نداء لجمع أعمال الراحل رمضان قبري وتدوينها

بقلم الإعلامي الأستاذ: أحمد الحاج

تساهم الثقافة الشفوية السائدة وسط مجتمعنا الارتري الي ضياع الكثير من تراثنا وتفاصيل تأريخنا

السياسي والأدبي، فهناك الكثير من المبدعين ومن الشخصيات الوطنية ومن أحداث وقعت بالأمس القريب ولا نستطيع الالمام بتفاصيلها لعجزنا عن تدوينها وتوثيقها وسوف يكون الوضع أسوأ للأجيال القادمة، إدريس ودأمير علي سبيل المثال هو أشهر فنان شعبي بلغة التقري توفي بالأمس القريب مع ذلك ليس لدينا تفاصيل كاملة عن أعماله وبمرور الوقت قد يكون شخصية هلامية إن لم نبادر الآن في توثيق أعماله الأدبية والوطنية ونقلها الي مرحلة التدوين.

وينطبق ذلك علي مبدعين آخرين سواء بالتقري أو باللغات الوطنية الأخري، في عام 2007 قرأت نداء بمجلة "النهضة" للأخ/ حسن ودالخليفة يناشد الفنان محمود أحمد لوبينت لتوثيق أغاني والمسيرة الفنية للفنان الشعبي عبي عبدالله المتواجد بالسودان.

وقد أرسل بعض الأخوان من ملبورن للأستاذ/ لوبينت يدعمون النداء ويؤكدون علي القيمة الفنية والتأريخية لعبي عبدالله الذي يبدع الآن في نوع آخر من الفنون.

الشاعر المرحوم رمضان قبري مبدع آخر بلغة التقري والتقرنية أثري الساحة بالعشرات من القصائد المغني وغير المغني، علمت منذ فترة بوجود محاولة للتحقق من اشعاره التي تركها بخط يده وذلك قبل طباعتها بعد أن تضاف عليها سيرته وأعماله الآخري أو ما كتب عنه، وأنا أشد هنا من ايدي الأخوة القائمون علي هذه الخطوة وأتمني أن يثمر مجهودهم وأن يقابل بالتجاوب المحمود وأن يعلنوا عن الخطوة حتي يساعدهم من له أثر مكتوب عن الراحل أو سمع معلومات عنه، وكلما تحدثنا عن التوثيق والتدوين يقفز علي أذهاننا السؤال البديهي من يقوم بذلك؟ نعم ربما يحتاج الأمر الي جهد جماعي أكثر منه فردي وقد تكون مهمة المؤسسات الممولة أو المراكز المدعومة من الدولة، ولكن في الحالة الآرترية فإن إستبعاد دور السلطة القائمة لا يعفي المقتدرون والمبدعون والكاتبون من أخذ زمام المبادرة والمساهمة في ردم فجوة الثقافة الشفوية.

رمضان عثمان قبري مناضل إرتري قديم وهو من جيل الفنان ودأمير، توفي بالخرطوم عام 1997 وقد عاني في أيامه الأخيرة بعد أن أصبح مطاردا من السلطتين الإثيوبية والإرترية لإلتحاقه بمجموعة الخمسة المعروفة.. في زمن أنتشرت فيه الكتابة ووسائل التدوين يمكن بسهولة جمع كافة أعماله وهو من هذه الناحية أكثر حظا من ودأمير أو الفنان عمرود باشقير الذي تحول الي حكايات سمعها بعضنا من "الحبوبات".

أشكر هنا إبن شقيقة المرحوم رمضان قبري الأخ/ حامد حجاي وهو موجود معنا علي الفيس بوك الذي زودني بصوره وبجزء من قصائده بخط يده يذكر فيها بعض المدن والقري في بلده إرتريا وهي جزء يسير من مجموع قصائده التي تعد بالعشرات في عدة مجالات للوطن نصيب الأسد منها.

سنعرف من خلال التدوين الكثير عن الراحل سواء الجانب المبدع منه أو حتي سيرته الذاتية فبعد أن قمت بنشر ما كتبه عنه الأستاذ/ جابر سعيد "أرض الهرم" يوم 18 ديسمبر 2015 أتصل بي بعض الأخوان وأخبروني أنه عمل في إذاعة بمكة المكرمة كانت تبث برنامج ارتري.

إن توثيق حياة المبدعين في كل المجالات والشخصيات العامة والمناضلين والسياسيين الارتريين سيساهم في حفظ تأريخنا وتفاصيل أحداثنا الوطنية وسيعرف بوطننا للآخرين وللجيل الأصغر وهو عملية مهمة لبناء أرشيف وطني، وإن لم نقم به اليوم ستواجه الأجيال القادمة معاناة أشد في جمعه والتحقق من صحته.

Top
X

Right Click

No Right Click