يعتبر ممارسة عامة، وان الامتياز المستمد من المنزلة الدينية لا يعود بشكل تلقائي الى الرخاء او يترجم الى الثراء المادي.

يقول جونثان ميران:

اخبره احد الروات في ارتريا ومسقط راسه حطملو (السيد إبراهيم محمد إبراهيم السيد) بأن عائلته كانت فقيرة جداً وان جده كان عاملاً في سفينة تجارية لنقل الفحم ووالده كان يملك كشكاً صغيراً في مكان ما في مدينة مصوع، لكن بما ان مرتبة السادة كانت مسألة محورية أي بالغة الاهمية للحفاظ على المنزلة الاجتماعية فإن عائلته ارتبطت او تصاهرت مع عائلات من السادة ذات شهرة عظيمة امثال: الصافي والمساوي.

ان اتحاد او ضم منزلات دينية عليا مع من هم اقل ثراء من دون غرور او تباهي ما يعني بانها كانت مسألة عادية - سلالات دينية اساسها او قاعدتها مدينة حرقيقو كما وردت في كتاب مواطني البحر الاحمر:-

عد سيد عثمان، عد سيد عمر بركت، عد سيد داوود، عد سيد مدني، عد شاوش، عد سيد درويش، عد سيد برج، عد سيد هاشم، وهناك افراداً من عشائر دينية المتحدثة بلغة التجرى والساهو في كل من سمهر وساحل مثل: بيت شيخ محمود (بادوري) وبيت خليفة وبيت قاضي وبيت توكل وعد معلم وعد شيخ درقي وعد شيخ حامد. استطاعوا من استخدام او تدبير نفوذهم الاجتماعي من اعتبارهم او مركزهم الديني.

عائلة حبونا واصولها من قبيلة (الاساورتة) استخدمت ايضاً مركزها في المحيط الديني. اسماعيل ادريسي حبون يُذكر بأنه كان وكيلاً لدي الناظر ومشرفاً او مراقب في مسجد دهب وكان ذلك في عام 1872م.

وفي عام 1886م محمد سعيد ادريس حبون كان معروفاً كخليفة في الطريقة الشاذلية في مصوع. عائلة حبونة تصاهرت وتمازجت مع معظم العائلات المصوعية امثال السيد محمد يعقوب جعفر وغيره.

نواصل في الحلقة القادمة انشاء الله

Top
X

Right Click

No Right Click