تاريخ الفرقة الفنية لقوات التحرير الشعبية - الحلقة السادسة

بقلم الفنان المناضل: عبدلله عثمان اندول

بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها الفرقة في جولاتها الداخلية التي غطت معسكرات حشنيت ولكوييب ومعلاب

وفي إحتفالات تحرير أغردات وعيد الثورة وعيد العمال، تقرر أجراء جولة فنية خارجية تشمل مدينتي كسلا والخرطوم السودانيتين إضافة إلى العديد من الدول الشقيقة والصديقة الأخرى، وعليه غادرت الفرقة الميدان بكامل أدواتها وعديدها في بدايات العام 1977 ووصلت إلى مدينة كسلا، ومنها إستهلت رحلتها الخارجية وهي تحمل على عاتقها شعلة الفن والتراث الأرتري الشعبي والثوري لتعرضه على الشعوب الشقيقة والصديقة المساندة للثورة الأرترية، وهكذا وصلنا الى محطتنا الأولى ونحن نتطلع إلى تقديم أفضل الفقرات الإناشادية والعروض الفنية بإجادة وإتقان من أجل عكس معاناة الشعب الأرتري وصموده وإنتصارات ثورته المجيدة، وكان يحدونا الأمل أن نحقق من خلال كل ذلك المزيد من النجاحات والمكاسب لصالح قضية الشعب الأرتري العالدلة.

وكان قد تم اقرار التشكيل النهائي للفرقة على النحو التالي:-

ادريس محمد علي – مُنشد وشاعر وممثل وعازف على الات العود والكمنجة
عبدالله عثمان اندول مُنشد وعازف على الات العود والكمنجة والأورغ
سعديه محمد سعيد مُنشدة
عثمان عبدالرحيم  مُنشد وشاعر وملحن
محمود عبدالله  مُنشد وممثل
همد محمد سعيد بهار  عازف الة االكمنجة وممثل
صالح عمر مسلم  عازف الة كمنجه
حسن محمد شريف عازف كمنحه وممثل
موسي احمد اسماعيل  عازف كلارنيت
حسين ادريس شيخ  عازف ساكسفون
محمود ود حسب  عازف إيقاع
احمد صالح مفكوت عازف ألة اكورديون
عماد عدلان  عازف ايقاع وممثل
تخلي أدحنوم  عازف الة جيتار
قرماي سلمون عازف جيتار
نقاش محمد برهان  عازف بيز جيتار
محمود عنقي  منشد
موسي صالح  منشد وعازف ربابة ومؤدي رقص تراثي
محمد عمر ابلاي  منشد وعازف ربابة
خديجه محمد كورس ومؤدية رقص تراثي
امنه حامد كورس ورقص تراثي
امنه ادريس علي  شوكيشه رقص تراثي
جميله صالح كورس ورقص تراثي
زهرة رقص تراثي
حسن اسماعيل رقص تراثي
علي اوكير رقص تراثي
محمد عيسي رقص تراثي
حسن ادم الامين رقص تراثي
جابر محمود دمبليلي رقص تراثي وعزف إيقاع
‫عمرعبدالله  اداري
مصطفى يعقوب  اداري
ابو احمد الحمدابي  اداري

استقبلتنا جماهير كسلا استقبالا حارا ترك في نفوسنا شعورا بالسعادة والرضى وبشكل عام، كانت تسير الرحلة على مايرام مع أنها لم تخلو من بعض العقبات التي لايمكن نسيانها أو تناسيها خاصة تلك التي أُريد لها ان تعكر صفو عمل الفرقة وتؤدي إلى إعاقته، وفي هذا السياق أذكر حادثة أختطاف الفنان عثمان عبدالرحيم من قبل بعض مناضلي جبهة التحرير الأرترية من داخل مدينة كسلا بعد وصولنا إليها بعدة أيام وإقتياده عنوة إلى الميدان وذلك في محاولة يائسة هدفت لإستبعاد ذلك الفنان الكبير من المشاركة في الجولة الخارجية، وبالتالى التأثير على مجمل إنجازات الفرقة.

كان ذلك العمل مدعاة للذهول والإستغراب خاصة وأن العلاقة بين تنظيمي جبهة التحرير الأرترية وقوات التحرير الشعبية كانت في أفضل حالاتها بعد تجربة العمل العسكري المشترك الذي نتج عنه تحرير مدينة أغردات كما ذكرنا في الحلقة السابقة، وكنتُ ومازلت أؤمن بأن المسؤولين عن ذلك العمل هم مجرد أفراد من عضوية الفرقة الفنية التابعة لجبهة التحرير الأرترية وبعض أفراد جهاز أمن الجبهة، إذ يصعب التصور ان تتورط الجبهة، ذلك التنظيم الكبير والعريق، في عمل كهذا لأنه ببساطة عمل لاطائل منه ولا يجلب الا الإساءة والإدانة والتشويه.

وبما أن عملية الإختطاف قد وقعت داخل مدينة سودانية، فقد تدخلت السلطات السودانية لمعالجة الموقف من خلال إتصالات مكثفة أجرتها مع جبهة التحرير الأرترية ونتج عنها إعادة الفنان عثمان عبدالرحيم الى كسلا بعد أكثر من أسبوعين من تاريخ أختطافه ليلتحق بنا مرة أخرى دون ان يُلحق به أي أذى يُذكر.

‫ أحيت الفرقة خلال فترة وجودها في كسلا ثلاثة حفلات كبيرة على مسرح تاجوج، الذي كان يمتلئ عن اخره في كل عرض من عروض الفرقة، وكنا نلتمس من الجماهير السودانية والأرترية حماسا وتفاعلا منقطع النظير مع عروضنا الفنية والتراثية التي شاركنا في أدائها عازف جيتار فرقة بوليس كسلا العازف القدير خالد والذي أضفت مشاركتة قدرا كبيرا في روعة وجمال الأداء الموسيقي، فضلا عن كونها تعبيرا أصيلا وصادقا عن التضامن الشعبي السوداني مع الثورة الأرترية.‬

ومن الاناشيد التي راجت في ذلك الوقت نذكر نشيد يا شعبنا المغوار الذي كان يؤديه الفنان عثمان عبدالرحيم ونشيد أمشي على قدمي حافيا دون حذاء للشاعر المناضل سليمان كليم ومن الحان واداء الفنان ادريس محمد على وانشودة يا قماري رُدّي من شعر سليمان كليم ايضا وأدائي، كما راجت انشودة المناضل الفنان محمود عنقي بعنوان ارتريا عجي تا، وايضا لقيت اغاني وعروض الفنان محمد عمر عبلاي صدا كبيرا في ذلك الوقت.

ومن كسلا توجهت الفرقة الى الخرطوم وفيها توصلنا إلى إتفاق مع إدارة الإذاعة السودانية لتسجيل بعض أناشيد الفرقة في أستوديوهات إذاعة أمدرمان وتمكنا من تسجيل إنشودة واحدة لكل فنان من الفنانين التالية أسمائهم: إدريس محمد علي، عثمان عبدالرحيم، سعدية محمد سعيد، محمد عمر عبلاي، موسي صالح، محمود عبدالله، محمود عنقي وشخصي، ثم قامت الفرقة بإحياء حفلتين كبيرتين على المسرح القومي السوداني بحضور كبير جدا من قبل الجماهير السودانية ومن الارتريين المقيمين في العاصمة السودانية.

ومما يُجدر ذكره في هذا السرد ان أحد العازفين من أوكسترا الإذاعة السودانية وأسمه حبر سليم قد بادر بالتطوع في تدريب بعض أعضاء الفرقة على أساليب العزف على الة الكمنجة وكان يأتي لمكان إقامة الفرقة في الخرطوم يومياً لهذا الغرض.

وخلال أسابيع معدودة، إكتملت إجراءات السفر للخارج وحزمنا أمتعتنا وآلآتنا الموسيقية وأتجهنا صوب مطار الخرطوم لنستأنف برنامج الجولة الخارجية التي تقرر ان تشمل: العراق، قطر، أبوظبي، رأس الخيمة، الشارقة، مصر، الصومال واليمن.

نواصل بإذن المولى... في الـحـلـقـة الـقـادمـة

Top
X

Right Click

No Right Click