إلى أين تتجه الأوضاع فى المثلث الارتري تقراى اثيوبيا؟ ١-٢

بقلم المناضل: حُمد محمد سعيد كُلُ - ديبلوماسي سابق ومحلل جيوسياسي

قيادات هذا المثلث عبر التاريخ كان ومازال همهاداءما السيطره بالتآمر والقوة على مقاليد الحكم

أبي أحمد علي و دابراظيون قبرميكائل

ولا يهم ضحاياه فهم داءما يتصارعون للانفراد بالحكم، انهم لا يعرفون النقاش ولم تطرق الديمقراطيه أبوابهم ولا يصرفون وقتهم للبحث عن الحلول التى تؤدى إلى السلام والأمن والاستقرار.

حكام يطلبون الطاعه وتنفيذ اوامرهم وتعليماتهم والا؟

الإمبراطور هيلى سالاسى حكم حكما مذلا للشعب وجعلت منه الكنيسه الأرثوذكسية شيئا مقدسا والسجود له.

ها نحن الان نسمع ان إبى أحمد يقول لبعض جلساءه من الأجانب انه جاء إلى الحكم فى إثيوبيا مبعوثا من العنايه الالاهيه لإنقاذ الشعب الإثيوبي.

رجل بهذا المفهوم ماذا تنتظر منه، انه يريد أن يطيعه الجميع وأنه بالتحالف مع المتغطرس حاكم إريتريا يمكن أن يحسموا الأوضاع معافى فترة قصيره.

هذه الحرب أن طال أمدها فلا ابو احمد ولا حاكم إريتريا يستطيع الصمود أمامها.

قديما كان الإمبراطور قد صمد أمام ضربات جبهة التحرير الاريتريه نتيجة للدعم الأمريكى والغربى السخى، كانت المعلومات توضح أن أمريكا كانت تقدم دعما إثيوبيا نصف ما كانت تقدمه لأفريقيا ثم توقف مع مجيءالعسكر، وتولى السوفييت النفقات ومعه اروبا الشرقيه على الجيش الإثيوبي ثم جاءت البروسترويكا والجلاسنوسيت فتوقف الدعم ومع الضربات القويه للثوار انهار الجيش الإثيوبي.

إدارة ترامب أوقفت الدعم لاثيوبيه وهو ١٣٥ مليون دولار، وحتى لو إعادته إدارة بايدن فلن يغطى نفقات الحرب أن طال أمدها .هناك مخاطر اخري يواجهها إبى أحمد ونظامه، ابو احمد على خلاف مع مصر والسودان حول موضوع سد النهضه وتصريحات وزير خارجيته المتغطرس، هل يتوقع ان يظل البلدين فى موقف المتفرج وابى أحمد يرفض الوصول إلى حلول مرضيه لكل الأطراف.

الأوضاع داخل لاثيوبيه نفسها غير مستقرة، انفجارات فى اديس ابابا، هناك حالة من عدم الرضى وسط قومية الارومو، وذا زلزلت الأوضاع فى إثيوبيا نتيجة لطول الحرب فإن قوميات الصومال والعفر و اقليم ولايتا سيبحثون حلولا لاوضاعهم، وإذا طال أمد الحرب وما زال الاقتصاد الإثيوبي فى طور النماء فسيواجه مخاطر كبيره، أما حسم الحرب بصورة سريعه سيجعله يتربع على عرش إثيوبيا طويلا، لكن عليه أن يفهم ما معنى امتلاء المستشفيات بالجرحى واحدة منهم مستشفى (بحر دار) والفضيحه الكبرى أم نقولها المأساة فى مطار (مقلى) حيث تمت إبادة ٣٠٠ من االكوماندو نصفهم من الاريتريين.

يا ابى أحمد الحرب ليس نزهه:

انا لم أرى أو اسمع عن اغبى سياسيين فى القرن الأفريقي مثلما رأيته فى قيادة (الويانى تقراى) هؤلاء الأغبياء كم سنحت لهم الظروف وخدمتهم الاوضاع.

إثيوبيا بكاملها أصبحت تحت إدارتكم. أقاموا حكم فيدرالي واجازو الدستور، لكنهم حكموا إثيوبيا بعقلية (تقراى الكبرى) ولذلك أضافوا بعض الاراضى إلى اقليم تقراى خاصة (الحمرا) وما زال عقلهم الباطنىلم يسمح لهم لرؤية الأمور الواقعيه، مازالوا يحلمون بتقراى الكبرى، ويحق لهم اذا حلموا بشكلها الحالى، لكنهم حلموا وتمادوا فى حلمهم ونكروا الاتفاق الدولى القانونى الحدودي الذى تم بين ايطاليا ومنيليك واقرته المنظمه الدوليه التى كانت قبل الحرب العالميه الثانيه، انهم يحلمون أن اكلوقوزاى وسرايى والبحر الاحمر حتى حدود مصوع هى تابعه لإقليم تقراى، وتنكروا لقرار المحكمه الدوليه فى (بأدمى)، ونسوا أو تناسوا أن قيام الثورة الاريتريه هو الذى اخرجهم من جبروت الإمبراطور هيلى سلاسى وطغيان منجستو هيلى ماريام.

أيها الأغبياء كانت لكم فرصا ضيعتموها، كانت المعارضه الاريتريه معكم فى اديس ابابا، كان يمكن حسم الديكتاتور وتأمين منطقة شمال تقراى، بعد كل هذا وضياع ١٣ عاما وجعلتم المعارضه تتسولكم فى اديس ابابا بعد كل هذا الأن يناشدون الاريتريين؟

وأود من قلبى أن لا يرى شعب تقراى مكروها لكنى اقول لقياداتهم فاتك الدرس ياغبى.

اتضح إنه لا يستحق جائزة نوبل، رفض التفاوض وتسبب حتى الآن في مقتل المئات ونزوح الآلاف.

تسببت المعارك الدائرة بين الجيش الفيدرالي ومليشيا إقليم الأمهرا من جانب والوحدات الخاصة ومليشيا إقليم تغراي من جانب آخر، تسببت حتى الآن في مقتل المئات من الجانبين. وتسببت أعمال العنف ضد منتمين للتغراي في بلدات إثيوبية مثل غوندار والمتمة إلى هروب الآلاف منهم إلى السودان بعد أن تعرضوا لأعمال عنف ونهب من منتمين لقومية الأمهرا.

هناك خطر كبير من أن تنزلق إريتريا إلى هذه الحرب حيث يؤيد ديكتاتورها أسياس حليفه ابي احمد بل غالباً هو شريك له في التخطيط لخوض هذه الحرب. سيتحجج الديكتاتور، إذا دخل الحرب، بالسعي لاسترداد بادمي وهذه حجة لن تكون مقبولة من الكثير من الإرتريين فبادمي حُكم بها لصالح إريتريا ووافقت إثيوبيا أمام شهود من المجتمع الدولي على هذا الحكم بتوقيعها على ما عرف باتفاقية السلام في سبتمبر 2018 في جدة. لذا ليس هناك داعٍ لخوض حرب يخسر فيها الشعب الإريتري المزيد من شبابه وموارده المالية ويضع فيها وحدة بلاده أمام خطر التفتت. المشاركة في هذا الاقتال الإثيوبي الداخلي، إذا تمت، ستكون لأسباب شخصية تتعلق برغبة الديكتاتور في تصفية حساباته مع جبهة شعب تحرير تغراي وليس لأمر يتعلق بمصلحة الشعب الإريتري.

رفض ابي أحمد حتى الآن الاستماع لدعوات التفاوض من الإيقاد، الأمم المتحدة وقوى دولية أخرى بينما طلبت قيادة جبهة تحرير شعب تغراي الوساطة في رسالة بعثت بها إلى الاتحاد الإفريقي. استمر ابي أحمد في تصوير المعركة الحالية للعالم بأنها عملية محدودة تهدف إلى جلب بعض الأشخاص إلى العدالة.

لكن من الواضح لأي مراقب أن الاقتتال الحالي سيهدد استقرار ووحدة إثيوبيا وسيتسبب في مقتل الآلاف وفي عمليات تطهير عرقي وتشريد ولجوء واسعة كما سيتهدد استقرار الإقليم كله وقد ظهرت بوادر كل ذلك بعد أقل من أسبوع من بدأ الاقتتال.

تتراجع صورة ابي أحمد التي اجتهد لرسمها لنفسها باعتباره رجل سلام ونصير للديمقراطية لصالح صورة أخرى عمل على رسمها لنفسه في الداخل متشبهاً فيها بأباطرة إثيوبيا: التوحيد القسري للقوميات الإثيوبية وإخضاعها للسلطة المركزية من خلال استخدام العنف المطلق. إذا نجح ابي أحمد في ترسيخ الصورة الثانية لنفسه في الداخل فهو حتماً سيخسر الصورة الأولى التي جعلته يبدو صانعاً للسلام، فصانع السلام لا يشعل حرباً.

المسألة لا تتعلق بمن أخطأ إنما بكيفية معالجة المشكلة.

* قمت بتعديل البوست في الجزء المتعلق بالجائزة لملاحظة وجيهة كتبها عبدالرازق.

Top
X

Right Click

No Right Click