الموسيقار الكبير علي محمد أمان ياعسينا

بقلم الأستاذ: محمد صبري

يعد واحدا من ابرز الموسيقيين الاريترين الذين تركوا بصماتهم علي الاغنية الوطنية الاريترية

والتي كان لها اثرها البالغ في وجدان الشعب وقدرتها في خلق حالة من الارتباط العاطفي بالوطن والثورة.

ولد الموسيقار الاريتري الراحل علي محمد امان حمد عبدالله قورا، الشهير بعلي (ياعسينا) في بداية الأربعينيات من القرن الماضي في قرية صغيرة تسمى (زقن زقب) على بعد كيلو مترات من مدينة عدي قيح، وبعد عامين من ولادته توفي والده محمد أمان حمد، حيث كان يعمل جنديا في القوات التابعة للاستعمار الإيطالي وقد كان شاعرا متذوقا للفن ايضا، و بعد وفاته انتقلت الأسرة إلى مدينة اسمرا للاقامة حيث يسكن أهالي وأقارب والدة الراحل.

تلقي المرحوم علي محمد امان التعليم الأساسي والمتوسط في مدرسة الجالية العربية في اسمرا، ثم دفعه حبه للموسيقي لتعلم اصولها من خلال التحاقه بقسم الموسيقى بمعهد الشرطة بمدينة اسمرا - والذى كان يعرف حينها باسم (بوليس اوركسترا).

واستمر بعد تخرجه في العمل مع الفرقة الموسيقية للشرطة مع زملائه الموسيقيين أمثال يونس إبراهيم ونقاش تكىء ومحمد برهان عطا وأباي وآخرين عازفا ومغنيا وملحنا وسطع نجم علي محمد أمان ياعسينا عندما تغنى برائعته الشهيرة في عام 1958
Elleabanam sin amo yi assiinaa yalli ko yaydamo كل شئ من اجلك يا امي ودمتي الي الابد (والام المقصود بها الوطن) و تلك كانت اول اغنية يتم تسجيلها فى دار الاذاعة الاريترية بلغة الساهو وكانت اول ميلاد للاغنية الساهاوية الحديثة.

واثناء عمله في اروكسترا في اسمرا استدعاه حاكم إقليم تغراي آنذاك لؤل منغيشا إلى مدينة مقلي حاضرة إقليم تغراي بغرض اعداد و تدريب كوادر موسيقية في مقلي، وبعد انتهاء مهمته عاد إلى العاصمة اسمرا ولكنه سرعان ماقرر الموسيقار الراحل الالتحاق بالثورة الاريترية وكان ذلك في بداية السبعينات حيث كان لهيبها في اوجه فقام بتأسس الفرقة الفنية المركزية للجبهة الشعبية لتحرير إرتريا، كما ساهم في تأسيس وتدريب فرقة الورود الحمراء او ما كان يعرف ب(أشبال الثورة) حيث تغني في تلك الفترة في الميدان باشهر اغانيه الوطنية بلغة الساهو واللغة التغرنية التي يتقنها بشكل كبير.

ومن اشهر اغانيه ابان الثورة..

إريتريا نبارو مي كوليلا (اريتريا ارضي من يضاهيك في علوك)

• عصب كي مصوع،

مليشي ي درراع،

قدن ويو ويوو،

إريتريا تبوكيك معلاه.

ويذكر عن المرحوم علي ياعسينا انه كان أستاذا للموسيقى وملحنا وعازفا، وتتلمذا على يديه الكثير من الفنانين والموسيقيين الاريترين.

وكان يطلق عليه أبو الموسيقى الوطنية. ولكنه ولظروف شخصية غادر المرحوم علي ياعسينا الميدان في نهاية عام 1980 متجها إلى السودان حيث عمل مدرسا للموسيقي لشرطة ولاية كسلا لعدة اعوام ، ثم سافر للعمل في السعودية.

رحل الموسيقار الاريتري الكبير علي محمد أمان ياعسينا عن عالمنا في العام 1990 بعد صراع مع المرض لم يمهله طويلا تاركا لنا تراثا فنيا يعتز ويفخر به الشعب الاريتري عامة ومجتمع الساهو بشكل خاص.

رحم الله الفقيد علي محمد أمان ياعسينا و تغمده بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين اللهم امين.

Top
X

Right Click

No Right Click