سيرة الفنان المرحوم محمد عبدالله باعيسى ودوره الرائد في الغناء والإنشاد الثوري الأرتري

بقلم الفنان المناضل: عبدلله عثمان اندول

الأخ المرحوم محمد عبدالله باعيسى فنان أرتري من أبناء مدينة كرن ويعتبر أحد أعمدة الغناء الأرتري بلغة التقري،

من رعيل الأوئل من حيث توقيت ظهوره كمغني وأيضا بالنظر إلى إسهاماته ودوره في ترقية إنشودة التقري التي يُعتبر أول من تغنى بها بأستخدام آلة العود.

إشتهر المرحوم باعيسى بأنشودة "يومتي سكاب بدى" وهي إنشودة ثورية تحريضية تناشد كافة مكونات الشعب الأرتري من قبائل ومناطق وأقاليم لمقاومة ومقارعة الإستعمار الأثيوبي وتمجد مفجر الثورة الشهيد عواتي ورفاقه ويقال ان المرحوم باعيسى قد قام بتأدية تلك الإشودة في الستينيات من القرن الماضي في أديس أبابا في حفل حضره الأمبراطور هيلي سلاسي، ولم يتم توقيفه أوالتحقيق معه حينها، ربما بسبب عدم وجود آلية رقابة من لجان تدقيق وإجازة أغاني وغيرها من الوسائل الرقابية الأخرى، وما المهم في الأمر هو ان المرحوم باعيسى قد صدح بصوتٍ عالٍ للثورة وأوصل رسالته لكافة أطياف الشعب الأرتري في وقت كان فيه مجرد الهمس والحديث عن الثورة مدعاة للإعتقال والسجن.

تعرفتُ على الأخ المرحوم محمد عبدالله باعيسى في الثمانينيات بمدينة جدة وكان وقتئذٍ يمارس أعمال التجارة لحسابه الخاص في منطقة باب شريف بجدة وتوطدت صداقتنا سريعاً وكُنّا على تواصل مستمر، وكلما سنحت لنا الفرصة، كُنّا نقوم بأدء بروفات موسيقية إلى أن اختمرت في ذهنه فكرة جمع وتسجيل أغانيه على شريط كاسيت بمشاركة العديد من الفنانين والعازفين المتواجدين حينها في مدينة جدة.

كانت كل متطلبات تنفيذ الفكرة من مغنٍ وعازفين وآلآت موسيقية متوفرة، غيرأنه بكل أسف، لم تتوفر لنا إمكانية التسجيل داخل أستوديو مخصص لذلك الغرض،وعليه قررنا أن يتم التسجيل في منزلي بحي الشرفية في مدينة جدة بالإمكانيات والالات المتاحة وبأشتراك الأسماء التالية:-

• االفنان/ محمد عبدالله باعيسى — في الأداء،

• الفنان/ إبراهيم قورت — شارك بالعزف على الة الأورغ،

• الأخ/ حسين إدريس شيخ — شارك بالعزف على الة الساكسفون،

• الأخ/ عبدالله هاكين — شارك بالعزف على الة العود،

وشارك كل من:-

الفنان/ إدريس محمد على،

العازف القدير/ جمال يسلم،

عبدالله اندول بالعزف على آلآت الكمنجة،

وبذلك تم للفنان المرحوم باعيسى ما أراد وأنتشر الشريط حينها على نطاق واسع.

كان الأخ الفنان باعيسى رجل بسيط ومتواضع، محبا للناس وطيب المعشر وكان مرهف الحس، يسكن حب الوطن في وجدانه وفي قلبه الكبير، وكان دائما يدندن ويتغنى للوطن والثورة حثيما حل وإرتحل، ويكفيه شرفا بأنه أول من أنشد للثورة الأرترية بلغة التقري بإستخدام الة حديثة.

Top
X

Right Click

No Right Click