إضاءات مدينة مصوع: السيد عبدالرحيم النهاري من رواد تجارة اللؤلؤ في مدينة مصوع والمنطقة المجاورة

بقلم الأستاذ: أحمد السيد عثمان - كاتب وبـاحث ارترى

كان السيد عبدالرحيم النهاري من سكان جمعلي الصغيرة بجزيرة دهلك الكبير في منتصف القرن التاسع عشر واستطاع أن ينمي

ثروته من الصدف والمحار واللؤلؤ قبل أن يتجه إلى مصوع ليصبح قاضياً ومن أكثر الشخصيات المحترمة بها ثم تزوج من عائلة (بلو يوسف) التي كانت تتمتع بمكانة دينية محترمة، أما ابنه عبدالرحمن النهاري (المتوفي سنة 1870) ترك ثروة من النقود واللؤلؤ والقوارب والحيوانات وبضائع أخرى قدرت بـ (120000) ريال ماريا تريزا، أما علي عبدالرحمن النهاري (1850ـ 31/1930) قد كون ثروة أكبر، كان يملك الكثير من القوارب البحرية (السنابك) والآراضي وواصل أعماله في تجارة اللؤلؤ مثل والده وجده لإزدهار تجارة اللؤلؤ وفي أوائل القرن العشرين، إشترى السيد علي النهاري أغلب عقارات قريتي سلعيت وجمعلي في جزر دهلك. على النهاري مارس التجارة رأساً مع أوربا وكون ثروة رغم الحكم الإستعماري الإيطالي.

وقد سجل الحاكم الإيطالي مارتيني عام 1906 في مذكراته، أن علي النهاري ان يرافقه على ظهر السفينة فسبوشي في طريقهم إلى أوربا يصحبهم وكيل مؤسسة روسنتال الشهيرة في باريس الذي أمضى ثلاثة أشهر في مصوع يشتري اللؤلؤ بآلاف الليرات الإيطالية.

إن رحلات علي النهاري إلى أوربا ذكرها أيضاً كاتب المغامرات الفرنسي وتاجر المجوهرات هنري دي مونفريد الذي قابله في منزله بقرية جمعلي سنة 1914 الذي أشار إلى علي النهاري ”بسيد علي“ واصفاً إياه بالثري العربي الذي فاق ثراؤه الجميع والذي سبق أن قام بعدة رحلات إلى باريس والذي احتكر تجارة اللؤلؤ في أسواق الإقليم.

وفي كتاب هنري دي مونفريد (Le Secrets de la Ner Rouge) أي (أسرار البحر الأحمر) بالفرنسية والمبني على تجربته ولكنه خيالي إذ كرس الكاتب صفحات طويلة (وفصلاً كاملاً) عن السيد علي النهاري والذي يبرز تأثر وإعجاب الكاتب الفرنسي به، ولتقديم بعض المعلومات عن السيد علي النهاري فان هنري ذكر على سبيل المثال أن أكثر من 50 خمسين سنبوك لؤلؤ كانت تعمل لحساب السيد علي وفي الجزيرة العربية كان له الكثير من الأراضي الزراعية الشاسعة.

لكن ثروة علي النهاري أخفيت بدهاء بعيداً عن المتآمرين. وطبقاً للمعلومات المتعلقة منها بإحدى رحلاته إلى باريس قد أودع علي النهاري لؤلؤاً ونقوداً في مصرف باريسي مشهور جداً واشترى عقارات كاستثمار هناك، وان بعض تعاملات علي النهاري المالية كانت مرتبطة برجال أعمال فرنسيين في تجارة اللؤلؤ أمثال (فيكتور روزنثال وبينفيلدز، إن قصة علي النهاري قد ألهبت خيال الكثيرين أبعد من هنري دي مونفيد ففي سنة 1937 تحولت القصة إلى عمل سينمائي فانتج فيلم (أسرار البحر الأحمر) وقام بدور شخصية علي النهاري الممثل الفرنسي هاري بور، وكذلك أنتجت بين عامي 1968، 1975 مسلسلات تلفزيونية عرضية بنفس الإسم.

المراجع التي اعتمد عليها المؤلف:

دار الوثائق الإيطالية والفرنسية والإنجليزية

الجمعية الأمريكية للتاريخ

الإتحاد المهني للمؤرخين

لؤلؤ أرخبيل دهلك بالبحر الأحمر (1860ـ1930) Lulu Masawa

هذه الوثيقة تكشف أوجه التطور الكبير والسريع أو المفاجئ لرؤوس الأموال الضخمة والكثافة العمالية في أعمال استخراج وتجارة اللؤلؤ في جزر دهلك في المدة التي شهدت فيها المنطقة التطور الواسع والسريع في البنية الإقتصادية التجارية العالمية فهي بذلك تعطي نموذجاً راقياً أو متميز للطريقة التي بها التحولات التجارية والإقتصادية الأوسع في المنطقة ذلك مما أدى إلى ضخامة سلسة الإنتاج التجاري واستهلاك المنتجات البحرية. إن إستخراج وتجارة اللؤلؤ ساعدت في نمو الأساس المميز لتمويل الأعمال أو المتاجرة اللتان ساهمتا في التنسيق بين الوكلاء التجاريين في البحر الأحمر والمحيط الهندي بمختلف أنواع السلع.

غواصو اللؤلؤ ـ كانوا من الدهالك والعرب ـ وفروا العمالة التي قامت بذلك كما أن ملاك القوارب الخليجيين أو الحجازيين أو اليمانية أو الدهالكة أو المصوعيين سلموا القوارب للغواصين والصياديين ووفروا بذلك مهمة النقل كما مول التجار الهنود والعرب مشاريع استخراج وتوزيع اللؤلؤ واشتروا منتجات (الترف) البحرية (أي اللؤلؤ) التي أخذت طريقها إلى بومباي وإلى المستهلكين في عواصم أوربا وخاصة لندن وباريس وفيينا.

إن أعمال اللؤلؤ الدهلكية تموذجاً لعلاقة الإقليم بالشمالي الغربي (أي أوربا) وهذا يفسر دور الإستعمار الإيطالي في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في تحديث أعمال اللؤلؤ وجعلها أكثر عصرية وجعل هذا القطاع الإقتصادي لمستعمرتهم أكثر فاعلية.

وهذه الوثيقة تتضمن دراسة لموضوع نادر عن أكثر تجار الأرخبيل ثراءاً، هو السيد علي نهاري (المتوفي في سنة 1930) والذي كان يتاجر رأساً مع أوربا، وسبق أن إستثمر أمواله في العقارات في أوائل العقود الأولى من القرن العشرين.

هنري دي مونفريد (1937-1974) الفرنسي المغامر وتاجر المجوهرات والمقاول والمؤلف لعشرات الكتب، خلد السيد علي النهاري كواحد من أبرز الشخصيات الأساسية في أول وأكثر كتبه إنتشاراً وهو (Le Secrets de la Ner Rouge) أي (أسرار البحر الأحمر) بالفرنسية.

المؤلف:

Jonathn Miran Assistant Professor of isiamic Civilization Dept. of Liberal Studies at Western Western Washington University.

وأيضاً استمر ابنه السيد/ هاشم بن السيد علي النهاري بعد والده كان يعمل بتجارة اللؤلؤ وكان يصدر المنتجات البحرية من مدينة مصوع إلى الدول الأوربية مثل صدف اللؤلؤ والتركاس والساردين والوزف المجفف والقواقع بمختلف أشكالها وفي عام 1970 لقد ظهر فيلم وثائقي عن أرخبيل جزر دهلك من إنتاج شركة إيطالية متخصصة في إنتاج الأفلام الوثائقية وهو يعرض كمية كبيرة من اللؤلؤ الطبيعي المستحرج من مياه البحر الأحمر بأرخبيل جزر دهلك.

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click